صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







التدليس في موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
في أحد الأيام بينما كنت أنتظر تفاعل جهاز الحاسوب مع رغبتي في البحث عن إحصائيات تتعلق بالمرأة السعودية وغيرها،ظهر لي على الشاشة نوافذ خلتها تحمل المراد، وهكذا بادرت بفتح كل منها، إلا أن إحدى هذه النوافذ فتحت لي بابا لم يكن يخطر لي على بال، بابا كان يفترض أن يحمل لرواده القدر الكبير من المصداقية، فهو يمثل قطاعا رسميا لكيان ما، هذا ما كان يفترض !! إلا أنه حمل ما يمكن أن يعد فكاهة ساخرة لا تنطلي إلا على السذج ! أعلم أنه قد لا يملك بعضكم القدرة على استيعاب ما سيرد عليكم في هذه السطور، إلا أني ارتأيت مشاركتكم بما وصلت إليه.
لقد ظهر أمامي موقع "وزارة الخارجية الإسرائيلية" وموقع كهذا يفترض عرفا أن يكون متمتعا بقدر من المصداقية، إلا أنه حمل معلومات عن السعودية وعن بعض الدول العربية دفعتني للضحك، كما دفعتني اليوم لنقلها إليكم، وذلك من خلال إعادة نشر مقال نشر في صحيفة "معاريف" تحت عنوان (عرب إسرائيل - في مصيدة الخداع الذاتي) المقال بقلم الكاتب الصهيوني" بن دروز يميني"
لقد حاول كاتب هذا المقال الطويل والذي تعدت مساحته العشر صفحات، تفنيد الاتهامات العالمية والداخلية التي أثيرت مؤخرا حول معاملة الكيان الصهيوني الرسمية لعرب 48م، فعمد لقلب الحقائق، وتصوير حال ووضع عرب إسرائيل - كما أطلق الكاتب عليهم- بشكل بعيد كل البعد عن الواقع الذي يتكبدون الويلات من جرائه، فالمدارس المخصصة لعرب 48م أقل والخدمات الصحية التي تقدم لهم أقل، والوظائف التي يديرها هؤلاء أقل، والمقاعد الجامعية المتوفرة لهم أقل، وبقية الخدمات العامة أقل بكثير مما يقدم للصهيوني اليهودي، وقد اعترف الكاتب بوجود هذه التفرقة بين ما يقدم من خدمات عامة للصهاينة وما يقدم لعرب 48م، إلا أنه برر هذه التفرقة بأن مجّد ذاته، فقد بادر الكاتب بتفصيل فكرته وإظهار حجته الواهية، حجة كانت عليه لا له، إذ ذكر إحصائيات ادعى أنها عالمية تظهر التفرقة العنصرية العالمية تجاه العرب المسلمين مبررا هذا التوجه العالمي بحسب زعمه لمبررات جوفاء لا وزن لها، ومن ذلك قوله "إن 73%من الأولاد البنجلاديشيين والباكستانيين في بريطانيا يعيشون تحت خط الفقر، مقابل 31% من كافة السكان، أما في إسرائيل فتبلغ نسبة الأولاد العرب 55.7% مقابل 20.3% من كافة الأولاد -الذين يعيشون- تحت خط الفقر" هذه الإحصائيات وغيرها كثير مما عرض هذا المقال في خضم محاولة يائسة للدفاع بل ولتبرير السياسة الصهيونية العنصرية.
ولكن الكاتب غفل أن العالم يدرك أن معظم اليهود "السفارديم" أي اليهود العرب، يعانون بدورهم من التفرقة العنصرية وأن الكيان الصهيوني يدلل "الإشكانز" على حسابهم، لقد افتقد المقال الإشارة إلى أن المجتمع الصهيوني منقسم إلى طبقات فاليهود "الإشكانز" أي يهود الغرب هم المتربعون على قمة الهرم الاجتماعي المالكون لكل أسباب الراحة، ثم يأتي بعدهم يهود العرب "السفارديم" الذين يعاني أغلبهم بسبب خلفيتهم العربية الاضطهاد والتفرقة العنصرية في العمل والدخل والخدمات العامة المخصصة لهم... إلخ، ثم يأتي بعدهم بمراحل عرب 48م أعانهم الله، فهؤلاء يعانون من التفرقة العنصرية وباعتراف الكيان الصهيوني نفسه، وبدليل نشر موقع وزارة الخارجية الصهيونية لهذا المقال.
ولكن ما أثار استغرابي بشدة، هو أن الكاتب عندما أراد الدفاع عن التفرقة العنصرية التي تعاني منها المرأة الصهيونية طرح إحصائيات كانت (كالقشة التي قصمت ظهر البعير) !! فقد قال "إن الدول الإسلامية تتصدر القائمة العالمية في مجال عدم المساواة بين الرجال والنساء، ففي السعودية يبلغ معدل أجور النساء 15% فقط من أجور الرجال، وفي مصر 23%، وفي المغرب 25%، وفي الأردن 30%، وفي سوريا33%، إما في إسرائيل فيبلغ 64% بالمقارنة مع كافة المجموعات السكانية"!
أتساءل: أليس مضحكا أن ينشر موقع وزارة الخارجية للكيان الصهيوني الرسمي هذا الإسفاف ! أم إنه اعتاد الكذب على العالم وعلى نفسه؟ وأعود وأتساءل مجددا: من منا في هذا العالم يصدق أن أجور النساء في السعودية تمثل 15% من أجور الرجال؟ فحتى السذج لا يستوعبون ذلك، فالقطاع الحكومي السعودي يوازي بين أجور الرجال والنساء، فنحن نساء المملكة العربية السعودية، ننال من الأجر ما يناله الرجال دون زيادة أو نقصان، إضافة إلى ذلك هناك امتيازات تقدم للرجال والنساء على السواء، امتيازات لا تخصص للرجال دوننا نحن معشر النساء، فعلى سبيل المثال نجد أن جامعة الملك فيصل فرع الدمام، وقبل استنفاد الوحدات السكنية التابعة لها، كانت تمنح النساء من أعضاء هيئة التدريس ما تمنحه للأعضاء الذكور من سكن وبأسعار رمزية، هذه الجامعة السعودية الحكومية، لا تقبل تخصيص سكن للرجال دون أعضاء هيئة تدريس من الإناث، فالمتوفر من الوحدات السكنية يسخّر لكليهما، وأنا وكثيرات غيري نتمتع بهذه الخدمة، نعم أنا وغيري من ملايين النساء السعوديات العاملات في القطاع الحكومي ندرك أن مخصصاتنا واحدة نحن والرجال ما دمنا نقوم بالعمل نفسه وما دمنا نبذل الجهد نفسه اللهم لا حسد..
هذا المقال يظهر لنا مدى التدليس الذي تنتهجه السياسة الخارجية للكيان الصهيوني، وبغض النظر عن العبارة التي ظهرت على صفحات الموقع، والتي أشارت إلى أن المقال يعبر عن آراء صاحبه، فهذا المقال كان يتحدث عن حقائق ادعى صدقها، ومجرد ظهور هذا المقال على موقع رسمي لوزارة خارجية الكيان الصهيوني، يدل دلالة واضحة على تأييد ومساندة ودعم وزارة الخارجية الصهيونية لم جاء فيه.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط