صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الليبرالية.. بوابة لكل عدو

خالد الغنامي


بسم الله الرحمن الرحيم


كيف لي أن أنتقد الفكر الليبرالي اليوم وقد كنت أحد المعجبين به؟ يبدو لي أن هذه الجزئية لا تستحق الإطالة، فقد وقف أبو الحسن الأشعري موقفاً مشابها عندما وقف في المسجد بعد أربعين من انتمائه للمعتزلة، ثم قال مخاطباً المصلين: «أيها الناس من كان منكم يعرفني فقد عرفني ومن لا يعرفني، فأنا أبو الحسن الأشعري وإنني قد رجعت عن الاعتزال».
الليبرالية مغرية في ملابسها الخارجية وخلاخلها، ولا شك أنها ستظل تغري كل مفكر حر قلق متسائل.
بل وكل شاب وشابة ممن يبحث عن الأجوبة بنفسه بعيداً عن قيود التقليد والتبعية.
إلا أن من عرفها كمعرفتي بها يدرك أن مظهرها الداخلي عندما تلقي ملابسها، شيء في غاية البشاعة.

هل انتقادي لليبرالية من باب نقد الذات ومحاولة إصلاح البيت من الداخل؟ جوابي هو لا.
إنما هو وداع مفارق مبغض للزيف والخديعة، فالليبرالية قد تبدت لي كمشروع يسعى بأساليب ملتوية لتدمير هذا الوطن. كيف؟

لقد بدأ تشكل الفلسفة الليبرالية في القرن السادس عشر في إنجلترا وهولندا. وكان معناها في البداية حرية التجارة بعيداً عن سلطة الملوك الذين كانوا يفرضون ضرائب جشعة على التجار.
ثم تطورت شيئاً فشيئاً لتكون ثورة على رجال الدين وسخرية منهم، كما كان يفعل الفرنسي فرانسوا فولتيير، والذي كان اتباعه يطيرون كل مطير بكتاباته التي تسخر من كل شيء، لكنها لا تقدم أي شيء.
ثم انتهت الليبرالية بتشكل النظام الرأسمالي الربوي الذي كرس طبقية شنيعة أسوأ من طبقية زمن الاقطاع.
عندنا في المملكة، دخلت الليبرالية كمنتج مستورد من الخارج ليدخل من جمارك التنوير الديني.
فالكاتب الإسلامي الذي يدعو لتطوير الفقه وإخراجه من مدرسته القديمة، يعتبر عند البعض ليبرالياً، بنسبة ما. ولذلك كثر المنتسبين إليها واستطاعت أن تخترق المشهد الثقافي بسبب هذه «الخطة الحِرباوية» وهذه الهلامية التي تجعل تسليط الضوء عليها صعباً والانخداع بها سهلاً.
ثم أصبحت الليبرالية بوابة لكل عدو كاره لمجتمعنا ساعٍ لتفتيته. فكل من يكره شخصيتنا ومذهبنا ومنهجنا وديننا، لم يكن يحتاج إلا أن يقدم نفسه على أنه «ليبرالي» لكي يأخذه الليبراليون بالأحضان ويوجهون له الدعوات ليكون واحداً منهم، واحداً من المثقفين المتحررين من التقليد، المحبين للحياة والإنسانية الخ.
لكن عندما تكشفت الأمور عند من تكشفت لهم، وأنا منهم، فإذا بكثير ممن يدعي هذا اللقب باعتزاز كبير ليس سوى عدو موالي لأعدائنا، بل واحد من اتباع مخلصين لهم. ولعل أولى تلك الصدمات في الليبراليين المزعومين هو خروجهم في 2006 يطبلون ويهللون لحزب الشيطان الذي يسمي نفسه كذباً وزوراً «حزب الله» بدعوى أن حزب نصرالله هو الحزب المسلم الذي تحدى إسرائيل وصمد في وجهها. هذا التمجيد المستمر للصفويين، وهذا القدح المستمر فيما يمثل هويتنا والمذهب السني تحديداً، مثل (صحيح البخاري – عمر بن الخطاب – السلفية – الوهابية) جعل المشهد يشبه السهم الصاعد والسهم النازل عند مرتادي المنتديات الليبرالية على الشبكة العنكبوتية. وهذا ما يجب أن ينتبه له كل غافل، أن هناك من يحاول أن يمسخ هويتك أنت، لكي تكون صيداً سهلاً له هو.
وما حل بعراق العرب منذ 2003 إلى الآن هو نموذج حي لنتائج الليبرالية التي أتحدث عنها هنا. لقد أسقط صدام حسين وحوكم وأعدم باسم الليبرالية والتحرير من الطغيان والانتصار لحقوق الإنسان. ليحل محله هؤلاء الصفويون الذين جعلوا الوضع في العراق أسوأ بكثير مما كان في زمن صدام.
من حق الباحث أن يناقش ويدرس أي ظاهرة أو أي مذهب، لكن بشرط الحياد والعلمية. والحياد والعلمية لن تراها وأنت تزور المنتديات الليبرالية على الشبكة العنكبوتية، بل سترى أنك في حصن معادٍ لكل ما تعنيه لك هويتك. أما شبابنا، فستجد أنك أمام مجموعة من حاطبي الليل، ومن المعلوم أن حاطب الليل تلتوي الأفعى في ساقه وهو لا يدري.
مشكلة الليبراليين السعوديين الحقيقية تكمن في أنهم لا يملكون القدرة على الانطلاق من الذات. لا بد أن يكون تابعاً.
كيف ينطلق من الذات وقد انفصل عن هويته؟ فلو قلت مثلاً أنك تريد أن تكون ليبرالياً لكنك تريد أن تبقى عدواً لإسرائيل وتحلم باستعادة فلسطين، فإنه سيقال لك إن هذا غير ممكن، لأن هذه أحلام إسلامية محافظة وليست ليبرالية. إذن لا بد أن تكون تابعاً بالكامل للمشروع الصهيو أمريكي وإلا فلن تكون ليبرالياً حقيقياً.


نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٩٤) صفحة (١٦) بتاريخ (٠٧-٠٣-٢٠١٢)

 



دبابة الليبراليين
خالد الغنامي
 

لامني بعض الأصدقاء بقوله إنني قسوت على الليبراليين عندما وصفتهم بأنهم بوابة لكل عدو، وأنهم لا يستحقون تلك القسوة، وأن الوضع ليس بالخطورة التي صورتها فيما يتعلق بما يحدث في البحرين والعراق.
وتعليقي على ذلك هو الآتي.
كون شريحة كبيرة من الليبراليين السعوديين لا همّ لهم ولا مشكلة سوى أنه يريد أن يتعشى في مطعم مع عشيقته دون أن تزعجهما «الهيئة» ولا يرى أذى يضايقه سوى الإسلاميين والصحوة، لا يعني أن المشروع الليبرالي يقف على عتبة هذه الرغبات التافهة.
نعم، هؤلاء الشباب ورغباتهم التافهة تلك، يمكن استخدامهم كمطايا للغرض الكبير، لكنه هو وأحلامه ليسا القضية.
دعونا نسمي هذا النوع من الليبراليين بـ»أبو عَشاء» لأننا سنعود له.
عندما تنظر في المآلات، تجد أن الليبرالية قد تعرجت في خطين واستخدمت لخدمة أجندتين، فهناك الليبرالية التي تخدم المشروع الصهيو – أمريكي، وهناك الليبرالية التي تخدم المطامع الإيرانية في المنطقة العربية وكلاهما حاضر بقوة. دعونا نحلل هذه الجزئية بتركيز ونترك الأسئلة مفتوحة للجميع، هل هما خطان فعلاً؟
عندما تنظر فيما حل بالعراق، ينتابك شك عميق في دعوى التناقض بين التوجه الأمريكي والتوجه الإيراني.
فلطالما سمعنا أن هناك خلافاً أمريكياً حاداً بين أمريكا وإيران. ولطالما سمعنا أن أمريكا ستوجه ضربة عسكرية قاتلة لإيران.
لكن هذه الضربة التي يقولون في كل عام إنها ستأتي لا محالة، لم تأت ولن تأتي. ويبدو لي أن الحقيقة على العكس من ذلك تماماً. لقد غزت أمريكا عراق العرب واحتلته وأنفقت أموالاً غزيرة وفقدت أرواح كثيرين من جنودها، وتكلم الناس في نواياها. ثم بعد كل هذا سلمت العراق لإيران لكي تبتلعه بهدوء وتمتع كبير ونحن ننظر، ابتلعوه ولا حيلة لنا سوى الفرجة.
هل هذه هي الضربة القاتلة التي كانوا يتحدثون عنها؟!
إنها مكافأة ضخمة لا توهب إلا للأصدقاء والأحباب، وليست عقوبة على الإطلاق.
وهاهي «العراق الإيرانية» ترد التحية بأجمل منها لأمريكا والدول الغربية، وذلك من خلال تصدير العراق لثلاثة ملايين برميل من النفط العراقي. ابتدأ هذا في الأسبوع الماضي في سابقة لم تحدث منذ عام 1979. وهذا بطبيعة الحال سينعكس على أسعار البترول سلباً بحسب مبدأ العرض والطلب.
هذا ما يريدونه هم من الليبراليين، لكن ماذا يريد الليبراليون النخبويون؟ ما هو حلمهم؟
قال لي أحدهم مرة إنه يحلم أن تتحول بلاد العرب لشيء يشبه أمريكا، يقصد أن النظام هناك يكفل المساواة وتوفير الخدمات لكل المواطنين بعكس بقاع كثيرة في عالمنا العربي.لكن، يخطئ الليبراليون العرب عندما يتصورون أن أمريكا تريد أن تصبح بلاد العرب مثل أمريكا. فالقضية بالنسبة لهم تدور فقط حول البترول لا الإنسان العربي وليس هناك همّ تعيشه أمريكا والغربيون سوى سعر البرميل!
ماذا عن منظري الليبرالية، ماذا يريدون؟
دعونا نحن وصاحبنا «أبو عشاء» ننظر فيما يقوله شاكر النابلسي أحد كبار «الليبراليون الجدد» وهو كاتب أردني حاضر في المشهد الثقافي السعودي منذ الثمانينيات ويقيم الآن في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أولانا في السنوات الأخيرة عناية كبيرة بحيث خص السعودية بكتاب له صدر منذ سنتين اسمه «الليبرالية السعودية بين الوهم والحقيقة». يقول هذا الكاتب في كتاب آخر له واصفاً للعرب طريق الخروج وأسباب النجاة للخروج من الحكم الديكتاتوري:
«لا حرج من أن يأتي الإصلاح من الخارج، ولكن بالطرق الديبلوماسية، والمهم أن يأتي سواء أتى على ظهر جمل عربي، أو على ظهر دبابة بريطانية أو بارجة أمريكية أو غواصة فرنسية».
بطبيعة الحال فإن شاكر النابلسي لم يكتب هذا الكلام في كتبه ومقالاته التي تنشر في الصحف السعودية، وإنما قاله في كتاب «الليبراليون الجدد» الذي نشره في عام 2005 كتبرير لممارسة الأمريكان في المنطقة. فهل هناك خيانة أكبر من هذا التصريح؟! وإذا كان الليبراليون قد تخلوا عن الإسلام، ألا يجب أن تبقى لديهم ذرة من عروبة أو رجولة؟!
إذن، شيخ الليبراليين النابلسي يريد الدبابة الغربية أن تغزونا ولا يهمه بتاتاً عدد الأطفال الذين ستسحقهم تلك الدبابة ولا الأرواح التي ستزهقها. ما يهمه فقط هو رضا أسياده في واشنطن وأن يدون اسمه في تاريخنا العربي كفيلسوف التنوير وشبيه فولتيير وعدو الظلامية والتخلف.
لسوء حظه فإن هذا لن يحدث، ففلاسفة التنوير، بغض النظر عن اختلافهم في موقفهم من الدين، كانوا يهدفون إلى المصلحة الوطنية للأرض التي ولدوا فوقها ولم يكونوا قط أتباعاً للأعداء.


نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٩٧) صفحة (١٦) بتاريخ (١٠-٠٣-٢٠١٢)

 



سدنة المعبد في المنتديات الليبرالية
خالد الغنامي
 

من يقف وراء بعض المنتديات الليبرالية؟ سؤال يحتاج منا جواباً. دعوكم من أولئك الشباب الضائعين الذين يقفون في الواجهة. هؤلاء مساكين لا يملكون عقلاً ولا قيماً ولا أهدافاً حقيقية واضحة.
إنما حديثي اليوم هو عن الذين يختفون في الخلف، حيث لوحة التحكم والإشراف العام على تلك المنتديات التي تسمي نفسها بالمنتديات الليبرالية الحوارية.
إن كل هذه المنتديات لا تخلو من أبناء الطوائف من خارج دائرة (أمة السُّنَّة). ليس لدي موقف عدائي من أناس هذه الطوائف من العامة والعاديين الذين يحترمون قيم ومبادئ التعايش في الوطن الواحد، بل هم شركاؤنا في الوطن.
لكن المشكلة هنا ليست مع أناس عاديين، وإنما هي مع ناشطين سياسيين يدركون تماماً وبشكل دقيق ما يمارسونه. هؤلاء من واجبي أن تكون بيني وبينهم عداوة.
عندما تنظر نظرة إجمالية للموضوعات التي تُطرق في تلك المنتديات، حتى لو كان مرورك كما يقال مرور الكرام، فستجد أن المواضيع هي نفس المواضيع، والأفكار هي نفس الأفكار، وربما المعرفات هي نفس المعرفات. المواضيع في الغالب عن الصحوة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد يكون هناك مواضيع موسمية غير هذين الموضوعين.
لكن موضوع الصحوة والهيئة ليسا موسميين، بل يتم علاجهما كل يوم بلا ملل.
وحتى المواضيع الموسمية، يتم ربطها بطريقة أو بأخرى بالموضوعين «الأم» وأن الإسلاميين هم أساس كل بلاء… إلخ. أما الأفكار فتنطلق من رؤية مضادة لدين ومذهب وثقافة هذا البلد، والأعضاء تعرفونهم. الغريب في الأمر أن هؤلاء الأشخاص ليسوا ملاحدة! بل متدينون جداً، لكن ينتمون لمذاهب أخرى!
إنني لا أشك في وجود أيد باطنية تعمل في الخفاء. إنني لا أشك لحظة، أننا أمام غزو فارسي استطاع أن يجمع قلوب البعض ممن يختلف مذهبه عن المذهب الأم في المملكة. غزو ثقافي فارسي يدرك بمكر ودهاء شديد أنك عندما تفقد هويتك، تفقد تبعاً لذلك كلَّ شيءٍ. نعم أنا أكرر سؤال الهوية كثيراً، لكنه يستحق فهو أهم الأسئلة: من أنت؟ وماذا سيبقى منا إن سمحنا لهم أن يُلغُوا هويتنا هكذا؟
عندما تفقد إيمانك واعتزازك بالإسلام كما تعرفه، عندما تفقد محبتك واحترامك للنبي الأكرم كما تعرفه، عندما تفقد محبتك لأبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان كما تعرفهم، عندما لا تعود معجباً بشجاعة خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة والقعقاع بن عمرو التميمي كما تعرفهم، عندما تشك في شرف وعفة أمهات المؤمنين كما تعرفهن، فماذا يا ترى سيبقى منك؟
أنا أخبرك، سيبقى منك ريشة في مهب الريح. سيبقى منك عصفور يرفرف بين فوهات البنادق.
سيبقى منك إنسان غارق في الفردانية والأنانية واللامبالاة لأبعد مدى. إنسان يشعر بالقرف والقلق والتشاؤم من كل لحظة تمرّ. إنسان يشعر بعدم جدوى الحياة وسخفها وتفاهتها. إنسان بلا قيم، بلا أخلاق، بلا مُثل عليا. إنسان لا يخطر بباله شيء يحترمه. كيف يمكنك أن تبالي وقد أصبح كلُّ شيءٍ غالٍ، بلا قيمة؟!
عندما تقرأ في كتاب (الجامع الصحيح) للإمام البخاري، ذلك الأثر الطويل الذي يحكي قصة اغتيال حبيبنا وزعيمنا أبي حفص عمر الفاروق وكيف أن أبا لؤلؤة المجوسي استطاع أن يتسلل بين صفوف المصلين في صلاة الفجر ليطعن الفاروق بالسكين في ظهره، عدة طعنات غادرة قاتلة جعلته يصرخ: «قتلني العلج»! فيجب عليك ألا تكون مغفلاً بالدرجة الكافية بحيث تصدق أن عملية الاغتيال الغادرة تلك كانت بمبادرة فردية من ذلك المجوسي، فعدل عمر قد وافقنا على كونه حقيقة، حتى اليهود والنصارى.
وقد ثبت أن عمر سعى عند سيد أبي لؤلؤة لتخفيف العمل عنه.
لقد كانت مؤامرة فارسية مجوسية ثأرت من الزعيم المسلم الذي سقطت في عهده مملكة فارس الأسطورية، فارس بتاريخها الطويل مع العز والملك، ملك يمتد لما قبل المسيحية، مُلك يمتد لما قبل قيام الإمبراطورية الرومانية، مُلك كانت بلاد الإغريق بعظمتها تناضل لمجرد التحرر منه.
إنهم الفرس بمكائدهم ودسائسهم التي لا تنتهي. وذلك الملمس الناعم الأنيق الذي يشبه سلك الحرير، والذي لم يكن يلجأ للعنف إلا في حالات الاضطرار، فكل ما يهمهم كان أن تخضع الأمم لهم.
إن كنت -يا صاحبي- ذلك الفنان الشكلاني أو المتفلسف الوجودي أو الفرداني الأناني الذي يشعر بالقرف من الدنيا ولا يشعر بجدوى أي شيء، إذا كنت ممن يؤمن بنسبية القيم والأخلاق، إذا كنت إنساناً بلا دين، فأنا أخبرك أنك لن تملك القدرة على التحدي والمقاومة.

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٠٤) صفحة (١٦) بتاريخ (١٧-٠٣-٢٠١٢)

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

مذاهب فكرية

  • كتب حول العلمانية
  • مقالات حول العلمانية
  • الليبرالية
  • الحداثة
  • منوعات
  • رجال تحت المجهر
  • الصفحة الرئيسية