صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الابتعاث الداخلي وجامعاتنا الحكومية

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
لأني أطمع دوما بالمزيد، ها أنا أتحدث اليوم إلى القائمين على (برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله للابتعاث الداخلي) لعلي أجد لديهم القدرة على دراسة إمكانية تحول الأمل إلى حقيقة، وليقيني أنه تم اختيارهم على علم، وليقيني أنهم أكفاء وعلى قدر المسؤولية، وأنهم بحول الله ومنته يملكون من الإرادة وبعد النظر ما يمكنهم من طرح الأفكار، وكيفية تحويلها لواقع نتعايش معه، لهذا كله اخترت أن أرفع لهم معاناة بعض طالبات كلية (الطب الموازي) التابعة لجامعة الملك فيصل، فالجامعة في هذه الكلية وحسب علمي تتكفل بدفع نصف تكاليف دراسة الطلبة والطالبات، على أن تتحمل الطالبة النصف الآخر، وهذا النصف يصل إلى(25) ألف ريال للسنوات الثلاث الأولى، ثم (30) ألف ريال للسنوات الثلاث الباقية، وهذا المبلغ في مجموعه يصل إلى حوالي165 ألف ريال عن كامل سنوات دراسة الطب، والتي تصل إلى سبع سنوات مع سنة الامتياز.

وبحكم تواجدي بين الطالبات لأعوام دراسية متتالية، قدر لي أن أسمع معاناة بعضهن، والتي ينحصر أغلبها في عجز أسرهن عن توفير تكاليف دراستهن الجامعية بشكل لا يترتب عليه وقوع ضرر على عائلاتهن، فتلك تقول: (ما يدفعه الوالد لأدرس الطب يعادل قسط شقتنا السنوي)! وأخرى تقول: (لا أستطيع النظر في وجه والدي ووالدتي، وإخوتي وأخواتي، يصيبني القلق في فترة الامتحانات، فالدرجات هي الهدف الأسمى لي، لعلي أحلل من خلالها تضحياتهم تجاه مستقبلي، ومع الأسف يضعف هذا القلق من تركيزي) أما زميلتها فتقول: (ما إن يقترب موعد دفع القسط السنوي للكلية حتى أشعر أن هادم اللذات يقترب من بيتنا) في حين تأتي من تقول : (والدي لا يملك حتى استدانة تكاليف الجامعة بسبب ارتباطه بقروض سابقة، وأمي لا تعمل وإخوتي وأخواتي كثر، والحال يعلمها رب العالمين) أما تلك المتفوقة فقد أعانها الله فوجدت من أهل الخير في هذا الوطن المعطاء من يتكفل بدفع رسومها، عن بعد، ودون تطبيل إعلامي، في حين تفكر أخرى بترك دراسة الطب، فأسرتها لن تستطيع الاستمرار في دفع الأقساط الجامعية، ولن تستطيع شراء كتب الطب غالية الثمن، والحقيقة لم تكن بعض الطالبات بحاجة للتحدث لأعلم جهاد أسرهن في سبيل توفير التعليم العالي لهن، فيكفيني نظرة سريعة للطالبة لأدرك مدى جديتها، واستحقاقها للمنحة.

والذي أقترحه هنا وآمل أن يجد الاهتمام من القائمين على برنامج خادم الحرمين للابتعاث الداخلي، هو ضم الدارسين في أمثال كلية (الطب الموازي) التابعة لـ (جامعة الملك فيصل) بالدمام، لبرنامج الإلحاق بعضوية البعثة والخاص بالطلبة الدارسين على حسابهم الخاص، و العمل على موازاة هذه الكليات شبه الخاصة، بالجامعات والكليات الأهلية من حيث المنح، الكاملة أو الجزئية.

وغني عن البيان ما تتمتع به (جامعة الملك فيصل) من مكانة أكاديمية، مكانة لسنا بحاجة للموقع الإلكتروني ليعلنها، فتاريخها مشرف في التعليم الجامعي ومعروف والكوادر المتميزة التي خرجت أكبر من أن تحصى، وبالتالي فالشروط الواجب توفرها في الجامعات والكليات الأهلية المستفيدة من برنامج خادم الحرمين للابتعاث الداخلي، متحققة في (جامعة الملك فيصل) وعلى أعلى مستوى ولله الحمد، كما أن طالباتنا وطلابنا الذين التحقوا للدراسة فيها لا يقلون من ناحية القدرات والظروف عن أمثالهم في الجامعات والكليات الأهلية الأخرى، وتوجههم لهذه الكلية أو تلك إنما يحكمه التخصص في المقام الأول.

كما آمل من القائمين على هذا البرنامج النظر في أن تكلفة الدراسة في كلية (الطب الموازي) والتي تعد بسيطة بسبب تحمل جامعة الملك فيصل- وأمثالها - لنصف التكاليف الفعلية للدراسة، تبدو باهظة بالنسبة لبعض أسرنا، فمسألة التكلفة تحكمها النسبة والتناسب، وما يعد مبلغاً بسيطاً بالنسبة لأسر، نجده هو نفسه بعيد المنال بالنسبة لأسر أخرى.

وجدير بالإشارة هنا أن هذا الأمر لا يتوقف عند كلية (الطب الموازي) فقط، فجامعة الملك فيصل تقدم أيضاً برنامجاً تأهيلياً في المجال الإداري والتقني ولكل من الطلبة والطالبات، وهذا البرنامج يمكن المجتازين له من إكمال دراستهم الجامعية، إلا أنه وفي مرحلة التأهيل هذه يكلف الطلبة والطلبات دفع مصاريف، هذه المصاريف على بساطتها هي أيضا قد تكون عائقا أمام الراغبين في الحصول على مؤهل جامعي، وهم أيضا يستحقون الأمل في إلحاقهم ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الداخلي، كغيرهم من أبنائنا ممن سيتمكنون من الالتحاق بالجامعات والكليات الأهلية الوطنية، من خلال حصولهم على منح داخلية قدمت لهم من (برنامج خادم الحرمين للبعثات الداخلية ).

وأخيرا أود التنويه إلى أن ما قد يصادف طالبات كلية(الطب الموازي) بـ (جامعة الملك فيصل) قد يصادف بقية الطلبة والطالبات في غيرها من جامعات المملكة الحكومية، ممن توجهوا لمثل تلك الكليات شبه الخاصة، وهو وضع يلزم من حملوا أمانة تفعيل برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، للابتعاث الداخلي، النظر بجدية في أوضاعهم، والعمل على ضمهم كبقية أبناء هذا الوطن الذين شملهم هذا البرنامج برعايته ومساندته.
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط