صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الشيخ لم يمت

عبدالرحمن بن عبدالعزبز اليحيى
1/2/1425

 
الشيخ قتل ولكنه لم يمت، لم يمت لأن دمه سيضل يجري في عروق كل فلسطيني ومسلم، كل طفل، وكل شيخ، وكل امرأة، سيضل دمه روح تبعث الحياة في كل فرد أصابه الخوف والتردد من عدوه، وألهته الدنيا عن الآخرة، وحب الفانية عن الباقية.

* قتل الشيخ أحمد ياسين رحمه الله وهو خارج من المسجد، بعد أن صلى الفجر في جماعة، ومن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله.

* قتل الشيخ في مستهل يوم الاثنين ويوم الاثنين يوم من أيام الله المباركة التي ترفع فيما الأعمال.

* قتل رحمه الله بعد جهاد وصبر ومصابرة على النفس أولا، وما بها من ضعف ومرض، وعلى جهاد مع عدو ظالم خائن، لا يرعى العهود ولا المواثيق.

* قتل الشيخ وهو على كرسيه المتحرك، لا يحرك من أعضائه إلا رأسه - فكان من المرفوع عنهم الحرج - ولكنه صنع بدعوته، وجهاده، وصبره، من شباب فلسطين الحبيبة رجالا، مجاهدين، مقبلين غير مدبرين، يحرصون على الموت كما يحرص عدوه على الحياة، فأصابوا العدو من حيث لا يحتسب.

* قتل الشيخ وسيضل دمه نار ونور، نور لهذا الجيل المقبل، العائد لربه المتمسك بدينه، الذي نفض يديه من كل حلول استسلامية، أو عصبيات قومية، نور سيضيء درب البراعم الواعدة المتطلعة للنصر والعزة، ونار على كل عدو يتربص بهذه الأمة، وكل مستسلم بخوار الذلة.

* تمنى الشيخ الشهادة، وسعى إليها، بعد أن أدى واجبه، فجاءت إليه على قدر من الله، وكل هذه مبشرات في ميزان الشيخ، وهو على خير عظيم إن شاء الله، نسأل الله أن يكون مع الشهداء عند ربهم في جنات ونهر.

و كان اغتيال الشيخ متوقعا في أي لحظة وساعة، وخاصة بعد تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي موفاز عندما قال : "إن القضاء على حماس هدف استراتيجي"، إن الهدف من اغتيال الشيخ هو قتل الروح المؤمنة الواثقة، والقضاء على العزة والشموخ، وسلبها من نفوس أبناء فلسطين، الذين استلهموا من روح وجهاد وصبر الشيخ، القدوة الصالحة والأسوة الحسنة.

إن العدو لا يقرأ أحداث التاريخ، وإذا قرأ لا يفهم، إن قراءة تاريخ الأمة الإسلامية ولو قراءة عابرة بسيطة، تدلنا على أن هذه الأمة كالشجرة الطيبة المباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء، لا تهزها الرياح، ولا تقتلعها العواصف، وكلما قطع منها غصن قويت وزادت صلابتها، ولو تتبعنا الأحداث لوجدنا الأمثلة كثيرة لا يمكن حصرها في مثل هذه المقالة ويكفي أن نضرب مثالا على ذلك :

مات القائد الأمير الصالح نور الدين زنكي فجاء القائد صلاح الدين الأيوبي، ومات ابن تيمية وحيداً في سجنه فنشاء جيلا حمل فكره ونشره في أرجاء الأرض، وقتل الشيخ حسن البنا فعمت الصحوة بقاع الدنيا، وعاد الناس على ربهم أفواجا.

إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا..

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

المصدر : موقع المسلم
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أحمد ياسين
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل