صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







تطلعات واعدة لشباب واعد

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
@OmaimaAlJalahma
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام


أمضيت شبابي ولم أجد من لديه الحماس والوعي الذي أتابعه بشكل دائم من أبنائنا الشباب، ففيهم من حمل هم الأرض وهم المستقبل، لا مستقبله هو، بل مستقبل أجيال ستأتي بعده.


عندما أتابع نشاط وتفاعل الشباب مع حملات تهدف لحماية الإنسان والأرض التي يتحرك عليها، حملات لن نحصد ثمارها في الوقت الراهن ولا في الوقت القريب أشعر أن المستقبل آمن بحمد الله.. لكن القضية أننا أبناء الماضي قد لا نتوقف باهتمام أمام تطلعات شبابية واعدة مخلصة ومؤمنة بقدرتها على تحقيق المأمول.

ولنحقق المراد علينا تسليم زمام الريادة للمبادرين من الشباب، علينا دعمهم بأفعالنا قبل أقوالنا، فنحن قد لا نستوعب.. إننا قد نكون غير مقدرين لإمكانية تحول الحلم إلى واقع، إلا أنهم - وأعني هنا الشباب - قادرون بإمكاناتهم ومهاراتهم وحماسهم على تحول الأحلام إلى واقع..

المؤلم أني أمضيت شبابي ولم أجد من لديه هذا الحماس وبهذا الوعي الذي أتابعه بشكل دائم من أبنائنا الشباب، فهناك من حمل هم الأرض وهم المستقبل، لا مستقبله هو بل مستقبل أجيال ستأتي بعده، حمل هم نشر التوعية في محيطه ومجتمعه وفي خارج مجتمعه ليصل الوعي إلى الدول المجاورة، بل إلى أبعد من ذلك، لقد خطا خطواته الأولى وهو مدرك أنها الأصعب، وأن الكثيرين سيستنكرون اهتمامه ويتحسرون على وقته الذي عدوه ضائعا.. ولأنه مؤمن بأنه مكلف وأنه مؤتمن على نفسه وعلى محيطه وعلى سلامة الأرض التي يتحرك عليها، أحزنه ما تتعرض له الأرض من تغيرات ستؤثر سلبا على وجود الحياة عاجلا غير آجل لو تركت دون حراك، فهرع لطرح المبادرات التصحيحية لعلها تعدل المسار المائل لذلك الإنسان الذي لا يتطلع إلا إلى أيامه المعدودة، والذي حفر القبر لأخيه الإنسان من خلال إهماله التعامل مع البيئة التي يعيش ضمنها.

وأنا هنا أتحدث عن حمله واعدة أدارت دفتها شابات في جامعة الدمام بقيادة عميدة الدراسات الجامعية أ. د. دلال بنت محمد التميمي، وعضو مؤسس للحملة الخضراء، م. وعد بنت عبدالله الشدي، والتي أطلق عليها (خضراء)، وتهدف لجعل جامعة الدمام جامعة خضراء بمرافقها وساحاتها وأعضائها من طلابها وأساتذتها في عام 1440

الحملة بدأت من خلال الكليات التابعة لعمادة الدراسات الجامعية، ثم تشعبت وجذبت العديد منها في مناطق مختلفة الراكة والدمام والقطيف، ولم تكتف بذلك بل وصلت إلى المدارس، إذ قدمت برامج توعوية بأهداف الحملة لمدارس الفيصيلة الأهلية والبسام ومدرسة الثانوية الأولى بالظهران، وهي تتطلع لغيرها من المدارس، ولعلها أخذت بعين الاعتبار أنهم من سيرثون الحملة التي يراد لها البقاء أجيالا وأجيالا.. فهي تريد نشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة نقية نظيفة معطاءة خالية من الشوائب.. صالحة للحياة، هي تهدف لجعل جامعة الدمام جامعة خضراء، ولتوعية الإنسان لضرورة استخدام الموارد بطريقة لا تضر بالبيئة وتمكنها من إنتاج ما تحتاج له بصورة مستديمة، وفي حفل تدشين الحملة الذي حدث منذ عدة أشهر جاء على لسان قائدة الحملة: (نحن نستشرف الرؤى التي تقودنا لتحقيق مجتمع أكاديمي، حضاري، واع، ومميز إقليميا ودوليا بحلول عام 1440، لتصبح جامعتنا جامعة خضراء بصورة مستدامة)، حلم قد يراه البعض بعيد المنال إلا أن ما حدث خلال الأشهر الماضية يؤكد أن القائمين على الحملة مؤمنون بإمكانية تحقيقها في الوقت المحدد.

أنا هنا لا أعني هذه الحملة بالذات.. بل بكل نشاط اجتماعي فكري يقدمه الشباب، إذ علينا دعمهم بالنصيحة المخلصة الواعية مع اختيار الكفاءات الشابة لتنفيذ أهدافنا، فعلى سبيل المثال سنجد المحاضر والمعيد في المحيط الجامعي لديهم من القدرات ما يمكن تفعيلها على أرض الواقع بشكل إيجابي، وكل ما علينا هو تجربتهم ونصحهم ومن ثم تمكينهم من زمام الأمور ومد يد العون لهم لو تطلب الأمر ذلك.

وفي الحملة الخضراء نجد المحاضرة (وعد الشدي) وهي العضو المؤسس للحملة الخضراء، والذي يظهر لي هي أكثر من ذلك، هي عضو فاعل ونشط ومحرك لهذه الحملة، ولا أستبعد أن تكون المفكر الأساسي لها والمحرك لدفتها، المنظم لحدودها وبنودها، كما أنها المتحمس لها أشد الحماس.. ويحسب لجامعة الدمام ولكلية التصاميم التي تنتمي لها الأستاذة وعد هذه الثقة التي أولتها إياها والتي تستحقها عن جدارة.

الذي أعلمه علما يقينا أن الأستاذة (وعد) استقبلت طالبة من طالبات (كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع) "قسم التسويق" والتي طلبت إمدادها بكل استراتيجياتها التسويقية - للحملة الخضراء - المطبقة على أرض الواقع منذ نشأتها وأيضا سياستها المستقبلية، فما كان منها إلا أن حددت وقتا للجلوس إلى الطالبة ثم قامت بإمدادها بكافة المعلومات المطلوبة عن الحملة، ولم تكتف بذلك بل حركت كوبا يحمل شعار الحملة "قلبا أخضر" وضعته أمامها، لتقول مبتسمة: هذا أحد الأعضاء الفاعلين في الحركة، ولم تنه المقابلة إلا بطلب الاطلاع على الدراسة وما انتهت إليه.. وهو ما دل على تطلعها لتحسين المنتج والخدمة المقدمة.

في أيام شبابي لم تكن الإدارة بهذا الحماس للشباب، ولم أكن ـ على أقل تقدير ـ أملك هذه التطلعات الواعدة، فلا أدري أكنا كشباب مغيبين أم كان المجتمع مغيبا، إلا أني أحمد الله ـ سبحانه ـ على أن مكنني لأعيش فترة أشاهد فيها فكرا شبابيا واعدا منظما استطاع تحريك المياه الراكدة وتفعيل التوجه العام في القطاع النسائي من جامعة الدمام لجهة توعوية هادفة للحفاظ على البيئة، ولم يكتف بذلك بل تطلع لمدراس البنات وعمد للاهتمام بالمدارس وقام بتوجيه يتناسب وفئات العمرية المستهدفة فيها.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط