اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/manahej/52.htm?print_it=1

لماذا رياضة المرأة .... حرام !
( تدرج رياضة البنات في الشام )

 

سامي بن خالد المبرك


الحمدالله رب العالمين وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد :
قال تعالى ( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )
وقال تعالى ( معذرةً إلى ربكم ولعلهم يتقون )
قال تعالى ( فلما عتوا عما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس ... )

يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله

( تدرج رياضة البنات في الشام )
( بدأو بالرياضة معلمات للطالبات في باحة المدرسة , ثم خرجوا بهن إلى الساحة المكشوفة التي يراها الجيران , فلما رأونا سكتنا - اي لم ينكر العلماء - جعلوا لها ثياباً تكشف عن بعض الساق ونصف الذراع , ثم ألفوا من البنات مرشدات وفرق كشافة اخرجوهن في يوم العرض .
فأنكرنا إنكاراً ضعيفاً .... ولكنهم رأوا إنكارنا فردياً فلم يبالوا ... صنعوا ما صنعوا على تخوف اولاُ وحذر .. ولم رأونا لا نبالي ولا نعترض ولا نغار على نسائنا , ثم خلعوا العذار وأزاحوا الستار وجاءوا جهاراً من الباب بعد أن كانوا يستللون من النافذة )
وقال في موضع آخر :( وفي سنة 1949- قبل 65 سنة ) - واستمر الحال ولا أنكر منه شيئاً حتى سمعت يوماً وأنا ألقي درسي أصواتاً التفت بلا شعور إلى مصدرها فإذا أربعون من الطالبات في درس الرياضة وهن يلبسن فيه ما يكاد يستر من نصفهن الأدنى إلا أيسره وكن في وضع لا أحب ولا أستجيز أن أصفه فهو أفضع من أن يوصف ) الذكريات 8/293

لاشك أن البدايات تكون محفوفة بالتحسينات والوعود ثم تكون هباءاً منثوراً , ولهذا كان على العالم الرباني الذي يدرس الكتاب والسنة أن يعلم نهاية الشيء كما يعلم بدايته بنظرته البعيدة
فإن الله عندما أنزل كتابه وأرسل رسوله , كان يعلم نهاية هذه الأمة كما يعلم بدايتها , ولهذا شرع لنا كتاباً لا نختلف ولا نضيع ما دمنا متمسكين به كما تمسك به الأوائل
قال تعالى (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) وأهدى الأمة الصحابة رضوان الله عليهم

فالكثير ينخدع بالبداية ولا يهتم بالمآل , فتفتح البوابة الأولى ثم البوابة الثانية وهكذا حتى إذا أراد الإنسان أن يعود إلى سابق عهده لم يستطع ابداً وإن عاد , عاد بعد معاناة شديدة جداً .

إن مسيرة التغريب في المملكة العربية السعودية قد بدأت بمراحل انخدع بها العوام ومن أهل العقل والصلاح ايضاً , وفطن لها قلة تصدوا لها بكل ما أوتوا من قوة , وتعرضوا للسب والشتم والرمي بالتخلف والتشدد فكانت لهم نظرة بعيدة جداً عرفوا من خلالها حقيقة المشروع فكان خروج المرأة في التلفاز على سبيل المثال في البداية شيء ثم تحول تحولات خطيرة فيما بعد مقارنةً بالبداية التي بدأ بها .

يقول الشيخ سفر الحوالي حفظه الله عن بداية تغريب المرأة في التلفاز في محاضرة له بعنوان _ إفساد المرأة في المملكة العربية السعودية _ ( جاء التلفاز بعد ذلك وفي أول الأمر وأذكر -كنت حينها في المرحلة الابتدائية في الرياض - أن أحد العلماء خطب، وقال: "لقد وعدنا وعوداً قاطعة جازمة، ألاَّ يكون هناك امرأة تظهر فيه، ونعوذ بالله، وهل يعقل أن نظهر النساء في دولة الإسلام" كلمات قوية لا زلت أحفظ بعضها إلى الآن، فكانت هناك وعود من المسئولين ألاَّ تظهر المرأة في التلفاز، وأنه لن يكون فيه موسيقى، وأنه لن يكون إلا وسيلة للخير، وهو سلاح ذو حدين، قلنا: مادام ذو حدين الحمد لله، لو كان حداً واحداً لغضبنا، وسكت الناس وخدعوا.

وبعد فترة قالوا: لا بد للمرأة أن يكون لها دور، قالوا: الطبخ كيف تتعلمه؟
فكانت تظهر حلقات وبرامج صغيرة عن الطبخ، تظهر فيها الكفان فقط وهي تقطع البصل.بعد مدة ظهر الذراع، ثم ظهر الوجه، ولكن كانت متسترة وكبيرة في السن، قلنا: هذه من القواعد، فلا مشكلة، نعم دائماً يضحكون علينا لأننا نحن الذين نقبل هذا، ولا أحد يستنكر.

واحد يسكت، وواحد يقول: أنا أصلاً ما أدخلت التلفاز بيتي، فليذهب الناس إلى الجحيم أو الجنة، فالطريق واضح؛ وكل ذلك في ذمة الذي أتو به -المهم أن لكل إنسان أعذار- وبدأت المرأة.
وبدأ بعد ذلك -وكما رأيتم- الانفتاح قالوا: نأتي بمسلسلات ونراقبها، بدأت المسلسلات ثلاثة أنواع أو أربعة؛ مسلسلات أجنبية أمريكية وغربية وغيرها، مسلسلات مصرية ومصر كانت قد قطعت شوطاً في التغريب- والأخرى المسلسلات البدوية، وكل نوع من الشعب يُفسد بوسيلته التي يعجب بها، أهل البادية يحبون المسلسلات البدوية، تجعلها بعد المغرب أو في وقت مبكر قبل أن يناموا، أما الأفلام الأمريكية آخر الليل... وهكذا، والمصرية بعد العشاء -مثلاً- المهم كل واحد على منزلته، فلا تظل فئة من فئات المجتمع إلا ودخلها الفساد.

اعمل إحصائية لهذه المسلسلات وقسها وانظر، فإن لم نقل (100%)، فـ(90%) منها عشق وغدر، وزنا، وفساد، وخلاعة، وفي النهاية إن كان الزواج آخر شيء، حفل الزواج آخر مقطع في المسلسل بعد ثلاثين أو أربعين حلقة، أما ما قبل ذلك من الصحبة والذهاب والرجوع والمرأة تقود السيارة، وتذهب وتواعد حبيبها وتركب معه السيارة، كل هذا قبل الزواج بمراحل، في أول الفيلم وأول المسلسل هكذا كانت الخطة.
وسكت الناس وما كان يدور في عقولهم أن ما نراه في الشاشة، سيأتي من يطالب به في الواقع، وهذا من استحكام الغفلة على قلوبنا-نسأل الله العفو والعافية-)

فأنظر كيف بدأت ثم كيف انتهت الآن ! , شيء عجيب جداً تحول هذه الأفكار
فهي لا تبقى على نسق واحد بل تتحول إلى تحولات كبرى في سنوات قلائل
فليحذر العاقل وليتوقف لينظر إلى المآل ولا ينخدع بالبدايات

فهل كان يجرؤ التغريبي سابقاً أن يتحدث عن التعري أو كشف الوجه أو مشاركة المرأة في الإولمبياد , لا لن يجرؤ ابداً , فهو جبان يتخفى خلف ضوابط شرعية وعادات وأمور ليقرر ما يخفيه صدره , والعالم الرباني يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم , ولكن التغريبي يتلبس بألبسة وأقعنة ليمرر أفكاره وإن اضطر إلى الكذب , فالباطل يحتاج إلى تحسين صورة وإلى كذب وإلى تجييش المشاعر والناس ليظهر , ولكن الحق ثابت ما دامت السموات والأرض حتى يرث الله الأرض ومن حولها .
إن الخطاب التغريبي خطاب في الحقيقة لا يهتم إلا بالمرأة جسداً فقط ويُظهر أنه يهتم بعقلها ليحسن صورته أمام الناس , وليوهم الناس أن خطابه هو تحرير للمرأة من أسر العادات والتقاليد , وأنه المنقذ للمرأة , كالخمر عندما يوضع في علبة خشبية فاخرة وفي زجاجة جذابة , فهو يبقى خمراً مهما كان فالعبرة بالأصل لا بالغلاف الجذاب أو الفرع المركب !

والخطوات المرادة من الرياضة هي كالآتي حسب قوة التيار التغريبي الحالي إن ثبت على قوته الحالية فهي قوة تتأثر بمدى الحريات التي يتمتعون بها والله أعلم بذلك والله محيط بهم.


الخطوة الأولى :
إقرار رياضة البنات ثم دعمها بضوابط شرعية كما يدعون ثم الإهتمام بها تأليفاً , ومدحاً لها , ووصف القرار بالتاريخي !
الخطوة الثانية : فتح تخصص التربية البدنية للنساء في الجامعات , لإخراج جيل يدرب النساء على الرياضة في حصص الرياضة , وتتحول الحصص إلى مواد ذات قيمة تؤثر في المعدل فتضطر البنت إلى دراستها لرفع المعدل , ناهيك عن الطاقم الذي سيشرف على التعليم في البداية سيكون من أي بلد ؟
الخطوة الثالثة : زيارات شهرية أو سنوية لوفد من البنات اللواتي حصلن على التميز في رياضة البنات بعد موافقة ولي الأمر ! ( ضابط شرعي جديد ) لا تزور البنت الرجل الرياضي المشهور حتى يوافق ولي الأمر أو إلى المنشآت الرياضية أو المدربين المعتمدين أو المدربات المعتمدات من خارج المملكة من العالم العربي أو الغربي .
الخطوة الرابعة : فتح باب المشاركة في الأولمبياد , وتكون المشاركة مشروطة بموافقة ولي الأمر , والضوابط الشرعية( عصبة رأس + لبس فضفاض ) كما رأيناها سابقاً، وتكون المشاركة لمن ارادت فقط, ولا تجبر أي شابة على المشاركة في البداية .
الخطوة الخامسة : مشاركة السعودية رسمياً في الأولمبياد , وستتحرر المرأة من العادات والتقاليد تدريجياً حتى تتساوى مع المشاركات في الدول الغربية ويبقى الإسم الإسلامي فقط .

فعلى المصلح أن ينبري للإصلاح , ولا ينخدع بالبدايات , قال تعالى ( ولا تقربوا الزنى) ولم يقل لا تفعلوا الزنى , إشارة إلى أن جميع الطرق الموصلة إلى الزنى منهي عنها لكيلا يقع الإنسان في الزنا , وهذه الآية فيها صيانة للمجتمعات من الوقوع في الزنا فالعاقل من قطع أسباب المرض قبل وصوله لكيلا يشتغل بدفعه والبحث عن العلاج وليتذكر المصلح أن الإصلاح قد لا يجد ثمرته عاجلاً بل قد يموت ولم يرى أي نتيجة في اصلاحه , ومن تأمل مشروع شيخ الإسلام ابن تيميه الإصلاحي وكيف استفاد منه الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بعد 700 سنة من السب والشتم والتبديع لشيخ الإسلام ابن تيميه فأصبح بعد 700 سنة الإمام الثاني للدولة السعودية بعد الإمام احمد بن حنبل رحمه الله لعلم أن الله له حكم وله امور لا يمكن أن ندركها إلا بعد سنوات وربما لن ندركها ابداً فالمصلح يستمر ويصلح وإن عصى الله فيما بينه وبين الله فلعل الله ينجيه ويغفر له فلا تحقرن من المعروف شيئاً .

وفي النهاية توجيهات ونصائح مهمة بإذن الله :

1- أن المسلم مُطالب بالإصلاح وإن كانت ذنوبه قد وصلت إلى السماء السابعة , فلعل إصلاحه يكون سبباً لغفران الذنوب وهو سبب لدفع العذاب قال تعالى ( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) فالمصلح خير من ألف رجل صالح ! وإن كان عاصياً .....
2- لا تتوقع عند الإصلاح أن تجد القبول بين الناس أو أن يستمع الناس إلى نصيحتك فتنقلب على عقبك عند أول مصادمة أو عندما تتعرض لأذى , ولتكن النية هي أن تدفع العذاب عن نفسك أولاً , وتقديم رضا الله عز وجل على رضا الناس , وإبراء الذمة أمام الله تعالى ....
وتوقع أن تؤذى عند الإصلاح , فالنصيحة واجبة وإن تيقنت أن المنصوح لن يستجيب وليكن قولك كما قال تعالى في قصة أصحاب السبت في سورة الأعراف على لسان أهل الإصلاح ( معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ) فتكون النتيجة ( فلما عتوا عما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس .. ) وكما قال تعالى ( ثم ننج الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )
وكما قال تعالى ( كذلك حقاً علينا ننج المؤمنين ) فتنجو بإذن الله في الدنيا والآخرة وإن أوذيت بالقول والفعل فقل كما قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام عندما كان يمسح الدم على وجهه فيقول ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) ويستمر في الإصلاح ما دامت الروح في الجسد ...
3- التغريب طوفان يمشي ولن يتوقف عند رياضة بنات بل سيتحول ليطالب بدور للزنا بضوابط شرعية ! , وربما سيستعطف عقول الناس لدعم حقوق أهل اللواط !
هي اشياء بعيدة المدى ولكن البوابة إذا انفتحت , فإنها ستفتح البوابة التي تليها وهكذا حتى تتحول الأفكار من تحرير جسدي للمرأة إلى انسلاخ كلي من الدين !
4- أن الباطل هو باطل وإن ظهر بمظهر جذاب , فالسيارة مهما كان شكلها الخارجي جذاباً فإنها لن تسير إلا بمحرك , فالعبرة بالأصل لا بالغلاف أو المظهر
5- إن المعصية تسمى فساداً خير من إلباسها لباس الدين أو لباس الضوابط الشرعية ...

 

تبرئة المناهج
  • تبرئة المناهج
  • بحوث ومقالات
  • التربية البدنية
  • مناهجهم..لامناهجنا
  • المدارس الأجنبية
  • الصفحة الرئيسية