صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خطط تحضيرية حديثة لهدم الأقصى

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
بينما نحن نتشاغل بأمور قد تكون ثانوية، نتابع بصمت خططا صهيونية استفزازية تجري على الملأ دون رادع من حياء أو خوف، خططا استباقية تهدف وبشكل علني لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أرضه الشريفة، كيان كهذا لا يجد أي حرج في دعمه وحمايته لأمثال هذه الخطط الإجرامية.
ومؤخرا نقلت الصحيفة التي بين أيديكم خبرا نشر عبر وسائل الإعلام الصهيونية ، يتعلق بنشاط إحدى جماعاتها، والتي أعلنت عزمها تأهيل كوادر صهيونية للعمل في الهيكل المزعوم، وذلك من خلال تنظيم وعقد 200 دورة، تعمل على تقديم شرح تفصيلي للهيكل والشعائر المتعلقة بدخوله، والملابس الخاصة بكهنته، والمذابح التي يفترض تنفيذها على أرضه.
قد نجد من هنا أو من هناك من يبرر إهمال العالم لهذه الدورات، بأنها خرجت من جماعة (حباد) وهي جماعة لا تتمتع بصفة رسمية ، وبالتالي فنشاطها لا يمثل التوجه الرسمي للكيان الصهيوني، هذا التبرير وضعه على طاولة النقاش مرفوض جملة وتفصيلا ، فالعمل على هدم الأقصى أمر معلن ومدعم رسميا ، يدركه حتى السائح لأرض فلسطين المحتلة، هذا ما تؤكده الكاتبة الأمريكية (جريس هالسل) بقولها: (إن الزائر لمدينة القدس يسمع المتطرفين اليهود وهم يتحدثون بصراحة وعلانية عن خططهم لهدم المسجد،وبناء هيكل سليمان مكانه ،ويتحدث المرشدون السياحيون الإسرائيليون عن الخطط الجاهزة لذلك،بما فيها مواد البناء ، وإعداد لوازم الهيكل ، والثياب الحريرية التي سيرتديها كهنة الهيكل بعد إنجازه) كما أن ملايين من الدولارات الأمريكية المعفاة من الضرائب توجه وبشكل رسمي لمؤسسات صهيونية جعلت من هدم الأقصى لغرض بناء الهيكل المزعوم عنوانا رئيسيا لها.
إضافة إلى أنه من المعلوم أن التحرك النشط لحفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى نفذ وينفذ طوال فترة الاحتلال الصهيوني بقرار سياسي، بل إن بعض الساسة لذاك الكيان يعمد إلى تسريب خطط افتراضية لهدم المسجد الأقصى، بهدف تهيئة العالم لحدوث هذه الجريمة ومن ثم قبولها، فقد صرح بذلك (تساحي هنجي) وزير الأمن الداخلي الصهيوني الأسبق، وعضو الكنيست في حزب "كاديما" حاليا ، بقوله:( هناك احتمال حدوث هجوم من متطرفين يهود ، ينفذ بطائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات في باحة الحرم القدسي ، الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة)!! تصريح كهذا... يصدر من شخصية صهيونية عامة لا يحمل أي تجريم أو شذب لمثل هذه الجريمة، على ماذا يدل؟ وإلى أي شيء يسعى؟
كما أن حفر الأنفاق الذي يحدث على مدار الساعة تحت المسجد الأقصى واضح المعالم، ويتم برعاية رسمية، ويهدف دون أدنى شك إلى زعزعة البنية الأساسية للمسجد الأقصى وللمباني الإسلامية المحيطة به، مما دفع مجلس الأمن لإصدار أكثر من قرار ضدها، ومن ذلك الحكم بأن أعمال الحفر والتغيير في المنظر العام وفي المواقع التاريخية والثقافية والدينية للقدس تشكل انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي.. كما طالب إسرائيل بأن تكف عن جميع أعمال الحفر والتغيير في المواقع التاريخية والثقافية والدينية للقدس وخاصة تحت وحول الحرم الشريف "المسجد الأقصى" وقبة الصخرة الذي تتعرض مبانيه لخطر الانهيار.
ومع أن هذا الحكم من مجلس الأمن وأمثاله من الأحكام التي طالبت الصهيونية بإيقاف عمليات الحفر والهدم تحت المسجد الأقصى وحوله جاء صريحا لا يحتمل التأويل أو التسويف، إلا أن هذا الحكم كغيره بقي وكما هو متوقع طي الملفات المهملة لعقود طويلة.
والمضحك المبكي في هذه القضية ، أن بعض الساسة في هذا الكيان يعمدون إلى إهداء زوارهم مجسما ونقشا للحي القديم في القدس، يظهر من خلاله الهيكل المزعوم !! في مكان المسجد الأقصى المبارك!! ألا تعتقدون أن هؤلاء يعملون بمكر شديد لمسح الصفة الروحانية والإسلامية لتلك الأرض المباركة؟ هكذا استمرت الصهيونية سائرة في الاتجاه وبشكل علني، ضاربة عرض الحائط بأي تحرك إسلامي أو عربي أو حتى عالمي ضدها. مما دفع مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية لمناشدة العالم الإسلامي والعربي بقولها: (لقد بات على كل الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني على المستوى الرسمي والشعبي التحرك السريع والارتقاء لمستوى خطورة الحدث من أجل إنقاذ المسجد الأقصى المبارك، وإيقاف كل أشكال العدوان عليه، وإنه واجب الوقت الذي لا يؤجل ولو لدقيقة واحدة ، إن المسجد الأقصى يبعث اليوم نداء استغاثة إلى كل مسلم وعربي وفلسطيني وإلى كل عاقل في العالم، يعرف قدسية وقيمة المسجد الأقصى عند المسلمين، دينيا وحضاريا وتاريخيا وروحيا) وقد ناشد الدكتور أحمد أبو حليبة رئيس مؤسسة القدس الدولية فرع غزة مؤخرا، العرب والمسلمين بأخذ دورهم ودعم القدس ومقدساتها باعتبار أن قضية القدس ليست قضية فلسطينية فقط ، بل أيضا تخص الأمتين العربية والإسلامية، ولا أعلم بعد هذا وذاك هل سنستمر كعالم إسلامي وعربي وعالمي وكمؤسسات عالمية وإقليمية في غض الطرف عن هذه الفعاليات الاستباقية والتحضيرية النشطة لهدم الأقصى الشريف؟ أم إننا سنتحد أمام كيان اعتمد الجريمة والمكائد كسياسة وشعار؟

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط