صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







لقاء شبكة الفوائد الإسلامية
بفضيلة الشيخ عَبدالعزيز الطَّريفي

 
ترجمة مختصر للشيخ

هو فضيلة الشيخ المعتني المحدث عبد العزيز بن مرزوق الطريفي.

عرف بالطلب المبكر، والبحث وسعة الاطلاع، والعناية بالمحفوظات في السنة، وعرف الشيخ بالعلم والفضل والتبحر فيه، وله إسهامات متنوعة في مجال التصنيف والتأليف وكذلك التعليم، والدعوة في ميادين شتى ...

وقد تتلمذ على جماعة من أهل العلم منهم:
1- سماحة الامام عبد العزيز بن عبدالله بن باز وقد تتلمذ عليه سنوات وهو أكثرهم أخذا عليه.
2- فضيلة العلامة الفقيه عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل.
3- فضيلة الشيخ محمد بن الحسن الشنقيطي.
4- فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك.
5- فضيلة الشيخ المحدث عبد الكريم الخضير.
6- الشيخ محمد عبدالله الصومالي-رحمه الله-.
7- الشيخ النحوي حسن الاثيوبي.
* وجماعة غيرهم، من أهل العلم.

*** وللشيخ تميز بالسنة وحفظها وإدامة النظر فيها...
*** يعمل الشيخ الآن ( باحثاَ علمياَ ) في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض ..
وله مؤلفات ورسائل عديدة وأجوبة منها :
1 – ( التحجيل في تخريج ما لم يخرج من الأحاديث والآثار في إرواء الغليل ) مطبوع في مكتبة الرشد في مجلدين ...
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=663 

2 – الإعلام بتوضيح نواقض الإسلام مطبوع في مكتبة الرشد ...
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=168 

3 – شرح حديث جابر الطويل في صفة حجة النبي صلى الله عليه مطبوع في مكتبة الرشد ...
http://saaid.net/book/open.php?cat=3&book=945 

4 – شرح بلوغ المرام – قطعة من كتاب الطهارة- ...

5- الأجوبة على أسئلة ملتقى أهل الحديث ...
http://saaid.net/leqa/6.htm 

أسئلة اللقاء

السؤال الأول: تعلمون ما يعصف بالأمة من فتن وبلايا، فما وصيتكم لنا ؟
الجواب : الحمد لله وبعد، فالذي ينبغي لكل عاقل أن يستعيذ من الفتن ما ظهر منها وما بطن، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ منها كثيراً، وذلك أن الفتن إذا أتت لا تصيب أهلها خاصة، بل تعم الجميع، ولذا قال الله تعالى: ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)، ويجب على المسلم البعد عن مواطنها، وما يُقرب إليها، ولا غرابة أن تكثر الفتن وتتابع في هذا الزمن، فهذا مما أخبر به المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيحين من حديث حميد عن أبي هريرة مرفوعا: ( يتقارب الزمان ويقبض العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج قالوا : وما الهرج؟ قال: القتل ) .
وسبب كثرة الفتن هو قلة العلم، والبعد عن مصدر التمكين والقوة الوحيين الشريفين الكتاب والسنة، ولذا سبّق صلى الله عليه وسلم ظهور الفتن بقوله: ( ويقبض العلم )، وبه يعلم أن سبب الفتن وكثرتها في آخر الزمن هو قلة العلم بالكتاب والسنة، وكثرة الصوارف عنه، وكثرة الداعين إلى ضده من شياطين الأنس والجن .
وقد بين هذا السبب وعلاجه النبي صلى الله عليه في قوله: ( من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) رواه أحمد والترمذي وغيرهما .
وقد رأي الصحابة رضوان الله عليهم الفتنة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وما نجوا منها إلا بالاعتصام بما أوصاهم به نبيهم عليه الصلاة والسلام .
ولا تزال الفتن تزداد يوماً فيوماً حتى كثرت الفتن وتلاطمت في أواخر عصر أتباع التابعين، واتفق العلماء أن آخر من كان من أتباع التابعين ممن يقبل قوله من عاش إلى حدود العشرين ومائتين ففي هذا الوقت ظهرت البدع ظهورا فاشيا وأطلقت المعتزلة ألسنتها ورفعت الفلاسفة رؤوسها وامتحن أهل العلم ليقولوا بخلق القران وتغيرت الأحوال تغيرا شديدا ولم يزل الأمر في نقص إلى الآن وظهر قوله صلى الله عليه وسلم: ( ثم يفشو الكذب) وقوله: ( وتظهر الفتن) ظهوراً بينا حتى شمل ذلك الأقوال والأفعال والمعتقدات والله المستعان، وما حدث في هذا الزمن من فتن وبلاء إلا بما كسبت أيدي الناس، جزاء بعدهم عن الله وعن تحكيم شرعه، وموالاتهم لأعداءه ، وحين يرغبون الرجوع إلى الرفعة وعلو المكانة والأمنة، فما عليهم إلا الرجوع إلى ربهم ، وتحكيم شرعه ، ورفع راية الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومعاداة الكافرين وموالاة المؤمنين .
والوصية في الفتن عامة هي في أمرين :
أولا: الاعتصام بالكتاب والسنة، والتفقه فيهما، فهما الملاذ عند الفتن، وهما النور عند الظلمة، والعلم بهما هو النجاة، كما بين ذلك صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم كما سبق، ولا تستوحش من قلة الناصر والمعين ما دمت متمسك بالنص الصحيح الصريح، فالجماعة هم من كان على النص وإن قلوا وكثر مخالفوهم، فقد روى اللالكائي عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود قال: إن جمهور الجماعة فارقوا الجماعة، إن الجماعة ما وافق طاعة الله وإن كنت وحدك .
وقد روى مسلم من حديث مجمع بن يحيى عن سعيد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبيه قال: صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلى معه العشاء قال: فجلسنا فخرج علينا فقال : ما زلتم ههنا؟ قلنا: يا رسول الله صلينا معك المغرب ثم قلنا نجلس حتى نصلى معك العشاء. قال: أحسنتم أو أصبتم، قال: فرفع رأسه إلى السماء وكان كثيراً مما يرفع رأسه إلى السماء فقال: النجوم آمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا آمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي آمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون.
ففي هذا الخبر علم من أعلام النبوة، فما لبث أن الرسول إلا أن توفي ووقعت الفتنة، وما لبث الصحابة أن ذهبوا حتى كثرة الفتن وأتى الأمة ما توعد .
وتعليق النبي صلى الله عليه وسلم الأمان بقولة (أمنة) به وبأصحابه، لا لذواتهم، بل لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعلم الناس بالله، وأخشاهم له فعليه أنزل الوحيان الكتاب والسنة، وأصحابه أعلم الناس بالله من هذه الأمة بعد نبيهم، فما كانوا أمنة للأمة إلا لعلمهم بالكتاب والسنة وقربهم من مصدره فقد روى أبو نعيم في الحلية عن عمرو بن أبي قيس عن أبي سفيان عن عمر بن نبهان عن الحسن عن عبد الله بن عمر قال: من كان مستنا فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة أبرها قلوبا وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله.
ولذا فالعلم بالكتاب والسنة والتمسك بهما هو العصمة من الفتن، وقد رأينا الفتن فما يخرج منها سالماً إلا العالم بالله حقاً لا زوراً .
فالرايات التي ترفع في هذا الزمن كثيرة جداً، وتنسب للإسلام، فهذه الرايات سواء كانت رايات دول أو جماعات أو أشخاص لابد من وزنها بميزان الشرع .
ثانياً: القرب من أهل العلم المتمكنين فيه خاصة عند الفتن، والتباس الحق بالباطل، وسؤالهم والاستئناس برأيهم، وقد كان السلف على هذا النهج، قال عمرو بن ميمون – وكان في زمن الفتنة - : لزمت معاذ بن جبل فما فارقته حتى حثوت عليه من التراب بالشام ميتاً، ثم نظرت إلى أفقه الناس بعده فأتيت عبد الله بن مسعود فسمعته يقول: عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة .
وثمة أمر يجب التنبيه له وهو عدم التعصب للأشخاص، والموالاة لولائهم والمعاداة لعدائهم، فإن هذا من صفات اليهود، لا من صفات أهل الإسلام، وينبغي للمؤمن قبول قول غيره ما دام حجته من الوحيين، حتى وإن أخطأ باجتهاده ما دام له سلف في قوله من الأئمة المعتبرين، وأن لا يظن الإنسان أنه ينفرد بالحق دون غيره من الناس، ولا يمنع هذا من الإنكار على المخالف بلا تشنيع، مع مصاحبة الإخلاص ولزوم الدليل، وسؤال الله الهداية للحق، والتماس العذر للمخالف، قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم :
( ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين وكثر تفرقهم كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم وكل منهم يظهر أنه يبغض لله وقد يكون في نفس الأمر معذوراً وقد لا يكون معذوراً بل يكون متبعا لهواه مقصراً في البحث عن معرفة ما يبغض عليه
فإن كثيراً من البغض كذلك إنما يقع لمخالفة متبوع يظن أنه لا يقول إلا الحق وهذا الظن خطأ قطعاً وإن أريد أنه لا يقول إلا الحق فيما خولف فيه فهذا الظن قد يخطئ ويصيب
_ وقد يكون الحامل على الميل مجرد الهوى أو الإلف أو العادة ، وكل هذا يقدح في أن يكون هذا البغض لله
فالواجب على المؤمن أن ينصح لنفسه ويتحرز في هذا غاية التحرز وما أشكل منه فلا يدخل نفسه فيه خشية أن يقع فيما نهى عنه من البغض المحرم
وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له وهو أن كثيراً من أئمة الدين قد يقول قولاًَ مرجوحاً ويكون مجتهداً فيه مأجوراً على اجتهاده فيه ، موضوعاً عنه خطؤه فيه ، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة ، لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله ، بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ولا انتصر له ولا والي من يوافقه ولا عادي من خالفه ، ولا هو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه ، وليس كذلك ، فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده ، وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته وأنه لا ينسب إلى الخطأ ، وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق فافهم هذا فإنه مهم عظيم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) انتهى كلامه.
 

تابع اللقاء على ملف وورد
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

لقاءات الشبكة

  • لقاءات عبر الشبكة
  • لقاءات عبر المجلات
  • الصفحة الرئيسية