صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







في ليلة كهذه

صباح الضامن
شبكة المسك الإسلامية النسائية


والثلج على أبواب الدنى متحفزا في انتشار ويقترب من أن يقول بابيضاض نفوذه أنقى قصة كانت هناك ليلة كهذه .
ليلة يتوسط القمر سماء الانتظار الطويل الممتد على سعة الساعات يحاول أن يضيء بصيص نور على حقيقة تختفي بين دثار النسيان الدافيء وبين تذكر ثلجي يبرد الأطراف .
في ليلة كهذه كانت تنتظر , تلحفت مثولا في حضرة الذاكرة تبتغي ابتسامة تسعف قلقها وقالت :
- نعم نعم في ليلة كهذه يا نفسي كنت تنتظرين وقبل سنوات جلست جوار نافذتك ترقبين انبلاج فجر الحقيقة الصادق لتبدأي رحلة حقائبك فيها محشورة بكل شيء وأي شيء وربما شيء ثمين ولكن التراب علاه فاختفى بنوء بحمل تراكم الغفلة .
نعم يا مؤمنة في ليلة كهذه سالمت نفسك وسلمتها , غلفتها بأوراق ذهبية فضية رقيقة وسميكة وأحطتها بأشرطة حريرية تبتغين أن تقدميها أمام عيونك هدية في ميلاد جديد .
كتبتِ على بطاقة مزركشة من زمن الفرح :
- إليك يا نفسي بطاقة اليوم , أكتب لك فيها بتاريخ الزمان الأسبق وحكايات الزمان الأجمل وحب الزمان الأمثل . أو سوء فعالك في كل زمان . أقدم لك يا نفسي كل نبضة في نفسي أضعها مغلفة هنا ومحاطة بأشرطة وردية علها تصل هدفها برونقها .
لا تعجبي يا نفس أني أقدم نفسي لنفسي هدية معتنى بها لعلك لما تفضيها وتري ما بداخلها تراجعي خطواتك وتقفي عند كل وقع لا يروق .
في ليلة كهذه ستصلك يا نفسي الهدية ففضيها واقرأيها باهتمام . كأني أراك تقرأينها , كأني بك تشاغلين ضميرك بترهات لينام مرتاحا لا تعالي وانظري جيدا فلا زال هناك الكثير الذي لم تقرأيه .. هيا اقرأي :
هنا , وهنا هل صدقتِ ؟ هل أعطيت بلا حساب ؟ هل بخلتِ ؟ هل سكبت دمعا في إياب ؟
هل ذرفت وقتا في سويعات الضلال على زمن السخافات ؟
إيه يا هديتي لنفسي كم تحملين من ذكريات , تائبة آيبة , سارحة , ناسية , هادرة سادرة , صامتة ثائرة , واقفة على الأعتاب لما يدلهم الخطب ومتناسية يوم السراء مغنية لشمس مقبلة عابسة لما توارت بالحجاب ..
ها أنت هديتي لما نزعت وردية أشرطتك تبدى لك ظلمة الجواب . هذه نفسك خطاويك سراب في سراب.
في ليلة كهذه جلس القلم يؤنب الورق في تذكر يوم كان برصاص وتدبر .
في ليلة كهذه جلس الجسد يحكي انقلاب العمر وانتظار برء .
في ليلة كهذه وقف يحكي سرا وصيحة يا قلب مالك غفلت أو انتظرت ضربة في قلب تشل منك الخفقات !!
نظن التاريخ انتهى وايامه تطوى و ما أشبه اليوم بأمس تدثر بدفء الغفلات .
الثلج يزحف ببطء , ودمع السماء يروي عطش روح وتوقد مدفأة تعطي أرجوانية أمل ,
كم كانت تلك ليلة بمعية فوقية رغم ثلج ومطر ووحدة ستكون كل ليلة إن تيقظ القلب وسمع دفقاته تطرق بخفوت , توشوشه , تهمس في تناغم , تدفء روحه العطشى أن افتحي يا نفس كل وريقات الماضي وفضي أشرطتها الوردية لتسالمي قلبك وتسلميه لتمحيص ووقوف وتوب .


شبكة المسك الإسلامية النسائية
www.almeske.net
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
صباح الضامن
  • مـقـالات
  • أدبيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط