اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/fawaed/151.htm?print_it=1

‏إتحاف الطالب العزيز بفوائد الوجيز في شرح كتاب التمييز

عبدالله سعيد أبوحاوي القحطاني

 
بسم الله الرحمن الرحيم

(إتحاف الطالب العزيز بفوائد الوجيز في شرح كتاب التمييز) لشيخنا الشيخ الحافظ عبدالله السعد -حفظه الله- وقد أبدع الشيخ في هذا الشرح فأجاد وأفاد،وأحببت نقل معظم الفوائد الجياد، ونشرها في كل حاضر وباد،لعل أجرها يكتب إلى يوم التناد.

ومنها:
١-الإمام مسلم لم يرو عنه سوى الترمذي ، وقد روى عنه حديثا واحدا وهو معلول ، وقد أشار أبوعيسى إلى أن الخطأ فيما يظهر من أبي معاوية

٢- عاش الإمام مسلم في زمان كثر فيه الحفاظ والعلماء، ولكن الله عز وجل رفعه على كثير منهم

٣-ذكر العلماء أحاديث ليست في نسخة الجلودي ،وقيل أنها من الصحيح

٤- من صدق مسلم وعدله -رحمه الله - أنه أحيانا يذكر في إسناد له رجلا ليس على شرطه ! ولا يريد الرواية عنه؟ولكنه يذكره لأن مشايخه أو مشايخ شيوخه ذكروا ذاك الراوي ، ومثل له بابن لهيعة، وأما البخاري والنسائي فقد وقع لهما القليل من مرويات ابن لهيعة ، فكانا يقولان:عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث ، وذكر آخر ، ولا يسميانه .

٥-ابن لهيعة ضعيف قبل احتراق كتبه وبعد احتراقها ، وابن وهب من أعلم الناس بحديثه .

٦-امتاز مسلم على اقرانه بتسهيل العلم وتقريبه ٧-أعرض مسلم عن عكرمة مولى ابن عباس مع أنه صحيح الحديث وهو من كبار أهل العلم في زمانه ولعله بسبب ما قيل فيه بأنه على مذهب الخوارج وهو بريء منه ، وقد احتج به البخاري وأصحاب السنن وأكثروا عنه .

٨- لم يرو عن علي بن الجعد وقد أكثر عنه السماع ، وعلي بن المديني ، بل وحتى عن شيخه البخاري ، ولم يرو عن محمد بن يحيى الذهلي .

٩-مسلم- رحمه الله-لا يروي الحديث بالمعنى ، وإنما يسوقه بلفظه بخلاف البخاري الذي يستجيز روايته بالمعنى

١٠- ليعلم أن الغرابة قد تكون علة وقد لا تكون كذلك، والمسألة فيها تفصيل .

١١-الإسناد في الإسلام تناول جل العلوم، وليس في علم الحديث فحسب .

١٢-كان العلماء يدرسون حديث الراوي حديثا حديثا فإن استقام وثقوه وإلا جرحوه

١٣-فقد كانوا يسمعون حديث بعض شيوخهم أكثر من مرة ليستدلوا بذلك على ضبطه،فإن غير أو بدل فيه شيئا ! ردوه، وعلموا أنه لم يكن بالحافظ

١٤-ويكتبون حديثه من أكثر من وجه لكي يعرفوا الخطأ :أهو منه ؟ أو من غيره ، وكذا لمعرفة المقدم من تلاميذه؟ومن المؤخر منهم في الرواية عنه

١٥-يزيد بن هارون كان من كبار الحفاظ ،ومع ذلك فجاريته كانت إنما كانت تقرأ عليه من كتابه، ومع ذلك انتقدوه في هذا الأمر،وفائدة هذا أنه لو وجد له حديث يخالف ما جاء في القرآن أو السنة ، أو خالف غيره من الحفاظ فيقال حيئنذ: لعله أوتي من قِبَل هذا .

١٦-أكثر مسلم من إعلال الأخبار بالتفرد أو بالمخالفة أو بكلتيهما

 ١٧-وكثيرا ما يقولون في الراوي "يحدث بالمناكير ، صاحب مناكير ، عنده مناكير ، منكر الحديث "ومن أنعم النظر وجد أكثر ذلك من جهة المعنى .

١٨- من قوة حفظ قتادة ،ذكروا أن صحيفة جابر على كبرها قرئت عليه مرة واحدة - وكان أعمى - فحفظها بحروفها ، حتى قرأ مرة سورة البقرة فلم يخطئ حرفا، ثم قال : لأنا لصحيفة جابر احفظ مني لسورة البقرة

١٩-كيف يحدث في الدين من يدعو إلى طريقة السلف ؟ طريقة البخاري ، وأبي حاتم ، وأبي زرعة ، ويعقوب بن شيبة السدوسي، والدار قطني ؟!

٢٠-أثنى الشيخ على منهج المتقدمين وأطال ثم قال:وهذا لا يعني أننا لا نرجع إلى كتب المتأخرين! فهذا غير صحيح ، ولكن كتب المتقدمين أهم وأكثر فائدة وأفضل ، فالمدار عليهم ، وهم الأصل .

٢١-وللإمام مسلم جزء فيما استنكر من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جده ، وهذا الجزء لم نقف عليه،ولكن ذكره بعض الحفاظ من السابقين كابن حجر

٢٢- بعض العلماء كالذهبي وغيره حكموا على الترمذي بأنه متساهل ، والصحيح أنه ليس بمتساهل، والسبب الذي دعا بعضهم إلى بعضهم إلى القول بتساهله أمور ، أكبرها : عدم فهم اصطلاحه، وقد تتبعت كثيرا من أحكامه فوجدته غير متساهل

٢٣-شر المراسيل مراسيل الزهري، فهي شديدة الضعف ، مع كونه إماما حافظا،لأنه رحمه الله إذا ارسل فهذا دليل على أن الذي حدثه ليس بالمقبول، فلذا هو يأنف أن يسميه، وأما إذا سماه فهو ثقة عنده، وهذا معروف من منهجه وطريقته .

٢٤-من أسباب اختيار كتاب التمييز للشرح دون سائر كتب العلل :
-لانه أسهل كتاب في العلل
-وهو كتاب مصطلح
-ولأهميته
-ولوجازته واستيعابه في بابه ومن ذلك التقديم له بمقدمة قصيرة بالغة -ولكون الكتاب لم يدَرّس كاملا من قبل -وهو كتاب لأحد المتقدمين

٢٥-ثابت بن موسى الزاهد ،مع أنه عابد فاضل ولكنه ضعيف جدا في باب الرواية

٢٦-سيوضح الإمام مسلم في مقدمة كتابه التمييز أن الخطأ قسمان : إما في الإسناد ، وإما في المتن وزاد الشيخ ووقوع الغلط في الإسناد والمتن في حديث واحد .

٢٧-الأصل أن الخطأ في الإسناد أخف من الخطأ في المتن ، والخطأ في الحفظ أهون من خطأ الكتاب .

٢٨-طرق معرفة الخطأ والعلل في الروايات تبين أنها أربعة طرق :
-البحث عن الخطأ الواضح أو العلة الظاهرة -جمع الطرق والتفتيش عن الخطأ أو المخالفة -جمع الطرق والبحث عن الغرابة والتفرد -النظر في الإسناد والمتن في ضوء شروطهم في قبول الأخبار

٢٩-أقسام حديث معمر :
فحديثه من حيث شيوخه على ثلاثة أقسام :
-إذا كان شيخه الزهري أو عبدالله بن طاوس ، فهو من أثبت الناس فيهم -فيما إذا كان شيخه ممن لم يتكلم في روايته عنهم مدحا أوذما ، فهو صحيح الحديث فيهم -فإذا روى عمن تكلم في روايته عنهم ،كروايته عن قتادة ، وأبي إسحاق السبيعي ، وثابت البناني ففي روايته عنهم بعض الكلام ، والأصل فيها الصحة .
ب- وأما باعتبار تلامذته فروايته على ثلاثة أقسام أيضا :
-وهو أثبت حديثه : ما حدث به في اليمن عندما نزله حيث أن كتبه معه يراجعها -ما حدث به في غير اليمن والبصرة ، كما لو حدث في مكة مثلا فهذا صحيح أيضا -ماحدث به في البصرة فقد وقعت فيه بعض الأوهام وبعض الأخطاء ، حيث أن كتبه ليست معه فحدث فأخطا ، وله اشياء تستنكر ، وهي قليلة مع كثرة روايته، ولكن حتى ما حدث به في البصرة فالأصل فيه الصحة

٣٠-ما يحتاجه طالب علم الحديث والعلل :
أولا: القراءة في كتب العلماء التي تذكر مثل هذه الأخطاء
ككتب العلل والسؤالات والتخريج والجرح والتعديل
ثانيا : معرفة المنهج الصحيح في اكتشاف الخطأ ، وهذه الطريقة مبنية على ماتقدم ، فكثرة القراءة في كتب المتقدمين تورث العلم بالمنهج الصحيح في الصناعة الحديثية

٣١-محمد ابن أبي عمر العدني ، روى عنه مسلم كثيرا في صحيحه ، وكذا الترمذي في جامعه فأكثر جدا ،وحديثه مستقيم ، وأما حديث واحد أخطأ فيه فلا يؤثر

٣٢-ابن مسعود - رضي الله عنه - له اولاد ، وقد اشتهر من أولاده اثنان ، عبدالرحمن وابوعبيدة ، وأشهرهما بالعلم أبوعبيدة ، وهو ثقة ولكنه لم يسمع من أبيه، إذ توفي وهو صغير .
وأما عبدالرحمن فاختلف فيه : هل سمع أو لم يسمع من أبيه ؟ والراجح أنه سمع شيئا يسيرا ، خرج له الجماعة .

٣٣-أبوخيثمة النسائي البصري ، قد أكثر عنه جدا الإمام مسلم، فروى عنه في صحيحه أكثر من ألف حديث، وابنه احمد من كبار الحفاظ ، له كتاب التاريخ.

٣٣-الوليد بن مسلم مدلس ، وقد وقع في روايته ثلاثة أنواع من التدليس: تدليس التسوية، وتدليس الإسناد ،وتدليس الشيوخ .

٣٤-الذين يدلسون تدليس التسوية قليلون ومعدودون ، وهم نحو عشرة تقريبا .

٣٥-همام بن يحيى بن دينار العوذي ،حديثه الأخير أقوى من حديثه السابق ، وأما غالب الرواة فحديثهم المتقدم أقوى، لأن الحفظ يتغير بتقدم العمر، لكن هماما بخلاف هذا، فقد كان يحدث من حفظه ولا يرجع إلى كتابه ، ثم رجع إلى كتابه، والأصل أنه حجة حتى يتبين أنه أخطأ.

٣٦-زيد بن أسلم القرشي، ثقة تثبت ، وأولاده : عبدالرحمن ، وعبدالله، وأسامة ، كلهم فيهم ضعف ،وأضعفهم عبدالرحمن ، وله أخ صدوق اسمه خالد بن أسلم ، وأبوه أسلم مولى عمر ثقة مخضرم .

٣٧- التفصيل في حديث عبدالرزاق:
-فما حدث به من كتابه فصحيح
-وما حدث به قديما قبل أن يعمى فهو غاية في الصحة أيضا -وكذا إذا روى عنه كبار الحفاظ كأحمد وابن المديني وابن معين -وأما إذا كان الراوي ممن سمع منه أخيرا ، بعد أن عمي فتغير، فأخذ يلقن،فقد وقع في حديثه منكرات -والأصل فيه أنه حجة مطلقا حتى يتبين أنه خطأ

٣٨- إذا وجدت رواية لإبراهيم بن يزيد عن أبيه فهو التيمي، لأن النخعي لايعرف بالرواية عن أبيه

٣٩-يحيى بن يحيى التميمي، ثقة ثبت من أكبر وأقدم شيوخ الإمام مسلم ومن أجلتهم ، وروى الموطأ عن مالك ، ولكن روايته ليست موجودة ، ولم تصلنا مفردة، وأما يحيى بن يحيى الليثي صاحب الرواية المشهورة عن مالك، فليست له رواية في الكتب الستة .

٤٠-إسحاق بن راهويه لايروي عن شيوخه إلا ب"اخبرنا"

٤١-يتساهل في الآثار مالا يتساهل في المرفوعات، والأمر فيها سهل .

٤٢-عمر بن علي بن عطاء المقدمي ، خرج له الجماعة، وقد وصف بنوع غريب من التدليس ، وهو تدليس السكوت،يقول حدثنا ويسكت ، ثم يقول في نفسه :فلان !يريد الذي حدثه حقا، ثم يقول جهرا :فلان ، مع أنه لم يسمع منه ، وهذا غريب ، يكاد يتفرد به عمر بن علي ، وقد اتهم به هشيم ، فضلا عما نسب له من أنواع التدليس الأخرى

٤٣-حديث هشام بن عروة على أقسام :
-فحديثه القديم أقوى من حديثه المتأخر
-وحديثه في المدينة أصح من حديثه في العراق -ومع ذلك فهو حجة مطلقا ، إلا بقرينة على الخطأ

٤٤-التغير ما يكاد ينجو منه أحد من الرواة ممن طالت أعمارهم، وأما الاختلاط فهو أشد من التغيير، وممن أصابه الاختلاط سعيد بن أبي عروبة عندما كبرت سنه

٤٥-الرواة ليسوا على وتيرة واحدة فيما يتعلق بحفظهم فمنهم :
-من تساوى حديثه في القديم مع الأخير ،فلا فرق فيه كشعبة والثوري -وآخرون حديثهم المتقدم من حديثهم المتأخر وهذا هو الأصل، وأمثلته كثيرة كالسبيعي وهشام بن عروة وعبدالرزاق
- وآخرون بخلافهم ، إذ أصبح حديثهم الأخير أصح من حديثم القديم ، وهذا لا أعرفه إلا لهمام بن يحيى ، وقبيصة بن عقبة السوائي، وأبي عامر العقدي ، وأبي حذيفة النهدي.
-ومن الرواة من كان حديثه في بلد أصح من حديثه في بلد آخر كمعمر إذا حدث في اليمن -وآخرون من كان حديثهم في شيوخ أقوى من حديثهم عن غيرهم كما ذكرناه لمعمر -ومنهم من إذا حدث من كتابه فحديثه صحيح ، وإذا حدث من حفظه فضعيف ، مثل شريك القاضي

٤٦- أسامة بن زيد ،هناك ثلاثة رواة سموا بهذا الإسم :
-الصحابي أسامة بن زيد
-أسامة بن زيد بن أسلم العدوي وهو ضعيف
-أسامة بن زيد الليثي وفيه ضعف أيضا،إلا أنه أقوى من العدوي

 ٤٧-سعيد بن أبي عروبة من أثبت الناس في قتادة

٤٨- عمرو بن دينار المكي من أثبت الناس في جابر ، وكثير من ثلاثيات الإمام أحمد هي عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار ، عن جابر .

٤٩- ابن عيينة من المكثرين جدا عن عمرو بن دينار وهو من أجل أصحابه، ولكن ابن جريج أجل منه في عمرو بن دينار ، على القول الراجح

٥٠-قول أبوحاتم الرازي (صدوق) تساوي ثقة أو أكثر عند غيره ،ذلك بأنه قال عن الإمام مسلم صدوق ،وقال عن الشافعي فقيه البدن صدوق .

