صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







يوم المرأة السعودية بامتياز

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام


ما أود الحديث عنه في اليوم المبارك بإذن الله، مفرح للغاية، فقد حملت لي رسالة إلكترونية، تقريرا مبسطا يوضح معالم نشاط رائد قام به نادي الطلبة السعودي في (القولد كوست- استراليا)، هذا النشاط كما أرى يستحق التصفيق والإشادة، فقد اظهر للعيان مدى انتماء وغيرة أبنائنا وبناتنا على هذا الوطن، فمن خلال برنامج "أنا سعودي" قامت "جمعية الطالبات السعوديات" بتنفيذ احتفاليه نسائية مغلقة، فتحت المجال لهن للاجتماع والحوار مع شخصيات نسائية فاعلة في المجتمع الأسترالي.
ففي تلك الاحتفالية الرائعة التي أطلق عليها (يوم المرأة السعودية) تم تعريف المجتمع النسائي الأسترالي بواقع المملكة العربية السعودية الحضاري، وحقيقة وضع المرأة فيه، ودورها الفاعل في الحراك الاجتماعي الحالي في البلاد وإنجازاتها العلمية والاجتماعية، كما تم بيان حقيقة الحجاب وكونه تشريعا إلهيا لا رمزا قوميا أو زيا شعبيا، وبمناسبة قرب شهر رمضان كان لهذا الشهر الكريم نصيب وافر من بيان فضله وأهميته.
أما البداية فقد كانت - كما تبين من الرسالة- مجهدة نوعا ما، إذ أن الابن "يوسف بن عبدالله الرشيدي" نائب رئيس نادي الطلبة السعودي في (القولد كوست) شدد على أن (يوم المرأة السعودي) لا بد أن ينفذ بأيد نسائية سعودية، ومن هنا تم تكليف الابنة "عواطف فياض" كمديرة للحفل، والتي بدأت على الفور بتحفيز الطالبات السعوديات للتطوع والمشاركة في إعداد وتنفيذ هذا اليوم الرائد، ومن ثم قمن بتوزيع مهام كل منهن، وإرسال دعوات عاجلة لشخصيات نسائية أسترالية، فاعلة في مجتمع (القولد كوست)، بعد أن تم حجز قاعة مناسبة لهذا اليوم، والتأكد من توفير كافة الأدوات المساندة لإخراجه بالصورة اللائقة بالمملكة والمرأة السعودية.
وفي يوم 14/8/2009، كان الحدث الأول من نوعه، احتفال "يوم المرأة السعودية" والذي ابتدأ بآيات من الذكر الحكيم، ثم قامت إحدى الطالبات بتقديم كلمة توضح مكانة المملكة العربية السعودية الإستراتيجية في عالمنا، فهي كما أشارت قلب العالم وتاريخه واقتصاده، كما قمن بالحديث عن حقوق المرأة السعودية من منطلق ديني ونظامي، بنتا كانت أو أختا أو أما أو زوجة، كما تحدثن عن تعليم المرأة في المملكة العربية السعودية وبعض إنجازاتها في الأوساط العلمية والاجتماعية، ومن جانب آخر أضافت بناتنا على هذا اليوم الكثير من البهجة عندما تحدثن عن بعض تقاليدنا الاجتماعية كالمتعلقة بالخطبة والزواج، مع شرح مفصل لأهمية الزواج وتطبيقه في منظور الإسلامي، واختتم حفل العشاء المخصص لتلك الليلة بعقد حوار هام بين بناتنا والضيوف، شرحن من خلاله وجهة نظر المرأة السعودية لما يدار حول بلادهن وطبيعة حياتهن داخل وطنهن، سواء من بعض الأوساط الإعلامية الغربية في أستراليا أو في غيرها من البلاد الغربية.
حوار كهذا كان له ولله الحمد الأثر الفاعل في توضيح بعض الحقائق المغيبة إعلاميا عن المرأة السعودية، وتصحيح الأفكار النمطية المتداولة عنها في أوساطها الغربية، فقد صرحت بعض المدعوات أنهن كن يعتقدن أن المرأة السعودية مغلوبة على أمرها، عاجزة عن الدفاع عن نفسها غير راضية عن وضعها في بلادها، وها هن قد وقفن من خلال هذا اليوم الذي خصص للنساء فقط، على فخر وانتماء المجتمع النسائي السعودي بدينهن ووطنهن.
ونظرا لاهتمام المجتمع الأسترالي بالتراث كان لطيفا نصبهن لخيمة شعبية تضم ما تحتويها عادة من أثاث عربي بسيط، كما مكنت الحاضرات من حمل بطاقات تذكارية حملت أسماءهن مكتوبة باللغة العربية والإنجليزية، أما العشاء فقد شمل أنواعا مختلفة من أطعمة ومشروبات بمذاق سعودي خاص، وحرصت بناتنا الطالبات مشكورات في ذلك اليوم على ارتداء أزياء شعبية سعودية رائعة الجمال.
ولأن المدعوات كن من النساء فقط، فقد اكتشفت النساء الأستراليات من خلال هذا اليوم، أن وراء حجاب المرأة السعودية حياة أخرى لا تقل روعة عما تطمح إليه المرأة الأسترالية إن لم يكن تزيد عنها وبمراحل.
والملاحظة الوحيدة التي يمكن ذكرها هنا والتي يفرضها الحرص على المصلحة، هي ضرورة طلب أبنائنا وبناتنا مشورة الملحقية الثقافية، وأخذ الموافقة المبدئية على المعلومات التي قد تعرض في مثل هذا اليوم، إمعانا في توثيقها من جانب، ومن جانب آخر زيادة روافدها، فغني عن البيان ما يتمتع به أولادنا من فكر ووعي، لكن ذلك لا يعني استغناءهم عن مشورة أهل الخبرة والاختصاص، خاصة عندما يتعلق الأمر بعرض الحقائق الوطنية.
وفي الختام أطمح من الوزير الغيور معالي الدكتور "خالد بن محمد العنقري" حفظه الله التوجيه باعتماد الدعم المادي والمعنوي على السواء، لاستحداث مثل هذا النشاط النسوي المغلق، في كافة البلاد التي يبتعث إليها أبناء الوطن، فمن واجب المرأة السعودية مشاركة الرجل في دفاعها عن دينها ووطنها، كما آمل تقديم شهادات شكر من معاليه للقائمين على هذا اليوم الرائد وكل من ساهم في إنجاحه، فيوم مثل هذا عرف فئة من المجتمع النسائي الأسترالي بحياة المرأة السعودية التي تستطيع أن تمارس نشاطها العلمي والاجتماعي بخصوصية تامة تكفل لها التحرك بحرية وفاعلية في خدمة وطنها ومجتمعها، إنه فعلاً "يوم المرأة السعودية بامتياز".

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط