صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







تعقيبا على الغنامي: هناك فرق بين الدندنة حول الجنة والنجاة من النار وحول محبة الكفار

فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله آل فوزان

 
اطلعت على ما كتبه خالد الغنامي في "الوطن" العدد 1218 الجمعة 8 ذي الحجة تحت عنوان (حولها ندندن) تعقيبا على ما كتبه في رد الشبهة التي يتعلق بها من يحبون الكفار ويريدون أن تزال كل العبارات والكلمات التي تأمر ببغضهم استنادا إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من مناهجنا الدراسية إرضاء لهم، وهذه الشبهة هي الاستدلال بجواز تزوج المسلم من الكتابية وما يكون بين الزوجين من المودة حيث قلت إن هذه المحبة التي تكون بين الزوجين هي محبة طبيعية لا دينية فأراد الغنامي أن يستغل هذه العبارة في جواز محبة كل كافر محبة طبيعية، ونقول له: هذا قياس مع الفارق فليس كل كافر يتصف بالزوجية التي قست عليها، فهذه محبة إن وجدت فهي خاصة بالزوجة الكتابية التي أباح الله للمسلم الزواج بها بشرط أن تكون محصنة - أي عفيفة عن الزنا - ومعلوم ما للزوج من السلطة على زوجته وما له من التأثير عليها فربما يكون زواجه منها وسيلة إلى إسلامها بدعوتها إلى الإسلام ولا بد أن المسلم سيدعو زوجته الكتابية إلى الإسلام، وكثيرا ما أسلمت كتابيات بهذه الوسيلة، وأما قولك يا غنامي حولها ندندن فهذه العبارة مأخوذة من قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له رجل: يا رسول الله إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ ولكني أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم: حولهما ندندن.

فالرسول صلى الله عليه وسلم يدندن حول الجنة والنجاة من النار وأنت تدندن على محبة الكفار وفرق بين الدندنتين، والله المستعان وقولك يا غنامي: إن النصوص تدل أن البراء يكون فقط ممن كفر وحارب وليس ممن كفر وسالم، ونقول لك هذا قيد جئت به من عندك فالله علق البراء على الكفر مطلقا قال الله تعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء)، وقال تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) وقال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون) فعلق بغضنا للكفار على مجرد كفرهم بالله ولو لم يحاربونا، وإنما أباح لنا في حق الذين لم يحاربونا أن نبرهم ونقسط إليهم من باب المكافأة على المعروف لا من باب المحبة لهم.

وقولك يا غنامي إن الخطوة المباركة التي قامت بها وزارة التعليم - وتعني بهذه الخطوة التي زعمت أنها مباركة وهي فاشلة والحمد لله - تعني بها حذف باب الولاء والبراء من المناهج الدراسية وحذف بعض عبارات الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتحريف بعضها أن الذين قاموا بها من علماء السنة وأنت لم تذكر أسماءهم حتى تعرف مكانتهم من العلم ثم إن عملهم إذا خالف الكتاب والسنة فهو مردود ومرفوض ولو كانوا من أهل السنة، ثم هم ليسوا حكاما حتى تقول: (حكم الحاكم يرفع الخلاف)، والعلماء الذين لم يرضوا صنع هؤلاء ليسوا واحدا كما زعمت وإنما هم الأكثرية من علماء البلاد الذين تعتمد عليهم الدولة في المسائل العامة فهل كان هذا الحذف والتغيير بموافقة هيئة كبار العلماء، أم إنه تصرف من أفراد تحت جنح الظلام - والله المستعان - وقول الغنامي: "لو كان ظاهر النص أولى من معناه لكان ابن حزم صاحب الفهم الجامد - كذا قال والله حسيبه - أولى بالاتباع.

ونقول للغنامي إنه يجب التمسك بظاهر النص ما لم يرد دليل يصرفه عن ظاهره كما هو مقرر في علم الأصول - خلافا لمن يعتمدون على العقول - فهل ورد دليل على أن النهي عن محبة الكفار ليس على ظاهره حتى يصار إليه، وأيضا من كان معه الدليل فهو الذي على الحق سواء كان ابن حزم أو غيره ولا عبرة بمن خالفه كائنا من كان، حتى فيما هو أدنى من هذه المسألة الخطيرة وهي محبة الكفار وموالاتهم.

وقولك يا غنامي: يبدو لي أن الشيخ الفوزان لم يقرأ مقالي وإنما اكتفى بتلخيص الإخوان، أقول هذا اتهام لي بأنني أرد على شيء لم أقرأه ولم أتحقق منه، وهذا اتهام لي أقل أحواله أنه اتهام بالعجز وعدم القراءة - وكأنه يقول إن ردي في غير محله وإني ظلمته وقولته ما لم يقله وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين أو من الذين يقولون ما لا يعلمون - ومقاله عندي بنصه وفصه وقد قرأته وتأملته قبل أن أرد عليه وتركت كثيرا من المؤاخذات التي فيه رحمة بالقراء من التطويل واقتصارا على المهم منه وهذا ردي على مقالك الأخير (وإن عدتم عدنا) (والله مع الصابرين).

الأحد 17 ذو الحجة 1424هـ الموافق 8 فبراير 2004م

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
تبرئة المناهج
  • تبرئة المناهج
  • بحوث ومقالات
  • التربية البدنية
  • مناهجهم..لامناهجنا
  • المدارس الأجنبية
  • الصفحة الرئيسية