اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/daeyat/sara/63.htm?print_it=1

نادر بكار الحزبي المتعصب!!

سارة بنت محمد حسن


اعتذار واجب!


أولا أعتذر للقراء المحترمين عن مقالتي هذه التي نشرتها على الشبكة بعنوان : (نادر بكار الحزبي المتعصب)! وعزائي أنها لم تكن مدحًا لشخصِ هذا الفتى؛ وإنما كانت مدحًا لموقفٍ تخيلتُ بسذاجة بالغة أنه سيكون نمط عمل للحزب أو على الأقل للشخص الممدوح! ولولا ضيق الوقت لكفرت عن مقالتي بمقال يجد فيه مرارته في حلقه يتجرعه ولا يكاد يسيغه! ولكن يكفيه ما هو فيه من الخزي والهوان
 



لم أعتد التعليق على كل حدث وتصريح يجد في مصر الحبيبة أو غيرها هذه الأيام، لا سيما مع تلقف الإعلام لكل صغير وكبير، فإن هذا إنما يحتاج إلى منبتّ لا يبقى وقتا ولا ورقا ولا قلما!

فالإعلام هذه الأيام كغانية تسافح بليل وتلقي قبيح حملها نهارا، ثم يمضي زبانيتها يومهم وليلهم صراخا يشقون الجيوب ويلطمون الخدود...ألا شاهت الوجوه!!

لكن مما لا شك فيه، هناك حدث أو موقف يستوقف المرء فيحتاج لأن يقف معه وقفة، لا سيما إن كان مما يستحق العليق عليه والإشادة به!

وقد شاهد جمع لا بأس به لقاء الأستاذ الفاضل نادر بكار مع الإعلامي معتز الدمرداش وأحد أعضاء المجلس بعد استقالته، وناشط حقوقي – كذا هي صفته وقد صارت هذه صفة مطاطة ممطوطة، تليق بكل أحد!

كان الكادر مظلما كئيبا كليل امرؤ القيس، تقليديا مملا كليل تهامة، ووالله إن ليل تهامة منهم براء!

واستمرت ظلمة الطغيان دقائق بدت كالدهر في طوله حتى سئمنا، وآذاننا تشنف بسماجة الافتراءات التي يلوكها صاحبها عوضا عن العلك، ففاحت رائحتها من أفواههم فأثارت رغبة القيء عند من يشاهد أو يسمع...ألا شاهت الوجوه!

هذا تقليدي ومتكرر..لا يستحق الذكر ...

لكنّه بعيدها أشرقت شمس وضيئة فألقت بنور الإيمان، بعد قطرات مطرٍ من الإحسان، فأينعت لها زهور ففاحت رائحة عطرة أزالت الغشيان...واغتسلت بها قلوبنا وآذاننا وأعيننا من جديد..

لم تكن تلك الشمس جمال وقوة حجة الأستاذ الفاضل نادر بكار في الرد والذب عن السلفيين، بل كانت تلك الشمس هي دفاعه المستميت عن "إخوانه" المسلمين، وإصراره على ذلك حتى بدت البغضاء من أفواه بعض الحاقدين وأنهى اللقاء بقوله: لا تدافع عن غيرك!

وما يدري أهل الحقد أن "الإخوان" غيرنا؟!

هم منا ونحن منهم، قضيتنا واحدة وأيدينا متعانقة...أيها الإخوان المسلمون، لستم إخوانا مسلمين!! بل أنتم ((إخواننا)) المسلمون!

ولاؤنا لكم مقدم، وبراؤنا من عدوكم مسجل..

كيف لا؟! ونحن نقاتل من أجل هدف واحد وإن اختلفت الوسائل؟؟!

فبعد أن وجد الإعلام علكة جديدة يلوكها لإثارة الوقيعة بين السلفيين والإخوان، وقد ساء ظنهم فحسبوا أن إنشاء السلفيين لحزب خاص بهم يعني أننا مفترقون متفرقون، وأن لكل منا سبيل وأننا سننجر خلفهم ونكون أمثالهم، متقاتلين على رذائل أعراض الدنيا الزائلة!

ومادروا - المساكين – أن تلك الأحزاب اختلفت في طريقة العمل وزاوية النظر فحسب، فهما كعيني المرء وأذنيه ويديه وقدميه بل وشفتيه! وكل ذلك يسمى إنسانا لو قطع أحدهم يده اليمنى لقاتلته على ذلك اليسرى، ولو فقئت عين أحدهم اليسرى لبكت عليها اليمنى!

ظن المساكين أن مخططهم قد سار بنجاح وأن (تفريقهم إيانا ليسودوا) قد تكلل بالفلاح! فأشرقت عليهم شمسنا بما يسؤهم وأبرقت السماء بما يزجرهم فأُحرقت آمالهم، وأينعت أزهارنا، وغسلت الأمطار رجسهم ورجزهم الذي أفسد البلاد والعباد

فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ سورة الرعد- 17

ما أن سالت كلمات الأستاذ نادر بكار منسابة إلى أذني حتى وجدت رأسي ترتفع في فخر وعزة، أسمعه يقول في شموخ: أردّ غيبة (إخواني)!

لا أستطيع أن أصف بريشة تلك المشاعر التي فاضت وأنا أسمع، فبلاغتي كسيحة ومشاعري مكتسحة..فلا يجتمع الضدان وغيري أولى بحسن البيان!

وليست تلك بالأولى من حزب النور وأبنائه ولن تكون الأخيرة بإذن الله، وجميع من يتخلق بهذه الأخلاق لابد أن يكون قدوة لنا جميعا...فلمثل الأخ الفاضل نادر بكار يصح أن يقال:

لا فض فوك يا ولدي ولا قامت قائمة عازليك، وشلت ألسن الشائنين مجددا!

لسنا حزبيين متعصبين يا هؤلاء، ولم ولن نتلوث برجس السياسة، لن نبيع ديننا بعرض زائل دنيء، فإن كنتم لم يطب لكم من السياسة إلا وحلها ورجزها، فإن لنا منها طيبها وعطرها لأن سياستنا هي السياسة الشرعية والدين أولا إسلامنا عزنا لا نطلب العزة من غيره...كذا تكون السياسة، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ولا يحقره..

نحري دون نحر أخي، من يدافع عن شريعة الرحمن
أتقي بصدري أسهم الخونة أولي الطغيان
أذب عنه في سري وعلني وجهري وفي كل الأحيان

قد نختلف مع الإخوان، بل قد نغضب منهم ويغضبوا منا، تماما كما يتعارك الإخوة الأشقاء في البيت الواحد نهارا ثم يتصافحون ويتعانقون مساءً، وكما يصرخ أحدهما في الآخر ليلا ثم إن أساء إلى أخيه من غيره الأغيار بطش به ولا يبالي قائلا: إنه أخي! تجمعنا طاولة الغذاء والعشاء ونغترف من نفس الأطباق، ونشرب من ذات الأكواب! ونصف أقدامنا في أقدامهم صفا للصلاة كالبنيان المرصوص..

ينصح أحدهم لنا فوجب علينا أن ننصت، وننصح لهم فيجب عليهم أن يسمعوا..نغلظ عليهم ويغلظوا ثم نضحك وناخذ بأيدي بعضنا بعضا..ديننا واحد، ربنا واحد، هدفنا واحد: شريعة الله علما وعملا!

ألا شاهت وجوه الحاقدين!!

أقول لكم: إن العلك خير لكم من أعراضنا المسمومة.....لعل روائح أفواهكم أن تتغير!


 

سارة بنت محمد
  • الأسرة
  • وسائل دعوية
  • درر وفوائد وفرائد
  • تربية الطفل المسلم
  • قضايا معاصرة
  • عقيدة
  • رقائق
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط