صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الأمير مقرن.. جدارة تستحق الاختيار

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
@OmaimaAlJalahma
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام


الجميل في هذه البلاد أن التغيرات السياسية التي تحدث فيها لا تحدث بين ليلة وضحاها، فلا توكل المهام السياسية المحورية إلا لمن ثبتت جدارته، وكلما عظمت المهمة تريث الاختيار وتثبت.


عندما كان صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز أميرا لحائل كان الناس يتناقلون سيرته العطرة وقربه من المواطنين وحرصه على مصالحهم، وكانت القصص تروى عن تواضعه وعن فطنته، ولذا لم يكن غريبا أن ينال هذه الحظوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله، الذي عودنا على رعايته وأبوته التي شملت الوطن بأسره، ولا هي بالغريبة على ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان -حفظه الله- الذي جعل جل همه تحقيق مصالح البلاد ملكا وحكومة وشعبا.

وأنا على يقين تام أن صدور الأمر الملكي باختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز ولياً لولي العهد نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، إجراء كان لا بد من إتمامه لأسباب قد تكون واضحة أو مغيبة على بعضنا، ومن المؤكد أنه وبإذن الله سيصب عاجلا أم آجلا في مصلحة الوطن... وفي هذا المقام أتوجه إلى العلي القدير أن يطيل عمر خادم الحرمين الملك عبد الله وعمر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان ولا يرينا فيهما مكروها، ويهب لهما الصحة والعافية وأن يعين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن على خدمة البلاد مليكا وحكومة وشعبا.

إن المتابع للتحركات السياسية الداخلية للبلاد يدرك أن هذا القرار كان متوقعا بشكل أو بآخر، فقد تقلد الأمير مقرن الكثير من المهام الداخلية والخارجية، وأثبت من خلالها أنه رجل دولة حريص على أداء ما يوكل إليه من مهام وبشكل يتناسب مع تطلعات القيادة.. وهذا القرار جاء لتثبيت الاستقرار الوطني على المدى البعيد.

إن الأمير مقرن رجل سياسة بامتياز فبعد أن خدم القوات الجوية لسنوات توجه إلى حائل أميرا لها وخدمها لسنوات أيضا، ثم انتقل أميرا للمدينة المنورة، ثم رئيساً للاستخبارات، ثم مستشارا خاصا لخادم الحرمين الشريفين، ومبعوثا خاصا له، ثم نائبا ثانيا لمجلس الوزراء، وبالتالي فوجوده -حفظه الله- في هذا المنصب هو إكمال لمسيرة متشعبة ومثمرة في خدمة البلاد.

وهنا أتوجه بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله على رعايته الدائمة لنا كوطن وكمواطنين وعلى نظرته الاستباقية للمستقبل، وعلى حرصه على استتباب الأمن لينعم أبناؤنا بما نعمنا به في طفولتنا وشبابنا من أمن واستقرار، كما أشكر ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي كان وما زال ومنذ عقود يخدم البلاد حكومة وشعبا، وفي شتى المجالات التي تتطلب وجود رجل في قامته وهيبته ورجاحة عقله.

لقد شاهدنا مؤخرا على شاشات التلفاز صور استقبال خادم الحرمين الشريفين للرئيس "أوباما"، وهذه الصور تؤكد حرصه على مصالح البلاد والعباد، إذ بادر -حفظه الله- باستقبال الرئيس الأميركي والتباحث معه في الشؤون الإقليمية كعادته، وما يستتبع ذلك من قضايا تعود بالنفع على المملكة ومواطنيها.. ويتوجب علي هنا الاعتذار من مقامه ومن مقام ولي عهده -حفظهما الله، فأنا وعلى الأغلب حين يصيبني عارض صحي ألزم الفراش وأتوقف عن الحراك، وقد شاهد العالم من خلال شاشات التلفزيون السعودي ما يؤكد أن خادم الحرمين الشريفين يضع مصالح الوطن مقدمة على صحته، وهب الله له الصحة والعافية وأقر أعيننا بذلك إنه ولي ذلك والقادر عليه..

إن الجميل في هذه البلاد أن التغيرات السياسية التي تحدث فيها لا تحدث بين ليلة وضحاها فلا توكل المهام السياسية المحورية إلا لمن ثبتت جدارته، وكلما عظمت المهمة تريثَ الاختيارُ وتثبتْ، فالقضايا المتعلقة بالمصالح العليا للوطن أهم وأعظم من أن تعالج بعجالة، ومن هنا نحمد الله سبحانه الذي أكرمنا بولاة أمر لا يقبلون أن يوضع الأمر في غير نصابه، ولا يصدرون قرارات دون دراسة ويلتزمون التريث في اعتمادها.

كما أشكر هيئة البيعة التي بينت للعالم أن لهم الحرية في تأييد أو معارضة اقتراحات الملك المتعلقة بمهامها.. فجميل أن يعرف العالم أن تأييد ترشيح الملك عبد الله لم يكن 99% كما اعتدنا أن نراه في نتائج الاستفتاءات في الدول العربية.

جميل أن الملك عبد الله -حفظه الله- وهو من له حكم الطاعة علينا جميعا بما فيهم هيئة البيعة، لم يعمد إلى استخدام سلطته وفرض رأيه على أعضاء الهيئة.. جميل أن يترك لهم الخيار، وجميل أن يأتي القرار النهائي للهيئة بموافقة ثلاثة أرباع الأعضاء

إن المملكة العربية السعودية مستهدفة وكثر هم الذين يحاولون تغيير حالة الاستقرار التي تعيشها ويتمنون نشر الفوضى في أرجائها، كثر من لا يستطيعون إخفاء مشاعرهم الحاقدة والحاسدة على الحالة المستقرة التي نعيشها، ومع الأسف، وهؤلاء بالتأكيد ساءهم هذا الاختيار وما سينتج عنه من استقرار على المدى البعيد بحول الله تعالى.. ومن يتابع بعض قنوات الإعلام يرى الحقد قد تجسد وبان من خلال كلام بعض العاملين فيها والضيوف الذين يتم اختيارهم لأسباب لا تخفى على القاصي والداني، والله خير حافظ..

اللهم يا رحمن يا رحيم احفظ بلادنا ورد كيد أعدائنا في نحورهم، أدم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وأطل عمر سيدنا ووالدنا خادم الحرمين الملك عبد الله وولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان وولي عهده الأمير مقرن، وهب لهم الصحة والعافية، وأعنا لنكون نعم الموطنين لنعم البلاد إنك ولي ذلك والقادر عليه.
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط