صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







مسلسل تهويد القدس..!

 أ.سحر المصري


وتكتمل فصول المأساة.. لم نكد نستفِق من مجزرة غزةّ لنواجه كارثة أُخرى ولكن هذه المرة في القدس الشريف..
ابتدأت الحكاية في أواخر عام 2004 حين أراد الصهاينة هدم منازل حي البستان لبناء حديقة أثرية متّصلة بمدينة الملك داوود! وبالفعل تمّ تهديم بيتين في الحي قبل تجميد القرار نتيجة ضغوط سياسيّة دوليّة لتعود اليوم البلديّة للتحرّك في هذا الإتّجاه وتطالب أهالي الحي بتفريغه بعد أن رفضوا عرضاً بقبض تعويضات أو انتقالهم إلى شمال المدينة.. ولم يقتصر الأمر على حي سلوان جنوب المسجد الأقصى بل تعدّاه إلى العيسوية وعناتا ومخيم شعفاط وجبل الزيتون وغيرها.. وها هم اليوم سكان البيوت المهدَّدة بالهدم ينصبون خِيَماً يعتصمون فيها علّهم يلفتون إليهم أنظار المجتمع الدولي والمسلمين في أرجائها فيهبّوا لنصرتهم! آملين في الجامعة العربية ومنظمات حقوق الإنسان والدول الإسلامية والشعوب أن يمارسوا الضغوطات –ولو الإعلامية- على دولة الكيان فتنتهي عن سياستها الاستيطانية وتهويد القدس.. وقد نجحوا في جذب الرأي العام فزار هذه الخِيَم إعلاميّون ودبلوماسيون ليقفوا على معاناتهم وحقيقة الأمر هناك..
أكثر من ألفَي مقدسي مهدّدين بالتشرّد في وقتٍ يؤكِّدون أن بيوتهم لن تُهدَم إلا على جثثهم! ومصادر البلدية العبرية في القدس تؤكِّد أن ألفين وسبعمائة بيت موجودة على قائمة الهدم خلال ثلاث سنوات!! كل هذا وحكّام العرب وجهابذة الديمقراطية وأدعياء العدالة يشاهدون ما يحدث بعيون عمياء وقلوب صمّاء وكيف لهم أن يهتموا بتهويد القدس الفاضح وهم مشغولون بمتابعة محاكمة البشير ليقتنصوا خيرات السودان الحبيب بعد العراق السليب؟! وكيف لهم أن يروا الأنفاق التي يقوم بحفرها الصهاينة تحت القدس والمسجد الأقصى -حتى أنه يكاد يخرّ من الحفريات تحته- وعيونهم مركَّزة حول أنفاق غزة لئلاّ يهرّب منها أهل غزة رغيف خبز أو حبة دواء! وكيف تتحرّك فيهم مروءة وقد استُهزِأ بالنبي محمد صلى الله عليه وسلّم وبالنبي عيسى عليه السلام في فضائيات الصهاينة ولم تهتز لهم شعرة! وكيف ينتفضون اليوم وأهوال غزّة وشلال دمائها لم تقضّ مضجعهم برهة؟! ماتت الضمائر وأيّ خيرٍ يُرتجى من الأموات؟! كبِّروا أربعا!

لله درّ هذا الشعب المصابر.. ولله درّ العلماء الذين لا يعرفون الهوان والهوادة بل يبثّون الأمل والعزيمة والإصرار في نفوس أهلهم فيثْبُتون بإذن ربهم جل وعلا على الحق وعدم التنازل.. ليُعيدوا ذكرى ثبات أُحُد حين رجف نشوة بوقوف الصحابة مع نبيّهم -صلى الله عليه وسلّم- عليه “أسكن أُحُد، فإنّ عليك نبيّ وصدِّيق وشهيد” واليوم يُقال أثبتوا أهل القدس.. “لأنها القدس… الآية والغاية والبراق.. لأنها القدس الطهور.. ولأنها الصخرة والمعراج، ولأنها القيامة والمحراب ومبعث النور، ولأنها الثورة والشهادة وزهرة المدائن”! فمَن يقوى على أن يجتثّ أبناء القدس من أرضهم وقد بلغ عشقها في دمهم كل مأخذ وهم قد أقسموا على أن تبقى عاصمة فلسطين من نهرها إلى بحرها؟!!
كأشجار الزيتون يُزرَعون في أرضهم ويكأنّهم يتنفّسون الهواء من الأرض وليس من الفضاء! راسخون في عمقِ بيت المقدس! كيف لا وهي الأرض التي بارك الله جل وعلا فيها وكانت مزار الحبيب في الإسراء والمعراج.. هنا صلّى عليه الصلاة والسلام بالأنبياء ثم عرج منها إلى السماء ليكون ترابطاً شرعياً مباركاً بين مكة والقدس وسدرة المنتهى! فهي في عنق كل مسلم أينما كان!
“أوسع عملية تهجير جماعي قسرية لفلسطينيين من القدس منذ عام 1967 والحدث الأخطر منذ احتلال شطر القدس الشرقي وهدم حارة المغاربة الملاصقة للمسجد الأقصى” هكذا تمّ توصيف الوضع هناك.. وكلما أمعنَ العالم في الصمت إزاء ما يجري في فلسطين كلما تمادى الصهاينة في طغيانهم ومخططاتهم.. وأبرزها في القدس مشروع تهويد المنطقة التي يُسمّيها الاحتلال “الحوض المقدّس” ومخطط بلدية الاحتلال المسمّى “المخطط الهيكلي للقدس 2020″ الهادف لإفراغ مدينة القدس من أهلها!
وقد فصَّلَت مؤسسة القدس- بارك الله بأنفاس “الرجال” القائمين عليها- بنود مشروع التهويد وأهدافه بالآتي:
“يتضمّن مشروع التهويد هذا:
‌أ. إنشاء مدينةٍ أثريّة مطابقةٍ للوصف التوراتيّ “لأورشليم المقدّسة”.
‌ب. إحلال السكّان اليهود مكان سكّان المنطقة العرب الفلسطينيّين.
ولهذا المشروع أهدافٌ متعدّدة على مختلف الصعد الثقافيّة والسياسيّة والديمغرافيّة والدينيّة، وأبرز هذه الأهداف:
1. محو الهويّة العربية والإسلاميّة لمدينة القدس واستبدالها بهويّة يهوديّة من الناحيتين التاريخيّة والدينيّة.
2. ترحيل عدد كبير من المقدسيّين إلى مناطق أبعد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة أو حتى ترحيلهم خارج مدينة القدس.
3. عزل المسجد الأقصى عن الأحياء العربية الفلسطينية في مدينة القدس، مما يحرم المسجد من أحد أهمّ خطوط دفاعه، ويُسهّل على المحتلّ الاعتداء عليه كيف ومتى أراد.
4. تحقيق تواصل جغرافيّ بين البؤر الاستيطانيّة في البلدة القديمة ومحيطها وبين المستوطنات الموجودة على أطراف مدينة القدس.”

وأنتَ.. وأنتِ.. وأنا.. ما هو دورنا تجاه ما يجري؟
قد يقول قائل وماذا أستطيع وأنا الضعيف وهم البعيدون؟!
أقول: الكثير بإذن الله جل وعلا..
بداية.. الدعاء والإلحاح على الله جل وعلا أن يكشف الهمّ وينصر المقدسيون على الصهاينة الحاقدين..
ثمّ التحرّك الإعلامي.. كتابة المقالات.. تصميم مواقع إلكترونية تُعنى بالأخبار المقدسية بكل اللغات.. إخراج أفلام قصيرة ونشر المعلومات في اليوتيوب والمنتديات والمدونات والفايسبوك..
نشر الثقافة المقدسية والأخطار المحدقة بالقدس في المحيط الذي نعيش فيه.. الأولاد، الأهل، الأصدقاء، رفقاء العمل، الجميع! يجب أن يعوا ما يحدث في القدس.. أنشر عبر البريد الالكتروني للائحة أصدقائك روابط عن آخر الأخبار والمستجِدّات هناك..
تنظيم مظاهرات ومسيرات مندِّدة بتهويد القدس.. التعبئة الشعبية وتحريك الرأي العام مهم جداً للقضية..
وكذلك ندوات ومحاضرات وحملات للتوعية حول هذا الأمر الخطير! ودورات تثقيفية تُعنى بالشأن المقدسي بشكل عام..
التركيز على الشباب والمنابر الطلابية وإيجاد وسيلة للتنسيق بينهم لإخراج عمل متكامل وشامل ومؤثِّر..
ولا يخفى على أحد ما لرجال الدين والعلماء وخطباء المساجد من مسؤولية لتجييش المشاعر والطاقات لخدمة هذه القضية..

إنهم يُبدِعون في غيّهم.. فلنُبدِع في النصرة!
على أمل أن يخرج لنا من بين السياسيين وصنّاع القرار “أردوغان آخر” وشافيز ثان!

أعدتُ قراءة أبيات الدكتور عبد الغني التميمي الذي أبدع في قصيدته “متى تغضب”.. فحرَّكت ما خمد من همّة!
يشق صراخنا الآفاق من وجعٍ
فأين تُرى مسامعُكُمْ؟!
أعيرونا ولو شبراً نمُرُّ عليه للأقصى
أتنتظرون أن يُمحى وجود المسجد الأقصى؟!
وأن نُمحى!
أخي في الله أخبرني متى تغضبْ؟
إذا انتهكت محارمنا
إذا نُسفت معالمنا ولم تغضبْ
إذا قُتلت شهامتنا إذا ديست كرامتنا
إذا قامت قيامتنا ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
إذا نُهبت مواردنا إذا نكبت معاهدنا
إذا هُدمت مساجدنا وظل المسجد الأقصى
وظلت قدسنا تُغصبْ
ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟؟
ألم تنظر إلى الأركان في الأقصى
بفأس القهر تنتقضُ
أتخشى أن يُقال يُشَجِّع الإرهاب
أو يشكو ويعترضُ
ومن تخشى؟!!
هو الله الذي يُخشى
هو الله الذي يُحيي
هو الله الذي يحمي
وما ترمي إذا ترمي
هو الله الذي يرمي
وأهل الأرض كل الأرض لا واللهِ
ما ضروا ولا نفعوا، ولا رفعوا ولا خفضوا
فما لاقيته في الله لا تحفل
إذا سخطوا له ورضوا !!

لمتابعة آخر أخبار وتحليلات القضية المقدسية يمكن زيارة موقع مؤسسة القدس على هذا الرابط والله تعالى نسأل لأهلنا النصر والسداد
http://www.alquds-online.org/



 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سحر المصري
  • اجتماعية
  • أُسرية
  • دعوية
  • بوح روح
  • جراح أُمّة
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط