صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الطريقة الختميـــــة

الشيخ / محمد مصطفى عبد القادر

 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد ،
اعلم أخي المسلم بأن من أعظم الفتن التي أبتلي بها المجتمع المسلم ما يسمى بالتصوف أو الفكر الصوفي ، ذلك الفكر الذي يعمل على هدم الإسلام بإسم الإسلام ، وقد انخدع به كثير من المسلمين منهم من ينتسب إلى العلم وكثير منهم لا يعلمون وهذه سلسلة رسائل تحت شعار احذروا التصوف نكشف فيها عن مخالفات الطرق الصوفية للشريعة الإسلامية من خلال كتبهم ونبين الأدلة من الكتاب والسنة على بطلانها استنادا على قوله تعالى " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " وكل ذلك بايجاز شديد غير مخل بالهدف المنشود والله نسأل القبول والهدى والسداد وهذه مخالفات الطريق الختمية للشريعة الإسلامية .

الشيخ/ محمد مصطفى عبد القادر -السودان

المخالفة الأولى :
يزعم الشيخ الميرغني السيد محمد عثمان شيخ الطريقة الختمية " أن الله كلمه وقال له أنت تذكرة لعبادي ومن أراد الوصول إلىَّ فليتخذك سبيلا وأن من أحبك وتعلق بك هو الذي خلد في رحمتي ومن أبغضك وتباعد عنك فهو الظالم المعدود له العذاب الأليم، وهذا في كتاب الطريقة الختمية بعنوان ( الهبات المقتبسة – تأليف الشريف السيد محمد عثمان ) ص 76.

وأما الرد على ذلك الإفتراء على الله والتضليل بعباده من وجوه :-

أولاً :
كيف يدعي الميرغني أن الله كلمه وخاطبه هل هو نبي أم رسول ؟ يقول الله تعالى ( ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليٌّ حكيم ) سورة الشورى (51)

ثانياً :-
كيف يدعي الميرغني أنه هو السبيل إلى الله وقد بين الله في كتابه الكريم أن سبيل التقرب إليه عن طريق كتابه وسنة نبيه وليس الطريقة الختمية حيث يقول الله تعالى ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون ) الأنعام (155) ويقول الله تعالى ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) سورة الحشر (7) وقد جاء في حديث ، أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال : ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله تعالى وسنة رسوله ) رواه الترمذي وقد بين الله تعالى أن كل طريق غير هذا فهو من طرق الشيطان صوفياً كان أو غيره وذلك في قوله تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) سورة الأنعام (153) وقد بين النبي صلى الله عيه وسلم في حديث ابن مسعود في تفسيرها أنه خط خطاً مستقيماً على الأرض وقال هذا صراط الله وهذه هي السبل وعلى كل سبيل شيطان يدعو إليه فنعوذ بالله من طرق الشيطان .

ثالثاً :-
كيف يتجرأ الميرغني ويزعم أن الله قال له من أحبك يخلد في رحمتي ومن أبغضك فله العذاب الأليم ؟ إن المعلوم في الشريعة أن الحب في الله والبغض في الله عبادة يتقرب بها إلى الله وقد جاء في حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال:" ان أوثق عرى الايمان الحب في لله والبغض في الله " رواه البيهقي ولكن هذا لايبنى على الهوى وإنما يرجع فيه لاحكام الشرع فمن التزم باحكام الشرع تلزم محبته في الله ومن أختلف مع أحكام الشرع يلزم بغضه في الله وهنا يرد السؤال هل وافق الميرغني في قوله هذا وهل اتفقت طريقته مع الكتاب والسنة ؟ الجواب إنها قد إختلفت تماماً مع الكتاب والسنة وهنا يلزم بغضه في الله وبغض طريقته والكشف عن زيفه وهذا من أعلى مقامات التقرب إلى الله .

المخالفة الثانية :
يزعم الميرغني " أن رسول الله قال له من صحبك ثلاثة أيام لايموت إلا ولياً وأن من قبل جبهتك كأنما قبل جبهتي ومن قبل جبهتي دخل الجنة ومن رآني أو رأى من رآني إلى خمس لم تمسه النار، وهذا في كتاب الطريقة الختمية بعنوان مناقب صاحب الراتب تأليف السيد / محمد عثمان الميرغني ص 102 .

أما الرد على ذلك الإفك والدجل من وجوه :

أولاً : -
أين ومتى إلتقى بالنبي صلى الله عيه وسلم حتى قال له ذلك ؟ لاشك أن ذلك كذب جلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويكفي ما جاء في مقام الوعيد لأمثال هؤلاء ما أخرجه البخاري عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال:" بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" .

ثانياً :-
من هو الميرغني حتى يكون من صحبه ثلاثة أيام لا يموت إلا ولياً ؟ وهل ضمن لنفسه أنه من أولياء الله ناهيك عن من يصحبه ؟ قال تعالى (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) البقرة 111 ويقول تعالى في تكذيبه وإدعائه ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن إتقى) " سورة النجم 32 .

ثالثاً :-
كيف يزعم ويفتري الميرغني أن من رآه أو رأى من رآه إلى خمس يدخل الجنة وهل هو ضمن الجنة لنفسه ومعلوم أن النبي صلى الله عيه وسلم قد رآه كثير من اليهود والنصارى والمشكرين وماتوا على الكفر فهل ياترى هو أفضل من رسول الله صلى الله عيه وسلم ؟ وكيف يحكم المفتري هذا على خاتمة أناس بمجرد رؤيته فقط وقد علَّمنا النبي صلى الله عيه وسلم أن لا تحكم على خاتمة المرء مع عمله وذلك في حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عيه وسلم قال:" إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراعاً فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعاً فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها" . (رواه مسلم ) .

المخالفة الثالثة :-
" يزعم الميرغني أنه أعطى راتباً لا يقدر على قراءته أحد غير النبي صلى الله عيه وسلم والمهدي " وهذا في كتاب الطريقة الختمية بعنوان رسالة الختم تأليف السيد / جعفر بن السيد محمد عثمان ص 111 .

وأما الرد على ذلك السخف والدجل من وجوه،

أولاً:
قال أعطيت راتباً ولم يبين من الذي أعطاه ولاشك في أن الذي أعطاه إياه هو شيطانه وإلا لو كان من شريعة الإسلام يلزمه أن يبين أهو من الكتاب والسنة حتى نعرفه وذلك لقوله تعالى ( يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولو الأمر منكم فإن تنازعتم في شئٍ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) (سورة النساء )

ثانياً :-
مما يدل على أنه ليس من الدين أن الله جعل التكليف على وسع البشر وذلك لقوله تعالى ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) (سورة البقرة 276)

ثالثاً :-
انه يزعم أنه لا يستطيع قراءته غير النبي والمهدي وهذا يعني أنه حتى هؤلاء لا يستطيعون قراءته فما الفائدة إذا من هذا الراتب .

المخالفة الرابعة :-
الختمية يزعمون لو كان نبي بعد النبي لكان محمد عثمان الميرغني حيث ورد في كتاب الطريقة الختمية بعنوان رسالة الختم تأليف السيد / جعفر بن السيد محمد عثمان الميرغني ص 115 – 116 ما يأتي في مدحه أن الرسول قال ذلك وقدمها مادحهم في قوله :-
ولو كان بعدي يأتي نبي *** فعثمان كان له أُوحِيَ

وهذا إفتراء واضح وكذب صريح يختلف مع قول النبي صلى الله عيه وسلم فيما أخرج الإمام أحمد عن أنس أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال:" لو كان نبي بعدي لكان عمر" وفي رواية اخرى" لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر" .

المخالفة الخامسة :-
يزعم الختمية انه لايجوز زيارة المريد للشيخ إلا على طهارة وأن حضرة الشيخ هي حضرة الله وذلك في كتاب منحة الأصحاب تأليف أحمد بن عبدالرجمن تلميذ السيد محمد سر الختم الميرغني ص 67 حيث ورد الآتي في آداب المريد مع الشيخ " وأن لا يزور المريد الشيخ إلا على طهارة لأن حضرة الشيخ هي حضرة الله " وفي هذا يتعجب العقلاء فكيف يتطهر لزيارة الشيخ وقد أشارت النصوص إلى أحكام الطاهرة ما يجب وما يستحب ومن حيث لا يوجد دليل للطهارة في زيارة الأشخاص حتى ولو كان في درجة رسول وقد أخرج البخاري في الصحيح عن أبي هريرة أنه لقي النبي صلى الله عيه وسلم في بعض طرق المدينة فانخنس منه فقال له النبي صلى الله عيه وسلم:" أين كنت يا أباهريرة قال كنت جنباً فكرهت أن أجالسك فقال النبي صلى الله عيه وسلم سبحان الله إن المؤمن لاينجس
" . فهل ياترى مشايخ الصوفية أفضل أم النبي صلى الله عيه وسلم.

المخالفة السادسة :-
يزعم الختمية بأنه عند الشدائد ينبغي أن تلجأ إلى الميرغني من دون الله وهذا ضلال يتفق عليه المتصوفه أجمعهم حيث ورد في كتاب الطريقة بعنوان تجمع الأوراد الكبير ص 147 تأليف محمد عثمان الميرغني في قوله :
ومهما أتاك خطب جليل *** فقم وناده وقل يا ميرغني

وأما الرد على ذلك الضلال فيكذبه قوله تعالى ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) سورة غافر 60 وقوله تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإن قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان) سورة البقرة 186 وقول النبي صلى الله عيه وسلم من حديث بن عباس" إذا سألت فأسأل الله وإذا إستعنت فإستعن بالله" رواه الترمذي وقوله تعالى : ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لايستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون) الأحقاف (5) .

المخالفة السابعة :-
الختمية يذكرون الله بأسماء ما انزل الله بها من سلطان ويسمونه بأسماء غير أسمائه الحسنى وقد ذكر في أذكارهم في دعوة البرهتية عن السيد محمد الحسن الميرغني في كتاب مجمع الأوراد الكبير ص 116 " أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم وصلى آله على سدنا برهتيه ، تبتليه طوارك ، مزحل ، برهشب ، خوطر ، قلينهود ، برشا كطهير بانموا شلخ ، شماهير ، شمها حيرحورب النور الأعلى عبطال فلا إله إلا هو رب العرش العظيم " وهذا الذكر فيه تلبيس للحق بالباطل وقد قال تعالى ( ولاتلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ) سورةالبقرة 42 وتلك الكلمات ليست أصل في الكتاب والسنة ولاشك أنها من وحي الشياطين وقد قال تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسماءه سيجزون ما كانوا يعملون) سورة الأعراف 180 .

المخالفة الثامنة :-
يزعم الختمية انه يجب على المريد طاعة شيخه وإن خالف الشرع وذلك حيث ورد في كتاب الطريقة بعنوان منحة الاصحاب تأليف احمد عبدالرحمن تلميذ السيد محمد سر الختم ص 67 ما يأتي( فإذا قال الشيخ للمريد اقرأ كذا أو صم كذا أو قال له وهو صائم افطر أو قال له لا تقم الليلة فإنه يطيعه ، قال سيدي أبو يزيد البسطامي لتلميذ له أفطر ولك أجر يوم فأبى وقال ولك أجر جمعة فأبى فقال ولك أجر شهر فأبى وقال ولك أجر سنة فأبى فقال له بعض الحاضرين مخالفتك هذه تضرك فقال الشيخ دعو من سقط من عين الله )

وأما الرد على ذلك الضلال :-

مفهوم ان الشريعة جاءت تدعو العباد للأعمال الصالحة يقول الله تعالى " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا " سورة الكهف 107 ويقول تعالى (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) سورة العصر وقد كان النبي صلى الله عيه وسلم يرغب الصحابة في الأعمال الصالحة وقد جاء فى الحديث أن الرسول صلى الله عيه وسلم قال :"نعم الرجل الصالح عبدالله بن عمر لو كان يقوم الليل ، قال ابن عمر ما تركت قيام الليل بعد ذلك" . (رواه أحمد) . وفي الحديث أيضاً عن أبي امامة "أن رجلاً قال يارسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال عليك بالصوم " (رواه الترمذي) فكيف ينهى الشيخ المريد من العمل الصالح مثل قيام الليل والصيام كما يزعم المتصوفة وكيف يحق للمريد أن يطيع شيخه ، فالتصوف في منهجه يمثل استعباد الشيوخ لمريديهم وليعلم هؤلاء المساكين أنهم على ضلال ، وأن الإسلام قد جاء لتحرير العباد من هؤلاء الشيوخ وأمثالهم ، ومن هنا كان قول النبي صلى الله عيه وسلم "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " رواه أحمد . وفي رواية أخرى إنما الطاعة في المعروف (رواه البخاري) . أما عن قصة أبي يزيد البسطامي الذي أمر التلميذ بالفطر وضمن له الأجر فهي تمثل قمة الضلال بإسم الدين فإنه لم يكتفي بأمره له بالفطر بل تعدى إلى أكبر من ذلك وضمن له أجراً وكأنه هو الإله الذي يصام له ويملك الثواب سبحانك ربي هذا بهتان عظيم .

هذه بعض مخالفات الطريقة الختمية للشريعة الإسلامية وإن كانت المخالفات كثيرة . وبهذا يلزم كل مسلم إن كان من أصحابها أن يتركها وعلى الجميع أن يحذرها ويُحذر منها
.والله نسأله قبول العمل والتوفيق والسداد ،،،

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه.
.............

شكر الله للشيخ السوداني الفاضل محمد مصطفى عبدالقادر على نصحهِ للمسلمين ، وفضحه للمتلبسين الملبسين ، دُعاة الباطل بثياب الدين ، ونشر الفرقة بين المسلمين ، باتخاذ طرق تفتت جمع المسلمين ، إلى طرق وفرق ما أنزل الله بها من سلطان

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أرباب الطريقة
  • منوعات
  • من كلام الأئمة
  • كتب عن الصوفية
  • جولات مع الصوفية
  • شبهات وردود
  • صوتيات عن الصوفية
  • فرق الصوفية
  • شخصيات تحت المجهر
  • العائدون إلى العقيدة
  • الملل والنحل
  • الصفحة الرئيسية