صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







قرار... لا يليق بمركز زايد...!

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
أما أن يتم إغلاقه بين ليلة وضحاها، ودون إعطائه حتى فرصة للمداولة لهو إجحاف ليس في حق الإمارات فقط، بل في حق أربع وعشرين دولة عربية وافقت بالإجماع، وتحت مظلة الجامعة العربية على إنشائه

لم يكن مخططا الكتابة عن الوضع الذي آل إليه (مركز زايد العالمي للتنسيق والمتابعة) من وأد لطفولته اليافعة، وتميز أغاظ الكثيرين، ولم يكن مخططا إظهار الاستنكار والشجب كالذي اعتدنا سماعه من جامعة الدول العربية التي بدت لنا غافلة عن المدلولات السيئة لهذا الإغلاق وعن تبعاته، وبالتالي جاملت في عدم إظهارها لموقفها الأكيد والرافض، للتصرف الفردي الذي صدر من الإمارات في شأن يتعلق بها.. إذ إن إنشاء المركز عام 1999 كان بقرار جماعي للجامعة...!
أمر لا يليق بنا، ولا بخصائصنا، ولا يليق بعنفواننا، هذا هو تفسيري لقرار تجميد نشاط (مركز زايد العالمي للتنسيق والمتابعة) الثقافي الذي تعدى باهتماماته الفكرية حدود الإمارات والخليج العربي..بل تعدى الوطن العربي ليصل للعالمية عن جدارة..أصوات غربية وعالمية ما كانت لتصل إلينا بهذه الكثافة، وبهذا التميز لولا المولى سبحانه، ثم هذا المركز، وأصوات عربية وإسلامية ما كانت لتهتم بالمشاركة خارج حدودها الإقليمية لولا تفرد هذا المركز وجديته في الطرح والمداولة... حاولت جاهدة التزام الصمت حيال هذا الموقف الإماراتي الغريب على أهله، اعتزازا مني واكتفاء بما طرحه كتاب ومفكرون في الحقل الإعلامي العربي والغربي على السواء، أقلام جندت زواياها الصحفية لرفض هذا التصرف الفردي غير المدروس للإمارات،وكان ولا فخر لكتاب المملكة العربية السعودية النصيب الأوفر من تلك المقالات.. كتاب قدروا مركز زايد حق قدره، وتعاملوا مع قضية إغلاقه من هذا المنطلق، إلا أن محاولتي الجادة للصمت باءت بالفشل.. فالخسارة أعظم من أن يسكت عنها.

ولقد حاولت أن أجد المبررات المقبولة والمنطقية لهذا التجميد، فلم أتمكن، حاولت استيعاب القرار، فلم أتمكن،حاولت أن انشغل عن هذا القرار فلم أتمكن، لا لشيء إلا لأن يقيني يرفض صدور مثل هذا القرار. ولو على فرض أن في نشاط مركز زايد إضرارا بمصالح الدولة - وهو محال - فلا أعتقد أن قرارها سيكون الإغلاق... قد توجه الدولة أمراً لتكوين لجنة وطنية تشاوريه تعمل وبالتنسيق مع (جامعة الدول العربية) لدراسة السبل التي من خلالها تضمن قيام المركز بمهامه التي أنيطت به، دون الإضرار بمصالح أرض الإمارات، التي احتضنت نشاطه منذ أيامه الأولى، بل كانت ميلاداً لفكرته... أو أنها وعلى أقل تقدير ستكتفي بمناقشة القائمين على المركز، مناقشة لا شك ستحظى بالتقدير والقبول، وهم في ذلك كما أعتقد مخيرون غير مسيرين.
أما أن يتم إغلاقه بين ليلة وضحاها، ودون إعطائه حتى فرصة للمداولة لهو إجحاف ليس في حق الإمارات فقط، بل في حق أربع وعشرين دولة عربية وافقت بالإجماع، وتحت مظلة الجامعة العربية على إنشائه... بل إجحاف في حق فكرة إنشائه ابتداء...‍‍‍‍!

ويجدر بي وأنا في هذا الصدد أن أوجه رسالة شكر واعتذار للكاتب والمفكر الأمريكي(ما يكل كولينز بايبر) فأما الشكر... فلأنه دافع وببسالة عن بلادي المملكة العربية السعودية، من خلال محاضرة ألقاها من على منبر (مركز زايد العالمي للتنسيق والمتابعة)، يوم 13/صفر/1424، وذلك في عرض حديثه عن الهجمة الإعلامية الشرسة ضد المملكة حكومة وشعباً، عقب أحداث 11سبتمبر، فكان مما قال في هذا الشأن: (الحقيقة إنه منذ هجمات 11 سبتمبر شنت وسائل الإعلام الكبرى في الولايات المتحدة، خاصة الوسائل الإذاعية، حملة دعاية مستمرة ضد العالم العربي والمملكة العربية السعودية.. إذ لم يمض أسبوع واحد على تلك الأحداث، حتى كانت كل التعليقات أو القضايا تثار على هذا الخط {هل السعوديون حقيقة أصدقاؤنا؟} أو بشكل مباشر أكثر {السعوديون ليسوا أصدقاءنا حقيقة، إنهم أعداؤنا}).!

ثم عمد لتبيان مصدر هذه المزاعم فقال: (إن ما واصل الإعلام الأمريكي نشره لهو في الحقيقة رأي ودعاية إسرائيلية، متنكرة في شكل أخبار، عن المملكة العربية السعودية...) مؤكداً جهل المواطن الأمريكي العادي بمصدر تلك الأخبار الإسرائيلية، بقوله: (وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى لجمهور التلفزيون وقراء الصحف لا يعرفون،فإن العديد من الهجمات على السعودية في وسائل الإعلام الكبرى تأتي حرفيا من وثيقة من (49) صفحة، أصدرتها رابطة مناهضة التشهير {ADL} الذراع الرئيسي للعلاقات العامة للوبي الإسرائيلي..فتحت {العلاقات السعودية الأمريكية} العنوان الذي يتسم بالغموض وباللامبالاة المتعمدة، نشرت الرابطة ربما عشرات الآلاف من النسخ من هذه الدعاية، وسربتها إلى محرري الصحف ومراسليها في كافة أنحاء الولايات المتحدة، طوال العشرين عاماً الماضية..لتكون كخلفية لقصص تتعلق بالمملكة العربية السعودية)!

أما الاعتذار... فبسبب ما تعرض له المفكر والكاتب الأمريكي المستقل صاحب هذا الكلام المنصف، من هجوم ظالم... وجه له من قبل كاتب سعودي... وبسبب الاستياء الذي أصابه من جراء ذلك الهجوم، استياء دفعه للقول: (لقد حزنت عندما علمت أن كاتباً سعودياً... كتب ملاحظات تحط من شأن قدراتي كصحفي... وذلك ضمن تعليقه حول إغلاق مركز زايد العالمي للتنسيق والمتابعة... لقد كرست حياتي لجمع الوثائق المتعلقة باللوبي الإسرائيلي، وكنت على علم بأني سأكون هدفاً للعناصر الموالية لإسرائيل، غير أنني فوجئت بكاتب عربي ينضم إلى مميري ويصفني بهذه الأوصاف..ومن السخرية أن أجد نفسي اليوم مدانا ليس من الصحف الإسرائيلية والأمريكية فحسب، ولكن من صحف ناطقة باللغة العربية..فجريمتي الوحيدة التي أدت إلى وصفي{ بالمتطرف} هي امتلاكي الشجاعة لأن أتحدث ضد اللوبي الإسرائيلي، وأن أطالب السياسة الأمريكية بالاهتمام بقضايا العالم العربي...)!

وأنا إن كنت أعجب كيف تمكن أحدنا من الاستخفاف بكاتب مستقل كـ(مايكل كولينز بايبر)، أعجب من قدرته على الثبات ولسنوات عكس تيار صهيوني جارف، حبا منه للحق، ودفاعا عن قضايا، يفترض أن تكون قضايا شرق أوسطية...! ومن هذه الزاوية المشرقة من نشاطه وبحثه، أتوجه له بالاعتذار
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط