صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







حفلة تعارف

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام


في تلك الليلة جلست على استحياء فقد كنت خارجة عن النص بحكم السن لا بحكم المشاعر، فمشاعري وثقتي ببنات كلية الطب "جامعة الدمام" لا تحتاج لدليل فأنا اعتقد يقينا أنهن فخر لأسرهن وللجامعة وللوطن بأكمله


في مساء يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي خرجت من منزلي استجابة لدعوة وجهت لي من طالبات كلية الطب، فالمناسبة كانت محفزة للذهاب، فبرعاية "جامعة الدمام" بادرت طالبات السنة الثانية من الكلية المعنية والمتمثلة بالطالبة "مريم بنت محمد العمر" بتنظيم وعقد اجتماع تعارفي لكافة الطالبات على اختلاف مستوياتهن. هذه المبادرة كما أعلم هي الأولى من نوعها، فلم أعهد من قبل أن طالبات كلية ما عملن بجد لجمع شمل طالبات كلية تصل الدراسة فيها ست سنوات على اعتبار أن السنة السابعة سنة امتياز، ويلتزمن في السنة الرابعة بالتدريب في المستشفيات والمستوصفات، قد يبتعدن كيلومتر عن موقع الجامعة.
المهم.. ذهبت وأنا أضع أفكارا مسبقة عن طبيعة الحفل اعتقادا مني أني سأجد نفسي ضمن ترتيبات اعتدنا رؤيتها في مناسباتنا الرسمية، إلا أن الحفل ظهر بشكل آخر فقد حولته الأجواء الحميمة التي غلفت القاعة لمناسبة أسرية، فتعاملت رائدات الحفل مع الضيوف تعامل الأسرة الكريمة مع ضيوفها، فالوجوه باشة والترحيب موجه وبشكل خاص لكل من دخل القاعة، مع ذلك كان هناك تعامل رسمي لطيف جدا استلزمته طبيعة التخصص والمكان، والجميل أيضا في هذا الحفل أنه كان وبكل جوانبه التنظيمية من إعداد وإشراف طالبات كلية الطب.
وفي تلك الليلة جلست على استحياء فقد كنت خارجة عن النص بحكم السن لا بحكم المشاعر، فمشاعري وثقتي ببنات كلية الطب "جامعة الدمام" لا تحتاج لدليل فأنا اعتقد يقينا أنهن فخر لأسرهن وللجامعة وللوطن بأكمله، ويكفي أنهن يبذلن طواعية سبع سنوات من عمرهن ليكن بلسما شافيا بإذن الله تعالى، بارك الله بهن وعليهن، وأعانهن بواسع فضله ورحمته ليكن نبراسا يقتدى بهن وعلامة فارقة في مجالهن الطبي والإنساني على السواء، داعية الله أن يكن مثل "شفياء بنت عبدالله القريشية" رضي الله عنها التي عاصرت رسولنا عليه الصلاة والسلام، و"أم عطية الأنصارية" و"زينب طبيبة بني أود" وطبيبات بني زهر وغيرهن.. رضي الله عنهن جميعا.
شمل الحفل كلمات ترحيبية أكدت أن الهدف الأساسي من الحفل هو التعارف وتبادل الخبرات والتواصل العلمي والاجتماعي، كما شمل حوارا اجتماعيا يتعلق بالصعوبات التي تصادف الطبيبات، والحلول المقترحة، كما تخللت الحفل تهنئة خاصة من بنات السنة الثالثة لزميلات لهن شاركن بداية هذا العام الجامعي 1431- 1432هـ، وبرعاية الجامعة في مسابقة (علم وظائف الأعضاء العالمية الثامنة) التي أجريت في جامعة الملاوية بماليزيا، والتي شارك فيها (43) وفدا طلابيا من كليات تابعة لـ(16) دولة حول العالم، ولا بد أن أشير أن وفد جامعة الدمام حصل على المركز الرابع عشر بفضل الله، وجدير بالملاحظة هنا ما ذكرته لي إحدى المشاركات وهي الطالبة "بسمة بنت صلاح الدليجان" فقد قالت: (إن فريق جامعة الدمام هو أول فريق يشارك من الشرق الأوسط في هذه المسابقات، مما حدا بالبروفيسور "تشانج" ذكر فريقنا بالاسم وخصنا بالتحية والتشجيع، وبعد انتهاء المسابقة أثنى الكثير من الدكاترة على أدائنا ومن ضمنهم الدكتور أندرو المصاحب لفريق أستراليا). كما أضافت (كانت تجربة لا تنسى حركت بداخلنا طاقات وإمكانات جبارة وأشعرتنا بأن طالب الطب السعودي أهل للمشاركة والنجاح في مثل هذه المسابقات العالمية) أما الطالبة "نورة بنت عبدالعزيز العساكر" وهي أيضا من ضمن الفريق المشارك... فقد تحدثت بحماس عن نظام المسابقة وكيفية اجتياز فريق جامعة الدمام لمراحل متعددة وكيف أنه اعتقد أنه سيغادر المسابقة، خاصة أن الجامعات المشاركة عريقة والوفود الطلابية من سنوات متقدمة في التعليم الأكاديمي، في حين كان فريق "جامعة الدمام" من الطلاب الذين انتهوا للتو من السنة ثانية طب.. ومع ذلك أشارت أن أغلب الإجابات كانت معروفة لدى أفراد الفريق، أما الطالبة "زهراء بنت عبدالله آل عيسى" فقد ذكرت أن هذا الإنجاز هو إنجاز للجامعة وللمملكة العربية السعودية، كما بينت أن الوفود الأخرى تلقت تدريبا مكثفا قبل موعد المسابقة، وبإشراف جامعاتها، وطالبت بتطبيق هذا التدريب، فإذا توفر التدريب المناسب من الممكن أن تنال الفرق السعودية، ترتيبا أعلى مما وصلنا إليه.
وللوقوف على مكانة جامعة الملاوية التي احتضنت هذه المسابقة كان لابد من البحث عن مكانتها في ماليزيا وفي العالم، وقد انتهيت بعد البحث إلى أنها: أقدم جامعة ماليزية أسست عام 1905 ككلية طبية، ثم تحولت إلى جامعة عام 1949، وسميت الجامعة الملاوية، ويدرس بالجامعة حالياً حوالى ثلاثون ألف طالب وطالبة، أكثر من 8000 طالب وطالبة منهم في الدراسات العليا، وتتجه الجامعة نحو التوسع في مجال الدراسات العليا وتقليص عدد الطلاب في المرحلة الجامعية، وقد تخرج من الجامعة أكثر من عشرين وزيرا ورؤساء وزارة ورجال اقتصاد إلى غيرهم من رجال الاقتصاد والأمن والفكر ومن هؤلاء "تون مهاتير محمد" رئيس دولة ماليزيا السابق. وجدير بالإشارة هنا أن بيان مكانة الجامعة كان الغرض منه بيان قيمة الجائزة التي نالها فريق "جامعة الدمام" بجدارة، الجامعة الماليزية التي عندما أرادت اتخاذ شعار لها اختارت (المعرفة هي مصدر التقدم).
وأخيرا لا بد أن أوجه شكرا خاصا للدكتورة الفاضلة "منى بنت حمود عبدالعزيز الشيخ" أستاذ مساعد، قسم وظائف الأعضاء، وحدة التعليم الطبي، "بجامعة الدمام" التي رافقت فريق "جامعة الدمام" قسم الطالبات، لقد كانت كما قالت طالبات الفريق محفزا لهن أشعلت الثقة في نفوسهن وتابعتهن بحب وحرص طوال هذه الرحلة المتميزة، بل هي الصوت الذي دعاهن للمشاركة فيها، فجزاها وطالباتي والجامعة خير الجزاء وبارك بهن وبكافة أعضاء الفريق.. ومكنهن لتقديم المزيد من الإنجاز بحول الله وقوته.
كما أشكر رائدات حفل التعارف فجهودهن الفردية رائعة تنم عن ذوق رفيع وعقل واع، وهن من السنة الثانية طب "مريم بنت محمد العمر" و"بشاير بنت عبدالله الملحم" و"نورة بنت محمد النافع" و"يارا بنت علي النشاوان" و"إيمان بنت خالد الحربي" و"ليلى بنت بداح القحطاني" و"إيمان بنت خالد الحربي" و"نورة بنت محمد الزراج" ومن السنة الرابعة "هند بنت جمال الدبل" متمنية تكراره كل عام في كلية الطب وفي غيرها

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط