اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/mktarat/alalm/123.htm?print_it=1

مزالق بعض طلاب العلم..!

د.حمزة بن فايع الفتحي


بسم الله الرحمن الرحيم


ميادينه كالحدائق الغانية، والأفانين الباسمة، تأسرك اللذائذ، وتخطفك الأغصان، ولا تزال في انجذاب من روعة المناظر، وطيب النفائس والمفاخر،،،! إنها جنان طلب العلم، والعصائر المسكوبة لأبنائه، والموائد المزلفة لأربابه،،! فما عُبد الله بمثله، ولا تُقرب اليه بمثل قربته،،،! يَحفلون بفضله، وينعمون بسعادته، حتى لو أرهقتهم الدنيا، او لاصقهم الفقر والعنت ،

قال الامام الشافعي ( قد أنستُ بالفقر، حتى لا استوحش منه ).! وله أيضاً ( لا يصلح طلب العلم الا لمفلس )!

وللنضر بن شُميل رحمه الله( لا يصير الرجل عالما، حتى يجوع وينسى جوعه ).

وكما قال الامام ابن فارس اللغوي رحمه الله:

وقالوا كيف حالك قلت خيرٌ// تَقضّى حاجة وتفوت حاجُ؟!
اذا ازدحمت هموم الصدر قلنا// عسى يوماً يكون لها انفراجُ !
نديمي هرتي وانيسُ نفسي// دفاتر لي ومعشوقي السراجُ !


ومع ذلك توجد مزالق قد يزل اليها بعض الطلاب، نحب التنبيه اليها، لتُتقى وتُتحاشى في الحياة العلمية، ومنها:


1/ تشوش الأساس :
ونعني به النية، وسلامة الاخلاص، بحيث لا تشوبه الشوائب، او تخالطه الرواسب(( فاعبد الله مخلصين له الدين، الا لله الدين الخالص )) سورة الزمر .
فمن لم يهتم به ويعالج قصوره هنا، ابتلي بأدواء خطيرة، وهانت عنده مسالة النية، وأضحى همه الحضور على اي وجه كان،،،! قال الامام سفيان الثوري رحمه الله( ما عالجتُ شيئا أشد علي من نيتي )!

2/ الاغترار بالشهادة :
من المؤسف باتت الشهادات غرارات، والمناصب خداعات، وظُن انها مادة العلم واصله ووقوده، وهي وسائل وليست غايات يُتقاتل غليها، ويتفاخر بها،،،!!
فمثلا ليس كل من تخصص في الشرعيات بات فقيها او محدثا، او بعض من حمل الدال صار مرجعية شرعية معتمدة، كلا،،! بل ثمة حملة لها لذاتها، وليس للعلم والتفقه، وبعضهم جعلها ديكورا يتسلق او يتجمل بها، والوعاء خلو خاو، والله المستعان.

3/ الانعزال المجتمعي :
يقرا كثيرا ويحفظ، ويملك المكتبة الفسيحة البهيجة، ولكنه منعزل عن الناس، لا رأي وقول، او خطابة ودعوة،،،،! ويسمح لجهال وأحداث بالإمامة والخطابة، وهو مقتدر على ذلك،،،! وقد صح قوله(( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم )).!!

4/ التعالي والتعالم :
يغتر بمحفوظاته او شهادته، او شيوخه، او أسفاره، فيتكلم من قاع فمه، ويستعمل عبارات الراسخين علميا ودعويا، ويتشبع بما لم يعط وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم (( المتشبع بما لم يعط، كلابس ثوبَي زور )). من نحو: قلت- عندي- ونرى- ونرجح،،،،! وهو ليس من صيارفتها، الذين تفانوا في التحرير العلمي حتى بلغوها،،،!

5/ مجافاة الأشياخ :
شبّ وتنامى، وبات له لحية وشارب، فيرى ان له فضلا على شيوخه الذين علموه ودرسوه، وآووه وأحسنوا اليه، فلربما عاندهم او هجرهم، او رد عليهم، او استنقصهم، وتلك خصال لا تليق بمن طلب علم الكتاب والسنة، وتعلم منهج السلف الكرام وآدابهم ،،،! وفقِه سورة الكهف كل جمعة، وهو يتلو قول موسى للخضر عليهما السلام (( قال هل اتبعك على ان تعلمن مما علمت رشدا )) سورة الكهف . وكيف تأدب وهو نبي وألان الخطاب ،،!

6/ التوسع في المباحات :
كأن يكون كثير الأكل والشرب، وحب المرح، وحيازة الكماليات، ولا ارتياب ان ذلك مما يضر بالطالب ووقته، وهمته وحفظه،،،! لأنها صوارف شاغلة، وأمور عابثة، وفعائل مزهدة،،،! وقد صح تحذيره صلى الله عليه وسلم من الانفتاح على الدنيا،( ونهى صحابته عن كثير من الارفاه).

7/ التشتت القرائي :
بحيث كل يوم هو في علم، وينتقل الى فن، ويراجع فنونا بلا حاجة،،،! وما ذاك الا بسبب انعدام الرؤية الاستراتيجية للطلب والتعلم،،،! وقد تنذهل أنه يتقلب في اليوم الواحد الى عدة فنون، فلا يجمع ولا يحصل،،،،!

8/ التصدر قبل التأهل :
يحفظ كتابا او كتابين، فيعتقد أنه حاز الجنتين، وبلغ القصرين،!! فيتصدر قبل النضج، ويشرح قبل البحث، ويدرس قبل ان يتأسس،،،!
وقد قيل( من تصدر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه)، وهذه بلوى عظيمة، لانها طريق الى الغرور وتضخم الأنا، وتشويه الاسلام، وارتكاب الجهالات، وربما التوقيع على المولى تعالى عمدا وبغير معرفة،،،!!

9/ مناقضة الأقوال :
(( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم )) سورة البقرة.
فيقول ويقصر في العمل، او يحض ولا يبادر، او يصرخ ولا ينافس، او يذكر فيختبئ ،،،،!
وليس هذا ديدن العلماء الربانيين واتباعهم، الذين اذا علموا صدّقوا علمهم بالأفعال والأعمال ،،،،!
لأن اجل ثمرة للعلم هي اكتساب الخشية، وتحصيل مرضاة الله كما قال تعالى(( إنما يخشى اللّهَ من عباده العلماء )) سورة فاطر.

10/ الشخصية المتعانفة:
والتي تعتقد ان من كمال شخصية الطالب شدته وهيبته، فتهمل الأخلاق، وتهجر الآداب، وتضيع مودة الناس واحتواءهم، وهذا خطأ،،! والصواب، هو صنع الشخصية اللينة، الهاشة الباشة، والتي تجعل من العلم وروعته مفتاحا للتأثير في الخلائق،كما قال تعالى (( وقولوا للناس حسنا )) سورة البقرة.

وقال عليه الصلاة والسلام : (( ان الرفق لا يكون في شئ الا زانه، ولا نزع من شئ الا شانه )). وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه،،،، والسلام
 

طلب العلم

  • مقدمة الموسوعة
  • منهجية الطلب
  • القراءة
  • دراسة الفنون
  • الحفظ
  • أدب الحوار والخلاف
  • متفرقات
  • المكتبة
  • الأفكار الدعوية
  • الموسوعة