صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







من السبب

أ.سحر عبد القادر اللبان

 
وقفت سلوى أمام النافذة تتأمل منظر الغروب، في مثل هذا اليوم منذ عشرين سنة كان يوم زفافها...
مازالت تذكر هذا اليوم وكأنه الأمس...كانت مثل الدمية وهي في فستان الزفاف الأبيض ، والفرحة تغلّف وجهها..لم لا؟؟ فالجميع يحسدونها على زواجها من وسام،
وسام الشاب الرزين الوسيم، ويحسدونها على سفرها معه إلى أمريكا ليتابع دراسته هناك..
أمريكا حلم كل فتاة وشاب في ذلك الوقت..
كانت ابنة ست عشرة سنة حينما تقدّم أهل وسام لطلب يدها لابنهم الذي كان وقتها في أمريكا..
حينها شعرت بالارتباك والتردّد، فهي تعشق العلم والمدرسة، وهي الأولى على صفّها، ولم يبق لها إلا سنة واحدة وتنهي المدرسة..
كيف تترك كلّ هذا؟؟وماذا ستقول لمعلّمتها التي كانت كلما رأتها تقول لها أنت سيكون لك شأن عظيم في مجال العلم؟

ونقلت خوفها وتوجساتها إلى أمها ، فما كان من الأم إلا أن رددت بصوت مرتفع ليسمعه كل من في البيت:
- علم؟ تقولين علم؟ وماذا ستفعلين في علمك؟ نقول لك سيصبح زوجك دكتورا وتقولين علم؟
أوتترددين في الزواج من وسام؟ اذا كنت لا تريدينه فأختك الأصغر منك تريد..ابقي مع علمك..فلينفعك، ولتنفعك معلمتك تلك..
وسمع صوت الأم العالي كل من في البيت فتجمعوا في الغرفة قرب سلوى، والدها غاضب حانق نظراته تتوعدها بالويل وبالثبور، أخوها ينظر اليها نظرات مشفقة متفهمة، لكنها نظرات من لا حول له ولا قوة، أما
أختها الصغرى فكانت كالضائعة عن كل ما يجري، منزعجة من صوت الأم المرتفع.
وأمام نظرات والدها وصراخ أمها وتردد أخيها وتضجر أختها كان لا بد لها من التراجع عن رأيها ، ومن الموافقة على العريس .
وحصلت الخطوبة بسرعة دون أن يتكلف وسام الحضور الى الوطن، فقد تكفلت عائلته بكل شيء، وأقاموا لها حفل خطوبة في بيتهم، على أن يكون حفل الزفاف في أرقى فنادق البلد.
وتمّ كل شيء بسرعة وييسر، وانشغلت في تحضير الجهاز وما ستأخذه معها إلى بلد الهنود الحمر،
وأتى يوم حفل الزواج، كان من أجمل الحفلات التي حضرتها من قبل، كل شيء كان فيه رائعا، وانتهى وانتقلا منه فورا إلى المطار مع تهنئة المدعوين ودعاء الأهل لهما بالتوفيق والوفاق.
تعبت سلوى من وقفتها على الشرفة فأحضرت كرسيا وجلست، ليتها تستطيع أن تبعد هذه الذكريات عن بالها، كم حاولت مرات ومرات أن تنسى كل هذا،
أن تحذفها من سجل حياتها، لكن الذكريات كانت تعود اليها وبالحاح شديد، وتعود اليها وهي تجلس معه في الطائرة،
لا يمكنها أن تنسى كم كان رقيقا معها، لطيفا إلى أبعد الحدود، صابرا على جهلها وطفولتها، تلك الطفولة التي انتزعت منها انتزاعا لتصبح بعد تسعة أشهر أما..
وتعود اليها ذكرياتها مع ابنها البكر، كيف كانت تتعلم فيه كل شيء، ذكريات مضحكة مبكية، مضحكة على مواقف كثيرة صادفتها وهي تتعلم الأمومة، ومبكية لشعورها
بالحنان والشوق الى تلك الأيام.
وبعد ابنها بسنة واحدة رزقها الله بابنة جميلة، ثم بولد آخر فابنة ثانية.
واكتفيا بأولادهما الأربعة، وملؤوا عليها حياتها، فكرست كل أيامها لزوجها وأولادها، فأصبحت أفضل طباخة،
لا تعجزها أي طبخة مهما كانت صعبة، وكان الناس يتكلمون على بيتها وعلى ترتيبه وتنظيفه..
أما زوجها فكانت له كبنانه، تسهر معه الليل وهو يدرس وتقوم فجرا لتجهز له ما يريد..
فنجح في دراسته نجاحا باهرا، وصار من أفضل الجراحين في أمريكا..وأستاذا في أرقى جامعاتها..
فكانت تفتخر به وتنظر إليه ولا تصدق أنه زوجها، لكنها كانت تكره كثيرا الحفلات التي كانا يدعوان إليها، وكان زوجها يكرهها أيضا..
لأنها كانت تجهل رغم سنواتها الطويلة في أمريكا اللغة الإنكليزية، فهي لم تهتم يوما أن تدرس رغم إلحاح زوجها ،
وما كانت لتجد الوقت للدراسة، فبيتها كان يأخذ وقتها كله، وأيضا كانت تنزعج من الحفلات لأنها كانت لا تفهم عم يتكلمون به، فهي تركت الدراسة ولما تكمل المدرسة بعد،
فكانت تشعر هناك بالخجل وزوجها يخجل بها أيضا، ومرة بعد مرة امتنعا عن قبول الحفلات كلها، فانزوت في بيتها بين جدرانه الأربعة، ومع زوجها وأولادها.
كل هذه السنوات وزوجها كان معها مثال الزوج المحب الحنون، يلبي طلباتها ويجلب لها ما تريده، ويغدق عليها الهدايا والمال
ويرسلها متى أرادت إلى وطنها ويرسل معها لأهلها الهدايا الكثيرة..
وهي في المقابل كانت تؤمن له كل احتياجاته وتطبخ له ألذ الطعام وتعتني ببيته وأولاده، وطلباته عندها أوامر..وكانت تظن أنه سعيد
فكيف لا يكون سعيدا وكل طلباته مجابة؟ وكيف لا يكون سعيدا وهي تتزين له وتهتم بجمالها ، و تهتم ببيته وأولاده؟
هكذا كانت تفكر وقتها ولم تظن يوما أن شيئا ينقصه أبدا..حتى عندما كان يحاول التكلم معها في مواضيع الساعة وكانت تتأفف وتظهر جهلا ما بعده جهل
ما كان يظهر عليه أنه انزعج، بل كان يقول لها اذهبي فالمسلسل الذي تتابعينه بات قريبا.
إلى أن أتى يوم غير حياتها كلها..يوم أرسلته فيه الجامعة التي يعمل فيها أستاذا ليحاضر شهرا في الجامعة الأمريكية في بلد عربي .
تركها مع الأولاد وذهب...ذهب بشكل وعاد بشكل آخر..
تغير فأصبح شخصا ثانيا..أصبح يثور ويغضب بسرعة ويرفع صوته، ويتأفف من كل شيء..
ثم بعد شهرين ذهب مرة ثانية للبلد نفسه ولكن من غير بعثة من الجامعة، وبقي هناك ثلاثة أشهر
وعاد بعدها وسام الذي أحبته، عاد لابتسامته وهدوئه، بل ازداد هدوءا، وقلة في الطلبات، لم يكن هناك ما يدعو إلى الريبة إلا اتصالاته الهامسة التي كانت لا
تنقطع..فان دخلت عليه سكت..مع من يا ترى يتكلم؟؟؟
أبعدت الشيطان عن فكرها فزوجها لا يمكنه أن يعرف الخيانة أبدا...
وبعد شهرين قرر السفر للمرة الثالثة، ماذا هناك؟؟؟ وقبل السفر بيوم وبينما هو خارج البيت
قامت لتضع له قميصه الذي كان في الغسيل في حقيبة ملابسه التي أصرّ أن يجهزّها بنفسه،
فتحت حقيبته لتضع فيها القميص المكوي المعطّر، وضعته في الحقيبة في عناية شديدة وهمّت إلى إغلاقها،
ولكن شيئا يلمع لفت انتباهها، كيس هدية ذهبي ، هذا الكيس تعرفه جيدا، فهو كيس يقدمه أرقى محل لبيع الملابس الداخلية النسائية في منطقتهم..
كم من المرات أهداها هدايا جميلة من هذا المحل..ما بداخله يا ترى؟؟؟
وبدافع الفضول وبيدين مرتجفتين فتحت الكيس لتجد في داخله ثوب نوم عرائسيّ رائع...
رمته من يدها مصدومة...أيمكن أن يكون زوجها اشتراه لها ليقدمه كهدية حين عودته؟
لكن، لماذا يأخذه معه؟ لم لا يخفيه في مكان ما في البيت؟؟
والمقاس..عادت إلى القميص متلهفة لتنظر إلى مقاس الثوب، انه كبير لا يلائمها، زوجها لا يمكن أن يخطئ بمقاسها..
لمن هذا القميص إذن؟؟؟
مرت مدة من الوقت وهي واقفة ساهمة، لا تستطيع حتى التفكير...الحقيبة مفتوحة على السرير والقميص مرمي فوقها...
ودخل زوجها الغرفة...وقف للحظات صامتا، ينقل بصره بين زوجته الساهمة ذات النظرات الزائغة، وبين

القميص الملقى فوق الحقيبة..لحظات صمت ثقيلة ..قطعها صوته الهادئ الرزين قائلا:
- ما كنت أريد أن أخبرك بالأمر إلا بعد إتمامه، ولكنك ما دمت قد وجدت هذا( وأشار إلى قميص النوم) فأرى أن من
الأفضل أن أصارحك بالحقيقة الآن...أنا يا سلوى زواجي غدا...
ماذا؟ ما الذي سمعته منه؟؟؟ماذا يقول؟؟؟زواج؟ زواج من؟؟؟ أهو قال زواجه؟؟؟لا بد أنها سمعت خطأ.. لكنه مازال يتكلم، نعم هو يقول أنه سيتزوج غدا..
وممن؟؟؟ من امرأة تعرّف عليها وهو يحاضر في الجامعة هناك...
يا إلهي... ماذا جرى؟؟؟ كيف يا وسام؟؟؟كيف تغدر بها وتخونها؟؟؟
مازال يتكلّم...يقول إنها امرأة مطلّقة...أستاذة في الجامعة... تدرّس نفس اختصاصه...
يقول إنها لا توازيها جمالا ولا طاعة وتبعّلا...لكنها امرأة مثقّفة، أشبعت جوع عقله وقلبه وفكره،
إنسانة لو جلس معها الساعات كلها يسمع لكلامها ما شعر بالملل أو الضجر...
اسكت أرجوك... لا تكمل...وهي؟؟؟هي التي تركت الدنيا لأجله؟؟؟ ما باله يكمل عنها ، يمدح علمها وثقافتها..
يمدح بعد الفكر عندها...يقول إن كل هذا غطى على كونها مطلّقة وأما، وغطى على أي شيء آخر .
كيف تتكلم عنها بهذه الطريقة يا وسام؟؟؟ وهي؟؟؟ ألم تكن لك الزوجة الوفية؟ المخلصة؟ الأمينة؟؟
ألم تسهر لتدرس وتنام؟؟ ألم تهيئ لك الجوّ المناسب لتتفوّق؟؟؟
أهكذا يكون ردّ الجميل؟؟؟
لا...لا تريد كلامك أنها ستبقى زوجتك وأم أولادك...لا تريد أن تسمع ما تقوله عن أنك لا يمكنك أن تنسى فضلها عليك..
لا تريد أن تسمع كل هذا الكلام...لا ...لا تريد...لا تريد...
ما إن فاقت من موجة البكاء الهستيرية التي كانت بها حتى وجدت نفسها لوحدها في الغرفة، أما هو، فقد أخذ حقيبته وخرج ليبيت ليلته في الفندق..
إذن هو مصرّ على الزواج منها..وماذا سيكون مصيرك يا سلوى؟؟وأولادك؟؟
لمن ستلجئين وأنت في هذه الغربة الموحشة ؟ لم تتخذي صديقة طوال السنوات الخمس عشرة الماضية.
كنت مكتفية ببيتك وعائلتك، حتى أهلك في الوطن صار اتصالك بهم متقطعا جدا منذ وفاة والديك..
آه يا سلوى ما أتعسك...وآه من الأيام ومن تقلباتها...
هذا ما كان يدور في خلدها طيلة الوقت.
وماذا عليها أن تفعل الآن؟؟؟
مرت الأيام ثقيلة وهي تعرف أن زوجها قد تزوج، ومضى شهر وبعده شهر، وهو يتصل ليطمئن على أولاده ، لم تقبل أن تكلمه، كان كلما اتصل أعطت السماعة لأحد أولادها..
إلى أن أتى اليوم الذي عاد فيه من السفر، كان منتشيا سعيدا، وكانت حزينة مدمّرة...
لم تستطع أن تستوعب فكرة زواجه من ثانية، ومن أنها ستلحق به بعد شهر، كيف؟
كيف يمكنها أن تتحمل كل هذا؟؟؟ وهي التي تشعر أنها مطعونة في كرامتها...
طلبت منه السماح لها بالسفر إلى بلدها عدة أشهر للراحة، فوافق بسرعة ودون تردد، وأصر أن تأخذ معها أولادها الأربعة..
طبعا..فعروسه الجديدة ستحضر قريبا..وكم سيلذ لهما أن يكونا لوحدهما دون أولاد ومسؤوليات..
ونزلت إلى الوطن...ذهبت إليه بعد انقطاع عنه فاق العشر سنوات، ذهبت لتجد صاحباتها أغلبهن تعلمن وتوظفن وتزوجن
ولتجد أختها الصغيرة وقد باتت معلّمة في الجامعة، وزوجها أستاذا فيها..وأخيها مهندسا مرموقا..
وزوجته معلّمة في مدرسة راقية...
وهي؟؟؟
هي لا شيء...امرأة محطّمة...كسيرة الفؤاد...
لم تستطع سلوى إخفاء الأمر كثيرا عن أخيها وأختها، اللذين تأثرا بذلك كثيرا، فنصحها أخوها أن تصبر وتتحمل لأجل أولادها
وأنها اختارت هذه الطريق فعليها أن تستمر بها للنهاية، ونصحتها أختها أن تطلب الطلاق وأن تبدأ من جديد..كيف من جديد؟؟؟
أبعد هذه السنوات؟؟؟أبعد خمس عشرة سنة تعود إلى مقاعد المدرسة؟؟
وكيف؟؟؟
لا يمكنها أن تترك زوجها الذي أحبته، والذي هو أبو أولادها..ولكن كيف يمكنها أن تتحمل وجود امرأة جديدة معهم في حياتهم..
وفي النهاية قررت العمل بنصيحة أخيها وقد كانت الأنسب في نظرها، فأمضت في البلد شهرا جعلته كالنقاهة ، وعادت إلى أمريكا، وهي مصمّمة على البقاء
مع زوجها وقبول الواقع.
في المطار استقبلها زوجها مرحبا، هو اشتاق لها ولأولاده...لا بل اشتاق للأولاد فقط، عرفت هذا بعد أن وصلوا إلى البيت، فقد كان يتجنب وبشدة الاختلاء بها..
ومرت الأيام، وهي تحاول التصبر والتجمل، وهو يزيد عنها بعدا يوما بعد يوم، حتى صارت عودته لبيته لرؤية أولاده فقط..
ما كان عادلا...هكذا كانت تشعر ...رغم أنه كان يقسم وقته بينهما بالتساوي ، ولكنها كانت تشعر بقرارة نفسها بالظلم..
وتغير أكثر بعد أن أنجبت له الثانية ابنهما الأول، فرحته به كانت لا توصف، وكأنه أول ولد له وليس الخامس،
واشتعلت الغيرة في قلبها، وسعرتها لامبالاته بمشاعرها وبهجره لها، حتى فارقها النوم، وعافت نفسها الطعام
فذبلت وهزل جسمها...وصارت تشعر بأعراض أمراض عديدة ليس أقلها الكآبة، وهو غير عابئ ولا واع لكل هذا..
إلى أن أتى اليوم الذي وقعت فيه مغشيا عليها ونقلت إلى المستشفى على جناح السرعة..
وقف معها إلى أن استعادت بعض وعيها...فتحت عينيها لتجده فوق رأسها، تبسم لها ابتسامة مقتضبة خجول..ومسك كفّها ووضعها بين راحتيه..
شعرت حينها بوسام الحبيب،، لكنّ هذا الشعور لم يستمرّ إلا لدقائق، إذ وهما هكذا رنّ جرس هاتفه ليتحوّل بعد ذلك وهو يردّ عليه إلى إنسان آخر
عرفت أنها هي المتصلة، نظرات عينيه اللامعتين، وابتسامته العريضة التي غطّت وجهه، وتهلل أساريره، كل هذا أخبرها أنها هي من كانت على الخط.
وسمعته يقول لها أنه لن يتأخّر، ساعة ويكون عندها ليذهبا معا للحفل..
وهي؟؟؟؟؟ أيتركها وهي في المستشفى طريحة الفراش؟؟؟
إن فعل فهو يقطع آخر حبل ود ووصال بينهما، لكنه فعل، وانقطع هذا الحبل..
و ها هي الآن في بلدها بعد ست سنوات من طلاقهما..
فبعد الطلاق مباشرة عادت وأولادها إلى الوطن وهناك جاهد أخوها لينسبها إلى المدرسة من جديد، ووقف معها حتى نالت الثانوية بتفوق
ودخلت بعدها الجامعة ودرست اللغة الإنكليزية، تلك اللغة التي لم تحاول مرّة دراستها وهي في أرضها، درستها وبرعت فيها ،فتخرّجت لتعمل معيدة في نفس
الجامعة ، ثم لتتزوج من رجل حنون حضنها وأولادها.
إلى هنا توقفت سلوى عن ذكرياتها لتنظر إلى ساعتها وتعرف أنها تأخرت على حفلة دعيت إليها وزوجها، هي حفلة تتعلق بعمله، لكنها تحب دائما أن تكون
في مثل هذه الحفلات محط الأنظار، لتسعد زوجها وليفخر بها.
نظرة أخيرة نظرتها سلوى إلى الغروب وهي تهزّ رأسها مذهولة أمام القدر..وسؤال واحد يحيرها..
من السبب في كل ما حصل لها في حياتها؟؟

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سحر لبّان
  • مقالات
  • قصص
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط