صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







هم... كيف السبيل لرفعه.. !؟

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
القضية أخطر بكثير من إدارة مؤسسة إعلامية وطنية, وما ذاك إلا لأننا نؤمن - على الحقيقة - أننا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له بقية الجسد بالسهر والحمى, ندرك أن الجسد لن يكون جسداً وهو مقطع الأوصال، رأسه في تلك الجهة.. وأطرافه في جهة أخرى

حلم.. راود الكثيرين منا كغيره من الأحلام, مسح عن كاهلنا هم عام, لا حول لنا ولا قوة في رفعه أو التخفيف من آثاره, فقضايانا العامة تسللت لحياتنا الخاصة بحيث أصبحنا معها لا نفرق بين ما نحن قادرون على حل رموزه كأفراد, وبين ما يحتاج حله همة أمة.. كأمتنا المتناثرة شرقا وغربا.
وأخيراً سمعنا أصواتاً تنادي وتسعى لرد إعلامي قوي مقنن يوجه أنظاره لشد البساط من تحت أقدام أعدائنا الذين ما فتئوا يحاربوننا وبشتى الوسائل المشروعة منها وغير المشروعة, أصوات أدركت أننا في حرب إعلامية لا تقل خطورة عن حرب مسلحة، فإذا كانت هذه تقتل الأجساد فتلك تقتل الهمم, وتضعف الانتماء, وإذا كنا قادرين على إكمال مسيرتنا مع فقد شباب أمتنا الأبطال, فلن نكون قادرين على إكمال الطريق بأجساد بلا أرواح, لن نكون في هذه الحالة مؤهلين للصمود أمام عواصف سعت لمحو تاريخنا وانتمائنا..

الصوت الأول جاء من شخصية عامة تحتل في بلادي مكانة أهلتها لاقتراح وجهته لأعلى المستويات الرسمية في وطننا العربي.. (جامعة الدول العربية) وأمينها العام السيد عمرو موسى, الرجل الذي عقدنا وما زلنا نعقد عليه آمالاً عظاماً.. فقد بعث ممثل الخارجية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل برسالة خطية للأمين العام للجامعة, تحمل اقتراحا يتضمن مطالبة المملكة العربية السعودية جامعة الدول العربية, بتكليف شركة متخصصة وبتمويل مشترك من الدول العربية، لغرض رصد وتحليل ومن ثم الرد على الحملات الإعلامية الصهيونية العالمية, الحملات الموجهة في الأساس ضد قضايا الأمة، اقتراح طالب الأمير سعود من خلاله تصدي الجامعة العربية لما يتعرض له معقل الإسلام - المملكة العربية السعودية - من تهمة دعم الإرهاب, وتشويه دعمها للانتفاضة الفلسطينية الباسلة, هذا الاقتراح قررت الجامعة مناقشته في دورتها العادية التي ستنعقد- بإذن الله - بعد أيام، وإن كنا لا نعلم بما ستنتهي إليه هذه المناقشة, هل ستملك الشجاعة الكافية لتأييده ومساندته ومن ثم الإعلان عن البدء في تنفيذه, أم إنها ستتخذ من النقاشات السرية سبيلاً للتخفيف من إخفاق اعتدنا عليه, فوضعها المالي لا يبشر بالخير فهناك دول من الأعضاء تتهرب من تسديد استحقاقاتها, أحمد الله أن المملكة العربية السعودية ليست من ضمنها, على أية حال الموعد المقرر لبدء الدورة (11) يناير الحالي وهو ليس ببعيد .!! وما علينا إزاء ذلك إلا الصبر، وترديد المثل القائل ( يا صبر أيوب)..!!
أما الصوت الآخر فكان صاحبه أعلامي مخضرم من أرض الكنانة, إبراهيم نافع الذي أعلن منذ أيام انطلاقة أول (منظمة عربية لمناهضة التمييز) غير حكومية, تسعى لمخاطبة الرأي العام العالمي, ودوائر صنع القرار الغربي, بهدف تمكينهم من الوقوف على ممارسات التمييز العنصري الصهيوني, مع السعي لبناء صور إيجابية للعرب والمسلمين، في مواجهة الصور السلبية التي دأبت العديد من الدوائر الصهيونية والقوى المتحالفة معها على ترسيخها..
وإن كان من السابق لأوانه الحكم على هذه المنظمة ذات الأيام المعدودة إيجابا أو سلبا, إلا أننا نأمل أن تحقق ما تعهدت به, و ألا تسمح بأي تجاوزات تخرجها من دائرة عهودها, وسأكون صريحة إن قلت إنها لو فعلت فستجد الكثير لها بالمرصاد, سواء من بلاد الأستاذ إبراهيم نافع، أو من غيرها .. فالقضية التي هم بصددها أعظم من إدارة صحيفة.. ولو عريقة كصحيفة الأهرام..

نعم القضية أخطر بكثير من إدارة مؤسسة إعلامية وطنية, وما ذاك إلا لأننا نؤمن - على الحقيقة - أننا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له بقية الجسد بالسهر والحمى, ندرك أن الجسد لن يكون جسداً وهو مقطع الأوصال، رأسه في تلك الجهة.. وأطرافه في جهة أخرى، أما القلب فقد انشغل بالهوى والأماني، مؤكداً بذلك ما أعلنه أحد ساسة الكيان الصهيوني إبان مسابقة (سوبر ستار) أن عدوهم الذي يناصبونه العداء ليس بني يعرب فقد تأكدت ميول وتوجهات شبابه مع بزوغ هذا البرنامج.. إن العدو الذي يسعون لدفنه حيا هو الفكر الدائر حول كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله سواء كان أهله غلاة أم معتدلين, أو حتى مستسلمين.. وهو محال بإذن الله.

إن ديننا الذي علمنا كيف نكون متسامحين مع المسالمين من أولئك.. نجالسهم.. نأكل من طعامهم.. يتزوج رجالنا من نسائهم, نبيع ونشتري لهم ومنهم.. نحفظ دماء وأعراض وأموال الآمنين منهم, نال من معظمهم إن لم يكن من أغلبهم الرفض, أوضاع إنسانية كهذه لن تشفع حتى لمن باع نفسه بثمن بخس!! رفض يكاد يكون مطلقاً, أو لذلك كله ندرك أن هم أمتنا في فلسطين الباكية هو همنا.. أين ما كانت أرضنا, وهم أمتنا في العراق السجين هم أهمنا, هم جالياتنا المهاجرة هو همنا أيضا.. فالخيط الذي يربط بين قلوب هذه الأمة وأرواحها أقوى من أن يقطع لسبب عارض مهما كانت قوته, جسد عملاق آمل ألا يتهاون أبناؤه بخصائصه ودعائم قوته.. فيتمكن أعداؤه من التمثيل به.. !!

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط