صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الفتن.. مشعلوها.. ومروجوها.. والذين يقتاتون عليها..!!

أبو سارة

 
قال امرؤ القيس:

الحرب أول ما تـكون فَتيــّةً--------- تسعى بزينتها لكـل جهول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها------ ولت عجوزا غير ذات حليل
شمطـاء ينكر لونـها وتغيرت-------- مكروهـة للشم والتقبيـل

الفتنة تبدأ مزينة فاتنة جميلة تغر وتخدع أصحاب الغفلة والعقول الضعيفة الذين لا ينظرون إلى الأفق ليدركوا مايدور في الخفاء، بل ينظرون تحت أقدامهم، فيظنوا فيها الخير، فينصرونها ويؤيدونها وهم لا يدرون أنها شر مستطير، وحرب كبير، ونار مستعرة، تنتشر فتهلك حرث قوم ظلموا أنفسهم!!!!!!.......
-------------------------
عن شقيق قال:
سمعت حذيفة يقول: بينا نحن جلوس عند عمر، إذ قال:
أيكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟..
قال: ( فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره، تكفرها الصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)..
قال: ليس عن هذا أسألك، ولكن التي تموج كموج البحر..
قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابا مغلقا..
قال عمر: أيكسر الباب أم يفتح؟..
قال: لا، بل يكسر..
قال: عمر: إذا لا يغلق أبدا..
قلت: أجل..
قلنا لحذيفة: أكان عمر يعلم الباب؟..
قال: نعم، كما يعلم أن دون غد ليلة، وذلك أني حدثته حديثا ليس بالأغاليط..
فهبنا أن نسأله: من الباب؟، فأمرنا مسروقا فسأله، فقال: من الباب؟، قال: عمر .
-------------
فقد كسر الباب، لما قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد أبي لؤلؤة المجوسي الحاقد على الإسلام والمسلمين، ومنذ ذلك بدأت الفتن بالظهور:
- فقتل بعد عثمان رضي الله على يد نفر من الأوباش..
- ثم حصل الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، ومعركة الجمل وصفين، ونشأت فرقتي الخوارج والشيعة..
- ثم قتل علي رضي الله عنه على يد الخارجي عبدالرحمن بن ملجم..
وهكذا لم يسلم عهد الصحابة من الفتنة، وما زالت الفتنة في الأمة تنتشر ويضرم نارها، وكانت أكثر الفتن شيوعا في تلك الأزمان فتن الفرق المبتدعة في الدين، المحرفة لما جاء به الرسول الكريم، والتنازع على الممالك، والاستخفاف بدماء الناس من أجل الولاية والحكم، بالإضافة إلى كيد العدو..
وما زالت الفتن بين مد وجزر، وإن كانت بالعموم في ازدياد، حتى حل عصرنا هذا، القرن الرابع عشر الهجري..
فكان فيها أعظم الفتن والمصائب، وهو سقوط الخلافة الإسلامية، واقتسام الغرب العدو الأول للإسلام والمسلمين تركة الرجل المريض ـ وهو اللقب الذي أطلق على الدولة العثمانية في أواخر عهدها ـ فما من بلد من بلاد الإسلام إلا ووقع تحت حكم الاستعمار إلا قليلا، وحارب المسلمون المحتل الكافر، فأخرجوه بعد أن ذاق الهوان، لكنه لم يخرج إلا بعد أن حقق أمرين:
الأول: تعطيل العمل بالشريعة الإسلامية، والتحاكم إلى القوانين الوضعية.
الثاني: تحرير المرأة المسلمة ونزع حجابها، ونشر الاختلاط بين الرجال والنساء في التعليم والعمل.
ولم يخرج إلا بعد أن ترك له أذنابا، يقضون بأمره ويسيرون وفق خططه في تدمير كيان الأمة..
ومنذ ذلك الحين والمكر والفتن تزداد بشكل أكبر، وقد استطاع الغرب بدهائه، وتخاذل أبناء الإسلام، وجهلهم، أن يزعزع كيان المسلمين وأن يطمس هويتهم ويمحق أخلاقهم، حتى صاروا مسلمين إسلاما ظاهرا لا روح فيه، يحللون ما حرم الله، ولا يتورعون من ذنب، ولا يرون معصيتهم معصية..
وقد عز على الغرب الكافر أن يرى مهد الإسلام العريق والمحافظ على تعاليمه باقيا على الصون والحفظ والكرامة فصار يعمل جهده لإفساده وتغريبه، واستعمل لأجل ذلك أذنابا له تلقوا تعاليمهم في أحضان الكفر واصطبغوا بصبغة الغرب، فصاروا رسلا لهم، يدعون إلى دينهم وأخلاقهم ونظمهم، ويحاربون ما نشاؤوا عليه من العفة والخلق والقيم، وصاروا باسم التجديد والتحديث والتقدم والتحضر، يحاربون كل شيء يمت إلى الدين بصلة....؟؟؟؟؟!!!!!!!!!....
ولم يعجزهم أن يجدوا لكل ما ينادون به من فساد تعليلا وفائدة وحكمة، فاحتكموا إليها وضخموها ونشروها، وقالوا للناس:
هذا ما ندعوا إليه:
- ندعوا إلى إعطاء المرأة حقها..
- ندعوا إلى آفاق واسعة..
- ندعوا إلى اقتصاد قوي..
ندعوا إلى ثقافة عالية..
ندعوا إلى حضارة وتمدن وتقدم..
وكلها شعارات ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها فيه العذاب والفتن والألم والحسرة..
وإذا كان هؤلاء من الذين باعوا ضمائرهم واشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله، بل اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة، فالله هو الذي يحكم فيهم، وأمرهم إلى الله، فإن الأمل لا يزال يحدونا أن نقنع إخواننا الذين ينادون بمثل ينادي به أولئك الضلال جهلا منهم بحقيقة الكيد والفتنة المحيطة بالأمة بخطر ما يدعون إليه وينافحون عنه..
وما أشبه الليلة بالبارحة...
لما وقع التغريب في الدول الإسلامية ناصرها أصحاب النوايا الطيبة باسم التمدن والتقدم جهلا منهم يالحقيقة، لكنهم بعد رأوا بأعينهم نهاية ذلك التمدن والتقدم، تمنوا أن لو عاد الأمر كما كان من قبل، تمنوا أن لو لم يناصروا تلك الدعوات التي قامت تنادي بالتغريب!!!!!!!!..
لكن متى؟..
بعد فوات الأوان..
بعد أن أعانوا..
بعد أن صاروا وقودا لتلك الحملة المستغربة..
فهاهم اليوم يصلون بنارها، وهم في حسرة..
وهذا قاسم أمين أبرز مثال، حيث كان ممن كتب ودعا إلى تحرير المرأة بحماس شديد، أي دعا إلى التحلل من الحجاب والاختلاط بالرجال، زاعما أن منعها من ذلك ليس من الإسلام، بل هو ضد الإسلام، وقد استغلت دعوته أبشع استغلال وروجت في كافة وسائل الإعلام حتى آمن بها الكثير من الناس، وبدأ المفعول ساريا في كافة الناس، فرأى هذا الغر بأم عينه ما أحدثت دعوته التي نسبها جهلا إلى الإسلام:
- رأى كيف يعامل الرجال النساء المتبرجات في الطرقات..
- رأى كيف تهرب الفتاة من بيت أبيها..
- رأى وسمع بانتهاك الأعراض وشيوع الفاحشة وازدحام ساحات المحاكم بتلك القضايا..
مما جعله يندم على دعوته، ويتمنى أن لو لم يفعل ذلك، فقال قبل وفاته:
" لقد كنت أدعو المصريين قبل الآن إلى اقتفاء أثر الترك والفرنج في تحرير نسائهم، وغاليت في هذا المعنى حتى دعوتهم إلى تمزيق الحجاب..
وإلى اشتراك النساء في كل أعمالهم ومآدبهم وولائمهم..
ولكني أدركت الآن خطر هذه الدعوة بما اختبرته من أخلاق الناس..
فقد تتبعت خطوات النساء في كثير من أحياء العاصمة والإسكندرية لأعرف درجة احترام الناس لهن..
وماذا يكون شأنهم معهن إذا خرجن حاسرات، فرأيت من فساد أخلاق الرجال بكل أسف ما حمدت الله على ما خذل من دعوتي، واستنفر الناس إلى معارضتي" ..
فما كان يظن أن دعوته تبلغ بالأمة ما بلغ بها، ومات بحسرته وفي عنقه ذنوب من أضلهم إلا أن يشاء الله، وكم في الأمة اليوم من أمثال قاسم أمين، وإن لم يبلغوا مبلغه في الترويج للتغريب وانحلال الأسرة ، لكنهم مثال مصغر له، في الغفلة وعدم البصيرة..
فكل من يدعو إلى ما يدعو إليه المستغربون مما فيه تغريب المجتمع بنزع الحجاب ونشر الاختلاط في التعليم والعمل، ونشرالثقافة الغربية الهابطة فيها، باسم الحقوق والمصلحة والفائدة جهلا بما ينتج عنه من ضرر محقق، هو في المثال كقاسم أمين..
-------------------------
إن الفتن اليوم تحيط بهذه الأمة من كل جانب، تحيط بها:
في دينها..
وفي قوتها واقتصادها ومعيشتها..
وفي نسائها وفتياتها..
وأطفالها وشبابها وكبارها..
فتن تنزل كقطع الليل المظلم، حتى إن الرجل ليصبح مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، كما جاء في الأثر، والذي يراها القليل من الناس، ومن رآها واستيقن حقيقتها ورأى ضعف أهل الحق وقوة أهل الباطل، وأدرك عجزه وقلة حيلته أخذه الهم كل مأخذ، حتى إنه ليتمنى وهو يمر بقبر مسلم أن يكون مكانه، كما قال رسول الله:
( لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه) ..
فالفتن كثيرة، والصالحون قليل، والعذاب وشيك.
------
عن زينب بنت جحش أنها قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من النوم محمرا وجهه يقول:
(لاإله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه)..
وعقد سفيان تسعين أو مائة،.
قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟..
قال: ( نعم، إذا كثر الخبث) .
----------
وإذا كانت الفتن في السابق بحسب حال الإنسان، من أرادها أتاها، ومن أنكرها وجد ملجأ ومعاذا، فإن الفتن اليوم صارت تحيط بالناس إحاطة السور بالبيت والقلادة بالعنق، ونخشى ذلك اليوم الذي يغرق فيه الناس غرقا في طوفان الفتن، حيث لا يبقى بيت ولا سوق ولا شارع ولا ناد ولا مدرسة إلا وتحل فيها الفتنة، شاء الناس أم أبوا..
عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، فمن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذ به) ..
وعن أم سلمة قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فزعا، يقول:
(سبحان الله، ماذا أنزل الله من الخزائن، وماذا أنزل من الفتن، من يوقظ صواحب الحجرات ـ يريد أزواجه لكي يصلين ـ رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة) .
لا أريد بكلامي هذا أن أبث اليأس في القلوب، كلا، فإن الخير باق في هذه الأمة، ولا تزال طائفة على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله، والله متم نوره ولو كان المشركون، لكن لا بد من وقظة، ولا بد من مصارحة، حتى نقدر على مواجهة الأخطار المحدقة بنا..
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوقوع هذه الفتن، وعلمنا كيف المخرج منها..
إن المخرج منها إصلاح الذات، والرجوع إلى رحاب الطاعة والضراعة إلى الله تعالى، ولدينا يقين لا يخالطه أدنى شك، أننا لو أجمعنا أمرنا على التضرع إلى رب الناس في الليالي والأيام دعاء صادقا خالصا يخرج من قلب وجل مشفق أن يكشف عنا الغمة ويزيح عنا الفتنة فإن الله تعالى لن يخيب رجاءنا، ولن يضيع مسعانا، فقط ندعوا الله تعالى بصدق وإنابة وتضرع ويقين أنه سيكون معنا ولن يخذلنا مادمنا بابه لا
نبرحه..***
-----------
إن أصل هذه الفتن هو النفاق، فالمنافقون هم دائما المروجون للفتنة، المعاونون للعدو، الكارهون لتراث الأمة، ولاؤهم لغير الله تعالى ورسوله والمؤمنين..
عن حذيفة بن اليمان قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني.
فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟.
قال: نعم.
قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟.
قال: نعم، وفيه دخن.
قلت: وما دخنه؟.
قال: قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر.
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟.
قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها.
قلت: يا رسول الله! صفهم لنا.
قال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألستنا.
قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟.
قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم.
قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟.
قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ..
----
وعن حذيفة بن اليمان قال: " إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كانوا يومئذ يسرون، اليوم يجهرون" .
فأما هؤلاء فقد انتهينا منهم..
لكن همنا متجه إلى إخواننا الذين هم على الإيمان والصدق ومحبة الدين وكراهية، الذين ينخدعون بأكاذيب المنافقين، عندما يقولون بالرغم من إفسادهم في الإرض: {إنما نحن مصلحون}، فيظنون أنهم بالفعل مصلحون، نتمنى من الله أن يبصرهم بحقيقة النفاق والمنافقين، وحقيقة الأعداء الكافرين..
ولذا نرجو منهم ألا يكونوا عونا لهم على أمتهم..
وأن يدركوا أنا أمة عظيمة لها جذروها في الضاربة في عمق التاريخ بالذكر الحسن والمآثر الطيبة والحفاظ على الأخلاق وصون النساء..
وأن هؤلاء الأعداء يتعبون أنفسهم في تغيير وجه تاريخ الأمة الباقية، والعبث بثوابتها العقدية والخلقية، ويتخذون من المتشابه سلما للنيل من الدين، ولا يروجون لأفكارهم المدمرة إلا باسم المصلحة والفائدة ورفع الحرج، لأن بها يمكن ترويج ما يريدون..
ومن هنا يجب أن نكون محتاطين فطنين، ومن الفطنة ألا نتعجل بالحكم على شيء بمقتضى ما يرد في عقولنا، وأن نتريث وأن نسأل أهل الذكر والعلم والإيمان، ولا نقطع أمرا دونهم، فهم أشفق الناس على الأمة ولو أخطأوا في بعض اجتهاداتهم..
------------------------
قال البخاري: قال ابن عيينة عن خلف بن حوشب: كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن:
قال امرؤ القيس:

الحرب أول ما تـكون فَتيــّةً--------- تسعى بزينتها لكـل جهول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها------ ولت عجوزا غير ذات حليل
شمطـاء ينكر لونـها وتغيرت-------- مكروهـة للشم والتقبيـل


 

لمصدر : http://saaid.net/Doat/abu_sarah/index.htm

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

للنساء فقط

  • المرأة الداعية
  • رسائل دعوية
  • حجاب المسلمة
  • حكم الاختلاط
  • المرأة العاملة
  • مكانة المرأة
  • قيادة السيارة
  • أهذا هو الحب ؟!
  • الفتاة والإنترنت
  • منوعات
  • من الموقع
  • شبهات وردود
  • فتاوى نسائية
  • مسائل فقهية
  • كتب نسائية
  • قصـائــد
  • مواقع نسائية
  • ملتقى الداعيات
  • الصفحة الرئيسية