صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







مرهم التجاعيد

صباح نوري محمد الضامن
شبكة المسك الإسلامية النسائية


بسم الله الرحمن الرحيم


أكثر ما يقلق المرأة عند تقدمها في العمر تلك الخطوط التي تغزو وجهها لتعلن عن أيام كثيرة عاشتها . كل خط ينبيء بسنة أو سنوات يحفر عميقا في بشرتها التي كانت مصدر تفاخر بجمال يذوي مهما كانت البطولات في تاخيره.
وعلى رفوف المساحيق يقبع هنناك .. إكسير سحري تظنه كل امرأة يخفي آلام فقد الشباب إنه ( مرهم التجاعيد ) لا يمكن أن نغفل عن حقيقة اقتناء الكثيرات ممن تقدمن بالعمر لهذا المرهم . أبدا ! ولكننا نغفل عن تتبع نتائجه وخيبات الأمل التي ترافق رحلة استعماله في كل صبح ومساء حيث تشرق شمس جديدة تكتب بقوة تقدم جديد وإيغال اكبر في البعد عن الشباب والإشراق .
مرهم التجاعيد هذا قد يخفي بعضا من أخاديد وتعرجات في الوجه واليدين ولو مؤقتا , ولكنه لا ينفي الواقع أبدا بأن العجز ابتدأ . والواقع المر أن التجاعيد لا تصيب وتهم المرأة فقط بل إن الحياة كلها التي نعيشها تحتاج لمرهم يخفي هذه التجاعيد , وتجاعيد الحياة الآن تبرز في وجه الأيام وفي وجوه كل من يعيش على هذه الأرض التي تموج ببراكين تقتل كل أمل واخضرار وشباب يانع .. براكين تثور على وجه شباب الأمل والرضا والخير والقوة فتحفر فيها أخاديد القهر .. في أجساد وأجساد لا ينفع معها مراهم تجاعيد لتجميلها وإخفاء أثرها القاتل.
إن براكين الشر التي تستبد بكل نقاء لتأكله عنقائية الشهية نراها الآن تثير فوضى وقتل وتشريد وظلم فمن هذا الذي يصنع مرهما ليحمي تشقق القلب والضمير والباطن وليس الظاهر فقط!
من يأت بمرهم ليشفي تجاعيد برزت من جلد من أسواط الظالمين ؟
من يأت بمرهم ليزيل تجاعيد من قلوب شابة أكلها اليأس والإحباط وفقدت الثقة في كل نطاسي يحمل بيد قارورة شفاء!
من يأت بمرهم لا لتقدم الزمن وتسارعه في كبار السن بل لتقدم الفشل وتسارعه وعلوه في قلوب الشباب!
من يكتب وصفة أسطورية الشيفرات تحل محل طلاسم شيطانية ..! ولا يخشى سحرها الأسود ويخبره أنه ليس بضاره لو أخلص وعزم وتسلح بصلابة إيمان .
مرهم التجاعيد بات مطلبا لكل من تنفس غبار الحرب والتشرذم والفتن وما عاد مطلب النساء المتزينات المتجملات فقط.
فحتى يعود شباب الأمل فلنبدأ بدراسة صناعة دوائية ونحتفي ببراءة اختراع لمرهم جديد بتراكيب ليست جديدة بل هي من تلك المشكاة النورانية من لدن الله العظيم. فالعجز لا يزول بمرهم على بشرة خارجية بل لترياق يشفي من سم الوهن والتواكل وحب الدنيا .
نحتاج فقط للمشروع في صنع المرهم الدوائي إخلاص , همة , تفاؤل وثقة بالله , وعلم وعمل كثير وثرثرة قليلة .. نحتاج لمبنى داخلي ينشأ يتصدى لتغول الدنيا في النفس ويعلو على أنانيتها .
مرهم التجاعيد هذا ليس وهما بل حقيقة وتتحقق بقليل من الجهد كل بما قدر له , الخوف ليس من تقدم التجاعيد ولكن الخوف من أن تقضي على روح الإشراق الذي ينتشر أملا وعملا ..

صباح الضامن
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
صباح الضامن
  • مـقـالات
  • أدبيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط