صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







لقاء شبكة أنا المسلم
مع الشيخ الدكتور محمد أبورحيّم

 
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد : فيسعدنا أن نلتقي بالشيخ الدكتور محمد أبورحيّم على صفحات منتدانا العامر ( أنا المسلم ) ليحدثنا عن كثير من القضايا المهمة المنتشرة بين طلاب العلم هذه الأيام .فإلى اللقاء الذي قام به مشكوراً الأخ الكريم ( أبو البراء النجدي) .

أبو البراء :
دكتور محمد نرحب بكم في منتدانا ( أنا المسلم ) ونسأل الله أن ينفع الأخوة بما تقولون ، وبداية نود أن تعطونا نبذة عن سيرتكم الذاتية ليتعرف عليكم الأخوة عن قُرب .
د.أبو رحيّم : جزاكم الله خيراً ، سيرتي الذاتية هي كالتالي:
الاسم : محمد محمود أبو رحيِّم من يافا المحتلة مولود في مدينة طولكرم عام 1368ه‍-1949م، التحقت بكلية الشريعة - الجامعة الأردنية وتخرجتُ فيها عام 1393ه‍-1973، وعملتُ بعدها في الوعظ ثم التدريس حتى عام 1401ه‍- 1981 حيث التحقتُ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى - قسم الدراسات العليا - فرع العقيدة وتخرجتُ فيها عام 1406ه‍-1986م.

أبو البراء : ما عنوان رسالتكم للماجستير وللدكتوراة ؟
د. أبو رحيّم : عنوانها (عثمان بن سعيد الدارمي ودفاعه عن عقيدة السلف)، وقد قامت دار الكتاب العربي بطباعته عام 1990م.
أما عنوان رسالة الدكتوراه فهو
(الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السُّنة)، إملاء الحافظ قوَّام السُّنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني تحقيق ودراسة، وقد قامت دار الراية - الرياض بطبعه ونشره ط1، 1411ه‍-1990م.

أبو البراء : ماذا عن عملكم الآن ؟
د. أبو رحيّم : العمل: عضو هيئة تدريس في جامعة العلوم التطبيقية - عمان- الأردن لمادة: العقيدة، الأديان، الفِرق، المذاهب الفكرية المعاصرة وشغلتُ منصب رئيس قسم الشريعة والدراسات الإسلامية مدة ست سنوات 1412ه‍-1418ه‍.
الرتبة الأكاديمية: أستاذ مشارك.

أبوالبراء : هل لك أن تحدثنا عن شيوخك ؟
د. أبورحيّم : شيوخي في السنة المنهجية بجامعة أم القرى.
1- العقيدة أ.د راشد الراجح مدير الجامعة آنذاك.
2- المنطق وعقيدة المتكلمين: أ. الشيخ : كمال هاشم نجا.
3 - الفِرق: أ.د عثمان عبد المنعم عيش.
4- الأديان: أ.د عبد العزيز عبيد.
5 - المذاهب الفكرية المعاصرة: أ. الشيخ محمد قطب.
6 - مناهج البحث العلمي: أ.د سليمان دنيا.
وأكثر شخصية حرصتُ على لقائها والسماع إليها في مكة المكرمة -خارج إطار الجامعة- سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله-.
وأما في بلاد الشام فالشيخ الألباني -رحمه الله- وقد شهد لي بخط يده تزكية قدِّمت لرئاسة جامعة أم القرى مشفوعة بشهادة أخرى من الأستاذ الشيخ محمد شقرة مما كان لهما الأثر في قبولي طالباً في مرحلة الدراسات العليا.
وكان أول لقاء لي بالشيخ -رحمه الله- عام 1393ه‍- 1971م ولم تنقطع علاقتي به منذ ذلك الحين رغم الفتور الذي أصابها بعد ردِّي على رأس فتنة الإرجاء ومتولي كِبرها علي حلبي الذي كان يتسلل إلى الشيخ -رحمه الله- لواذاً ومحتمياً بأبي ليلى، وقد زال هذا الفتور -والحمد لله- في آخر زيارة زرته قبل أيام من وفاته -رحمه الله- وقد صليتُ عليه وكنت على يمين الأستاذ الشيخ محمد شقرة الذي أمَّ المصلين عليه يومئذ، كما كان للشيخ-رحمه الله- يد في تزويجي من زوجتي أم حذيفة.

أبو البراء : ماذا عن ذكرياتك في جامعة أم القرى ؟
د. أبو رحيّم : أما عن ذكرياتي العلمية في جامعة أم القرى فردي على كتاب الشيخ الصابوني "النبوة والأنبياء" عام 1406ه‍ تحت عنوان نظرات في كتاب النبوة والأنبياء للشيخ الصابوني، وهو من الموضوعات التي احتدم النقاش فيها بيني وبين من كان معي من أهل السُّنة والجماعة من جهة وبين الصابوني وأعوانه من جهة أخرى ، والحديث عن هذه الذكرى يطول.

أبو البراء : حسناً ، ننتقل معك دكتور إلى مسائل الإيمان التي كثر الخوض فيها ! فأقول : يعتقد البعض أن الجنوح للإرجاء ممن جنح إليه كان رَدة فعل للتكفير؟
د.أبو رحيّم : إذا كان معنى الإرجاء لغة يعني التأخير، فإن معناه الاصطلاحي يختلف باختلاف متعلقه.
وأول إرجاء ظهر كرد فعل للتكفير في الأعم الأغلب كان داخل مذهب الخوارج الذين قطعوا بتكفير المشتركين في الفتنة، فخرج من بينهم من يرجئ أمرهم، ولم يقطعوا بكفر أصحاب الكبائر عامة.
أما إرجاء العمل عن مسمى الإيمان فقد انحصرت فرقها مع كثرتها في ثلاثة أصناف؛
فمنهم من جعل الإيمان مجرد ما في القلب كالجهمية واليونسية، ومنهم من جعله مجرد قول اللسان كالكرامية ، ومنهم من جعله تصديق الجنان وقول اللسان وهم مرجئة الفقهاء.
وأما إرجاء وعيد أصحاب الكبائر فهي ثمرة من ثمرات الإرجاء السابق، فالمرجئة الخالصة (العبيدية) جزمت بتأخر الوعيد وعدم لحوقه بأصحاب الكبائر لأنه لا يضر -عندهم- مع الإيمان معصية كما لا ينفع من الكفر طاعة، والواقفة (كغيلان ومحمد بن شبيب) جوّزوا تأخير الوعيد وجزموا بعدم نفوذه على أصحاب الكبائر.
إذا نظرنا إلى فرق المرجئة التي تقدم ذكرها نخلص إلى أن أول إرجاء ظهر في الإسلام كان ردة فعل للتكفير، ولكن تكفير من؟! تكفير من يستحق التكفير أم تكفير من لا يستحق التكفير؟! إنهم الصحابة الذين أجمعوا على تكفير تارك الصلاة، وأجمعوا على تحكيم شرع الله الذي شرعه لهم في كتابه وسنة نبيه بما يحفظ عليهم دينهم ودنياهم. ولم يرتضوا شرعاً غيره.
إن هذين المحورين -الصلاة والحكم بما أنزل الله- هما المحوران الأساسيان اللذان قام على هدمهما الفكر الإرجائي المعاصر.
لقد اجتمع في مرجئة العصر ما وقع فيه أسلافهم من أصناف المرجئة ، بيد أن نقطة البدء لم تكن كما كان من شأن مرجئة الخوارج، بل كانت بإخراج العمل عن مسمى الإيمان وعدّه شرطاً في كمال الإيمان أو ثمرة عند من حصر الإيمان بالقول والاعتقاد أو بالاعتقاد!!
ثم انطلقوا بعدها لهدم التكفير المشروع بضوابطه التي حدّها علماء السلف.
وإذا كانت فرقة المرجئة قد عدّت من خالفهم في فهمهم السقيم مارقاً من الدين فإن مرجئة العصر قد اتخذت لنفسها استراتيجية خاصة بدءاً بلائحة الاتهام وانتهاءً برفع أمر المخالفات وجوباً للجهات المعنية لمعاقبته!!
إن لائحة الاتهام -عند مرجئة العصر- جاهزة والتجريم عندهم لمجرد القول أو الفعل المخالف لمعتقداتهم جاهز مع كونهم لا يرون التلازم بين الظاهر والباطن إلا أنهم خرقوا قاعدتهم فقالوا: هذا خارجي، هذا تكفيري، هذا ثوري، هذا حزبي!!
هاهو علي حلبي يكتب عني فيقول في كتابه التعريف والتنبيه ص22: "هو د. محمد أبو رحيّم كتب في مسألة الإيمان والكفر رسالتين ثم دمجهما معاً، فرح بهما الجاهلون، وطار بذكرهما الحزبيون وانتشى بفهمهما التكفيريون وهما والله (على شفا جرف هار) بل منهار عقيدة ولغة ومنهجاً وسلوكاً".
انظر أيها القارئ الكريم: إنه يقسم بالله أن ما جاء في كتابي (تحذير الأمة من تعليقات الحلبي على أقوال الأئمة) وكتابي (حقيقة الخلاف بين السلفية الشرعية وأدعيائها) منهار عقيدة..
مع العلم أن ما جاء في فتوى اللجنة الدائمة من تضليل لعلي الحلبي ومطالبته بالتوبة عما جاء في كتابيه -التحذير من فتنة التكفير، وصيحة نذير- موضع الفتوى رقم (21517) تاريخ 14/6/1421ه‍ يتفق مع ما جاء في كتابيّ المذكورين.
إن يمين علي حلبي يمين فاجرة كاذبة غموس، بل زادها كذبة أخرى بادعائه على الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- رفضه فتوى هيئة كبار العلماء وقوله: "لم يستفد من هذه الفتوى إلا التكفيريون والثوريون.." انظره في كتابه السابق ص15.
ومثال هذا من مكتوب كلامهم ومسموعه كثير جداً، هكذا وصفوا شيخهم ووالدهم محمد شقره فقالوا: أصبح من التكفيريين، وجمع حوله التكفيريين ورضي بمستشاريه التكفيريين!!
لقد تجاوز مرجئة العصر أسلافهم في أثر فكرهم على المفهوم الحق لمعنى لا إله الله حتى عدّت كل من لم يعمل مطلقاً مؤمن ناقص الإيمان.
وفي المقابل حسَّنت وجه من شرّع وألزم الناس بشرعه مع علمه مخالفته شرع الله فأصبغت عليه مطلق الإيمان ما لم يستحل أو يعتقد، ثم شوهت وجه كل من دعا إلى الحاكمية بمشابهة الشيعة الإمامية في إمامتها، بل تجاوزوا القنطرة فعدّوه من المكفرة والخوارج، انظر التحذير من فتنة التكفير لعلي حلبي ص4، 27.
إن مرجئة العصر دعوة صريحة للقضاء على التكفير المشروع عند السلف، وهي صورة مشوَّهة باسم السلف دُفع إليها هؤلاء من قبل العلمانيين والديمقراطيين لتسهيل نشر مذاهبهم الفكرية المعاصرة بين العامة بدلاً عن دين الله واسترضاء لكل من حارَب الله ورسوله علانية أو خفية.
إن تكفير المرتدين ليس من تشريع الخوارج ولا غيرهم، كما أنه ليس فكراً كما زعمه مرجئة العصر،و إنما هو حكم شرعي بضوابطه التي حدّها علماء السلف -رحمهم الله- له منهج تطبيقي معلوم لكل ذي بصيرة في العلم والدِّين.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

لقاءات الشبكة

  • لقاءات عبر الشبكة
  • لقاءات عبر المجلات
  • الصفحة الرئيسية