اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/mktarat/alzawaj/253.htm?print_it=1

لعله عائداً من عمله متعباً ..

محمود القلعاوى *

 
بسم الله الرحمن الرحيم


جلس سعيد يتذكر أولاده وزوجته فى قطار عودته وكله شوق بعد طول غياب عن زوجته وأولاده فقد تذكر هذه الجلسات الحانية الرقيقة ، ولكن كم كانت الفاجأة التى نزلت عليه كصاعقة من السماء فبعد ما فتح باب شقته وجد السكون يخيم على المكان والمان ، أين زوجتى وأين حسام ولدى وهاجر ابنتى ، لقد كان الجميع نائماً ، رباه أيعقل هذا ، لماذا لم يكون فى إستقبالى بعد هذه الغياب الطويل ، لقد كنت أمنى نفسى بوقت جميل اقضيه مع زوجتى بعد عظيم شوق وطول غياب ، وأخذته الأفكار يمنة ويسرة ، وكان أمام موقفين له أن يتخذ أحدهما أن يلتمس لها عذراً -لم يتصل بها ليخبره ، كانت طوال يومها منهكة فى أعمال البيت بعد عودتها من عملها المرهق ، وأما الموقف الثانى فكان غضبة شديدة وحزن أشد وألم أشد وأشد يبنى بكل هذا أسوار وأسوار بينه وبين زوجته ، لماذا لم تتهياً لى ، لماذا لم تنتظرنى ؟! واختار سعيد الموقف الأول ليكون سعيداً فى بيته فقد علم وتعلم أن إلتماس العذر أمر فى غاية الأهمية لسير الحياة ، ومضى اليوم وانتهى الموقف وخرج سعيد غانماً بيته ووقته وهدم حائطاً كان فى طريقه للبناء بينه وبين زوجته .

لكم هو رائع أن يكون إلتماس العذر سبيل للتعامل من الأزواج
، لعله عائد من عمله متعباً فلم ينتبه لثيابى ، لعلها لم تنتبه لموعد عودتى فتأخرت فى إعداداها الطعام ، ماذا لو كانت مثل هذه الكلمات ومثل هذه الروح هى السبيل فى تعاملاتنا ، واذكرك بأصل وضعه النبى صلى الله عليه وسلم :- ( التمس لإخاك عذرا إلى سبعين عذرا ) فقبل أن نصدر الأحكام لابد أن نقدم الأعذار .


من كنوز العارفين ..


قال الفضيل ابن عياض :- " الفتوة :-
العفو عن عثرات الإخوان " ، وأما ابن المبارك فيقول :- " المؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم " ، ويقول الإمام الشافعي :- " من أراد أن يقضي الله له بالخير فليحسن الظن بالناس " ، وقال أحد الحكماء :- ( فما وجدت طريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه، فأحسن الظن بمن حولك وإياك وسوء الظن بهم وأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم، فتحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب ) .


أيعقل أن نملة تسبقنا ؟!


أيعقل أن تلتمس النملة العذر ونحن لا ؟!
لقد قالت :- ( وهم لا يشعرون ) قالتها بعد صيحتها لبنى جنسها النمل :- ( يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يَحطِمَنَّكُم سليمان و جنوده ) لقد إلتمست لبنى الإنسان عذراً فى جرمهم الذى قد يرتكبوه من غير شعور منهم لصغر حجمها وضآلته .
أيها الزوج الحبيب .. أيتها الزوجة الكريمة لنغلق علينا أبواب من مشكلات لا تنتهى بلعل ، بإلتماس العذر ، بربما لم ينتبه ، لمثل هذا الكلمات وبغيرها نعش سعداء ..



* مدير تحرير موقع منارات ويب للعلوم الشرعية .


 

البيت السعيد

  • قبل الزواج
  • البيت السعيد
  • لكل مشكلة حل
  • أفكار دعوية
  • أفراح بلا منكرات
  • منوعات
  • تربية الأبناء
  • دعوة الأسرة
  • الصفحة الرئيسية