اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/female/0298.htm?print_it=1

داعش الوردية

سليمان بن إبراهيم


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. وبعد:
تواجه أمتنا الإسلامية حملة خطيرة ماكرة ، لم يسبق لها مثيل طول التاريخ الإسلامي منذ بدء البعثة النبوية وحتى العصرِ الحديث ، وقد ظهرت بوادر هذه الحملة مع غزو الاستخراب العالمي لبلاد المسلمين ، وهذه الحملة في حقيقتها فتنةً عمياء حذرنا منها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة عام ، ومن وقع في شراك هذه الفتنة الدهماء وأوصدته بحبائلها فإنها لا تزال ترديه في مهالكها حتى خرج البعض من الدين والعياذ بالله ، وهذه الفتنة أو الحملة تستهدف فئة معينة من أمتنا .. وهي فئة النساء .. فمنذ سنوات والمرأة المسلمة تدعى إلى التفلت من الأخلاق .. وانتهاك الحرمات .. والخروج على الدين ؟!.

اليوم يُرى التبرج والسفور في الأسواق وعلى الطرقات .. ويُشاهد كشف الوجوه وإظهار الزينة عبر الشاشات وفي برامج التواصل .. بل تعدى الأمر إلى إظهار الشعور والمفاتن ، وإلى الاختلاط بين الرجال والنساء والتمايل والرقص .

اليوم هناك محاولات لخلق عداوة مصطنعة بين الذكر والأنثى .. بين الأخ وأخته .. بين الزوج وزوجته .. بين الأب وابنته؟! ، وصار يعقد أحاديث طويلة في وسائل التواصل .. كيف تتحرر المرأة من زوجها؟ ، وكيف تتمرد البنت على أبيها؟ .. فإنا لله وإنا إليه راجعون .

اليوم نسمع دعوات أثيمة تطعن في الإسلام بدعوى انتهاكه حقوق المرأة .. ونسمع أصوات خبيثة تحرض النساء على الهروب إلى ديار الكفر والعربدة .. وأصبح هناك مليشيات نسوية لها اتصالات مشبوهة .. وخطط مدروسة .. وتجمعات شبكية .. وحملات عدائية .. بدعاوى خبيثة كإسقاط الولاية ، أو مزاعم كاذبة كالتهديد بالقتل .

وخطر هذه المجموعات على بلادنا ومجتمعنا كخطر الجماعات المتشددة كداعشَ وأخواتها ، فبينهما تشابه وتشارك يدل على ضلالهما ، ومن ذلك أن الحركات النسوية والجماعات المتشددة كلاهما متطرف ، فالأخيرة غالية تكفيرية تكفر كل من يخالفها ، والأولى متحررة إقصائية تعادي كل الذكور .. كما أنهما يشتركان في استهداف فئة الشباب: المراهقين والمراهقات .. ومن أوجه التشابه بينهما أن ضحايا الجماعتين أقرب الناس إليهم ، فكم قتل الدواعش من أقاربهم .. أبناء العم والأخوة ، بل الآباء والأمهات ، وكذا النسويات أعظم ضحاياهن أهلهن يتهمنهم بالتهديد بالقتل بل بالتحرش والاغتصاب .. أن كلا الجماعتين تقف خلفهما جهات تحريضية مشبوهة تتستر خلف الشاشات ، وتُوجِهُ من خلال الكبوردات .. ويعجب المرئ من الدعم المالي والإعلامي اللا محدود لهذه الجماعات .. فمن أين لفتيات في بدايات أعمارهن المال يسافرن به إلى مشارق الأرض ومغاربها؟! .. ثم كيف لفتاة مثل "رهف" أو غيرها أن تقيم الإعلام العالمي ولا تقعده ، ويصل خبرها الأمم المتحدة لتتدخل في شأنها ، بينما يتعامى هذا الإعلام عن حوادث القتل والتهجير والإبادة لنساء وفتيات وأطفال في شتى بلاد العالم .. أين هذا الإعلام العالمي عن نسائنا في الشام؟! ، أين هم عن أخواتنا في بورما وتركستان الشرقية؟! .. فجأة ظهر لنا فتيات لم يعرفن بعلم ولا انجاز ولا حتى عقل فقط حب الظهور والشهرة ومنافع أخرى .. أُبرزت أسماءهن وأطلق عليهن ألقاب تفخيم وهمية "كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد" .. ناشطات .. حقوقيات .. رائدات .. إلخ وارتبطن بالسفارات الأجنبية والمنظمات الخارجية ، وبدأن يخضن بجليل الأمور وصغيرها .

كل هذا يوقفنا على حقيقة مرة وهي أن الجماعات النسوية ما هي إلا داعش جديدة لكنها بلباس وردي .. فيجب علينا كدولة ومجتمع أن نقف بحزم وعزم ضد داعش الوردية كما وقفنا ضد داعش التكيفيرية .

هذه الجماعات والحركات النسوية ترتبط فكرياً ومعنوياً ومادياً مع الدوائر الغربية ، وما نشاهده اليوم هو حصاد سنوات من المكر والتخطيط ، ففي شهر سبتمبر من عام 2006م وعلى الفضائية اللبنانية LBC روت الأستاذة حصة العون حادثة واقعية مرت بها تدل على سعي الدوائر الغربية لتكوين حركات نسوية تنفذ أجندتها التغريبية فقد ذكرت بأن إحدى السفارات زارتها أكثر من مرة وقالت :
(حاولوا معي أكثر من مرة، وطلبوا كمان يعطوني دعم مادي، ويعطوني قروض، ويعطوني تسهيلات كثيرة، ورفضتها، وزارتني القنصل أكثر من مرة في مكتبي). [حصة العون، قناة إل بي سي، سبتمبر2006] .

وفي 2013م ذكرت منسقة الإرشاد الأسري روضة اليوسف في مقطع مرئي بثته صحيفة عكاظ بأنه تواصلت معها إحدى السفارات الأجنبية وطلبوا منها الانضمام إلى الجماعات النسوية وأضافت بأنهم خططوا للخروج على أنظمة ولي الأمر بأن يقوم مجموعة من النساء بقيادة ما يسمى بـ"الناشطات" بالخروج إلى أحد المطارات والاعتصام مع جوازاتهن للاحتجاج على نظام الولاية .

الغرب اليوم يحارب الأسرة ويظهر ذلك جلياً في قوانينه وأفعاله فيدعمون الزواج الشاذ ويضيقون الزواج الفطري ، ويجرمون الزواج المبكر ويبيحون زنا المراهقين والمراهقات ، ويقنون النسل في تناقضات لا تنتهي تدل دلالة قطعية على الرغبة في هدم الأسرة الفطرية والسعي للقضاء على الجنس البشري ، لأن المحرك الحقيقي في الغرب هو الجماعات العلمانية والملاحدة الذين لا يؤمنون بوجود الخالق الرازق المدبر ، وحتى المتدين في الغرب تدينه رمزي طقوسي لا يتعدى دور العبادة ولا علاقة له بأمور الحياة ، ولما كفروا بالله عز وجل شغلهم تدبير الكون وموارد الرزق ، وقد صرحوا بأن البشر في ازدياد وموارد الأرض تنقص وتقل ، لذا سعوا إذن إلى إحداث توازن عبر تفيك الأسرة ليقف نمو السكان .

والغرب يستخدم المرأة في تفكيك الأسرة وهدم المجتمع ، وقد أفرغ المرأة من عملها الحقيقي وأخرجها من بيتها ومن بين أطفالها ، لتكون بائعة ووجهة جميلة في المحلات التجارية ، ونادلة ذات مظهر حسن في الفنادق الفاخرة ، وصوت استقبالي ناعم في خدمات العملاء .

لماذا المرأة؟ ..
المرأة نصف المجتمع .. المرأة صانعة الأجيال ، ومربية الرجال .. اقرءوا خبر أم الإمام مالك وكيف أثرت عليه فترك الشعر والتغني به وأقبل على حلق العلم حتى أصبح أمام الدنيا في زمانه ، وطالعوا قصة أم الإمام الشافعي حينما دفعت ابنها اليتيم إلى الكتّاب ، ثم بعد ذلك رهنت دارها ليضرب في الآفاق ، مرتحلاً في طلب العلم حتى أصبح "كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس" كما قال تلميذه الإمام أحمد ، وقفوا متأملين مع حديث الإمام أحمد عن أمه التي كانت له بمنزلة الأب والأم حينما قال عنها: "حفظتني أمي القرآن وأنا ابن عشر سنين وكانت توقظني قبل صلاة الفجر وتُحمي لي ماء الوضوء في ليالي بغداد الباردة ، وتُلبسني ملابسي ، ثم تتخمر وتتغطى بحجابها ، وتذهب معي إلى المسجد ؛ لبعد بيتنا عن المسجد ولظلمة الطريق" ، وهكذا مجدد الأمة ومغيري التاريخ خلفهم نساء .

المرأة عمود الأسرة ، إذا سقطت تهدمت الأسرة ، وتشتت أفرادها ، وانعدم استقرارها ، انظروا إلى البيوت التي يقع فيها الطلاق ، وإلى الأسر التي يحدث فيها الانفصال .. كيف يعاني أفرادها؟! ، وكم يقاسي أبناءها؟! ، ومن تصدى لحل المشاكل الأسرية ، واطلع على المؤسسات الاجتماعية أدرك أهمية المرأة في حماية كيان الأسرة .

إذا انشرخت الأسرة تفكك المجتمع ، وانشر فيه الفساد ، وشاعت فيه الفوضى ، وخربت الدولة ، وأصبح مجتمعاً مادياً متوحشاً لا رحمة فيه ولا سكينة .

الحركات النسوية تسعى إلى أن تحرر المرأة من كل سلطة .. قوامة زوجها .. وولاية أبيها .. بل حتى سلطة ولي أمر المسلمين!!
والقوامة والولاية والإمارة هي تكليف ومسؤولية قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" رواه البخاري ومسلم.

وهذه الولايات فريضة شرعية ، وضرورة حياتية ، وفطرة بشرية ، يقول الله عز وجل: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}[النساء:34] ، ويدرك العاقل أن الحياة بجميع كياناتها ومؤسساتها لا يمكن أن تقوم إلا بإمارة ورئاسة سواء كانت دولة أو إدارة أو شركة فضلاً عن أعظم كيان وهو الأسرة ، وحاجة الإمارة والرئاسة فطرة ليست عند البشر فقط بل وجدت حتى في بعض البهائم العجماوات فبعضها يعيش في مجموعات وعليها قائد أو أمير ، فكيف بكيان الأسرة الذي هو أهم وأعظم كيان بشري .

تقول الدكتورة أميرة بنت علي الصاعدي: (أتعجب ممن يرضى بسلطة رئيسه في العمل ، ويلتزم بأنظمة مديره ، ويحترم الغرب ، ويتغنى بحضارتهم ، ويتشدق بحقوق الإنسان وحرية الأخلاق ، ثم يطعن في التشريع ، ويهزأ من تعاليم الدين ، وينادي بتفكك الأسر وتحرر النساء ، ويصف ولاية الرجل على أهله بالقيد والذل والإهانة ، وهل يرضى أحدهم أن يلقي ماله أمام المارة ، ويحتج بديانتهم وأمانتهم ، بل هو أحرص على ماله من حرصه على عرضه، ولنتصور شركة بلا رئيس ، ومدرسة بلا مدير ، ودولة بلا حاكم ، وطريق سير بلا ضبط ، فكل حر بلا قيد ، وسائر بلا نظام ، فهل ينتظم أمر العباد ، فكيف يعاب على مسئول يحافظ على رعيته ، وولي يهمه استقرار أسرته ، فيطلب من الولي ترك الحبل على الغارب ، وسقوط الولاية ، واستقلال المرأة بحياتها ، بعيدا عن رعاية وليها ، حيث تخرج متى ما شاءت ، وتسافر أين شاءت ، بدون إذن ولا أمر ، ويعدون ذلك تمكينا للمرأة ، وتحررا لها من قيد الولي واشتراط المحرم ، وهم بذلك يرضون دعاة الحرية ، وينفذون توصيات الاتفاقيات الدولية ، ويخالفون التشريعات الربانية والأنظمة الدستورية الحاكمة بالكتاب والسنة ، ومن نعمة الله على هذه البلاد ، أن هيأ لها ولاة أمر يحفظون دينها ، ويطبقون شرعها ، ويحمون وحدتها ، ويعينون على استقرار أمنها ، ومن ذلك عدم السماح بسفر المرأة إلا بإذن ولي أمرها ، وفي هذا رعاية للمرأة ، وحماية لها ، وأداء للمسئولية التي أُمر بها ولي أمرها(1) ) .

لقد وجدت هذه الحملات لها مجيباً بين النساء ، واستطاعت الحركات النسوية أو داعش الوردية أن تخترق بعض المجتمعات النسائية ، وأن تتأثر بها شريحة كبيرة من النساء يمكن تقسيم المتأثرات وأسباب التأثر إلى فئات متعددة:
الفئة الأولى: المرأة المظلومة ، وتأثر هذه الفئة مفهوم وظاهر وذلك لأسباب منها:
أولاً: أنها تعيش في بيئة تسودها العادات الجاهلية الظالمة كحرمانها من الإرث أو عدم تسويتها في العطاء مع إخوانها ، وكذلك الحث على ضربها وتعنيفها وكأنها حيوان يتعامل معه بالعسف ، أيضاً احتقارها فإذا ذكر أسمها أُعتذر وعقب بقوله:(أكرمكم الله) وكأنه تحدث عن نجاسة ، أو لا يحضر زواجها أو لا يعزم عليه في عادات جاهلية ينكرها الشرع والعقل والفطرة .
السبب الثاني: أنها تعيش في أسرة يكون أحد أفراده مدمن مخدرات فيضرب ويسرق ويعنف ، سواء كان أباً أو أخاً أو أبناً .
فهذه الفئة تنخدع بشعارات الحركات النسوية لما تواجه من واقع مرير يجب علينا معالجته حتى لا تنساق خلف الجماعات المشبوهة .

الفئة الثانية:
عكس الفئة الأولى وهو ما يدعو للعجب ، وهي المرأة المرفهة وغالباً ما يكن فتيات مراهقات ، وهذه الفئة أخطر الفئات وذلك أنهن يعشن فراغاً روحياً وحياةً مملةً رتيبةً .. حفلات .. أسواق .. أغاني .. أفلام .. ولضعف إيمانهن ، وصغر أعمارهن ، وقلة تجربتهن ، وسيطرة الأحلام والخيال التي يشاهدنه في الأفلام والمسلسلات يرغبن بأمور أكثر إثارة وجرأة فيقدمن على الهرب إلى دول الأفلام والمسلسلات ليعشن الشهوات والملذات .

يقول والد إحدى الهاربات عن ابنته: (وهي إنسانة "فلاوية" ، ولم نلحظ عليها شيئا غريبا، وتعاملنا معها أكثر من الممتاز ، وكنت أعطيها [أي يعطيها مال] وأقول: اطلعي أنتي وخواتك للمولات وغيروا جو وتسلّوا، ولم يكن هناك مشاكل حتى في البيت ... كانت معجبة بكوريا والحياة هناك ، وكانت تتابع باستمرار المسلسلات وتحاول تعلم اللغة الكورية)(2).
وقد قامت إحدى الفتيات الهاربات عبر وسائل الإعلام بإعلان شربها الخمر وأكلها الخنزير وتدخينها الحشيش لبيان السبب الحقيقي لهربها وهو تتبع الملذات والشهوات الأكثر إثارة .
وتستخدم هذه الفئة وجود الفئة الأولى ومظلوميتها في الضغط على المجتمع والدولة لكي تحقق رغباتها في الكروع في الشهوات والانغماس في الملذات .

الفئة الثالثة:
المرأة العادية وهي المرأة التي تعيش في بيئات طبيعية هادئة ، ونوع تأثر هذه الفئة هو قبول بعض أفكار الحركات النسوية ، وسبب ذلك هو الهالة الإعلامية التغريبية الضخمة التي تضخ منذ سنوات طويلة شبهات ممنهجة لتحرير المرأة فوجدت الحركات النسوية بعض البيئات الخصبة لأفكارها .

عباد الله:

أن من أعظم الأمور التي تقي المسلمة من التأثر بهذه الأفكار الخبيثة أن تعلم أن الله خلق الرجل والأنثى ليتكاملوا فيما بينهم في هذه الحياة ، وجعلهم مختلفين جسدياً ونفسياً ووظيفياً ، الرجل قوي البنية يتحمل مشاق العمل خارج البيت ، و المرأة عاطفية صبورة تلد وترضع وتربي داخل البيت ، قال الله تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰۖ} [آل عمران: 36] .

كذلك لتدرك المرأة المسلمة أن طاعتها لأبيها وزوجها هي عبادة وطاعة لله رب العالمين مأجورة عليها ، فقد روى ابن حبان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحصنت فرجها ، وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت" صححه الألباني .

ومما ينبغي أن تعيه المرأة المسلمة أن أول ضحايا أفكار داعش الوردية هن النساء ، لأن هذه الأفكار ستجعل من المرأة رجلاً تزاحمه في مواطن العمل ، وتتغرب لطلب الرزق ، وتواجه مخاطر الحياة وصعوباتها ، ذكر الدكتور عبدالوهاب المسيري أن المرأة الغربية تعيش في فزع فعلاقتها مع الرجال تتغير كل فترة فهي في حالة تعاقد دائمة لا يوجد فيها طمأنينة ، فقبل ما تقابل رجل جديد كأنها داخلة في معركة سياسية .. كيف تأخذ منه حاجتها بأكبر قدر ممكن؟ .. كيف تتمتع به بأقل قدر ممكن؟ .. فتدخل بعلاقة تعاقدية لا علاقة لها بتراحم ولا مودة ، وترفض أن تستثمر فيه ، فحقيقتها أنها يتيمة على مأدبة اللئام .

واسمع حديث الاستاذة المحامية عزيزة عباس عصفور عن عمل المرأة وخروجها من بيتها حيث تقول: (أما وإنني ممن خرجتهن كلية الحقوق في الأفواج الأولى، وزاولت المحاماة أكثر من عشر سنين، ونجحت فيها نجاحاً أحمد الله عليه، وبلوت فيها حلاوتها ومرارتها معاً؛ فإنني أعلن في صراحة أن النيابة والمحاماة تتنافيان مع طبيعة المرأة وتتعارضان مع مصلحتها.

وأعلن إشفاقي على البقية من فتياتنا المثقفات اللاتي مازلن بخير، أن يجربن هذه التجربة المريرة المضنية .

وأهيب بهن أن ينجون بأنفسهن من عاقبة لا يدركن مرارتها إلا بعد أن يقعن فيها، ويهدمن بأيديهن صرح سعادتهن .

لقد تحطمت أعصابنا –نحن المحاميات- من إرهاق المهنة وعنتها، ومن محاربتنا للطبيعة، وتنكبنا طريق الواقع! فما ظنا بالنائبات؟! ... بالله ماذا تكون العاقبة إذا خضعت النائبة لطبيعتها واستجابت لحقها في الحياة، فتزوجت ورزقت أطفالاً، واقتلعتها من بينهم طبيعة التحقيقات والانتقالات والمعاينات، وتركت زوجها قعيد الدار يربي الأولاد "ويرضع" الصغار؟! وهي في الخارج تدور في كل مكان، كأنها رجل الشارع الذي يهجر بيته آناء الليل وأطراف النهار؟ ...

وماذا تصنع النائبة إذا عينت في بلاد نائية عن أهلها وليس بها للسكنى غير استراحات الموظفين ... إن الدين والأخلاق والعرف الحميد تحتم أن تعيش المرأة بعيدة عن مواطن الفتنة والإغراء والزلل ...
إن رسالتها أن تكون زوجة صالحة، وأماً رؤوماً يتربى في أحضانها وبين ذراعيها مستقبل الوطن العزيز!
ولقروية ساذجة في حجرها طفل أفضل للأمة وأنفع للبلاد من ألف نائبة وألف محامية)
[من هنا نتعلم، محمد الغزالي، بتصرف صـ162ـــ165] .

أيها الرجال لا تكون عوناً للشيطان على نساءكم فتتخذوا قوامتكم وولايتكم تسلطاً وظلماً وعنفاً بل اجعلوها ولاية توجيه ومتابعة ورعاية وحماية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول "رواه أحمد وأبو داود .

ينبغي تعظيم وظيفة المرأة في تربية الأجيال وصنع الرجال وعدم اعتبارها وتصنيفها عاطلة ، بل الواجب الاحتفاء بها وتكريمها ومكآفئتها ، وخاصة من الإعلام بدلاً من الاحتفاء بالمغنيات والممثلات .

أخيراً ..
يجب على العلماء والدعاة والمربين والعقلاء التصدي لهذه الجماعات والحركات ، ورد شبهاتها ، وتحذير الناس منها .

اللهم احفظ نساءنا ورجالنا ، اللهم جنبنا الفتن والشرور، وضال الأفكار وفاسدها ، اللهم احفظ علينا ديننا وبلادنا ، اللهم وفق ولاة أمرنا للتصدي لهذه النابتة الفاسدة ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


سليمان بن إبراهيم
5/9/1440ه
 

------------------------------------
(1) ينظر: موقع صيد الفوائد ، مقالة بعنوان:(الولاية على المرأة تشريع أم تضييق؟) .
(2) ينظر: صحيفة سبق الإلكترونية في 8 محرّم 1438ه .
 

للنساء فقط

  • المرأة الداعية
  • رسائل دعوية
  • حجاب المسلمة
  • حكم الاختلاط
  • المرأة العاملة
  • مكانة المرأة
  • قيادة السيارة
  • أهذا هو الحب ؟!
  • الفتاة والإنترنت
  • منوعات
  • من الموقع
  • شبهات وردود
  • فتاوى نسائية
  • مسائل فقهية
  • كتب نسائية
  • قصـائــد
  • مواقع نسائية
  • ملتقى الداعيات
  • الصفحة الرئيسية