صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







ما حال المركز الدولي لمكافحة الإرهاب

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
@OmaimaAlJalahma
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام


هل يحق لنا الاستفسار عن حال "المركز الدولي لمكافحة الإرهاب"، والذي يحمل شهادة ميلاد سعودية؟! فالإرهاب تضخم، ولهيبه تطاير وضحاياه انتشروا هنا وهناك، وأصحابه ازدادوا جنونا.


هناك من يطلب مني الإجابة عن أسئلة محددة، وهناك من يعتب عليّ لعدم الإجابة، والواقع أن ما نمر به هذه الأيام كمسلمين وعرب وكخليجيين وكمواطنين سعوديين يستدعي توحيد الصفوف للقضاء على الابن الذي تحول إلى عدو، الابن الذي يسعى جاهدا إلى نثر رذاذه السام بيننا وفي العالم، عدو بغباء أضر دينه الذي ادعى حمايته والجهاد في سبيله.

من منا اليوم لا يخشى على أبنائه من الوقوع في براثين الإرهاب لا كضحية فقط، بل كجانٍ أيضا، ومن منا لم يصب بالصاعقة إثر قتل أبنائنا الآمنين وأقاربهم، جرائم ذكرتنا بقتل قابيل لأخيه.

ليت هؤلاء يدركون أننا لا نخاف من غدرهم، ولكن نخاف على أبنائنا وأحفادنا، بل على أنفسنا من الوقوع في جحورهم، نخاف أن نكون مثلهم فلا يترحم علينا المسلمون، نخاف من سوء الخاتمة، نخاف أن يقع علينا غضب الله سبحانه.. والله الهادي إلى سواء السبيل.

نأمل من الجهات الرسمية في بلادنا الإسلامية والعربية زرع عيون داخل أقبية هؤلاء للوقوف على الطرق والأساليب التي تستخدم لتجنيد أبنائنا، والمواصفات التي يطلبونها في المستهدفين، ففيما مضى كنا نظن يقينا أنهم يوجهون سهامهم المسمومة بالإرهاب إلى من افتقد احترام وتقدير أهله وعشيرته، فيعظمون ذات من فقد ذاته، وهناك من يؤكد أنهم ممن لم يكملوا تعليمهم، ولكننا وقفنا على إرهابيين يحملون الشهادات العليا وموظفين.. هناك من يشير إلى أن المخدرات إحدى الوسائل التي تستخدم لتجنيد هؤلاء، وهناك من يغسل أفكار الشباب فيجعل قتل النفس وقتل الغير جهادا يخلد صاحبه في الجنة. فرأينا من يعمد إلى قتل قرابته غيلة ويصور جريمته وينشرها متهاونا بجريمته وبمجتمعه وبعلماء الأمة الأفاضل، وبحزم ولاة أمرنا، حفظهم الله جميعا.

إن الإرهاب الذي يمارس باسم الإسلام يعد جريمة في حق ديننا، وعلى العاملين في المجال الإعلامي وضع هذا نصب أعينهم كلما حاولوا التطرق إلى القضايا اليومية التي تستحق التوقف والتدبر والطرح، عليهم أن يلزموا أنفسهم الوقوف أمام جرائم الإرهاب التي تباغتنا بين ليلة وضحاها، فمنفذوها الذين يدعون ظلما وبهتانا تمسكهم بالتعاليم الإسلامية، يعمدون على تشويه الإسلام والمسلمين، وإلى ترسيخ الأفكار النمطية عن هذا الدين، وبالتالي التضييق على أمة الإسلام والمسلمين أينما كانوا.

حدثت عمليات إرهابية في تركيا وأخرى في بلجيكا، وتمخضت عنها خسائر بشرية وغير بشرية، فتعاملنا معهما بغضب أولا لأنها مورست باسم الإسلام، وثانيا لأن العالم خسر من جرائها كثيرا من المستأمنين والآمنين في أوطانهم، ولكن ما آلمني في هذه الأحداث بالذات هي ردة الفعل المتباينة تجاه هذه الجرائم، وكان الأجدر بنا أن نتعامل مع كافة هذه الجرائم بشكل متوازن، وعلينا تحقيق تحالف يفعل على أرض الواقع يهدف إلى القضاء على الإرهاب الذي أراد أهله أن يحصد الأخضر واليابس.

أتساءل هل يتذكر العالم حديث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- منذ سنوات، وبالتحديد عام 1435 الموافق 2014؟ والذي حذر خلاله من سرعة تفشي الإرهاب في العالم إذا لم تتم محاربته بكل الأسلحة المادية.
ثم ما حال "المركز الدولي لمكافحة الإرهاب" اليوم؟!

المركز الذي ولد في الرياض، حيث دعا الملك عبدالله -رحمه الله- العالم في "مؤتمر الرياض الدولي لمكافحة الإرهاب" عام 1426 الموافق 2005، إلى إنشاء "مركز دولي لمكافحة الإرهاب" قائلا: "أدعو جميع الدول إلى إقامة مركز دولي لمكافحة الإرهاب، يكون العاملون فيه من المتخصصين في هذا المجال. والهدف من ذلك تبادل وتمرير المعلومات بشكل فوري يتفق مع سرعة الأحداث وتجنب وقوعها إن شاء الله، وبعد 6 سنوات من عمل الدبلوماسية السعودية في سبيل تفعيل هذا المقترح ظهر مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فدعمته المملكة العربية السعودية بمبلغ 10 ملايين دولار، ثم 100 مليون دولار عام 2013.

كما أولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله وأيده الله بنصره وتوفيقه- هذا المركز جل اهتمامه، إذ كرر مطالبة المجتمع الدولي بدعمه، ففي الكلمة التي ألقاها في قمة العشرين الأخيرة التي انعقدت في تركيا، ذكر، حفظه الله: أن "الإرهاب" داء عالمي لا جنسية له ولا دين، وتجب محاربته ومحاربة تمويله، ودعا الدول إلى الإسهام في المركز الدولي لمكافحة "الإرهاب الذي دعت إليه المملكة ودعمته بـ110 ملايين دولار" لجعله مركزا دوليا لتبادل المعلومات وأبحاث "الإرهاب".. ولا شك أن هذا المركز الذي يحمل شهادة ميلاد سعودية سيجد من وزير الخارجية عادل الجبير -حفظه الله- الرعاية الذي يستحق إن شاء الله.

واليوم هل يحق لنا كسعوديين الاستفسار عن حال هذا المركز الدولي الذي يحمل شهادة ميلاد سعودية؟! فالإرهاب تضخم، ولهيبه تطاير وضحاياه انتشروا هنا وهناك، وأصحابه ازدادوا جنونا.


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط