صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







نعم... لتعديل المناهج ولكن لشحذ الهمة ونفخ روح الجهاد!!!

د. جاسم الفهيد


لو سألت نفسك هذا السؤال التافه: ما حال الأمة الإسلامية بين الأمم في هذا العصر؟ لكان الجواب بالطبع: حالها شر حال، قطعت أوصالها وتمزعت أشلاؤها وسامها أعداؤها خسفاً وقهراً وبلغت في تصانيف الذل والهوان الدرك الأسفل منها، وحسبك أنها تجرع ما تجرع من كؤوس بل دنان! الاستعباد على أيدي حثالة الخلق وثفالة الشعوب: اليهود, وهنا يلح على الخاطر سؤال جليل: ما السبيل إذن إلى الخروج من ظلمات التيه وبلوغ ضفاف النجاة حيث العزة والكرامة والإباء إلى آخر تلك الأوصاف التي نحتاج إلى الرجوع إلى المعجم لنفقه معانيها المغرقة في القدم؟! ويتطوع للإجابة عن هذا السؤال خبراء وزارة التربية وأساطين المناهج ليقولوا لنا أن الحل بكل سهولة يتمثل في إزالة البقية الباقية من الموضوعات التي تحث على الجهاد و(الإرهاب!) وترسم لأعدائنا صورة دموية تنضح بالحقد والكراهية على الرغم من أن أعداءنا أناس مسالمون يحترمون الشرائع الدولية ويحرصون على نشر المحبة والسلام بدبابات الميركافا وطائرات الأباتشي! وليت شعري: هل تم تعيين الأستاذ (المعتق!) حسن بن هانئ المشهور بأبي نواس خبيراً بوحدة البحوث التربوية والمناهج ليمنحها تلك النصيحة (المتمايلة خفة وطربا) التي يقتضب فيها الجواب ببيته الذائع: وداوها بالتي كانت هي الداء! أن الناشئة بحاجة ـ لا سيما في ظلال الهزيمة والانكسار ـ إلى شحذ الهمة ونفخ روح الجهاد والمقاومة في نفوسهم وتوجيههم عبر (الأهداف الوجدانية التربوية) إلى معرفة أعدائهم لا سيما اليهود وما يرتكبونه من مجازر ومذابح للمسلمين مذ نشأة الكيان اليهودي وحتى يومنا هذا، فلعل الله أن يخرج منهم من ينهض بالقيام بعبء المواجهة بعد أن اثبت أكثر البالغين عجزهم وقلة مبالاتهم بفصول الكارثة المتتابعة, أن التعديل الذي يجب أن نسعى إلى تحقيقه يجب أن يصب في هذه القناة التي تتآمر الدنيا برمتها على تجفيف منابعها لئلا تقوم لأمة الإسلام قائمة، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون, وتقضي التعديلات المقترحة من قبل وزارة التربية كما جاء صراحة في نص قرار تشكيل لجان التعديل بحذف الموضوعات التي تحث على العنف والتعصب ومحاربة الأديان السماوية! والتركيز بدلاً من ذلك على (التسامح والإخاء والرحمة والعطف والتعاون)! ولست أدري حقا: كيف سيتمكن المعلم من الحديث إلى تلاميذه عن قيم التسامح والمساواة بينما يتعمد اليهود قتل الاطفال بعد تعذيبهم كما حصل في المجزرة الأخيرة، وكيف يتهيأ له إقناعهم بجدوى العطف والرحمة بينما يحتجز الأسرى المسلمون في أقفاص غوانتنامو مكبلة أيديهم وأقدامهم بأغلال الحديد دون أن يتم توجيه أي اتهام إليهم على الرغم من مرور عام على اعتقالهم، وقل ما شئت من مآسي المسلمين وجراحهم النازفة في الشيشان وكشمير حين لا تتحرك من أجلهم شعرة في مفرق عالم (العطف والرحمة والمساواة) الذي لا وجود له إلا في مدينة أفلاطون الفاضلة وقطاع البحوث التربوية والمناهج! وهبه نجح في خداع الصغار وتصوير الأمور بضد ما هي عليه فهل سينجح في إغماض أعينهم وسد آذانهم عن مشاهدة وسماع أخبار المآسي وتقارير المراسلين والبث الحي المباشر لجرائم أعداء المسلمين التي تملأ السهل والوعر! وأخيرا فلن أناشد مستعطفا معالي الوزير ولا قطاع البحوث والمناهج ولا أعضاء اللجنة الموقرين الذين ربما انتهوا من وضع التعديلات الجديدة الأسبوع الفائت إعادة النظر في قرارهم لكنني سأناشد أهل الميدان من معلمين ومعلمات العمل على صيانة عقول أبنائنا وبناتنا من تيار التدجين والتطبيع الذي بات يهدد باكتساح مؤسساتنا التربوية، فإن الهزائم العسكرية والنكبات المادية مهما تعاظمت يسهل التخلص من تبعاتها والنهوض من كبواتها غير أن الهزيمة الحقيقية هي تلك التي تصيب الأمة في وعيها ووجدانها فتجعلها تحسب عدوها صديقها وتنتكس لديها موازين الولاء والبراء الإيماني، وحينئذ ستكون أم الهزائم التي لا صحوة بعدها!
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
تبرئة المناهج
  • تبرئة المناهج
  • بحوث ومقالات
  • التربية البدنية
  • مناهجهم..لامناهجنا
  • المدارس الأجنبية
  • الصفحة الرئيسية