اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/fawaed/169.htm?print_it=1

《المستدرك من فوائد الحافظ ابن عبدالهادي 》 《١٠٠》فائدة

عبدالله سعيد أبوحاوي القحطاني

 
بسم الله الرحمن الرحيم

《المستدرك من فوائد الحافظ ابن عبدالهادي 》 《١٠٠》فائدة
ويتضمن :
-زوائد الفوائد من الكتاب الفذ كتاب "الصارم المنكي" ، وبعض الرسائل والكتب .
-نوادر ما ذكره الحافظ في سيرة شيخ اﻹسلام في "العقود الدرية "
- البعض من اختيارات شيخ الإسلام وفوائده في كتاب "الاختيارات".
وهذا أوان الشروع في المقصود بعون الملك المعبود:

أولا : 《الصارم المنكي》:

١-وليعلم قبل الشروع في الكلام مع هذا المعترض -يقصد السبكي - أن شيح الإسلام رحمه الله لم يحرم زيارة القبور على الوجه المشروع في شيء من كتبه ،ولم ينه عنها ولم يكرها بل استحبها ،وحض عليها ،ومناسكه ومصنفاته طافحة بذكر استحباب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسائر القبور .ص١٨٣
٢-وإني لأتعجب منه -أي السبكي -كيف قلد الحاكم فيما صححه من حديث عبدالرحمن بن زيد بن أسلم الذي رواه في التوسل ، وفيه قول الله لآدم :"لولا محمد ما خلقتك " مع أنه حديث غير صحيح ولا ثابت ،بل هو حديث ضعيف الإسناد جدا،وقد حكم عليه بعض الأئمة بالوضع وليس إسناده من الحاكم إلى عبدالرحمن بن زيد بصحيح، بل هو مفتعل على عبدالرحمن، ولو كان صحيحا إلى عبدالرحمن لكان ضعيفا غير محتج به، لأن عبدالرحمن في طريقه.ص٢٥٦
٣-البدع الظاهرة المشهورة قبل بدعة الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة لم يعرف عن أحد من الصحابة بشيء من ذلك، بل النقول الثابتة عنهم تدل على موافقتهم للكتاب والسنة .ص٤٢٨
٤-وكان على عهد الخلفاء الراشدين والصحابة حجرة النبي صلى الله عليه وسلم خارجة عن المسجد، ولم يكن بينهم وبينه إلا الجدار،ثم إنه إنما أدخلت الحجرة في المسجد في خلافة الوليد بن عبدالملك بعد موت الصحابة الذين كانوا بالمدينة، وكان من آخرهم موتا جابر بن عبدالله رضي الله عنه وهو توفي في خلافة عبدالملك قبل خلافة الوليد فإنه توفي سنة ثمان وسبعين،والوليد تولى سنة ست وثمانين، وتوفي سنة ست وتسعين، وكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك .ص٤٤٩
٥-سنة ثلاث وتسعين مات فيها خلق كثير من التابعين مثل سعيد بن المسيب وغيره من الفقهاء السبعة ،ويقال لها سنة الفقهاء .ص٤٥٣
٦-عبدالله بن إبراهيم ابن أبي عمرو الغفاري، أبومحمد المدني ،يقال : إنه من ولد أبي ذر الغفاري، وهو شيخ ضعيف الحديث جدا منكر الحديث، وقد نسبه بعض الأئمة إلى الكذب ووضع الحديث، نعوذ بالله من الخذلان .ص٢٤٨
٧-حديث" إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة...الحديث "
قال الشيخ زكي الدين المنذري: وله علة دقيقة أشار إليها البخاري وغيره ،وقد جمعت طرقه في جزء .
والحديث المذكور من رواية حسين الجعفي عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس ،رضي الله عنه، وهؤلاء ثقات مشهورون ،وعلته أن حسين بن علي الجعفي لم يسمع من عبدالرحمن بن يزيد بن جابر،وإنما سمع من عبدالرحمن بن يزيد بن تميم وهو ضعيف، فلما حدث به الجعفي غلط في اسم الجد فقال : ابن جابر.
قال الدار قطني : قوله حسين الجعفي روى عن عبدالرحمن بن يزيد بن تميم خطأ، الذي يروي عنه حسين هو عبدالرحمن بن يزيد بن جابر،وأبو أسامة يروي عن عبدالرحمن بن يزيد بن تميم ،فيقول : ابن جابر ويغلط في اسم الجد .
قلت ابن عبدالهادي: وهذا الذي قاله الحافظ أبو الحسن هو أقرب وأشبه بالصواب ،وهو أن الجعفي روى عن ابن جابر ولم يرو عن ابن تميم ،والذي يروي عن ابن تميم ويغلط في اسم جده هو أبو أسامة كما قاله الاكثرون، فعلى هذا يكون الحديث الذي رواه حسين الجعفي عن ابن جابر عن أبي الأشعث عن أوس حديثا صحيحا، لأن رواته كلهم مشهورون بالصدق والأمانة والثقة والعدالة، ولذلك صححه جماعة من الحفاظ كأبي حاتم بن حبان، والحافظ عبدالغني المقدسي وابن دحية، وغيرهم، ولم يأت من تكلم فيه وعلله بحجة بينة .ص٥٩٢
٨- قوله في الحديث:"وقد أرَمت"هو بفتح الراء ،وبعضهم يقول بكسرها، وليس له وجه، يقال أرم أي : صار رميما أي عظما باليا، فإذا اتصلت به تاء الضمير فأفصح اللغتين أنه يفك الإدغام، فيقال: أرممت، وفيه لغة أخرى، أرمّت بتشديد الميم، وقد تخفف بحذف الميم الأولى ،ونقل حركتها إلى الراء ،فيقال : أرَمت، وقد جاء في بعض الروايات و"قد أرممت" بفك الإدغام على اللغة المشهورة .ص٥٩٣
٩-وفي الجملة رد الروح على الميت في البرزخ ورده السلام على من يسلم عليه لا يستلزم الحياة التي يظنها بعض الغالطين، وإن كان نوع حياة برزخية، وقول من زعم أنها نظير الحياة المعهودة مخالف للمنقول والمعقول، ويلزم منه مفارقة الروح للرفيق الأعلى، وحصولها تحت التراب قرنا بعد قرن، والبدن حي مدرك سميع بصير تحت أطباق التراب والحجارة ،ولوازم هذا الباطلة مما لا يخفى على العقلاء.ص٦٢٨
١٠-ولا يلتفت إلى كثافة طبع الجهمي ،وغلظ قلبه ،ورقة إيمانه، ومبادرته إلى تكذيب مالم يحط بعلمه، فالروح تقرب حقيقة بنفسها حال السجود من ربها تبارك وتعالى، لا سيما في النصف الآخر من الليل حين يجتمع القربان،إذا أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وأقرب ما يكون الرب من عبده في جوف الليل حين ينزل إلى السماء الدنيا ،ويدنو من عباده فتحس الروح بقربها حقيقة من ربه سبحانه، ومع هذا فهي في بدنها، وهو سبحانه فوق سماواته على عرشه، وقد دنا من عباده ونزل إلى السماء الدنيا ،فإن علوه سبحانه على خلقه أمر ذاتي له معلوم بالعقل والفطرة وإجماع الرسل، فلا يكون فوقه الشيء البتة، ومع هذا فيدنو عشية عرفة من أهل الموقف ،وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا، وهذا الذي ذكرناه من دنو الرب تبارك وتعالى من عباده مع كونه عاليا على خلقه، وهو قول كثير من المحققين من أهل السنة.ص٦٣٥
١١-قال إسحاق بن راهويه: جمعني وهذا المبتدع-يعني إبراهيم بن أبي صالح- مجلس الأمير عبدالله بن طاهر ،فسألني الأمير عن أخبار النزول فسردتها، فقال إبراهيم : كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء ،فقلت: آمنت برب يفعل مايشاء، قال : فرضي عبدالله كلامي وأنكر على إبراهيم .ص٦٣٧
 ١٢-وقد اختلف المثبتون للنزول :هل يلزم منه خلو العرش أم لا ؟ فقالت طائفة: لا يلزم منه خلو العرش ،بل ينزل إلى سماء الدنيا وهو فوق العرش .
وقال طائفة أخرى : بل خلو العرش منه من لوازم نزوله.
وقال طائفة ثالثة: نحن لا نوافق الطائفة الأولى، ولا الثانية، بل نقول : ينزل كيف شاء، غير مثبتين للخلو، ولا نافين له، بل مقتصر على ماجاء في الحديث، سالكين في ذلك طريقة السلف الصالح رضي الله عنهم.ص٦٣٩--٦٤٥
١٣-وينبغي للمعترض-يقصد السبكي- وأمثاله أن يعرفوا الفرق بين مواقع الإجماع ومحل النزاع، ولا يخلطوا بعضها ببعض، ولا ريب أن الإنسان إذا أتى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم استحب له أن يفعل فيه ما يشرع له من الصلاة، والصلاة على الرسول والتسليم والثناء عليه ونشر فضائله ومناقبه وسننه وما يوجب محبته وتعظيمه والإيمان به وطاعته ،وهذا هو المقصود من الزيارة الشرعية ،والسفر إلى مسجده للصلاة فيه ،وما يتبع ذلك مستحب بالنص والإجماع .ص٦٨٥
١٤-كان شعبة إذا ذكر سعد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، قال : حدثني حبيبي سعد بن إبراهيم يصوم الدهر ويختم القرآن في كل يوم وليلة. ص٨٠٠
١٥-وتأمل نهي النبي صلى الله عليه وسلم أولا عن زيارة القبور سدا لذريعة الشرك وإن فاتت مصلحة الزيارة، ثم لما استقر التوحيد في قلوبهم وتمكن فيها غاية التمكن أذن في القدر النافع من الزيارة ،وحرم ما هو داع إلى غيره .ص٨٠٦

ثانيا: 《الفوائد من ري الفسائل من مجموع الرسائل 》

١٦-عن أبي هريرة قال : "قيل : يارسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنة، فقال : إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. ص٤٦
١٧-وقد روي عن الإمام أحمد رحمه الله أنه يجوز الجمع لأجل الشغل، وقد حمل القاضي هذه الرواية على خلاف ظاهرها، فقال :أراد بالشغل ما يبيح ترك الجمعة والجماعة كالخوف على نفسه أو ماله وغيره .ص٩٥
١٨-قول ابن حزم : أين الشعبي من عمر؟ والله ما ولد إلا بعد موت عمر بأزيد من عشرة أعوام ،فيه نظر ،وهو خلاف ما قاله الناس ،فإن المشهور أن الشعبي ولد في أثناء خلافة عمر، فقيل سنة سبع عشرة، وقيل بعدها، ومرسل الشعبي عن عمر من أجود المراسيل ،بل مرسله عن عمر وغيره .قال أحمد بن عبدالله العجلي : مرسل الشعبي صحيح لا يكاد يرسل إلا صحيحا .ص١٧٦
١٩-ربا النسيئة يدخل في جميع الأموال في عموم الأوقات بخلاف ربا الفضل،فإنه نادر لا يكاد يفعل إلا عند اختلاف صفة المالين ،وهذا كما يقال : إنما العالم زيد، ولا سيف إلا ذو الفقار ،يعني : أنه هو الكامل في بابه وكذلك النسيئة هي أعظم الربا وأكبره .ص٢٠٦
٢٠-وحكم العقيقة فيما يجزئ فيها من الحيوان ،وما يجتنب فيها من العيوب، وفي الأكل والصدقة والهدية حكم الأضحية سواء، ويجوز بيع جلدها وسواقطها ويتصدق بثمنه بخلاف الأضحية .ص٢٢٨
٢١- والبيهقي أعلم أصحاب الشافعي بالحديث وأنصرهم للشافعي .ص٢٣٢
٢٢-روى الإمام الأحمد والبيهقي بإسناد صحيح عن ميسرة بن حبيب قال : مر علي بن أبي طالب رضي الله عنه على قوم يلعبون بالشطرنج فقال : ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون .
قال الإمام أحمد: أصح ما في الشطرنج قول علي رضي الله عنه. ص٢٣٤
٢٣-قال شيخنا -يقصد ابن تيمية-،والكراهية في كلام السلف كثيرا يراد بها التحريم .ص٢٣٥
٢٤-وأما ما روي عن سعيد بن جبير من اللعب بالشطرنج فقد تبين سبب ذلك أن الحجاج طلبه للقضاء فلعب بها ليكون ذلك قادحا فيه، فلا يولى القضاء، وذلك أنه رأى ولاية الحجاج أشد ضررا عليه في دينه من ذلك، والأعمال بالنيات، وقد يباح ما هو أعظم تحريما من ذلك لأجل الحاجة ،وهذا تأويله .ص٢٤٦
٢٥-قال أبوحنيفة وأحمد وغيرهما: لا يسلم على لاعب الشطرنج لأنه مظهر للمعصية .ص٢٤٦
٢٦-ويجب الخراج في العامر الذي يمكن زرعه والانتفاع به ،فأما الموات الذي لا يمكن زرعه فلا خراج فيه، لأن الخراج أجره الأرض ولا أجرة لهذا لأنه لا منفعة فيه .ص٢٥٥
٢٧-وما فتح عنوة فالإمام مخير بين قسمته بين الغانمين فيصير ملكا لهم ولا خراج عليه، وبين وقفها على المسلمين وضرب الخراج عليها ،هذا هو المشهور في مذهب الإمام أحمد وهو قول الأكثرين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل الأمرين في خيبر ،فقسم نصفها ،ووقف نصفها لنوائبه. ص٢٥٨
 ٢٨-معاوية بن صالح ثقة احتج به مسلم في "صحيحه "ووثقه عبدالرحمن بن مهدي والإمام أحمد وأبوزرعة وغيرهم من الأئمة،ولم يتكلم فيه أحد بحجة.ص٢٦٧
٢٩-ولو جاز أن يفسر الدخان بما يتخيلون أنه دخان وليس هو دخان، لكان هذا حجة للملاحدة الذين يقولون ما يشبه في غير ذلك من الوعد والوعيد، ويقولون أن جهنم لا وجود لها في الخارج، وإنما هي في نفس الإنسان يحصل له من الآلام النفسانية ما يشبه حرارة النار، بل هذا أقرب، فإن الألم النفساني الذي يحصل للإنسان هذا فيه حرارة أشبه بحرارة النار وهو يتعذب بها، بخلاف الذي يتعذب بالجوع فإنه لا يتعذب بالدخان .ص٣٠٥
٣٠-قال أبو الدرداء : لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة.ص٣١٢
٣١-خطب النبي صلى الله عليه وسلم في آخر عمره ،قال " إن عبدا خيره الله بين الدنيا والآخرة فاختار ما عند الله ..الحديث. " والحديث في الصحيحين.
فقوله :"إن عبدا" نكرة موصوفة ليس في لفظها تعيين ،لكن أبوبكر لما ذكر الصفة بقوله" خيره الله بين الدنيا والآخرة " وقد علم أنه لا يخير إلا نبي ،وليس عندهم نبي غيره، مع ما عرف من حاله الذي هو أعلم به من غيره .ص٣١٢
٣٢-روي من طريق ابن وهب ،أخبرني حيوة بن شريح عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب قال : القرية التي قال الله"كانت ءامنة مطمئنة " هي يثرب ،وهذا من أصح الأسانيد عن ابن شهاب .ص٣٢٨
٣٣-قال جابر بن زيد : أنزل من أول النحل أربعون آية بمكة وبقيتها بالمدينة .
قلت ابن عبدالهادي: الصواب المقطوع به أن أكثرها نزل بمكة،وما قيل أنه نزل بالمدينة فقد كانت الآية تتنزل بمكة وبالمدينة إذا سبب يناسب نزولها تتنزل بها ،كما في قوله تعالى "ويسألونك عن الروح" وفي قوله " أقم الصلاة طرفي النهار" وغيرهما ،فتكون هذه الآية نزلت بالمدينة بعد أن نزلت بمكة .ص٣٣١
٣٤-قال ابن المبارك : قال بعضهم في تفسير العزلة : هو أن يكون مع القوم ،فإن خاضوا في ذكر الله فخض معهم ،وإن خاضوا في غير ذلك فاسكت .ص٣٣٩
٣٥-قال محمد بن عبدالوهاب السكوتي " الصمت يجمع للرجل خصلتين : السلامة في دينه،والفهم عن صاحبه .ص٣٤٢
٣٦-قال الحسن : كانوا يتكلمون عند معاوية ،والأحنف ساكت ،فقالوا : ما لك لا تتكلم يا أبا بحر ؟ قال : أخشى الله إن كذبت ،وأخشاكم إن صدقت .ص٣٤٣
٣٧-قال أرطأة بن المنذر :تعلّم رجل الصمت أربعين سنة بحصاة يضعها في فيه لا ينزعها إلا عند طعام أو شراب .ص٣٤٧
٣٨-قال إبراهيم بن أدهم : إذا تكلم الحدث عندنا في الحلقة أيسنا من خيره .ص٣٥٥
٣٩-قال وهب بن منبه : إذا مدحك الرجل بما ليس فيك فلا تأمنه أن يذمك بما ليس فيك .ص٣٥٧
٤٠-قال ابن عمر : البر شيء هين ،وجه طلق ،وكلام لين .ص٣٥٩
٤١-قال أبوخلدة: أدركت الناس وهم يعملون ولا يقولون، وهم اليوم يقولون ولا يعملون .ص٣٦٤
٤٢-من ادعى في شيء من كلام الله ورسوله أو لغة العرب الزيادة طولب بالدليل على دعواه ،لأنه ادعى ماهو على خلاف الأصل .ص٣٦٨
《الفوائد من مجموع الرسائل》
٤٣-فأما الكذاب فعمر بن صبيح ،قال البخاري : حدثني يحيى عن علي بن جرير قال : سمعت عمر بن صبيح يقول : أنا وضعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم .
قال الأزدي :كذاب دامر .ص٧٩
٤٤-قال الإمام أحمد: إذا لم يقبل سعيد بن المسيب عن عمر فمن يقبل ؟! ولا يعرف أحد من التابعين كان يقول لسعيد بن المسيب إذا روى عن عمر من حدثك به عن عمر؟ بل كان عبدالله بن عمر يرسل إليه عن قضايا عمر وأحكامه ،ولم يختلف عليه اثنان في قبولها .ص١٣٢
٤٥-هذا مالك يحتج بالمراسيل ،وهو المقدم بعمل أهل المدينة على الخبر،فلولا أن ذلك عنده عمل متوارث عند أهل المدينة خلفهم عن سلفهم لما بنى عليه الأحكام، وجعله أصلا في الحلال والحرام .ص١٣٣
٤٦-روى ابن مردويه عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال في "ربوة ذات قرار ومعين" قال : أنبئت أنها أنهار دمشق .ص٢٥٨
٤٧-أبوعمران الجوني اثنان :
أحدهما : التابعي عبدالملك بن حبيب
والثاني: موسى بن سهل ،بصري سكن بغداد ،يروي عن هشام بن عمار وغيره، وروى عنه دعلج بن أحمد وغيره .ص٢٧٧
《فائدة من المحرر 》
٤٨-في سماع زرارة بن أبي أوفى من عائشة نظر .ص١٣٦
《فائدتان من طبقات علماء الحديث الجزء الثاني 》
٤٩-قال ابن حبان : لعل الكديمي قد وضع أكثر من ألف حديث ،وقال موسى بن هارون وهو متعلق بأستار الكعبة: اللهم إني أشهدك أن الكديمي كذاب يضع الحديث.
وقال قاسم المطرز: أنا أجاثي الكديمي بين يدي الله ،وأقول : يكذب على نبيك .ص٣٢٠
٥٠-الحارث بن محمد ابن أبي أسامة داهر، كان يأخذ على الرواية لأنه كان فقيرا كثير البنات ،وثقه إبراهيم الحربي مع علمه بأنه يأخذ الدراهم،وابن حبان .ص٣٢١
《الفوائد من العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية》
٥١-هاجر والده به وبإخوته إلى الشام عند جور التتار ،فساروا بالليل ومعهم الكتب على عجلة لعدم الدواب، فكاد العدو يلحقهم ووقفت العجلة، فابتهلوا إلى الله واستغاثوا به، فنجوا وسلموا .ص٥
٥٢- شيوخه الذين سمع منهم أكثر من مائتي شيخ ،وسمع "مسند الإمام أحمد بن حنبل" مرات ،وسمع الكتب الكبار والأجزاء ،ومن مسموعاته "معجم الطبراني الكبير" .ص٧
٥٣-قال الحافظ الذهبي: نشأ -يعني الشيخ تقي الدين- في تصون تام وعفاف وتعبد، واقتصاد في الملبس والمأكل، وكان يحضر المدارس والمحافل في صغره،ويناظر ويفحم الكبار ،ويأتي بما يتحير منه أعيان البلد في العلم، فأفتى وله تسع عشرة سنة ،بل أقل وشرع في الجمع والتأليف من ذلك الوقت وأكب على الاشتغال .
ومات والده -وكان من كبار الحنابلة وأئمتهم -فدرّس بعده بوظائفه وله إحدى وعشرون سنة ،واشتهر وبعُد صيته في العالم .ص٩
٥٤-قال بعض قدماء أصحاب شيخنا:
ولقد سمعته في مبادئ أمره يقول : إنه ليقف خاطري في المسألة والشيء أو الحالة التي تشكل عليّ،فأستغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر أو أقل ،حتى ينشرح الصدر وينحل إشكال ما أشكل .ص١٠
٥٥- وكان رحمه الله-يعني ابن تيمية- سيفا مسلولا على المخالفين ،وشجى في حلوق أهل الأهواء المبتدعين، وإماما قائما ببيان الحق ونصرة الدين، وكان بحرا لا تكدره الدلاء، وحِبرا يقتدي به الأخيار الألباء ،ظنت بذكره الأمصار، وضنت بمثله الأعصار.ص١٢
٥٦-قال العلامة ابن الزملكاني: كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن ،وحكم أن أحدا لا يعرف مثله .ص١٣
٥٧-قال علم الدين البرزالي في "معجم شيوخه" وسئل عن مسألة القدر بنظم ،فأجاب فيها بنظم ،وقد قرئ عليه وسمع منه.
وحل لغز الرشيد الفارقي بأبيات تشتمل على نحو مائة بيت على وزن اللغز ،وذلك في حياة والده رحمه الله تعالى، وله نحو العشرين من العمر ،وكان حله له في أسرع وقت .ص٢١
٥٨-قال الذهبي : ويدري جملة صالحة من اللغة وعربيته قوية جدا، ومعرفته بالتاريخ والسير فعجب عجيب !!.ص٣٣
٥٩-وللشيخ رحمه الله من المصنفات والفتاوى والقواعد والأجوبة والرسائل، وغير ذلك من الفوائد ما لا ينضبط، ولا أعلم أحدا من متقدمي الأئمة ولا متأخريها جمع مثل ما جمع، ولا صنف نحو ما صنف ولا قريبا من ذلك، مع أن أكثر تصانيفه إنما أملاها من حفظه، وكثيرا منها صنفه في الحبس، وليس عنده ما يحتاج إليه من الكتب. ص٣٧
٦٠- قال ابن عبدالهادي : مصنفات الشيخ رحمه الله، فمن ذلك ما جمعه في تفسير القرآن العظيم، وما جمعه من أقوال مفسري السلف الذين يذكرون الأسانيد في كتبهم، وذلك أكثر من ثلاثين مجلدات، وقد بيض أصحابه بعض ذلك، و كثيرا منه لم يكتبوه بعد.
وكان رحمه الله يقول : ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير، ثم اسأل الله الفهم، وأقول يا معلم إبراهيم علمني. وكنت أذهب إلى المسجد المهجورة ونحوها وأمرغ وجهي في التراب، وأسأل الله وأقول: يا معلم إبراهيم فهمني. ص٣٨
٦١-ومن مصنفاته: "بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية" في ست مجلدات، وبعض النسخ منه في أكثر من ذلك. وهو كتاب جليل المقدار، معدوم النظير، كشف الشيخ فيه أسرار الجهمية، وهتك أستارهم. ولو رحل طالب العلم لأجل تحصيله من الصين ما ضاعت رحلته. ص٤٣
٦٢-ومنها أي من مصنفاته: كتاب الإيمان في مجلد، وهو كتاب عظيم لم يسبق إلى مثله. ص٤٤
٦٣-وله في مسألة شد الرحال ولوازمها التي حبس ومات في الحبس بسببها شيء كثير، بيض منه مجلدات عديدة.
وله في مسائل الطلاق والخلع وما يتعلق بذلك من الأحكام شيء كثير ومصنفات عديدة، بيض الأصحاب من ذلك كثيرا، وكثير منه لم يبيض، ومجموع ذلك نحو العشرين مجلدا. ص٦١
٦٤- وله من الكلام على مسائل العلو والاستواء والصفات الخبرية ،وما يتعلق بذلك من الرد على الجهمية والقدرية والجبرية وغيرهم من أهل الأهواء والبدع ،ما يشتمل على مجلدات كثيرة .
وله من الكلام على فروع الفقه والأجوبة المتعلقة بذلك شيء كثير يشق إحصاؤه ويعسر ضبطه .ص٨٦
٦٥-وله في الأحاديث وشرحها شيء كثير جدا، منها ما بُيض ومنها مالم يبيض ،ولو بيض لبلغ مجلدات عديدة.
وكتب كثيرا من "مسند الإمام أحمد " وغيره على أبواب الفقه .ص١٠٤
٦٦-قال الشيخ أبوعبدالله-يعني ابن رشيّق- : لو أراد الشيخ تقي الدين رحمه أو غيره حصرها -يعني مصنفات الشيخ -لما قدروا ،لأنه ما زال يكتب، وقد منّ الله عليه بسرعة الكتابة،ويكتب من حفظه من غير نقل .
وأخبرني غير واحد أنه كتب مجلدا لطيفا في يوم، وكتب غير مرة أربعين ورقة في جلسة وأكثر، وأحصيت ما كتبه في يوم وبيّضته في يوم فكان ثمان كراريس ،في مسألة من أشكل المسائل .
وكان يكتب على السؤال الواحد مجلدا، وأما جواب يكتب فيه خمسين ورقة، وستين، وأربعين، وعشرين ،فكثير .
ويكتب الجواب، فإن حضر من يبيضه وإلا أخذ السائل خطه وذهب .
وكان كثيرا ما يقول: قد كتبت في كذا وفي كذا .
ويُسأل عن الشيء ،فيقول: قد كتبت في هذا ،فلا يُدرى أين هو، فيلتفت إلى أصحابه ويقول : ردوا خطي وأظهروه لينقل، فمن حرصهم عليه لا يردونه،ومن عجزهم لا ينقلونه ،فيذهب ولا يعرف اسمه ولا أين هو .
فلهذه الأسباب وغيرها تعذر إحصاء ما كتبه وما صنفه .ص١٠٨-١٠٩
 ٦٧-قال ابن عبدالهادي:ولقد رأيت من خرق العادة في حفظ كتبه وجمعها،وإصلاح ما فسد منها ،ورد ما ذهب منها، ما لو ذكرته لكان عجبا ،يعلم به كل كل منصف أن لله عناية به وبكلامه؛ لأنه يذب عن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تحريف الغالين ،وانتحال المبطلين ،وتأويل الجاهلين .ص١١٠
 ٦٨-فأما "الحموية الكبرى" فأملاها ما بين الظهر والعصر ،وهي جواب عن سؤال ورد من حماة سنة ثمان وتسعين وستمائة ،وجرى بسبب تأليفها أمور ومحن، وتكلم الشيخ فيها على آيات الصفات والأحاديث الواردة في ذلك .ص١١١ إلى أن قال : ثم ذكر الشيخ رحمه الله جملا نافعة وأصولا جامعة في إثبات الصفات والرد على الجهمية ،وذكر من النقول عن سلف الأمة وأئمتها في إثبات العلو وغيره ما يضيق هذا الموضع عن ذكره .ص١٣٥ ثم قال في آخر ما ذكره من الحموية: هذا آخر "الحموية الكبرى"وهي في ستة كراريس بقطع نصف البلدي، ألفها الشيخ رحمه الله قبل سنة سبعمائة، وعمره إذ ذاك دون الأربعين سنة، ثم انفتح له بعد ذلك من الرد على الفلاسفة والجهمية وسائر أهل الأهواء والبدع ،ما لا يوصف ولا يعبر عنه، وجرى له من المناظرات العجيبة والمباحث الدقيقة في كتبه وغير كتبه، مع أقرانه وغيرهم ،في سائر أنواع العلوم ما تضيق العبارة عنه .ص١٤٤
 ٦٩-قال الذهبي : ولما كان معتقلا بالإسكندرية التمس منه صاحب سبتة أن يجيز له مروياته، وينص على أسماء جملة منها ،فكتب في عشر ورقات جملة من ذلك بأسانيدها من حفظه ،بحيث يعجز أن يعمل بعضه أكبر محدث .ص١٦٨
٧٠-ما فعله الشيخ رحمه الله في نوبة غازان من جميع أنواع الجهاد،وسائر أنواع الخير؛ من إنفاق الأموال ،وإطعام الطعام ،ودفن الموتى، وغير ذلك ،معروف مشهور.ص١٧٠
 ٧١-وفي أول شهر رمضان من سنة اثنتين وسبعمائة كانت وقعة شقحب المشهورة، وحصل للناس شدة عظيمة ،وظهر فيها من كرامات الشيخ،وإجابة دعائه، وعظيم جهاده، وقوة إيمانه ،وفرط نصحه للإسلام، وفرط شجاعته، ونهاية كرمه ،وغير ذلك من صفاته ما يفوق النعت، ويتجاوز الوصف .ص٢٢٦
 ٧٢-ثم إن الشيخ رحمه الله بعد وقعة جبل كسروان أرسل رسالة إلى السلطان الملك الناصر ،يذكر فيها ما أنعم الله على السلطان وعلى أهل الإسلام، بسبب فتوح الجبل المذكور. ص٢٣٥
 ٧٣-قال الشيخ علم الدين :ورأى جماعة من الصالحين والأخيار في هذه الواقعة وعقيبها-يقصد محنة الشيخ بسبب الحموية- للشيخ مرائي حسنة جليلة ،لو ضبطت كانت مجلدا تاما .ص٢٥٧
 ٧٤-قال ابن عبدالهادي[كتاب باستدعاء الشيخ إلى مصر ] وقرأت بخط بعض أصحاب الشيخ ،قال : ولما توجه الشيخ في اليوم الذي توجه فيه من دمشق المحروسة، كان يوما مشهودا غريب المثل في كثرة ازدحام الناس لوداعه ورؤيته ،حتى انتشروا من باب داره إلى قريب الجسورة- فيما بين دمشق والكسوة- التي هي أول منزلة منها، وهو ما بين باك وحزين ومتعجب ومتنزه، ومزاحم متغال فيه .ص٣٠٨
 ٧٥-وحبس بسجن الحاكم بحارة الديلم، في ليلة الجمعة تاسع عشر شوال .ولما دخل الحبس وجد المحابيس مشتغلين بأنواع من اللعب يلتهون بها عما هم فيه، كالشطرنج والنرد ونحو ذلك من تضييع الصلوات فأنكر الشيخ ذلك عليهم أشد الإنكار وأمرهم بملازمة الصلاة والتوجه إلى الله بالأعمال الصالحة ،والتسبيح والاستغفار والدعاء، وعلمهم من السنة ما يحتاجون إليه ورغبهم في أعمال الخير، وحضهم على ذلك ،حتى صار الحبس بما فيه من الاشتغال بالعلم والدين خيرا من كثير من الزوايا والربط والخوانق والمدارس ،وصار خلق من المحابيس إذا أطلقوا يختارون الإقامة عنده، وكثر المترددون إليه حتى كان السجن يمتلئ منهم .
فلما كثر اجتماع الناس به، وترددهم إليه، ساء ذلك أعداءه،وحصرت صدورهم ،فسألوا نقله إلى الإسكندرية، وظنوا أن قلوب أهلها عن محبته عرية، وأرادوا أن يبعد عنهم خبره، أو لعلهم يقتلوه فينقطع أثره .ص٣٣١
٧٦- قال ابن عبدالهادي: بقي الشيخ بثغر الإسكندرية ثمانية أشهر، مقيما ببرج مليح نظيف له شباكان: أحدهما إلى جهة البحر، يدخل إليه من شاء، ويتردد إليه الأكابر والأعيان والفقهاء، يقرأون عليه ،ويبحثون معه ويستفيدون منه .ص٣٤١
٧٧- قال ابن عبدالهادي: وكنت جلست يوما إلى قاضي القضاة صدر الدين ،قاضي الحنفية ،فقال لي وهو يضحك :تحب الشيخ تقي الدين ابن تيمية؟ فقلت :نعم .
فقال : والله تحب شيئا مليحا .ص٣٤٦
٧٨- قال ابن عبدالهادي[كتاب الشيخ إلى أصحابه وأقاربه بدمشق ] وقد أرسلت إليكم كتابا أطلب ما صنفته في أمر الكنائس ،وهي كراريس بخطي ،قطع النصف البلدي، فترسلون ذلك إن شاء الله تعالى ،وتستعينون على ذلك بالشيخ جمال الدين المزي، فإنه يقلب الكتب ويخرج المطلوب .وترسلون أيضا من تعليق القاضي أبي يعلى الذي بخط القاضي أبي الحسين ،إن أمكن الجميع ،وهو أحد عشر مجلدا ،وإلا فمن أوله مجلدا ،أو مجلدين ،أو ثلاثة ،وذكر كتبا أخر يطلبها منهم .ص٣٤٩
٧٩-ووصل إلى دمشق في أول يوم من شهر ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وسبعمائة ،ومعه أخواه وجماعة من أصحابه. وخرج خلق كثير لتلقيه ،وسرّوا سرورا عظيما بمقدمه وسلامته وعافيته.
وكان مجموع غيبته عن دمشق سبع سنين وسبع جُمع .
وقد توفي في أثناء غيبة الشيخ عن دمشق غير واحد من كبار أصحابه وساداتهم .ص٣٥٥
٨٠-قال ابن عبدالهادي : ولقد حضرت معه يوما في بستان الأمير فخر الدين بن الشمس لؤلؤ، وكان قد عمل وليمة، وقرأت على الشيخ في ذلك اليوم أربعين حديثا. وكتب بعض الجماعة أسماء الحاضرين، وأخذ الشيخ بعد ذلك في الكلام في أنواع العلوم،فبُهت الحاضرون لكلامه، واشتغلوا بذلك عن الأكل .ص٣٩٥
٨١- [ الكلام في مسألة شد الرحال وما وقع للشيخ من فصول ] وحصلت فتنة طار شررها في الآفاق ،واشتد الأمر، وخيف على الشيخ من كيد القائمين في هذه القضية بالديار المصرية والشامية، وكثر الدعاء والتضرع والابتهال إلى الله. وضعف من أصحاب الشيخ من كان عنده قوة، وجبن منهم من كانت له همة .
وأما الشيخ -رحمه الله- فكان ثابت الجأش ،قوي القلب، وظهر صدق توكله واعتماده على ربه .
ولقد اجتمع جماعة معروفون بدمشق ،وضربوا مشورة في حق الشيخ؛ فقال أحدهم :يُنفى ،فنُفي القائل ، وقال آخر : يقطع لسانه ،فقطع لسان القائل ، وقال آخر : يُعزر ، فعُزر القائل، وقال آخر : يُحبس ،فُحبس القائل . أخبرني بذلك من حضر هذه المشورة وهو كاره لها .ص٣٩٨
٨٢- وفي هذه المدة التي كان الشيخ فيها بالقلعة توفي أخوه الشيخ الإمام العلامة البارع الحافظ الزاهد الورع جمال الإسلام شرف الدين أبومحمد عبدالله، وحضر جنازته جمع كثير ،وعالم عظيم، وكثر الثناء والتأسف عليه .
وكان رحمه الله صاحب صدق وإخلاص ،قانعا باليسير ،شريف النفس ،شجاعا مقداما مجاهدا، بارعا في الفقه ،إماما في النحو ،مستحضرا لتراجم السلف ووفياتهم ،له في ذلك يد طولى ،عالما بالتواريخ المتقدمة والمتأخرة .
وكان- رحمه الله- شديد الخوف والشفقة على أخيه شيخ الإسلام.
وكان يخرج من بيته ليلا، ويرجع إليه ليلا ، ولا يجلس في مكان معين، بحيث يُقصد فيه ، ولكنه يأوي إلى المساجد المهجورة ،والأماكن التي ليست بمشهورة .ص٤٣٦
 ٨٣-وكان ما صنفه في هذه المدة - يقصد سجنه في القلعة- قد خرج بعضه من عنده ،وكتبه بعض أصحابه ،وظهر واشتهر، فلما كان قبل وفاته بأشهر ورد مرسوم بإخراج ما عنده كله ،ولم يبق عنده كتاب ولا ورقه ،ولا دواة ولا قلم . وكان بعد ذلك إذا كتب ورقة إلى بعض أصحابه ،كتبها بفحم . وقد رأيت أوراقا عدة بعثها إلى أصحابه ،وبعضها مكتوب بفحم .ص٤٣٨
٨٤-قال ابن عبدالهادي:،ومنها ورقة -يقصد ما كتبه شيخ الإسلام بالفحم- وخروج الكتب كان من أعظم النعم، فإني كنت حريصا على خروج شيء منها ،ليقفوا عليه ،وهم كرهوا خروج "الإخنائية" فاستعملهم الله في إخراج الجميع، وإلزام المنازعين بالوقوف عليه ،وبهذا يظهر ما أرسل الله به رسله من الهدى ودين الحق .ص٤٤١
٨٥-ولما أخرج ما عنده من الكتب والأوراق ،حمل إلى القاضي علاء الدين القونوي، وجُعل تحت يده في المدرسة العادلية .
وأقبل الشيخ بعد إخراجها على العبادة والتلاوة والذكر والتهجد حتى أتاه اليقين .
وختم القرآن مدة إقامته بالقلعة ثمانين أو إحدى وثمانين ختمة .انتهى آخر ختمة إلى آخر (اقتربت) ( إن المتقين في جنات ونهر ■ في مقعد صدق عند مليك مقتدر )ثم كملت عليه بعد وفاته وهو مسجى .
وكان مدة مرضه بضعة وعشرين يوما، وأكثر الناس ما علموا بمرضه ،فلم يفجأ الخلق إلا نعيه ،فاشتد التأسف عليه، وكثر البكاء والحزن، ودخل إليه أقاربه وأصحابه ،وازدحم الخلق على باب القلعة والطرقات ،وامتلأ جامع دمشق، وصلوا عليه ،وحمل على الرؤوس -رحمه الله ورضي عنه -.
٨٦-وحضرها - أي الجنازة- نساء كثير بحيث حزروا بخمسة عشر ألفا، وأما الرجال فحزروا بستين ألفا وأكثر إلى مائتي ألف. ص٤٤٦
٨٧-وكتب ابن الزملكاني على تصنيف له هذه الأبيات الثلاثة من نظمه ،وهي :
ماذا يقول الواصفون له
وصفاته جلت عن الحصر
هو حجة لله قاهرة
هو بيننا أعجوبة الدهر
هو آية في الخلق ظاهرة
أنوارها أربت على الفجر
قال ابن عبدالهادي: وهذا الثناء عليه وكان عمره نحو الثلاثين سنة .ص٤٤٨
 ٨٨-وقد مُدح الشيخ -رحمه الله- بقصائد كثيرة في حياته ،ورثي بأكثر منها بعد مماته .ص٤٥٢
《 الفوائد من اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية 》
٨٩-وذكر أن أكثر العلماء يجوزون التوضؤ بسؤر البغل والحمار، ولم يصرح باختياره فيه .ص٢٦
٩٠-وذهب إلى أن عادم الماء إذا لم يجد ترابا وعنده رماد ،وتيمم به، يصلي ولا يعيد، قال : وحمل التراب بدعة لم يفعله أحد من السلف .ص٢٨
 ٩١-وأما لحم الإبل فذهب إلى أنه يستحب منه الوضوء أيضا ،ومال في موضع إلى وجوب الوضوء منه ،ومرة توقف في الوجوب .ص٢٩
٩٢-وذهب إلى أن الأب له أن يطلق على ابنه الصغير والمجنون ،إذا رأى المصلحة ، وإلى أن يخالع عن ابنته ،إذا رأى المصلحة لها .ص٣٤
 ٩٣-قال : وإذا دفع الزكاة إلى الوالدين إذا كانوا غارمين أو مكاتبين ،ففي ذلك وجهان، والأظهر جواز ذلك .
وأما إذا كانوا فقراء، وهو عاجز عن نفقتهم ،فالأقوى جواز دفعها إليهم في هذه الحال ،لأن المقتضي موجود ،والمانع مفقود ،فوجب العمل بالمقتضي السالم عن المعارض المقاوم .ص٣٧
٩٤- وذهب إلى أنه يقنت في الصلوات كلها عند النوائب .ص٤٣
٩٥- وقال : على الرجل أن يعدل بين أولاده كما أمر الله ورسوله، ثم ذكر حديث النعمان بن بشير، وقال : لكن إذا خص أحدهما لسبب شرعي ،مثل : أن يكون محتاجا مطيعا لله، والآخر غني عاص لله، يستعين بالمال على المعصية، فإن أعطى من أمر الله بإعطائه، ومنع من أمر الله بمنعه. فقد أحسن، والله أعلم .ص٤٩
٩٦-وذهب إلى أنه لم يكن بين موسى بني إسرائيل ويوسف نبي، قال : والقرآن يدل على أن أهل مصر لم يأتهم نبي بعد يوسف.ص٧١
٩٧-قال شيخنا : وقد ثبت عندي بالنقل المتواتر أن في النساء والرجال بالبوادي من يبلغ ولا يعلم أن الصلاة عليه واجبة، بل إذا قيل للمرأة : صلي ،تقول :حتى أكبر وأصير عجوز ،ظانة أنه لا يخاطب بالصلاة إلا المرأة الكبيرة، كالعجوز ونحوها .ص٧٤
٩٨- وذكر ابن أبي موسى ،وهو ثبت في نقل مذهب أحمد .ص٧٦
٩٩-قال : وأما ما يفعله بعض الناس من أنه كل ليلة يصلي على جميع من مات من المسلمين فلا ريب أنه بدعة لم يفعله أحد من السلف .ص٧٧
١٠٠-قال شيخنا : لا يشرع الجهر بالتكبير خلف الإمام -الذي يسمى "التبليغ" لغير حاجة باتفاق الأئمة ،فإن بلالا لم يكن يبلغ خلف النبي صلى الله عليه وسلم هو ولا غيره ،وأنه يشرع التبليغ عند الحاجة ،مثل ضعف صوت الإمام ونحو ذلك ،فأما بدون الحاجة فاتفقوا على أنه مكروه غيره مشروع، وتنازعوا في بطلان صلاة من يفعله على قولين ،والنزاع في الصحة معروف في مذهب مالك وأحمد وغيرهما .ص٨٢

تمت الفوائد المنتقاة من كتب الحافظ ابن عبدالهادي،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 
  • فوائد وفرائد من كتب العقيدة
  • فوائد وفرائد من كتب الفقه
  • فوائد وفرائد من كتب التفسير
  • فوائد وفرائد من كتب الحديث
  • فوائد وفرائد منوعة
  • غرد بفوائد كتاب
  • فوائد وفرائد قيدها: المسلم
  • فوائد وفرائد قيدها: عِلْمِيَّاتُ
  • الرئيسية