صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







القـبـيـسـيـات التنظيم النسائي الصوفي

موقع الراصد

 
القبيسيات جماعة دينية نسائية تنتشر بشكل خاص في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين والكويت ودول الخليج، وتنسب إلى منيرة القبيسي، وهي امرأة سورية تعيش حالياً في إحدى الحارات القديمة في العاصمة دمشق، وتبلغ من العمر 75 عاماً.
ولهذه الجماعة، التي تقتصر على النساء، عقائد وأفكار وسلوكيات وتصورات خاصة للإسلام، يمارسنها بشيء من السريّة والانعزالية.وليس معروفاً للآن ما هو سبب الحرص على السرية الشديدة ، بحيث أنهن يرفض حضور أي فتاة لحلقاتهم دون موعد مسبق عن طريق واحدة من عضواتهن الفاعلات ، وهذا يجعل العديد من التساؤلات ما الذي يخفيه هذا التنظيم السري عن المسلمين ؟؟؟
 وقد تفرقت تلميذات منيرة القبيسي في بلاد الشام ودول الخليج، واستطعن تأسيس جماعات أطلق عليها: الطبّاعيات في الأردن، والسّحَريات في لبنان...، وبنات البيادر في الكويت. كما استطعن إنشاء الجمعيات الخيرية والمؤسسات التعليمية والتربوية، وتحقيق انتشار لافت بين الأوساط النسائية، خاصة في المدارس والجامعات.
ومع الانتشار الكبير لهذه الجماعة النسائية المنظمة في العديد من البلاد وسيطرتها على الآلاف من النساء، تجد كثيرا من العلماء والناس لا يعرف عنها شيئاً أو لا يستطيع أن يتحدث عنها ومن أمثلة ذلك أن موقع إسلام أون لاين سئل عن هذه الجماعة فكانت الإجابة: "إذا عرفت الحق عرفت أهله"! هكذا دون بيان حقيقة هذه الجماعة أو عقيدتها! وسئل أيضاً الشيخ فيصل مولوي وهو من علماء لبنان ورئيس جماعة الإخوان المسلمين فيها عن هذه الجماعة فكان جوابه: "ليس عندي معلومات خاصة عن هذا التنظيم"!!  ( موقعه الشخصي ) .
وفعلاً بدأنا رحلة البحث عن هذه الجماعة فلم نجد دراسة وافية عنهم سوى كتابا بعنوان "تقرير عن جمعية بيادر السلام النسائية ـ الكويت" وهو من إعداد لجنة من الباحثين، وشريطا للعلامة الألباني رحمه الله، وكتابا لجماعة الأحباش عن هذه الفرقة! إضافة إلى كتابات قليلة  غير عميقة في شبكة الإنترنت.
لذلك دعت الحاجة لبيان حقيقة هذه الجماعة والتنظيم، ونحن ندعو كل القراء للمشاركة في تزويدنا بما لديهم عن هذه الجماعة من حقائق ووثائق.

منيرة قبيسي
ومنيرة قبيسي في الخامسة والسبعين من عمرها ، خريجة كلية العلوم بجامعة دمشق، ثم التحقت بكلية الشريعة، وعيّنت مدرسة لمادة العلوم في إحدى مدارس دمشق، وكان عمها من تلاميذ أحمد كفتارو، مفتي سوريا الذي توفي مؤخراً وشيخ الطريقة الصوفية النقشبندية في سوريا، وهو الذي أشار عليها بالدخول إلى هذه الطريقة الصوفية، وقد بدأت القبيسي نشاطها في سنوات السبعينات من القرن الماضي. وهذا سبب من أسباب العداء الحبشي لها لكون الأحباش من أتباع الطريقة الرفاعية .

العقائد والأفكار
تحمل هذه الجماعة أفكار الطريقة النقشبندية[1]  وهي إحدى طرق الصوفية، كما سيأتي ذلك مفصلاً، ويظهر هذا من خلال الاعتقاد بوحدة الوجود، وتقديس الشيخة والتسابق إلى تقبيل يدها، وقدمها أحياناً على نحو ما يفعله الصوفية تجاه شيوخهم.
تكرر في أقوالهن وكتب شيخاتهن الاعتقاد بوحدة الوجود، وهي عقيدة صوفية فاسدة، تعني أن اللّه والعالم شيء واحد، وأنه لا فرق بين الخالق والمخلوق.
وقد جاء في كتاب "مزامير داود"، وهو من أقدم وأهم مؤلفات هذه الجماعة، ما يفيد اعتقادهم بوحدة الوجود، فقد وردت فيه عبارات مثل: "كل ما تهواه موجود في ذات الله"، وفيه أيضاً قول الشاعر:      قل الله وحدَه في الكثرة   ***    ما ترى سواه في كل كائنة
وفيه أيضاً قولهن: "شيختنا معنا، أينما كنّا لا تضيّعنا"[2].
وقد ألفت إحدى شيخات هذه الجماعة واسمها نوال أ. كتاباً سمّته "المتاح من الموالد والأناشيد الملاح"، وأعادت فيه ذكر بعض العبارات التي وردت في "مزامير داود"، وأضافت عليه أشياء تؤيد الاعتقاد بوحدة الوجود، من قبيل:
يا جمال الوجود    ***    طاب فيك الشهود
ومن قبيل: أنت نسخة الأكوان فيك صورة الرحمن[3].
تقديس الشيخة، وعدم مناقشتها، واعتبار أن أمرها مطاع. وأنه مقدم على طاعة الأب أو الزوج أو لي الأمر. ويقولون في هذا الصدد:  "لا علم ولا وصول إلى الله من دون مربّية". و"من قال لشيخه لم، لم يفلح أبداً". و"كوني كالميتة بين يدي آنستك". وهن يعتبرن منيرة قبيسي إحدى مجددات الدين.
المواظبة على بعض الأذكار والصلوات المبتدعة، مثل صلاة التسابيح، وصلاة ركعتين قبل المغرب ويسمونها صلاة الأوّابين"، ولديهن ذكر يطلق عليه "الصلاة النارية" [4] .
وللمنتسبات إلى هذه الطريقة ورد يومي، وهو عادة مرتين بعد صلاة الفجر، ومرة بعد العشاء، وهو بأن تجلس المريدة متوجهة إلى القبلة بعد الانتهاء من الصلاة والدعاء ثم تقول: اللهم يا مفتح الأبواب، ويا مسبب الأسباب، ويا مقلب القلوب والأبصار، ويا دليل الحائرين، ثبت قلبي على الإيمان.
وتتخيل المريدة شيختها، والآنسة الكبرى "منيرة قبيسي" أمامها، فإن فعلت ذلك تخيلاً وأصبحت ترى وجه شيختها، فعليها أن تبدأ بالذكر لأنها هي التي تربط قلبها بالله، لأنه سيمتد قبس من نور من قلب "الشيخة"، أو الآنسة إلى قلب الفتاة ليوصلها إلى الله!
تقول فتاة كانت مع هذه الجماعة في الكويت: "قامت الآنسة أميرة جبريل بتعليمي الذكر بنفسها، وهو أن أطفئ الأنوار وأمسك مسباحي (مسبحتي) ثم أبدأ بقول (الله ـ الله ـ الله) مع تحريك يدي بجانب قلبي وذلك كما يقولون لتنظيف القلب من الآثام"[5].
5 ـ استعمال السحر، والاستعانة بالجن ضد من يترك جماعتهن، أو يتكلم عنهن بسوء. وقد حدثت عدة حالات بهذا الصدد، يقول زوج إحدى العضوات السابقات في الكويت بعد أن اكتشف حقيقة الجماعة، وساءت علاقته معها: "وبعدها بدأت محاربتهن لي، وذلك بوضع مواد السحر كالبيض الفاسد على سيارة ولدي البكر، ومرات يضعن الدم على سيارتي، ومرات يسكبن سوائل على مدخل بيتي،... وقد لمسنا تأثير تلك الأعمال الشريرة على ولدي وعلى نفسي وتعالجنا منها، والحمد والفضل لله وحده[6] .

المفاهيم والسلوكيات الخاصة
العزوف أحياناً عن الزواج، رغبة في التفاني في خدمة الجماعة، وعدم الانشغال بشيء عنها، إضافة إلى ضرورة استئذان الشيخة في أمر الزواج.
تمييز أنفسهن بلبس الجلباب القصير إلى أنصاف الساقين، والمنديل المعقوف (المربوط داخل الجلباب) ولا يخفى ما في ارتداء هذا الجلباب من مخالفة الشرع، إذ أن الجلباب لا بد أن يكون ساتراً للجسد كله.
ولهن في لبس الجلباب نظام خاص، بحيث أن لون الجلباب يعبر عن مرتبة الانتماء للجماعة.
انعزال هذه الجماعة على نفسها، وتظهر هذه الانعزالية في عدم قدرتهن على الاندماج الحقيقي مع المجتمع (صداقات ـ علاقات أسرية) مادامت خارج نطاق جماعتهن. ولذلك يستخدمن التقية والكذب مع الأهل والمجتمع.
الحرص على استقطاب الفتيات الموسرات، لذلك تحتل المكانة الاجتماعية والثراء والذكاء معايير هامة عند انضمام الفتيات إلى هذه الجماعة.
السرية التامة في جميع الأمور والاجتماعات والبيانات، ويطلقون على ذلك "الحس الأمني".
اهتمامهن بالرقائق والإيمانيات على حساب طلب العلم الشرعي، إذ يلاحظ الضعف العلمي العام لدى المنتسبات، وعدم وجود منهج محدد ومنظم لدراسة العلوم الشرعية، ومعظم الكتب التي يتم تدرسيها هي لمؤلفات من الجماعة.
7 ـ توجيه العضوات إلى العمل في قطاع التعليم، باعتباره عملاً "يخدم الدعوة، ويغذيها بالعناصر الجديدة". كما تتلقى العضوات تعليمات حول كيفية التعامل مع الطالبات، من البشاشة، وحسن المعاملة، وإلقاء السلام، ليسهل التحبب إليهن، وترغيبهن في الانضمام إلى الجماعة.
8 ـ كشف أسرار البيوت للمربية، بحجة أن ذلك يساعدها في أن تأخذ يد الفتاة إلى الله، ويعتبرون المربية كالطبيب الذي يجب أن يتم إخباره بالخصوصيات ليساعد في العلاج، ويقولون "يجب أن يستعلي عندك حب الشفاء على الحرج من كشف العورات"، ويقولون أيضاً "بين إخواني أكسر ميزاني".
كثيراً ما تتميز علاقاتهن مع أزواجهن وآبائهن بالتوتر، كون الشيخة أو الآنسة تسعى لأن تكون الآمر الناهي حتى في العلاقات الزوجية، وبسبب كثرة الخروج من المنزل، وتقديم أمر الجماعة على أي شيء آخر.

الانضمام إلى الجماعة
1 ـ من أسس الدخول في الجماعة كتابة رسالة توضح فيها الفتاة أسرارها الشخصية الخاصة والذنوب التي ارتكبتها، على طريقة كرسي الاعتراف عند النصارى، ولهن عبارة في ذلك وهي (افتضح واسترح).
تقسيم الفتيات إلى مجموعات وحلقات، وكل حلقة تحتوي على مجموعة بينها صفات مشتركة كالعمر والفترة الزمنية في الدعوة، وغير مسموح للفتاة بحضور حلقات غير الحلقة التي تخصها.
وعموماً، هناك ثلاث فئات للفتيات كما في نظام جمعية بيادر السلام – الكويت وهي:
أ ـ النوادر: وهن البنات من عمر 14ـ 18 سنة.
ب ـ البشاير: الفتيات من عمر 18 ـ 24 سنة.
ج ـ البيادر: الفتيات من عمر 24 سنة فما فوق.

الانتشار والمؤسسات
تفرقت تلميذات منيرة القبيسي في أنحاء مختلفة من بلاد الشام ودول الخليج، واستطعن تأسيس عمل نسائي، وجماعات حملت اسم الشيخة غالباً، في حين تعتبر منيرة قبيسي زعيمة هذه الجماعة، أو "الشيخة الكبرى" أو "الآنسة الكبرى" كما يطلقن عليها، وبسبب وجودها في سوريا، أصبحت زيارة الشام عندهن أشبه بالواجب، أو الحلم، حتى أطلقت بعضهن اسم "رحلة كعبة المعاني" على رحلة الشام، في حين أن التوجه إلى مكة المكرمة لأداء الحج والعمرة هي "رحلة كعبة المباني".
وللقبيسيات دعاء خاص عند مقابلة قبيسي هو: اللهم اجمعنا على ألمها، واجمعنا على أملها.

1ـ سوريا
يطلق عليهن هناك اسم "القبيسيات"، ولهن من المدارس هناك "مدارس النعيم"، ومن المكتبات المهتمة ببيع كتبهن "مكتبة السلام"، بالقرب من دائرة الجوازات والهجرة في دمشق.
وتعتبر سعاد ميبر، أبرز تلميذات القبيسي في سوريا، وهي تدرس في "معهد الفتح" فرع الإناث في دمشق، وكتبها مقررة عند هذه الجماعة، ومن كتبها "عقيدة التوحيد من الكتاب والسنة".
ولهن العديد من المدارس والمعاهد في سوريا.

2ـ لبنان
تزعمت الجماعة هناك في البداية، أميرة جبريل،وهي شقيقة أحمد جبريل الزعيم اليساري الفلسطيني ، ولكن أميرة جبريل أخلت الساحة فيما بعد لسحر حلبي، حيث صرن في لبنان يعرفن بالسّحريات، وبلغ من تعصبهن هناك لسحر حلبي أن بعضهن فسّرن قول الله تعالى "ونجيناهم بسحر"[7]، أي أن الله نجّاهن من الضلال بسحر حلبي!

3ـ الأردن
ويعرفن فيها باسم "الطبّاعيات" نسبة إلى شيختهن فادية الطباع، التي تملك وتدير مدرسة بارزة في العاصمة عمّان، هي مدارس الدر المنثور في حي أم السماق، حيث تعتبر تلك المدرسة أهم معاقل هذه الجماعة، إضافة إلى مدرسة أخرى في عمّان، هي مدرسة الخمائل.
 وكانت فادية الطباع فيما سبق تدرس في مدراس الأقصى التي أسسها شاعر الأقصى    يوسف العظم، وكانت على خلاف مع الدكتورة مهدية الزميلي، أبرز الداعيات في جماعة الإخوان ومديرة مدارس الرضوان حاليا بسبب قضية تقصير الجلباب وإظهار الساق، كما يروي العظم ذلك في سيرته.

4ـ الكويت
أسست الجماعة فيها أميرة جبريل، شقيقة أحمد جبريل زعيم إحدى المنظمات اليسارية الفلسطينية. ثم تأسست "جمعية بيادر السلام النسائية".
وجمعية بيادر السلام هي الجمعية الرسمية التي تعمل الآنسات من خلالها، وقد تأسست سنة 1981م، وتشرف على عدد من المؤسسات التربوية منها: مدرسة القطوف الخاصة، وحضانة السلام، وحضانة دار الفرح.
ورأست مجلس إدارة الجمعية دلال عبد الله العثمان. وقد جاء إنشاء الجمعية نتيجة جهود كبيرة بذلها يوسف سيد هاشم الرفاعي رأس الصوفية الكويتية، بعدما فشل في دعوة الرجال على مستوى الساحة الكويتية، ولجأ بذكاء إلى الجنس النسائي مستغلاً عاطفتهن وقلة علمهن، وموجداً بهذا التوجه متنفساً لمشاكلهن الاجتماعية وظروفهن الأسرية[8] .
وللجماعة كذلك انتشار في دول الخليج ومصر وفلسطين، وبعض الدول العربية والأجنبية ولكن لا توجد معلومات كافية عن ذلك.

نماذج من شهادات عضوة سابقة و زوج عضوة في الجماعة :
شهادة زوج عضوة سابقة  :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، فإن كل بدعه ضلاله، وكل ضلاله في النار، أما بعد.
فإني أشهد الله تعالى على كل ما سأكتبه هنا في حق جماعة بيادر السلام النسائية وأساليبها غير الحميدة فأقول وبالله التوفيق:
فإنه وبعد ما وصل بي الأمر إلى أن أمنع زوجتي العضوة في هذه الجمعية من حضور الدروس كما يسمونها في المنازل المختلفة لعضوات هذه الجمعية، وذلك من بعد ما سمعته وعلمته من بعض الأخوة من أمور عن هذه الجمعية تجعل كل من له دين أن يخاف على أهله.
لم أفاجأ برفضها، ولكن فوجئت بتركها للبيت بعد افتعال مكر مكروه في بيت الدعوة الصوفية المعروف، وهنا توقفت متأملاً في هذا الحدث الغريب مذهولا، مما جعل ابنتي الكبيرة والتي هي أيضاً عضوة في هذه الجمعية، تتكلم وبتحفظ عن أسرار هذه الجمعية وشيئاً فشيئاً حتى أفضت بكل ما عندها، وملخصه يتمثل بالآتي: "عقيدة العضوات لهذه الجمعية هي صوفية نقشبندية وطرق التربية الصوفية مطبقة بالكامل في البيادر من تقديس للآنسة الكبيرة، وأساليب الإهانة وعملية الذكر الصوفي، وإخفاء أمور الجمعية عن المجتمع وعن الأهل، والترخص بالكذب عند الضرورة على الجميع في سبيل حماية الجمعية وأمرها... الخ".
 بعدها وبعد أن رتبت الأمور مع ابنتي عملنا مناورات على هذه الجماعة، فهددت بأنني سأنشر موضوعي في الجرائد، وإذا بالجماعة تنقلب في الاتجاه 180 درجة، واتصلت بي النائبة الأولى لأميرة الجماعة السيدة /ج. ب هاتفياً بكلام معسول تنصحني بأن أطلق زوجتي إذا كنت أنا غير راض عن سلوكها، فلم استطع أن أجيبها لشدة احتقاري لها ولأسلوبها البعيد جداً عن منهج إصلاح البيوت، وعن منهج الدعوة الدينية الخيرة، وتحققت من ذلك بأن كل ما يهمهن هو أن لا ينال اسم جمعيتهن أذى من وراء هذا الموضوع.
فتداركت الموقف وعرضت خدماتها بأن تفعل كل ما يرضيني لإرجاع زوجتي وفعلاً أعادوا زوجتي، ولكون ما عرفته هذه الجمعية لا يمكن السكوت عنه، وعلمن بأني سوف لن أقبل بوجود هذا المنكر في المجتمع، ومنعت زوجتي من الاتصال بهم رغم ولائها لهم.
 وهنا خشين من تأثيري على زوجتي وأن تنقلب عليهن، ومع علمهن بخطورة ما تعرفه زوجتي عن هذه الجمعية بحكم طول الفترة الزمنية لعضويتها والتي زادت عن اثنتي عشرة عاماً، فأمروها بافتعال ما يخرجها من البيت ثانية تاركة أطفالها وجعلوها ترفع قضية طلاق تطالب بالتفريق.
وكان قد حدث أني قد اتصلت بالجمعية السابقة الذكر، وذلك في الفترة التي أعقبت رجوع زوجتي إلى البيت وقبل خروجها ثانية، وتكلمت مع اليعسوب (هـ.ق) الإدارية المعروفة لديهن مطالباً بشطب اسم زوجتي من العضوية في جمعيتهن، وإذا بها بكل قوة تريد أن تناقش وتدافع وتنكر، وقلت لها لا أريد أن أناقش وهي مصرة على النقاش، ومن ضمن ما قالت: "كان غيرك أشطر"، ولم أسمع منها كلمة واحدة توحي بأن هذه المتكلمة تخشى الله أو تتقيه، أو أنها صاحبة دعوة لله، وذلك من صلافة  وحدة طبعها.
وبعدها بدأت محاربتهن لي، وذلك بوضع مواد السحر كالبيض الفاسد على سيارة ولدي البكر، ومرات يضعن الدم على سيارتي، ومرات يسكبن سوائل على مدخل بيتي، ومن الشهود على ذلك سائق سيارة الكوكاكولا الذي ظل مرابطاً أمام بيتي منتظراً عودتي كي لا يطأ أحد على ما سكبوه على عتبة البيت.
وقد رأى جيراننا ومن خلال نافذتهم المطلة على منزلي نساءً يضعن مواداً على عتبة البيت وينطلقن بسيارتهن، ولقد لمسنا تأثير تلك الأعمال الشريرة على ولدي وعلى نفسي وتعالجنا منها، والحمد والفضل لله وحده، بعدها تحققت بأني أتعامل مع جماعة تعتمد السحر والاستعانة بالجن في محاربتها، فلن يفيدني شكوى مخفر أو غيره، فهذا صعب إثباته، وكان قصدهن إخافتي والسكوت عنهن، وإلا لما قالت لي (هـ.ق): "كان غيرك أشطر"! مما يوحي بأنه كان هنالك حالات مشابهة أمكنهن السيطرة عليها بواسطة سحرهن، لذلك كان هذا الاعتداد بالنفس، فما زادني ذلك إلا عزماً وقوة، وذلك من فضل الله.
 فاتجهت إلى دراسة كل ما يتعلق بالسحر والسحرة، وقابلت السحرة المعروفين في الوطن العربي ـ والعياذ بالله منهم ـ ودرست كل ما يتعلق بالصوفية، ومن الجدير بالذكر هنا أن معظم من قابلتهم من السحرة والمشعوذين كان شيخاً لطريقة صوفية في نفس الوقت!!.
واتجهت بعد ذلك لمراجعة وعلاج زوجتي بعد ما علمته وعلم غيري من الأقرباء والأصدقاء بأن أمرها ليس بيدها، وأنها مسلوبة الإرادة، فبدأنا معها العلاج، وكانت بداية طيبة واستجابة سريعة بفضل الله، فرجعت إلى بيتها وثابت إلى رشدها، وكأن نفسها قد عادت إليها، والتي افتقدتها منذ سنين، ولمسنا ولأول مرة كأسرة بأن وضع البيت قد أصبح مختلفاً عما سبق، فقد كان ملعباً للشياطين، وهذا برأيي حال بيت كل زوجة من عضوات هذا التنظيم الخطر، تعب مستمر وشقاق وعنت، وهذا والله من فضل ربي وصدق الله العظيم إذ يقول {لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم}.
 نعم.. لقد كان ما حدث هو من تقديرات المولى عز وجل ورحمة من عنده، إذ أنقذ ابنتي وزوجتي واستقرار بيتي من هذا المنزلق الخطير، وزادني علماً وفضلاً منه، فله الحمد والشكر والثناء الحسن.
وأخبرتني زوجتي بعد ذلك بأن هؤلاء النسوة وعلى رأسهن أميرة الجماعة أميرة جبريل قد أمرنها بالخروج من بيتها في المرة الأولى، وساعدوها برفع قضية طلاق وساندوها في المرة الثانية ونصحوها بأن ذلك لخير وسلامة دينها ودنياها.
كما أخبرتني بكل تفاصيل دينهم الضال دين الصوفية وعلى الطريقة النقشبندية، وكل ما جاء في هذا التقرير أو الدراسة التي تحتوي شهادتي هذه مطابق لما سمعته من زوجتي وابنتي وذلك خشية الإطالة.
ولي كلمة أوجهها إلى أولياء الأمور وأزواج عضوات هذا التنظيم فأقول لهم: حافظوا على بيوتكم وحافظوا على أسرار بيوتكم، فإنه ليس لبيوتكم حرمة في ظل هذا التنظيم، وعوراتكم مكشوفة عند أميرة الجماعة ومنها إلى الأخريات ومنهن إلى الآخرين وأنا منهم، ولا أخال زوجاً شريفاً غيوراً على أهله بعد كل ما نشر وقيل في شأن هذا التنظيم، يرضى ويقر زوجته على الاستمرار مع هذه الجماعة، إلا أن يكون قد فقد السيطرة على نفسه نتيجة أعمال السحر عليه وعلى زوجته فلمثله أو لذويه أن يطلبوا له العلاج والاستشفاء بالرقية القرآنية، وأنا على أتم ثقة بأنه سيجد اختلافاً كبيراً بإذن الله.
وأختم شهادتي بالصلاة والسلام على البشير النذير وعلى آله وصحبه الكرام أجمعين.
 
شهادة عضوة سابقة :
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ـ وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم إني أعوذ بك أن أَظلم أو أُظلم أو أعتدي أو يعتدى علي أو أقترف ذنباً أو خطيئة لا تغفرها لي.
سبب دخولي للجمعية وتطوري فيها [لأني لا أستطيع أن أطلق عليها جماعة لأن المرأة لا تكون جماعة ولا إمارة]. كنا طلبة في الجامعة وتعرفت على إحدى الأخوات المعروفات في الجمعية، وهي سبب دخولي أنا وزميلاتي، بدأنا في حفظ القرآن ثم تطور شيئاً فشيئاً، وكان يخصص باص من الجمعية وقت العطلة في الجامعة، وكنا نذهب للقاء أميرة جبريل "المؤسسة"، وكانت تتكلم عن الإيمانيات، وكانت شخصية مرحه، والشيء الذي لفت نظري لها التفاف العضوات حولها والجلوس بقربها، وشرب الماء بعدها، هذا الشيء لفت نظري وكانت هذه السمة الواضحة لعضوات الجمعية.
تطور الأمر ومرت سنوات وأصبح لنا جلسة خاصة في بيت في (منطقة) الروضة يجمع وجوها عديدة، ثم تطور إلى إقامة حلقة في (منطقة) الجهراء في بيت (...)، ثم مرت سنوات بعد أن درست في الثانوية، وفتحت حلقة في منزل روادها ما بين 30 إلى 50 طالبة، أصبحت منطقة الجهراء لها اهتمام خاص وعينت لنا مسئولة قوية، ثم مرت سنوات وفتحت دورة تحفيظ قرآن في الصيف في مسجد عبد الرحمن بن عوف، وهنا المحك، فبعد انتهاء الدورة عمل حفل ختامي، وبعد أن ذهب أغلب الحضور أخذوا يرددون أناشيد مع الطار (الدف) داخل المسجد، وكان لا زال في حضور من الأمهات، فنظروا باستغراب نظرات لا أنساها.
أصبح في منزلي حلقة خاصة لطالبات الثانوي حيث كان لي شعبية في المدرسة، وكان الحضور ممتازا، وبعد فترة أخذ الحضور يقل شيئاً فشيئاً، وكنت عندما أسأل يقال لي "لا بد للحلقة أن تتصفى ويبقى الجيد" ويقولون "القافلة تسير والكلاب تنبح" و"أنت ما عليك، شوفي إنجازات الجمعية ولو أنها على خطأ ما بارك الله في أعمالها وإنجازاتها".
ولكن الأمر أصبح خطيراً، فأنا من أسرة معروفة في الجهراء، وأصبح الكلام يردد أنني صوفية. وفي نفس اللحظة لا أجد الرد المقنع من الجمعية، فأصبحت في وجه المدفع، ثم أغلقت الحلقة لأن الحضور قليل جداً.

الأمور التي نفرتني شيئاً فشيئاً من الجمعية:
* كثير من الأحاديث كانت تقال بسند ضعيف أو أصلاً ما هي بأحاديث، أعمال كثيرة كانت تعمل مثل "الصلاة في الظلمة" سواء في الجمعية أو إحدى المنازل لعضوات الجمعية، كان هذا شيء لازم وضروري بناتهم يلبسون تنوره ميدي (ضيقة) وكانت أرجلهن تظهر من وراء العباءة، وكانوا يتفاخرون بأنهن يتشبهون بالآنسات ـ وجوب إطلاق كلمة آنسة على بعض الشخصيات ضروري جداً."
* التردد المستمر على منزل السيد (الشخصية الصوفية المعروفة)، وهو منزل الدعوة كما يدعون، وكان لنا جلسات من الضحى إلى المغرب تقريباً ـ وهذا كان يضايق الأهل ـ.
* في إحدى حفلات الجمعية كنت لابسة نقابا، فمسكته إحدى القيادات وقالت ماله لازم، الحجاب يكفي حتى لا تنفري الناس من الدين ـ وكانت هذه أول صدمة (فأنا عندما تدرجت وارتقى إيماني لبست النقاب تقرباً إلى الله، وكنت فرحة به).
* المرة الثانية في حفل ثان للجمعية، وجاء التلفزيون ليصور، فقالوا لي لا تخرجي (كي) لا يظهر النقاب في التصوير.
* تأليف أناشيد على نفس لحن الأغاني، وهذا كان دائماً يثير الناس علينا.
* في المدرسة في دعوتي لا أستطيع أن أظهر هويتي أنني من البيادر، لأنني سأواجه ردا من الطالبات، فكان هذا الشيء يتعبني.
* استخدامهن للمسباح (للمسبحة) بطريقة شبه دائمة من أجل التسبيح.
* خروج إحدى القيادات التي كنت أدرس على يدها بعض العلوم من الجمعية والانفصال عنهن أثر كثيراً في نفسي وبدأت أسأل!!!.
* حلقة الخلوة كانت تقام مرة في العام في منزل (ف.ب) أو في منزل السيد (الصوفي)، وفي المرة التي حضرتها كان بعضهن نائمات في منزل (ف.ب) يوم وليلة مع أميرة جبريل [أنا حضرت من الضحى إلى المغرب]، وهنا السؤال كيف يسمح لهن بالمبيت خارج المنزل؟. ثم بداية الجلسة قرآن وتسبيح وذكر ثم بعدها أناشيد مع الطار ترنما بسيرة المصطفى عليه السلام.
* سفر القيادات للشام دون محارم.
* سفر أميرة جبريل وترددها دون محرم.
* كنا نعطى كتابا في الفقه على مذهب الشافعي كما يقال، وكان يطلب منا أن لا يراه أحد.
* حديث الأهل والأقارب عن الجمعية بأنها صوفية كان يقلقني.
* الدعاء الجماعي كان بالساعات بعد الصلاة "صفة دائمة للجمعية".

الأسباب التي شجعتني للخروج منها:
حدث لي موقف مع طالبة في المدرسة لم أعرفها، كانت تردد بأنني صوفية، ثم واجهت الطالبة وقالت لي "أخي حذرنا منك"، وأخوها إنسان ملتزم معروف وله كتب ومؤلفات. وكانت هذه الصدمة التي أخرجت المختزن في نفسي.
بعد أيام ذهبت للعمرة بنية أن يريني الله الحق، وكان دعائي الوحيد في الطواف.
بعد القدوم من العمرة، جاءتني رسالة من (فاعلة خير)، على يد إحدى المدرسات ـ ولي علاقة أخوة ومحبة بها ـ حذرتني بها من الجمعية والكلام الذي يدور، وأرفقتها بأشرطة لمشايخ يتكلمون فيها عن البيادر في الكويت والشام، وتحدثوا عن أميرة (جبريل)، وعن الصوفية.
وبعدها قررت الخروج من هذه الجمعية، وبعد ست سنوات، ولكنني أحتسب الأعمال عند الله لأنها كانت خالصة لوجهه.
انتشر الخبر وأخذوا يباركون لي، وهنا أحسست بمدى فداحة الأمر الذي كنت فيه [9].


للاستزادة:
1 ـ تقرير عن جمعية بيادر السلام النسائية (عرض وتحليل) ـ لجنة من الباحثين.
2ـ التنظيم النسائي السري الخطير ـ أسامة السيد.
3ـ سماح بيبرس: صحيفة المرآة الأردنية
ـ أسرار وخفايا الطريقة الطبّاعية في عمان ـ 4/12/2002.
ـ آراء ومعلومات جديدة حول الطريقة الطباعية في عمان ـ 25/ 12/2002.
4ـ جماعة القبيسيات الصوفية ـ شبكة الدفاع عن السنة.
5ـ القبيسيات ـ منتدى السقيفة.

------------------------------------------
[1] ـ النقشبندية طريقة صوفية أسسها محمد بن محمد بهاء الدين المعروف بشاه نقشبند البخاري (717 ـ 791هـ)، وانتشرت في جمهوريات آسيا الوسطى وجمهورية الشيشان والصين وتركيا وسوريا.
ولا تختلف هذه الطريقة عن غيرها من طرق الصوفية من حيث العقائد والأفكار، لكنها تميل إلى شيء من الهدوء في ممارسة الذكر، على عكس بعض الطرق التي تستخدم الأساليب العنيفة.
[2] ـ "دراسة شاملة عن التنظيم النسائي السري الخطير لمنيرة قبيسي وأميرة جبريل وسحر حلبي وفادية الطباع وسعاد ميبر" لمؤلفه أسامة السيد ص11. ونود التنويه إلى أن مؤلف هذا الكتاب ينتمي إلى فرقة الأحباش المنحرفة، التي تنتشر في لبنان وغيرها. وسبق للراصد أن بينت حقيقة هذه الفرقة .
وقد أورد في كتابه الكثير عن عقائد القبيسيات وانتشارهن، لكنّه في المقابل أنكر عدداً من عقائد أهل السنة والجماعة الثابتة، وروّج لعقائد الأحباش.
[3] المصدر السابق ص 12ـ13.
[4] الصلاة النارية صيغتها: "اللهم صلِّ صلاة كاملة، وسلِّم سلاماً تامّاً على سيدنا محمد، الذي تنحل به العقد وتنفرج به الكرب، وتقضى به الحوائج، وتنال به الرغائب وحسن الخواتيم، ويستقي الغمام بوجهه الكريم، وعلى آله وصحبه وسلم في كل لمحه ونفس بعدد كل معلوم لك".
[5] تقرير عن جمعية بيادر السلام ص 38.
[6] ـ المصدر السابق ص 45.
[7] ـ سورة القمر/ 34.
[8] ـ تقرير عن جمعية بيادر السلام ص 9.
[9] تقرير عن جمعية بيادر السلام ص 44 ، 49.


المصدر : مجلة الراصد www.alrased.net
العدد الثالث والثلاثون – ربيع الأول1427هـ

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أرباب الطريقة
  • منوعات
  • من كلام الأئمة
  • كتب عن الصوفية
  • جولات مع الصوفية
  • شبهات وردود
  • صوتيات عن الصوفية
  • فرق الصوفية
  • شخصيات تحت المجهر
  • العائدون إلى العقيدة
  • الملل والنحل
  • الصفحة الرئيسية