صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خطبة عيد الفطر 1430

عادل بن عبد العزيز المحلاوي

 
الحمد لله الكريم المنان , المتفضل بالإحسان على الدوام , شرع الشرائع وأحكم الأحكام , أحمده من علينا بمنن لم يعطها قبلنا من الخلائق والأقوام , فكتابنا القرآن خير كتبه وأحسنها تفصيلا وإحكام, ونبينا سيد ولد آدم , ورسول الثقلين الأنس والجان , أتم علينا النعمة بالصيام وأباح لنا الفطر اليوم إيذاننا بعيدنا أهل الإسلام , واصلي وأسلم على النبي المصطفى والرسول المجتبى , سيد ولد عدنان , من صلى وصام وأحسن وقام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أولي النهى والإقدام .

أما بعد فأوصيكم أيها الناس بتقوى الله فإن من اتقى الله وقاه , ومن توكل عليه كفاه
يوم عظيم أغر , يفرح فيه أهل الإسلام ويُغاض فيه أعداء الملة والكفران , تُوهب فيه العطايا , وتجزل فيه الهبات , يُغبط فيه أهل الطاعة على التوفيق , ويبكي فيه أهل الحسرة على التفريط ,
يوم أزهر تُضاء فيه قلوب المؤمنين , وتُرفع فيه الدعوات , وتُقال فيه العثرات , السعادة بادية على الوجوه , والفرحة تملأ القلوب , فاللهم أتمم علينا النعمة بالقبول , وارزقنا من فضلك ما يُغنينا عن كل مخلوق
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيها المسلمون

لقد من الله عليكم بنعمة الإسلام , وخصكم برسول الهدى محمد عليه الصلاة والسلام ,
شرع لكم شرائع كاملة , ودلكم إلى طرق قويمة , وسبل رشيدة (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج:78)
فاحمدوا الله على هذه النعم واشكروه على هذه المنن , واعلموا رحمني الله وإياكم أن أعظم الدلائل على الشكر, وأصدق البراهين على العرفان , تأدية الأوامر كاملة موفورة بصدور منشرحة وأفئدة طيبة راضية , وليعلم كل عامل أن عمله لنفسه وأن كل كادح سيجد كدحه ويلاقيه قال تعالى( يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ) (الانشقاق:6)
غدا توفى النفوس ما كسبت *** و يحصد الزارعون ما زرعوا
ان أحسنوا أحسنوا لأنفسهم *** و ان أساؤوا فبئس ما صنعوا

والعبد الصادق في عبوديته لربه , هو المستجيب لمولاه , لأنه يعلم أنه إنما خُلق للعباده , وأن الله قد هيئ له من أسبابها مما هو حجة عليه , ومن رحمة الله أن أجعل العبادات ميسورة على العباد , ليس فيها حرج ولا مشقة ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدين من حرج ) آلا وإن من أعظم الأمور , وأعظمها ثوابا , الصلوات في أوقاتها فهي أعظم الطاعات , وأحسن القربات , وتركها أو التفريط فيها خطر عظيم على الإنسان ( فلا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة )
كم تكاسل متكاسل عن الصلاة ،وفرط فيها من مفرط ،حتى إذا قدم على ربه وسُئل (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) فكان الجواب (قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) (المدثر:43)

أي شغل قد أشغل الظلوم لنفسه به عنها , وأي فائدة جنى من تركها , وكأني به اليوم يتحسر على التفريط على ما فات , فقل لي بربك يا من فرطت في الصلاة وتساهلت عن أدائها , أي عمل أخرك عن الصلاة , أي سبب دعاك إلى تركها والتهاون فيها , وماذا استفدت منه هذه اللحظات؟

فليرحم نفسه كل تارك ومفرط بالصلاة فإن عذاب الله أليم , وعقابه شديد فقد توعد الله من تركها أو فرط فيها بالنكال , فقد قال الله تعالى محذرا (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم:59)وهو العذاب الذي لايُطاق قال كعب الأحبار : غيا واد في جهنم لو سُيرت فيه جبال الدنيا ذابت من حره
ولكن من رحمته أن جعل له الباب مفتوحا ليعود وتنيب , ويستعتب ويرجع . فقال (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً) (مريم:60)

فاجعل صلاتك أهم مهماتك في الحياة فهي السبيل إلى النجاة

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

عباد الله /
أدوا زكاة أموالكم فهي قرينة الصلاة في القرآن , وإن كثيراً من الناس قد وجبت عليه الزكاة ولجهله لا يعلم ، أو لبخله لا يفعل .
فمن ملك مالاً بلغ النصاب فقد وجبت عليه الزكاة ,فالموظف إذا كان يدخر مالاً نظراً شهراً فزكى ما عنده .,والمرأة تزكي ذهبها خروجاً من الخلاف ., ومن ملك أرضاً بنية التجارة وجب عليه أن يقومها كل عام ويخرج زكاتها ., وليحذر كل بخيل فقد توعد الله من كنز ماله بالعذاب فقال ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)(التوبة: من الآية34)
وصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: \"أن كل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز، يعذب به صاحبه\"
واعلم أن المال غادٍ ورائح وما خلفته ورائك سيستمع فيه بنوك وتبقى مرهوناً تلحقك الحسرة على التفريط , وكن على يقينٍ أن الصدقة تنمي المال وتزكيه , فلا ينقص منه شيئا بل هي سبيل للزيادة والنماء
الله أكبر,الله أكبر, لا إله إلا الله ,الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

أيها المسلمون
جاء العيد ليقول للنفوس المتنافرة ,كفى خصام وهجران ، كفى إعراض ونكران
جاء ليذكرها بقول الله تعالى (ا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)(الشورى: من الآية40)
فيكفيك يا من عفوت وصالحت أن أجرك على الله , فكم ستنال من خيرات , وكم ستُرزق من هبات
جاء ليذكر المتخاصمين العاملين بالليل والنهار والمجتهدين بالطاعات ، ويقول لهم استيقظوا فقد تُرد عباداتكم , ولن تُرفع للعلام أعمالكم
فقد جاء في الحديث .. (تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين و يوم الخميس ، فيغفر فيها لكل عبد لا يشرك بالله شيئا ؛ إلا رجلا كانت بينه و بين أخيه شحناء ، فيقال : انظروا هذين حتى يصطلحا)صحيح الجامع
فاجعل هذا اليوم المبارك يوم إزالة الخصومة والشحناء واغتنم هذا اليوم الأغر ليكون تطهير القلوب من الأدران
أكمل فرحة قلبك وادخل السرور على أحبابك بالتلاقي والتصافي وابــــشـــر براحة النفس , وجميل الذكر بين الناس
الله أكبر,الله أكبر, لا إله إلا الله ,الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

أيها المسلمون /
الذنوب خطرها عظيم وشررها مستطير قد بدت نُذرها تظهر بالزلازل وانتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة ، التي وقف أمامها البشر عاجزون ،لتكون آيات للعباد مُخوفات حتى يستعتبوا ويتوبوا ويرجعوا إلى ربهم قال تعالى(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41)

ولا تستهن ..أيها العاصي بذنب فربما كان في نظرك صغيراً ،ولكنه عند الله عظيم
وأثر الذنوب وخيم على العبد فينبغي له الحذر فهي , تظلم القلب وتقسيه وما ضُرب العبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب ,وهــي تمنع الرزق وتُحرم التوفيق ومن أخطر آثارها حرمان الطاعة ، فيقطع عليه الذنب طاعات كثيرة كل واحدةٍ منها خير من الدنيا وما عليها ،،إلى سلسلة لا تنتهي من الآثار على العبد في الدنيا قبل الآخرة فينبغي للعبد الناصح أن يحذر منها ، آلا وإن من أكثر المعاصي انتشاراً , وأعظمها خطرا على الإنسان , معاصي الشهوات التي عمت وطمت وتفشت في المجتمع ، بسبب انتشار وسائل الإعلام المتنوعة مابين قنوات فضائية فاضحة , ومواقع إباحية منتشرة على شبكة الانترنت ،إلى سهولة الوصول إلى الشهوات عن طريق الاستخدام السيئ للجوالات ، وهذا مما يجعل الأب وولي الأمر يكون أكثر حرصاً على أبنائه وبناته من ذي قبل

فإن المصائب قد حلت في فئام وكثرت في أقوم فكان من نتاجها المُر ظهور أمراض مزمنة ، وفساداً في معايش الناس قد تعكرت به عليهم الأمور , وتضايقت بسببه النفوس

فالوحى الوحى أيها المذنبون ،، والنجى النجى أيها المقصرون ، قبل أن تحل بالعبد التعبات ، ويطلب العود فلا يُجاب .قال تعالى :

(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ*لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (المؤمنون:100)
وأبشروا برحمة الله لمن أقلع عن الذنب وأناب , وعاد إلى مولاه تائبا مستكان , فقد بُشر بالمغفرة إن كان صادقا , وتكفر عنه السيئات تقضُلا قال تعالى(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53)

الله أكبر,الله أكبر, لا إله إلا الله ,الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

عباد الله وكما أن للمعصية شئومها الخطير على الإنسان ، فإن للطاعة بركاتها لصاحبها في دنياه قبل أخراه ,وقد رأيت أيها المؤمن بعض أثرها في شهر رمضان ، فكنت تشعر بالراحة، والطمأنينة ،والبركة في يومك وليلك الذي كنت تطيع الله فيه ربك
فيا لله كم من ختمة ختمتها.. ؟؟
ويا لله كم ركعة بين يدي ربك ركعتها , وكم من سجدت في ظلمة الليل تلذتت في فعلها؟؟
كم من مال أنفقته؟؟ ، وكم من معروف صنعته ؟؟ ، وكم من همّ كان في النفس زال ؟؟ , وغم من الفؤاد مال ؟؟
كل هذا من أثر طاعتك وجنة معجلة كانت لك ، فاستدم يا رعاك الله هذه الفضائل ، واحرص –أيها المؤمن على تلكم المكارم ،فهي النافعة لك في قبرك ، ويوم حشرك بعد بعثك .
وهي التي تثقل لك الميزان , وتبيض وجهك بين يدي الديان

استدم على أداء الصلاة في وقتها ، واجعل لك ورداً من القرآن ، وخصص جزءاً من الليل للقيام ، وتصدق ببعض مالك تجارة مع الملك العلاّم ..

واعلم أن رب رمضان هو رب شوال وسائر الشهور ، وأن الحسنات تُضاعف من الكريم سبحانه في كل وقت وأن لقد علمك رمضان أن زمن الطاعة يسير كمدة شهر رمضان ,
فكما انتهى عليك رمضان فستنتهي دنياك وترحل إلى دار الحساب والجزاء فانتقل بخير حال
الله أكبر,الله أكبر, لا إله إلا الله ,الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمون /
الحياة تجر إلى الموت ، والغفلة تقود إلى الفوت ،و الآمال خادعة كالسراب غر من رآه ، واخلف من رجاه .
واعلموا أنه لا عز إلاّ في الطاعة ، ولا كرامة إلاّ بسلوك طريق الإستقامة ، وقد غرت الدنيا فئام ، وخدعت أقوام ، حتى أردتهم الهاوية ، وندموا ولات حين مناص ،وإن في سرعة الأيام معتبر, وفعلها في الأنام مدكر , ليل يتبعه نهار , ونهار يكشف الظلمة عن الأبصار , آيات بينات من رب الأرض والسموات , فيها الدلالة على زوال المرء من دنياه ,
وأن(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) (الرحمن:26)
فخذوا من أنفسكم لأنفسكم ، ومن دنياكم لآخرتكم ، واحذروا مفاجآت الأيام ، ومخادعة الأقران
فاليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل )يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ*مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) (غافر:40)

الله أكبر,الله أكبر, لا إله إلا الله ,الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها الآباء أيها الأمهات /
إن مهمتك في الحياة جليلة , ومسؤوليتكم لتربية النشء عظيمة , خصوصا في زمن الفتن هذا , كونوا على يقين بطهارة فطر أبنائكم إذا حافظتم عليها من التغير , وحميتموها من التبديل , فهي قد جُبلت على الطاعة , وخُلقت على الاستقامة , ولكنها تجتالها الشيطان , وعندها تكون مهمتكم تعظُم , وأمانتكم تكبُر في الدفاع .
ولقد أجلب أعداء الأمة بقوتهم كلها ووجهوها تجاه الأبناء ليجعلوهم يتفلتون من أوامر الشرع المطهر بتزيين الباطل الأسود , وتشويه صورة الحق الأبلج , فتمرد من أُهمل , وضل من غُفل عنه , زينوا للشباب تقليد الكفار فصارت صورا محزنة للأبناء , وجملوا للمرأة الباطل ليخرجوها من بيتها ويرفعوا عنها حجابها، فاستجاب لهم البعض بما نراه من التساهل في اللباس وغطاء الوجه والخروج الكثير والتسكع في الأسواق
ألا فاعلموا أيها الآباء أن المسؤلية عظيمة والتبعات خطيرة إذا ما تساهل المرء في هذا ,.فاحذروا من التساهل واجتبوا التفريط والتشاغل ، تعيشوا كرماء وتحيوا أوفياء , أيتها الأم المؤمنة أنتي الأم المباركة التي يتخرج على يديها الدعاة والعلماء والعباد والزهاد والنافعين لأمتهم ..
اجعلي هدفك السامي إخراج جيلاً صالحاً مصلحاً ، وستقر عينيك بولدٍ صالــحٍ في دنياه نافعاً لمجتمعه وأمته ...
حتى إذا ما وُسدت التراب لحقت تلك الدعوات المباركات فلحقت الخيرات , وإذا أُدخلت الجنة رُفعت لك الدرجات (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) (الطور:21)

الله أكبر,الله أكبر, لا إله إلا الله ,الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

وأيتها الفتاة المصونة لعلي أخصك اليوم بالخطاب لأن سهام الأعداء قد وجهت إليك تريد الضرر بك فاحذريهم , احذري الهاتف والجوال , وابتعدي عن المحادثات على الشبكات , فكم جرت على أهلها من ويلات , وألحقت بهم من تبعات وحسرات , واعلمي أنه كلما كانت الفتاة كاملة
في حجابها , ولزمت كثيرا بيتها كان ذلك لها أرضى عند ربها , وصارت كاملة في أعين الناس
ايها الأبن البار , ويا أيتها البنت الكريمة , لتعلملوا أن المسؤلية فردية وأن الحساب لكل واحد على حدة . قال تعالى وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً) (الاسراء:13)
انظروا في صور الصالحين والصالحات من الشباب والفتيات فكونوا مثلهم , ونافسوهم في طلب مرضاة الرحمن , لتعيشوا حياة طيبة , وتُرفع عند ربكم الدرجات
الله أكبر,الله أكبر, لا إله إلا الله ,الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه كان للأوابين غفورا

الخطبة الثانية
أيها المسلمون /
ابــتــهــجــوا بعـيـدكـم وافــرحــوا به ، واشــكــروا الله عــلى نـعـمـه وشــرعـه ..
فرح الصحابة رضي الله عنهم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ولعبوا بين يديه ، ففسح لهم وقال \"خذوا يا بني أرفدة ! حتى تعلم اليهود و النصارى أن في ديننا فسحة\"السلسة الصحيحة
وأكمل الفرح ما كان منضبطاً بشرع الله بعيداً عن المحرمات وتجاوز الحدود ..
استديموا يا أهلنا على ما نشأتم عليه من التزاور والتراحم والتصافي ، وإظهار الود ..
ما أجمل البيوت وقد فُتحت أبوابها لأفواج الزائرين , وعُطرت بعبير المستقبلين
وما أبهج النفوس وهي ترى الأيادي تتصافح والابتسامات تتعالى على الوجوه في الطرقات والبيوت , علامة على تصافي القلوب , فاللهم أدم الود بيننا وتقبل عملنا وجازنا عليه خير ما جازيت به العاملين

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
وقفات مع العيد
  • فلاشات العيد
  • عيد الفطر
  • عيد الأضحى
  • أفكار دعوية
  • أحكام العيد
  • مـقــالات
  • قصائد
  • أعياد الكفار
  • الصفحة الرئيسية