٥١-مايميز شعبة عن اقرانه في الصناعة الحديثية -لا يحمل عن المدلسين إلا ماصرحوا به بالتحديث -لايروي إلا عن ثقة في الغالب

٥٢-شبابة بن سوار الفزاري ،خرج له الجماعة ،وهو من المكثرين في الرواية، وقد اعتذر عنه ابن المديني عندما تكلم في روايته عن شعبة ،فقال :ولا ننكر لرجل سمع من رجل ألوفا أو ألفين أن يجيء بحديث غريب.

٥٣-إذا قال مالك :حدثنا يحيى فهو ابن سعيد الأنصاري، وإذا قال أحمد: حدثنا يحيى فهو ابن سعيد القطان .

٥٤-في صناعة الحديث المقدم هو شعبة بن الحجاج على سفيان، وأما الفقه والتفسير والحفظ والعلم مطلقا فسفيان الثوري هو المقدم .

٥٥-ابن عون مع إمامته،إذا علم أن أيوب السختياني خالفه في حديث تركه،وهذا يدل على تثبته، ومعرفته بفضل أيوب

٥٦-في الكتب الستة أكثر من راو يسمى بهارون ويلقب بالأعور ، فعندنا هارون بن موسى الأزدي العتكي الأعور ثقة خرج له الشيخان وعندنا آخر وهو هارون بن سعد العجلي الأعور أيضا،روى له مسلم

٥٧-الاختلاط قسمان :
-اختلاط يؤثر في حديث الراوي ،وذلك عند تغير العقل أو النسيان تماما ،مثلما حصل لسعيد بن أبي عروبة -اختلاط لايؤثر كثيرا في حديثه ،وذلك حينما يضعف الحفظ قليلا ،والأصح أن يسمى تغيرا لا اختلاطا ، وهذا ما وقع لأبي إسحاق السبيعي ٥٨-كثيرا ما نسمع أو نقرأ مايقال عن البخاري مثلا بأنه إمام أهل الحديث،وهذه العبارة خطأ، لأن إمام أهل الحديث على الإطلاق هو الرسول صلى الله عليه وسلم وهو إمام الأمة كلها، فلو قيد هذا القول فقيل عن البخاري مثلا بأنه إمام أهل الحديث في زمانه ،فهذا أسلم .

٥٩-الفضل شيء والرواية والشهادة شيء آخر

٦٠-محمد بن بشار العبدي البصري الملقب ببندار ثقة حافظ وهو شيخ لأصحاب الكتب الستة

٦١-من مميزات يحيى بن سعيد القطان في باب الرواية :
-أنه غالبا لايروي إلا عن ثقة
-ولا يحمل عن شيوخه إلا ماسمعوه من شيوخهم -وهو رحمه الله في باب الجرح والتعديل متشدد، وهو أشد من صاحبه عبدالرحمن بن مهدي -وكذا إن كان شيخه ممن اختلط ،فروى عنه القطان ،فإنه يستدل بروايته هذه على أنه سمع منه قبل الاختلاط؛لأنه لا يروي عن المختلطين

٦٢-أبو بكر بن أبي شيبة خرج له الجماعة ، ماعدا الترمذي ٦٣-حديث شريك القاضي على ثلاثة أقسام:
-ماحدث به من كتابه فهو حسن ومقبول، وممن روى عنه قديما من كتابه يزيد بن هارون، وعيسى بن يونس ، والعوام بن حوشب -ماحدث به من حفظه قبل أن يتولى القضاء فله في ذلك أحاديث مقبولة ، وأخرى ضعيفة فلا يحكم عليها بحكم عام، وإنما إن تبين أنه حفظ ، وله قرائن أو شواهد على حفظه قبلنا حديثه وإلا فلا -ماحدث به من حفظه بعد أن تولى القضاء،فأحاديثه تلك الأصل فيها الضعف .

٦٤-وهذا تفصيل في حديث سماك.، فمن حيث شيوخه :
- فإذا روى عن عكرمة فينظر في روايته إذ تكلم فيها -وأما إذا روى عن غير عكرمة فالأصل في حديثه أنه صحيح ومن حيث الرواة عنه :
-من سمع منه قديما فروايته عنه صحيحة كشعبة والثوري -ومن سمع منه بعد ذلك ولم يتغير كثيرا كأبي الأحوص فالأصل في روايتهم أنها تقبل -من سمع منه أخيرا، وهؤلاء أيضا الأصل فيهم القبول حتى يتبين أنه أخطأ.

٦٥-قتيبة بن سعيد الثقفي ،ليس في الكتب الستة من اسمه قتيبة سواه،وهو شيخ لأصحاب الكتب وكلهم رووا عنه، إلا ابن ماجه فإنه يروي عنه بواسطة ٦٦-الأصل أن أهل بيت الراوي أحفظ لحديثه من غيرهم.

٦٧-الفقهاء إذا وقع اختلاف في الحديث يذهبون إلى تعدد الروايات والطرق، وأما المحدثون فيذهبون إلى الترجيح

٦٨-يزيد بن أبي زياد الهاشمي، خرج له مسلم في صحيحه وأصحاب السنن الأربعة، وهو ممن اختلف فيه الحفاظ :
-فهناك من قواه كالعجلي وأحمد بن صالح المصري -وهناك من ضعفه وجمهور الحفاظ على ذلك -وهناك من فصل في حاله، فحكم على حديثه الأول بأنه مستقيم، ثم اختلط وتغير حفظه فأخذ يلقن، فوقعت المنكرات في حديثه .
والقول الثاني هو الأرجح

٦٩-المقصود بالتلقين عند المحدثين : هو أن يلقى إلى المحدث حديث ما، أو بعض ماليس في حديثه وكتابه، فإن حدث به وقبله على أنه من حديثه، قيل فيه : أنه قبل التلقين، وذلك عندما لا يكون ضابطا لكتابه ولا حافظا لحديثه، فحدث بالحديث كما قال له الناس، لا كما سمعه أو قيده.

٧٠-التفصيل في حديث أبي معاوية الضرير ،وهو على ثلاثة أقسام :
-مارواه عن الأعمش ، فهو من أثبت الناس فيه -إذا كان شيخه غير الأعمش، ولم يتكلم في روايته عنه فحديثه صحيح أيضا -مارواه عن شيوخه الذين تكلم في روايته عنهم كعبيدالله بن عمر وهشام بن عروة والعلة ليست منهما، وإنما من أبي معاوية .

٧١-لا تقبل زيادة كل ثقة، وإنما تقبل زيادة الحفاظ ذوي الضبط، أوأن زيادة الثقة تقبل بالقرائن.
ومن القرائن :
-الحفظ والضبط
-عدد الرواة الذين يأتون بالزيادة فكلما كان عددهم كبيرا اطمأن القلب لقبول زيادتهم، وهكذا -اختصاصهم بشيخهم الذين رووا عنه تلك الزيادة
- النظر إلى أهل بلدة صاحب الزيادة، فتقدم روايتهم عنه على غيرهم، وهكذا

٧٢-رواية أبي عبيدة بن عبدالله بن مسعود عن أبيه، هو لم يسمع من أبيه، ومع ذلك فروايته عن أبيه مقبولة عند الحفاظ لمعرفته بحديث أبيه وصحتها

٧٣-جرير بن حازم الأزدي، والد وهب، ثقة جليل ،ولم يحدث حال اختلاطه، وله أوهام إذا حدث من حفظه،ولكن حديثه عن قتادة فيه ضعف ونظر،وله أشياء استنكرت عليه.

٧٤-لا تجد في الكتب الستة من اسمه "بُشير" إلا بشير بن يسار الحارثي، وبشير بن كعب بن أبي الحميري،وأما الباقي فهم "بَشير"بالفتح .

٧٥-حديث ابن إسحاق على ثلاثة أقسام :
-مارواه في السيرة،فهذا أصح حديثه وأقواه لاهتمامه بها -مارواه في غير السيرة والمغازي كأن يكون في الأحكام وغيرها فإذا صرح بالسماع من شيوخه فهذا حسن مقبول -ومالم يصرح فيه بالتحديث فهنا روايته تحتمل التدليس،وأن قد يكون دلس فيها .

٧٦-أبوسلمة بن عبدالرحمن بن عوف القرشي ،ثقة خرج له الجماعة، كان يناظر البحر ابن عباس،وقد غلبه مرة كما وقع ذلك عندما تناظروا في عدة الحامل .

٧٧-سلسلة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فيها نحو من اثنين وستين ومائة حديث في السنن الأربعة، وليس في البخاري ومسلم منها شيء، ومجموعها بالمكرر نحو مائتي حديث .
وهي من أشهر السلاسل والراجح أنها من القسم الحسن .

٧٩-أبوالزبير وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي وقد اختلف فيه رحمه الله:
-فهناك من تكلم فيه كأيوب وشعبة
-والأكثرون على تقويته ،قال ابن المديني ثقة ثبت والراجح فيه : أن حديثه مستقيم فلا اعرف له شيئا يستنكر من روايته عن جابر أو غيره إلا شيئا يسيرا

٨٠-وأما أن يرد الخبر بمجرد عنعنة أبي الزبير فهذا خطأ! فالأصل في روايته عن جابر الاتصال،فنحن على هذا حتى يتبين خلافه،كأن يصرح هو نفسه او يصرح غيره بأنه ما سمع منه خبرا ما

٨١-أحاديث حميد عن أنس صحيحة، ولو قيل بردها حتى يصرح بالتحديث فهذا خطأ،لأن حميد من أصحاب أنس، ولو دلس بعض الشيء عنه، فإنما هي أحاديث أخذها عن ثابت البناني، وثابت حافظ إمام .

٨٢-حديث مطر الوراق على قسمين :
-فما رواه عن عطاء فهو ضعيف لايحتح به
-ومارواه عن غيره ففيه ضعف وقد يقبل أو يحسن خرج له مسلم وأصحاب السنن

٨٣- سفيان الثوري أحفظ من سفيان ابن عيينة وأقدم منه طبقة،وإن كانا قد تعاصرا،لكن الثوري أكبر،وقد تأخرت وفاة ابن عيينة عن الثوري سبعا وثلاثين سنة،وكلاهما من الأئمة الأجلاء ٨٤-خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط العصفري شيخ البخاري روى عنه في صحيحه وجده خليفة بن خياط ليس بالمشهور

 ٨٥-سلسلة الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة من أصح السلاسل .

٨٦-يزيد بن زاذي مقل ليس بالمشهور،ورواية شعبة عنه مع توثيق ابن معين له يدلان على قوته .

٨٧- تضعيف الراوي برواياته المنكرة أقوى من تضعيفه بحكم إمام ومثل له بعطية العوفي

٨٨-قاعدة البخاري في تحديثه عن الرواة نقلها عن الترمذي وذكرها كثيرا في العلل الكبير ومن ذلك قوله :زمعة بن صالح ذاهب الحديث،لايدري صحيح حديثه من سقيمه،أنا لا أروي عنه ،وكل من كان مثل هذا فأنا لا أروي عنه .
فمن لا يتميز حديثه عنده فهو لا يروي عنه،ومنهم محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى .

٨٩-زائدة بن قدامة الثقفي ،ثقة جليل ،وليس في الكتب الستة من اسمه زائدة سوى زائدة بن قدامة،وزائدة بن نشيط ،وابن نشيط هذا ليس بالمشهور،بخلاف زائدة بن قدامة فهو مكثر مشهور

٩٠-محمد بن علي بن عبدالله بن عباس لم يثبت له سماع من ابن عباس

٩١-الشيوخ في مصطلح الحديث هم من كانوا غير مشهورين ولا متقنين ،وكذلك فكلمة شيخ إما أن تكون مقيدة أو مطلقة،فإذا جاءت مقيدة فهي بحسب ماقيدت به :
كما في قولهم شيخ ثقة ،شيخ ضعيف

٩٢- يحيى بن أيوب الغافقي المصري،قد احتج الشيخان من حديثه بما ضبطه وحفظه ،وله منكرات ٩٣-إذا روى الزهري عن راو فسماه،فهذا يستدل به العلماء على أنه ثقة عنده، وهذا ليس دائما، فبعض من روى عنهم الزهري يبقى حديثه ضعيفا كنبهان مولى أم سلمة.
وإذا روى عن أحد من الرواة ولم يسمه،فالغالب أنه يكون ضعيفا فلم يسمه.

٩٤-جرير بن حازم ليس معروفا بالرواية عن يحيى بن سعيد الأنصاري

٩٥-حديث حماد بن سلمة على ثلاثة أقسام :
-مارواه عن ثابت البناني ومحمد بن زياد الجمحي وحميد الطويل وعمار بن أبي عمار فهو من أثبت الناس فيهم .
-من لم يقدم فيهم ولم يتكلم في روايته عنهم كحديثه عن أنس بن سيرين وإسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة وأبي عمران الجوني وسلمة بن كهيل، فحديثه عنهم صحيح -الذين تكلم في روايته عنهم وهؤلاء ليسوا على درجة واحدة فبعضهم حديثه مخرج في الصحيح كأيوب وقتادة مع أنه ليس بالقوي تماما وغيرهم

٩٦-المقصود بصناعة الحديث:هو معرفة الصحيح من الضعيف، ومعرفة العلل التي يعل بها الخبر ومعرفة الرجال ومراتبهم في الرواية ،ومعرفة مراتب الأئمة في الجرح والتعديل، وتمييز المتشدد منهم عمن سواه من المتساهلين والمتوسطين،فضلا عن معرفة مناهج المحدثين في الحكم على الرواة والروايات

٩٧-معرفة الشواهد والدلائل في تصحيح الخبر أو تضعيفه قضية مهمة جدا،وهي قرائن تقوي جانب التصحيح أو التضعيف

٩٨-هشام بن عروة الغالب في روايته عن أبيه،وعند أهل الحديث أن من كان حافظا ضابطا ثم هو لايسلك الجادة وإنما يخالفها،فحينئذ يقدمون روايته على رواية من سلك الجادة،لأن من خالف في تلك الجادة،لم يخالف إلا وكان معه زيادة حفظ وعلم ،وأما الذي سلكها،فقد يكون مشى على ماكان معهودا ومعلوما.

٩٩-لم يتبين لي أن مسلما أخطأ في إعلاله لتلك الأحاديث التي مثل بها،وذلك لجلالته في هذا العلم ،وسلامة طريقته في نقد الأخبار .

١٠٠-الكتاب نفيس لم ينته،وإنما المختصر الذي اختصره ،أو أن المخطوطة فيها سقط ،ومع هذا بقي مما حفظه هذا المختصر فيه خير كثير .
 

آخر هذه الفوائد.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 


 

 
  • فوائد وفرائد من كتب العقيدة
  • فوائد وفرائد من كتب الفقه
  • فوائد وفرائد من كتب التفسير
  • فوائد وفرائد من كتب الحديث
  • فوائد وفرائد منوعة
  • غرد بفوائد كتاب
  • فوائد وفرائد قيدها: المسلم
  • فوائد وفرائد قيدها: عِلْمِيَّاتُ
  • الرئيسية