صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







لقاء شبكة المواهب
مع الشيخ حامد العلي

 
حكم الصور في التصاميم

س : كثر اتجاه بعض الشباب إلى التصميم ( مع الاعتذار لإخواننا المصممين في المنتدى ) .. لكن نجد البعض يضع صوراً بها ذوات الأرواح يف تصاميمه .. واستخدام المصممين للصور على أقسام :
أ.منهم من يضع الصورة كاملة ..
ب. منهم من يضع نصف الصورة .. أو يكتفي بالوجه ..
ج. منهم من يضعها كاملة لكن يزيل الوجه .. أو يظلل عليه ..
فما الحكم في هذا العمل .. في الأقسام الثلاثة .. ؟

ج : أما التصميم فالواجب أن يتجنب المصمم رسم ذوات الأرواح بحيث تكون الصورة كاملة أو الوجه كاملاً ، لكن لا حرج إن كان الوجه غير واضح , أو كانت الصورة للعين لوحدها مثلاُ ونحو ذلك مما لا تظهر فيه صورة الوجه كاملاً ، لحديث ( الصورة الرأس , فإذا قطع الرأس , فلا صورة ) .
وأيضاً فإن الصورة في اللغة تطلق على الوجه ، هذا إن كانت الصورة مرسومة باليد أو بالكمبيوتر أي من فعل الإنسان ، أما الصور الفوتغرافية التي تنقلها الآلة فهي كالانعكاس في المرآه ، فيها خلاف معروف ، وفيها مندوحة في الإعلام الإسلامي عن الصور المرسومة باليد أو ببرامج التصميم لذوات الأرواح , والله أعلم .

بدعة شيعية

س : ما حكم أن يسبق اسم الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه .. لفظ " الإمام " ... لاسيما وأن عرفنا أن هذا مما ادخله الشيعة علينا في وقتنا الحاضر .؟

ج : وسنة السلف الماضين أن لا يخصوا علياً رضي الله عنه ، بلقب عن سائر الصحابة ، إما يقال الخليفة الرابع , أو يذكر مع الترضي عليه فحسب ، ولا يقال الإمام , أو كرم الله وجهه ، مخالفةً لمقصد الرافضة في تخصيصه بقصد تفضيله على مَن قبله من الخلفاء ، ومعلوم أن فضله يأتي بعد الخلفاء الثلاثة من قبله عند أهل السنة ، وما وقع من بعض علماء أهل السنة من تخصيصه بـ " عليه السلام " أو " كرم الله وجهه " أو " الإمام " ، خلاف ما ينبغي , ولَم يكن هذا معروفاً في عصر السلف فيما أعلم ، وكتب الحديث شاهد على ذلك ، قد يقع نادراً ، لكن المشهور عدم تخصيصه بهذه الألقاب ، مع أنه رضي الله عنه إمام هدى ، وخليفة راشد ، وفضله في الصحابة عظيم ، ومنـزلته من النبي كمنـزلة هارون من موسى عليهم السلام .

سؤال عن قرض دار الاستثمار ولمس رأس المرأة أثناء الرقية

س : ما حكم القرض الذي يمنحه دار الاستثمار وهو 2000 دينار وترجعه لهم 2500 دينار ... طبعا الظاهر في أنه ربا لكن بعد استفساري منهم قالوا أنه حلله المذكور والنشمي وذلك لأن هذا المبلغ أولاً أقوم بتوكيلهم ومن ثم يقومون هم الشركة بشراء أسهم في البورصات العالمية ويترابحوا فيها ومن ثم بعد عشرة أيام يقومون بتسليم المبلغ .. فما حكم هذا القرض والذي يسمونه على ما أعتقد اللويه أو قريب من هذا الاسم ...
أما السؤال الثاني : ما حكم لمس الرجل رأس المرأة بحجة القراءة عليها كما يفعل بعض القراء .. وكيف يتم القراءة على المرأة .. أفيدونا مأجورين .

ج : أما قرض دار الاستثمار ، فما تفعله الشركة غير مفهوم لديّ ، وأريد أن أتأكد هل تعطيك الشركة المذكورة مبلغاً من المال قرضاً ، ثم تعيده إليهم وتوكلهم في المضاربة به في البورصة ، ثم بعد مدة ترد عليهم المبلغ الذي أخذته وزيادة عليه في صورة أجرة الوكالة ؟!
إن كان الأمر كذلك فهي حيلة على الربا ، وللأسف الشديد أصبحت بعض الشركات الإسلامية والبنوك الإسلامية تتوسع في باب الحيل على الربا ، وكلما بينا خطورة ما يفعلون قالوا : لدينا رقابة شرعية ، والعجب أن الرقابة الشرعية ، يتقاضى أعضاؤها رواتبهم ومكافآتهم من الشركة نفسها أو المؤسسة نفسها ، فكيف يتاح لها أن تكون محايدة في الفتاوى ؟! ولهذا نوصي قبل التعامل معهم بالسؤال والتأكد وعدم الاغترار بانتسابها إلى المعاملات الإسلامية ، فقد اختلط الحابل بالنابل في ساحة الاقتصاد الإسلامي , وإنا لله وإنا إليه راجعون .

وأما وضع الرجل يده على رأس المرأة بحجة رقيتها ، فلا يجوز ذلك ، ولا يقاس على ما ذكره العلماء من جواز لمس الطبيب لما يحتاج إلى لمسه عند العلاج ، لأن العلاج العضوي ، يحتاج الطبيب فيه أحياناً إلى اللمس فيعرف به المرض ، فأبيح للضرورة فقط

وأما الرقية فيمكن أن ترقى المرأة نفسها ، أو يرقيها أحد محارمها ، أو امرأة صالحة ترقيها ، أو يقرأ الراقي في الماء وينفث فيه وتشربه ، فليس ثمة ضرورة لأن يضع يده على رأسها .

ثم إن وضع يده على رأسها لا يتبين به الداء ، وليس هو سبب ظاهر للعلاج ، وكون النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده على الموضع عند الرقية ، فعل منه يدل على إباحة وضع اليد فيما يباح وضعها عليه أصلاً ، لا يدل على أكثر من ذلك .

ومعلوم أن فتح هذا الباب قد حصل بسببه فساد عريض ، وفتنة كبيرة ، وقد تجاوزت الأمور ـ كما حدث بذلك الثقات واستفاض ـ وضع اليد على الرأس ، إلى ما لا يحسن ذكره ، حتى أصبحت الرقية الشرعية فوضى لا يضبطها ضابط ، يخبط فيها كل خابط ، ويدعيها كل ساقط ولاقط .

الجواب عن قرض دار الاستثمار ولمس رأس المرأة :

إن كان المقصود أن تقرضك الشركة المذكورة مبلغاً من المال ثم ترد المبلغ إليهم وتوكلهم ليضاربوا به ، ثم ترد عليهم القرض مع زيادة ظاهرها أنها أجرة الوكالة وحقيقتها أنها فائدة ربوية فهي حيلة على الربا ، وعلى المسلم أن لا يغتر بما تفعله بعض البنوك الإسلامية والمؤسسات الإسلامية من معاملات مغلفة بفتاوى شرعية وهي في حقيقتها من المعاملات المحرمة ، لأن الرقابة الشرعية فقدت حيادها عندما قبلت أن يكون رواتب أعضاءها من المؤسسة نفسها !

وأمّا وضع يد الرجل على رأس المراة عند الرقية الشرعية فلا يجوز ، ولا يقاس على إباحة العلماء وضع الطبيب على ما يحتاج وضع يده عليه من جسد المرأة عند الضرورة ، فثمة فرق بين الأمرين ، ونبينه إن شاء الله بعد الصلاة ، فقد اقترب موعد إقامة صلاة العشاء الآن .

تردد العبد على المعصية بعد التوبة

س : 1 - يا شيخ أنا حالي مترددة فتارة تجدني سريعاً ما أعصي الله ثم أتوب ثم اعصي وهكذا يا شيخ , فما نصيحتك لي ولغيري من الناس ؟

السؤال 2 - بالنسبة للذكر بعد الصلاة هل يجوز لي أن أزيد عن 33 تسبيحة ونفس الشيء مع التكبير والتحميد أم لا ؟

ج : أما سؤال السائل عن تردد العبد على المعصية بعد التوبة ، فسببه اختلال في الباطن ، أي اختلال في صحة القلب ، والمقصود القلب الروحي العقلي ، وليس القلب الجسدي اللحمي ، ذلك أن القلب الروحي يموت تارة , ويمرض تارة , ويكون صحيحاً معافى تارة , والموت يكون نهائياً لا حياة بعده تارة ، ويعود إلى الحياة تارة أخرى بعد الموت ، كما قال تعالى : ( أوَمَن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس .. ) الآية .
وكون العبد لا يستقيم على الطاعة هو أثر من آثار مرض القلب , ومرض القلب يكون بقسوة مع ضعف , كما أن صحته تكون بقوة مع لين , وذلك مثل اليد المريضة أحياناً تكون ضعيفة , ولكنها أيضاً قاسية متصلبة ، فتضعف فائدتها ، واليد القوية اللينة القادرة على الحركة بسهولة أعظم ما تكون نفعاً , وكذلك القلب المعافى يكون قوياً على الطاعات ، قوياً على الشيطان ، ليناً بحيث يتخلله ذكر الله تعالى ، ويستقر فيه نور الهدى .
والقلب المريض ضعيف عند الطاعات ، ضعيف أمام الشيطان ، قاس لا يتخلله ذكر الله ليستقر فيه الهدى .
ومرضى القلوب ، في مرض القلب درجات ، بعضهم فوق بعض ، وكلما زاد المرض , ازداد ضعف القلب ، وكلما كان المرض قليلاً ، راود القلب من آثار مرضه ما يراوده ، فيظهر على صورة التثاقل عند العبادات ، واستسهال المعاصي .
والكلام في هذا الباب يطول , والمقصود أن الحلّ يبدأ بعلاج العبد لباطنه ، أي معالجة قلبه الروحي .
وأول ذلك يبدأ باجتناب الذنوب ، فإنها هي داء القلوب , ثم يكثر العبد من قراءة القرآن , ذلك أنه هو غذاء القلب وشفاؤه من كل داء . ولا أنفع للعبد من المحافظة على الصلوات الخمس في الجماعة لاسيما صلاة الفجر . ويلهج بالاستغفار وتجديد التوبة , ويكثر من ذكر الله تعالى ، لاسيما في جوف الليل الآخر ، وصدقة السر تعمل العجائب في القلب المريض ، وكذا مجالسة الصالحين ، أعني بالصالحين الذين إذا جالسهم العبد , ذكّروه بالله والدار الآخرة ، ويستعين ربه في إصلاح قلبه ، ويلح بالدعاء ، ويطيل الوقوف بباب الله تعالى ، ذلك أن مَن أطال الوقوف بالباب , فلابدّ أن يأتيه يوماً الجواب .
ومادام العبد يجاهد شيطانه ولا يكل ، ولا يضع سلاحه ، فهو مؤيد منصور , والعاقبة له إن شاء الله .

أما الزيادة على التسبيحات التي هي إثر الصلوات المكتوبات ، فيقتصر العبد على ما ورد , ولا يزيد ، ثم إن أحب أن يكثر بعد ذكر ما ورد ، من قول " سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر " ، فهو أفضل ، هذه الكلمات صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " هي أحب الكلام إلى الله " . والله أعلم .

تحنيط الحيوانات

س :
ـ ما حكم تحنيط الحيوانات من قبل معلم العلوم بعد قتله ؟
ـ ما حكم قتل الحيوانات بإبر التحنيط ( الفورمالين ) حيث أن العملية ينتج عنها تعذيب يصل بالحيوان إلى اختلال واضح في نظام جسمه , حيث بعد حقنه يبدأ بالتغيء دما ! حتى يموت ؟ إني أرفض تحنيط الأحياء ! ولكن عندما أجد حيوان ميتاً بنفسه أقوم بتحنيطه .
ـ ما حكم تحنيط الحيوانات الميتة ؟

ج : الجواب على سؤال السائل عن تحنيط الحيوانات
صح النهي عن تعذيب الحيوان ، أو قتله لغير سبب مشروع , ومن ذلك قتلها بالطريقة سأل عنها السائل , كما لا يجوز تحنيطها , لأنه يفضي إلى اتخاذه كالأوثان والأصنام , وقد ورد تحريم ذلك .
فإن كان الغرض للتعليم ، فتحنط الحيوانات الميتة فقط ، ويفصل رأسها ، ويجعل بحيث لا تتناوله نصوص التحريم الوارد في هذا الباب . والله أعلم .

العمليات الاستشهادية مشروعة

س : سؤالي فضيلة الشيخ حول " انتفاضة الأقصى " : السؤال : بالرغم من الإنجازات العظيمة التي حققتها انتفاضة الأقصى والعمليات الاستشهادية ، طيلة أكثر من عامين ، وتأثيراتها الضخمة على الكيان الصهيوني في جميع المجالات ، وذلك بشهادة الصهاينة أنفسهم ، وجدنا بعض الأصوات العربية والعلمانية التي تنادي بوقف العمليات ولصق الإرهاب بها , السؤال : ما رأي فضيلتكم بالعمليات الاستشهادية ؟ وماردك على المثبطين لها ؟

ج : كنت قد كتب مقالاً مطولاً , نُشر في الصحافة لدينا ، ووضعته في موقعي الخاص في أرشيف الفتاوى أو ركن المقالات لا أذكر ، وقد استفدت فيه مما كتبه قبلي ، وزدت أدلة وأقوال لأهل العلم تبين أن العمليات الاستشهادية مشروعة , بل هي من أفضل الجهاد ، بشرط أن يحصل بها النكاية بالعدو ، ورفع الروح المعنوية للمجاهدين ، وشأنها كذلك .

والحقيقة أن الأمة الإسلامية تحيي بفخر واعتزاز أبطال الانتفاضة الذين ينفذون العمليات الاستشهادية ، ولا يعارضها إلا مثبط أو جاهل بفائدتها العظيمة ، أو زنديق مغموس بالنفاق ، أو عدو حاقد على الأمة لا يريد لها العز .

وقد نشرت بعض الصحف لدينا لقاء مع عمافوديا يوسف زعيم شاس اللعين ، وندد فيه بالمجاهدين الاستشهاديين ، فرددت عليه , ونشر ردي أيضاً عليه في الصفحة الأولى من صحيفة الوطن الكويتية ، مع تكميل في الداخل ، وهو أيضاً في ركن المقالات في موقعي .

نعم ثمة علماء يحرمونها , ولكن ينطلقون من اجتهاد , نسال الله أن يكونوا ممن يثاب على اجتهاده , وإن أخطأ , والله أعلم .

استعمال الرموز وهي الابتسامات الموجودة في المنتدى

س : - ما حكم استعمال الرموز وهي الابتسامات الموجودة في المنتدى , وهل هي من ذوات الأرواح ؟
ج : أما الابتسامات , فليست صوراً فيما يظهر لي , والله أعلم .

الحج ممن عليه دين

س - ما رأيك بمن يحج وعليه دين , علماً أن حجه مع حملة مجاناً أي إداري ؟ وهل الأقساط تعتبر دين بالنسبة للحاج يمنعه ذلك ؟

ج : ومَن يحج مجاناً , جاز له , حتى لو كان عليه دين ، لأن الصحيح أن منع المدين من الحج لأجل أنه يحج بمال كان يجب أن يعطيه للدائن ، ولهذا لو كان لديه وفاء دينه ، وأعطى الدائن شيكاً مثلاً ، وذهب إلى الحج ، لكن الدائن تأخر في صرف الشيك ، فلا يضر ذلك الحاج المدين ، والذين قالوا إن علة منع الحاج المدين هو كون ذمته مشغولة بالدين ، يمنعون مثل هذا من الحج حتى يتم صرف الشيك ، وهذا بعيد .
وبهذا يعلم أن من عليه أقساط له أن يحج ، لأن الأقساط دين مؤجل ، يحل كل قسط وللمدين وفاء الدين من راتبه ، فمثل هذا لا يمنعه من الحج .

حكم المباهلة والمناظرة

س - هل هناك ضوابط لاستخدام المباهلة , ومع مَن تستخدم ؟ وما رأيكم فيمن يدخل غرف النصارى في البال توك .. علماً أنهم يسبون ويستهزءون بديننا الحنيف ؟ وما نصيحتكم للشباب الذي يزور هذه الغرف من باب المطالعة ؟

ج : وأما المباهلة , فهي مشروعة , ولكن تكون بعد إقامة الحجة على المبطلين ، فإن لَم ينقادوا إلى الحقّ ، فالمباهلة مشروعة .

وسبق لي جواب على مثل هذا السؤال جاء فيه :

الحمد لله , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه , وبعدُ :

* المباهلة من الابتهال ، وهو الاجتهاد في الدعاء ، ويراد بها الدعاءُ بلعن الكاذب عند التخاصم ، وكيفيتها أن المبتهل بعد أن يقيم الحجة على أهل الضلالة ، يدعوهم إلى المباهلة ، بأن يقول : هلموا ندعو أنا ، وأنتم ، أن الله تعالى يلعن الكاذب فينا ، ويجعل عاقبته الفضيحة والخسران ، أو نحو ذلك من الدعاء على الكاذب فيما يدعيه ، فيدعو هو ، ثم يطلب منهم الدعاء ، فإن خافوا من الدعاء , أفحموا , وعلم الناس أنهم في ريب مما هم فيه ، وإن دعوا ، فهم إنما يدعون على أنفسهم ، وسيجعل الله تعالى دعاءهم على أنفسهم لعنة عليهم ، ويفضحهم في الدنيا والآخرة ، إذ قد كذبوا على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .

* وقد وردت المباهلة في القرآن ، قال تعالى في محكم التنـزيل : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) .

* قال الإمام القرطبي في تفسيره : وَأَصْل الابْتِهَال الاجْتِهَاد فِي الدُّعَاء بِاللَّعْنِ وَغَيْره .

*وقوله تعالى : ( فمن حاجك فيه ) أي في شأن عيسى عليه السلام .

* وكان سبب نزول هذه الآية ما في الصحيحين من حديث حذيفة رضي الله عنه قال : جاء أهل نجران إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، يريدان أن يلاعناه ، قال فقال أحدهما لصاحبه : لا تفعل ، فوالله لئن كان نبياً فلاعننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا ، قالا : إنا نعطيك ما سألتنا ، وابعث معنا رجلاً أميناً ، ولا تبعث معنا إلا أميناً ، فقال : لأبعثن معكم رجلاً أميناً حق أمين ، فاستشرف له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : قم يا أبا عبيدة بن الجراح , فلما قام , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا أمين هذه الأمة ) رواه البخاري كتاب المغازي باب قصة أهل نجران .

* قال الحافظ بن حجر رحمه الله في فتح الباري : ( وفيها مشروعية مباهلة المخالف إذا أصر بعد ظهور الحجة ، وقد دعا ابن عباس إلى ذلك ثم الاوزاعي ، ووقع ذلك لجماعة من العلماء ، ومما عرف بالتجربة أن مَن باهل , وكان مبطلاً , لا تمضى عليه سنة من يوم المباهلة ، ووقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة ، فلم يقم بعدها غير شهرين ) انتهى
* وقد ذكر ابنُ إسحاق في السيرة سبب النـزول بأطول مما رواه الشيخان وغيرهما , قال : وَكَانَ سَبَب نُزُول هَذِهِ الْمُبَاهَلَة وَمَا قَبْلهَا مِنْ أَوَّل السُّورَة إِلَى هُنَا فِي وَفْد نَجْرَان : أَنَّ النَّصَارَى لَمَّا قَدِمُوا فَجَعَلُوا يُحَاجُّونَ فِي عِيسَى , وَيَزْعُمُونَ فِيهِ مَا يَزْعُمُونَ مِنْ الْبُنُوَّة وَالإِلَهِيَّة , فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي صَدْر هَذِهِ السُّورَة رَدًّا عَلَيْهِمْ .
وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ نَصَارَى نَجْرَان , سِتُّونَ رَاكِبًا , فِيهِمْ أَرْبَعَة عَشَر رَجُلاً مِنْ أَشْرَافهمْ .
وَأَمْرُ هَؤُلاءِ يَئُولُ إِلَى ثَلاثَةٍ مِنْهُمْ ؛ وَهُمْ الْعَاقِبُ , وَكَانَ أَمِيرَ الْقَوْم وَذَا رَأْيهمْ وَصَاحِبَ مَشُورَتِهمْ وَاَلَّذِي لا يَصْدُرُونَ إِلا عَنْ رَأْيه , وَالسَّيِّدُ , وَكَانَ عَالِمَهمْ وَصَاحِبَ رَحْلِهمْ وَمُجْتَمَعِهمْ , وَأَبُو حَارِثَة بْن عَلْقَمَة , وَكَانَ أُسْقُفَهمْ صَاحِبَ مُدَارَسَتهمْ , وَكَانَ رَجُلاً مِنْ الْعَرَب مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِل , وَلَكِنَّهُ تَنَصَّرَ , فَعَظَّمَتْهُ الرُّوم وَمُلُوكهَا وَشَرَّفُوهُ , وَبَنَوْا لَهُ الْكَنَائِس , وَأَخْدَمُوهُ , لِمَا يَعْلَمُونَهُ مِنْ صَلابَته فِي دِينهمْ , وَقَدْ كَانَ يَعْرِف أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصِفَتَه وَشَأْنَه مَا عَلِمَهُ مِنْ الْكُتُب الْمُتَقَدِّمَة , وَلَكِنْ حَمَلَهُ ذَلِكَ عَلَى الاسْتِمْرَارُ فِي النَّصْرَانِيَّة لِمَا يَرَى مِنْ تَعْظِيمِه فِيهَا وَجَاهه عِنْد أَهْلهَا .
فَلَمَّا كَلَّمَهُ الْحَبْرَانِ , قَالَ لَهُمَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَسْلِمَا " . قَالا : قَدْ أَسْلَمْنَا . قَالَ : " إِنَّكُمَا لَمْ تُسْلِمَا فَأَسْلِمَا " . قَالا : بَلَى قَدْ أَسْلَمْنَا قَبْلك . قَالَ : " كَذَبْتُمَا , يَمْنَعكُمَا مِنْ الإسلام اِدِّعَاؤُكُمَا لِلَّهِ وَلَدًا وَعِبَادَتكُمَا الصَّلِيب وَأَكْلكُمَا الْخِنْزِير " . قَالا : فَمَنْ أَبُوهُ يَا مُحَمَّد ؟ فَصَمَتَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمَا , فَلَمْ يُجِبْهُمَا , فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهمْ وَاخْتِلافِ أَمْرهمْ صَدْرَ سُورَةِ آلِ عِمْرَان إِلَى بِضْع وَثَمَانِينَ آيَة مِنْهَا , ثُمَّ تَكَلَّمَ اِبْنُ إِسْحَاق عَلَى تَفْسِيرهَا - إِلَى أَنْ قَالَ - : فَلَمَّا أَتَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَبَر مِنْ اللَّه وَالْفَصْل مِنْ الْقَضَاء بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ , وَأُمِرَ بِمَا أُمِرَ بِهِ مِنْ مُلاعَنَتهمْ أَنْ رَدُّوا ذَلِكَ عَلَيْهِ , دَعَاهُمْ إِلَى ذَلِكَ , فَقَالُوا : يَا أَبَا الْقَاسِم ! دَعْنَا نَنْظُر فِي أَمَرْنَا , ثُمَّ نَأْتِيك بِمَا نُرِيد أَنْ نَفْعَل فِيمَا دَعَوْتنَا إِلَيْهِ , ثُمَّ اِنْصَرَفُوا عَنْهُ , ثُمَّ خَلَوْا بِالْعَاقِبِ , وَكَانَ ذَا رَأْيهمْ , فَقَالُوا : يَا عَبْدَ الْمَسِيح ! مَاذَا تَرَى ؟ فَقَالَ : وَاَللَّهِ ! يَا مَعْشَر النَّصَارَى , لَقَدْ عَرَفْتُمْ أَنَّ مُحَمَّدًا لَنَبِيٌّ مُرْسَلٌ , وَلَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْفَصْلِ مِنْ خَبَر صَاحِبِكُمْ . وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ مَا لاعَنَ قَوْمٌ نَبِيًّا قَطُّ , فَبَقِيَ كَبِيرهمْ , ولا نَبَتَ صَغِيرهمْ , وَإِنَّهُ للاسْتِئْصَال مِنْكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ , فَإِنْ كُنْتُمْ أَبَيْتُمْ إِلا إِلْفَ دِينكُمْ والإقامة عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ الْقَوْل فِي صَاحِبكُمْ , فَوَادِعُوا الرَّجُلَ , وَانْصَرِفُوا إِلَى بِلادكُمْ . فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالُوا : يَا أَبَا الْقَاسِم ! قَدْ رَأَيْنَا أَنْ لا نُلاعِنَكَ , وَنَتْرُكَكَ عَلَى دِينِكَ , وَنَرْجِعَ عَلَى دِينِنَا , وَلَكِنْ اِبْعَثْ مَعَنَا رَجُلاً مِنْ أَصْحَابك , تَرْضَاهُ لَنَا , يَحْكُمُ بَيْننَا فِي أَشْيَاء اِخْتَلَفْنَا فِيهَا فِي أَمْوَالنَا , فَإِنَّكُمْ عِنْدنَا رِضَا . قَالَ مُحَمَّد بْنُ جَعْفَر : فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اِئْتُونِي الْعَشِيَّة , أَبْعَث مَعَكُمْ الْقَوِيّ الأَمِين ) . ثم ذكر ابنُ اسحق بقيّةَ القصة ، وذكرتها هنا مختصرة . نقلاً عن تفسير ابن كثير رحمه الله .

* وقال العلامة الآلوسي في روح المعاني : ومَن ذهب إلى جواز المباهلة إلى اليوم على طرز ما صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم , استدل بما أخرجه عبدُ بنُ حُميدٍ عن قيس بن سعد أن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كان بينه وبين آخر شيء , فدعاه إلى المباهلة , وقرأ الآية , ورفع يديه , فاستقبل الركن , وكأنه يشير بذلك إلى كيفية الابتهال , وأن الأيدي ترفع فيه ، وفيما أخرجه الحاكم تصريح بذلك , وأنها ترفع حذو المناكب . انتهى , والله أعلم .

كما سبق لي جواب على سائل سأل عن مناظرة أهل الضلال جاء فيه :

الحمد لله , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه , وبعدُ :

الواجب في مَن يتصدّى لدعوة أهل الضلالة والبدعة ، أن يكون عالماً بالكتاب والسنة ومذهب أهل السنة والجماعة ، وبمذهب الخصم ، بقدرٍ كافٍ يؤهله للمناظرة ، وأن يكون عارفاً أيضاً بضوابط المناظرة ، وعليه من لباس التقوى ما يحمله على قصد الثواب لا الرياء والسمعة ، ويلجمه عن قول الباطل أو اتّباع الهوى ، وأن يكون ذا فصاحة وبيان , قادراً على تجلية الحقّ في صورةٍ مفهومةٍ لا لبس فيها .

ولا ينبغي أن يقدم المناظر على مناظرة ذي هيبة يخشاه ، ولا وهو مشغول البال ، مشوش الذهن .
وإن لَم تكن المناظرةُ في مسألةٍ معينة , فالواجبُ أن يبدأ بالأصول التي يقوم عليها مذهبُ المخالف ، فينقضها ، ولا ينشغل بإبطال الفروع قبلها .

هذا وينبغي أن يعلم أن الجدال وسيلة متأخرة في الرتبة في مجال الدعوة الإسلامية ، ولهذا أخره اللهُ تعالى في قوله : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ، ولَم يستعمل النبي صلى الله عليه سلم في دعوته الجدال إلا قليلاً ، بالنسبة إلى مجمل دعوته صلى الله عليه وسلم .

ذلك أن الحقّ الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أبلج ، له منار ظاهر ، ونور باهر ، فإذا نشر في الناس ، وسمعوه كما أنزل ، هدى اللهُ تعالى به مَن شاء من عباده ، ففتح به قلوباً غلفاً ، وأبصاراً عمياً ، وأذاناً صماً .

فإن احتيج إلى الجدال ، فلا بأس أن يكون بالتي هي أحسن ، كما قال تعالى : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) هذا في اليهود والنصارى ، فكيف بأهل القبلة الذين ضلوا عن السنة ، إلا من ظلم واعتدى ، فذاك له مقام آخر .

وأمّا هذه المناظرات التي انتشرت في المنتديات ، يخوض فيها مَن يخوض بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ، يتصايحون فيها ، ويتشاتمون ، ثم يعودون من الغد ، فيفعلون كما فعلوا بالأمس ، فيسهرون ليلهم فيما لا فائدةَ فيه ، أو فيما ضرّه أكبر من نفعه ، أو فيما غيره أنفع للعبد في دنياه وآخرته ، فهذه ليست على هدى الأنبياء ، ولا هي من سبيل الأتقياء ، والله أعلم .

المشاركة في المسابقات في القنوات الفضائية

س : ما حكم المشاركة في المسابقات التي تقدم في القنوات الفضائية والتي تبدأ بـ(700) , حيث يكون سعر الدقيقة بخمسة ريالات .. هذا النوع من المسابقات يتطلب دفع مبلغ أكثر من المكالمة العادية للدقيقة الواحدة , وقد تصل إلى (9ريالات) لأن الرقم الذي يكون بعد الـ(700) يكون سعر الدقيقة .. يعود عائدها إلى صاحب المسابقة وشركة الاتصال .. ويوجد مثلها في الكويت على ما أظن .. والله أعلم .

ج : المسابقات كما وصفت في السؤال والتوضيح ، قمار محرم ، لأن المتصل يدفع مبلغاً مقابل أن يجرب حظه ، فقد يحصل على سؤال سهل , فيربح أضعاف ما دفع ويغنم ، وقد لا يحصل على شيء , ويذهب عليه المبلغ الذي دفعه سدى , فيغرم ، والقناة التلفزيونية تتقاسم الأموال التي تكسب من اتصالات الناس مع شركة الهاتف ، وبهذه الخدعة التي تشبه الميسر ، يضحكون على الناس ، ويأكلون أموالهم بالباطل ، لأن كل متصل يقول : لعلي أكون الكاسب ، ثم إنهم إن احتاجوا مَن يفتيهم بالجواز ، فسيجدون في هذا الزمان ، مَن يسارع إلى الفتوى بما يوافق أهواء أهل الأطماع , والله المستعان .

تابع اللقاء على ملف وورد
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

لقاءات الشبكة

  • لقاءات عبر الشبكة
  • لقاءات عبر المجلات
  • الصفحة الرئيسية