صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







"حرب العراق مهمة مستمدة من الله"!
7 رمضان 1429 هـ

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
تناقلت الصحف العربية مؤخرا ومنها "الوطن" التي بين أيديكم تصريحات تظهر جزءا من الخلفية الدينية لسارة بالين نائبة (جون ماكين) مرشح الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد ذكر أنها قالت في يونيو الماضي أمام ندوة طلابية نظمت في كنيستها السابقة في مدينة واسيلا في ألاسكا: (صلوا من أجل جنودنا النساء والرجال الذين يبذلون جهودا للقيام بما هو صائب، وكذلك صلوا لهذا البلد ولقادتنا ولمسؤولينا القوميين الذين يرسلون جنودنا لأداء مهمة مستمدة من الله، علينا أن نصلي من أجل ذلك ولكي يكون هناك خطة وأن تكون هذه الخطة من الله)!!
من المهم التوقف والنظر بتمعن أمام الدوافع الإيمانية الأمريكية لسياسة الحرب على العراق ولما يثار في المنطقة العربية بين الحين والآخر من مناوشات يراد لها الاشتعال، علينا النظر في حال للإخوة الأعداء الذين لسذاجتهم انساقوا وراء كل مدع، ولينتهي المطاف بنا لتفريق وقتال الأبناء..الإخوة، محققين تطلعات أصولية صهيونية مسيحية هدامة.
المسيحية الصهيونية ،تؤمن يقينا كما تؤمن الصهيونية العالمية بأن الرب - معاذ الله أن يكون - أراد وأمر بخراب العراق ودمار أهلها في آخر الزمان، كما يعتقدون أن آخر الزمان قد أزف، وبالتالي فهم بحربهم على العراق يحققون الإرادة الإلهية!!
أما المسلم فيؤمن يقينا أن رضا الله يختلف عن العلم سبحانه وتعالى، فهو بعلمه الواسع يعلم مسبقا بمعاصينا وظلمنا فهي تحدث بعلمه، ولكنها لا تتحقق برضاه سبحانه، فالله يأمر بفعل الطاعات والقربات، لا بارتكاب المعاصي والآثام والقتل والدمار، إرادته ورضاه سبحانه لا تحقق بالنهب وإشعال الحروب وإفناء الشعوب، بل بتطبيق العدل وبذل الخير وإحياء الأرض.
ويستوجب لتوضيح حقيقة دوافعهم الدينية للحرب على العراق وإحراقهم لأرضها وقتلهم لرجالها ولنسائها ولأبنائها، وسرقتهم لثرواتها.عرض بعض النصوص الكتابية المقدسة والتي فسروها وفق عقيدتهم.
ففي سفر أرميا أحد أسفار العهد القديم جاءت الإشارة إلى أن دمار بابل - العراق- واجبة التحقيق، هو نصرة لبني إسرائيل، فقد ذكر السفر: (اهربوا من وسط بابل، واخرجوا من ديار الكلدانيين، وكونوا كالتيوس أمام قطيع الغنم، فهنا أنا أثير وأجلب على بابل حشود أمم عظيمة من أرض الشمال، فيأتون عليها، ويستولون عليها من الشمال، وتكون سهامهم كجبار متمرس لا يرجع فارغاً، فتصبح أرض الكلدانيين غنيمة، وكل ما يسلبها يُتخم، يقول الرب: لأنكم تبتهجون وتطرون غبطة يا ناهبي شعبي، وتمرحون كعجلة فوق الشعب.. فإن أمكم قد لحقها الخزي الشديد، وانتابها الخجل، وهاهي تضحى أقل الشعوب، وأرضها تعبر فقرا جافا وصحراء، وتظل بأسرها مهجورة خربة، وكل من يمر ببابل يصيبه الذعر، ويصفر دهشة لما ابتليت به من نكبات) لقد تحدث هذا النص على أنه في آخر الزمان ستهاجم العراق حشود لأمم عظيمة آتية من أرض الشمال، وهذا الوصف ألحقه بعضهم بالجيش الأمريكي، مؤكدين أن سهام جنوده لن ترجع فارغة وأن أرض العراق ستصبح غنيمة له ولحلفائه، ولتتحول العراق بعدها إلى أرض فقر مهجورة ترعب كل من مر بها.
ويضيف السفر في وصفه لحال بابل وخرابها آخر الزمان، بقوله: ( قد أظهر الرب برنا، فتعالوا لنذيع في صهيون ما صنعه الرب إلهنا..سنوا السهام وتقلدوا التروس، لأن الرب قد أثار روح ملوك الماديين، إذ وطد العزم على إهلاك بابل لأن هذا هو انتقام الرب والثأر لهيكله، انصبوا الراية على أسوار بابل، شردوا الحراسة، أقيموا الأرصاد اعدوا الكمائن، لأن الرب قد خطط وأنجز ما قضى به على أهل بابل أيتها الساكنة إلى جوار المياه الغزيرة ذات الكنوز الوفيرة ،إن نهايتك قد أزفت وحان موعد اقتلاعك، قد أقسم الرب القدير بذاته لأملأنك أناسا كالغوغاء، فتعالوا جلبتهم عليك..)
ومن جانب آخر يؤكد هؤلاء أن الرب انتقاما لشعبه المختار أعلن.. وخطط.. وأنجز.. خراب بابل على أيدي الجيش الأمريكي، وأن الوقت حان لاقتلاع بابل، بلاد الخير والرخاء، الأرض الغنية بالكنوز، وأنه - سبحانه وتعالى- أمر الجيش الأمريكي بنصب رايته على أسوارها، وتشريد جيشها النظامي، وأنه أقسم على أن كلمة هذا المحتل ستكون هي العليا.
أما مساندة هؤلاء للاحتلال الصهيوني فنابعة أيضاً من أصولهم المقدسة، وأكتفي هنا بذكر نص يشير إشارة واضحة إلى ذلك فقد ورد سفر أشعياء: ( ولكن الرب سيرحم ذرية يعقوب ويصطفي شعب إسرائيل ثانية، ويحلهم في أرضهم، فيقدم الغرباء إليهم يد العون.. ويصيرون عبيدا لبني إسرائيل في أرض الرب..).هكذا يؤمن الأمريكيون من المسيحيين الصهاينة، فهم يعتقدون أنهم بدعمهم للحرب على العراق، يحققون إرادة الرب في تدمير العراق وتحويله من أرض غنية مليئة بالثروات إلى أرض خربة مقفرة ومرعبة!!
ومن هنا يتضح لنا أن دعم الحكومات الأمريكية للاحتلال الصهيوني على اختلاف مذاهبها السياسية، وتجاهلها معاناة الشعب الفلسطيني لعقود له أصول دينية، فهم يؤمنون أن الرب أوجب عليهم تقديم العون للصهاينة الذين تعاملوا مع أبنائنا في فلسطين كالعبيد!!
ألا تعتقدون أنه من المؤسف أن نجد من يسمع وينصت ويصدق دعاوي هؤلاء والرافعة شعار السلام العادل في الشرق الأوسط. عدل رسموا وحددوا أبعاده بحسب رؤيتهم الخاصة.


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط