صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







مقولة تستحق الأحياء ..

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
شعاره الذي أود إحياءه هو مقولته رحمه الله: ( على أمريكا وبريطانيا أن تختار بين ارض عربية يسودها السلام والهدوء، أو أرض يهودية غارقة في الدماء).. آمل أن تجدد الأمة الإسلامية الروح في هذا الشعار

لست اليوم في صدد الدفاع عن قائد فذ ... فمن أنا بصدد الحديث عنه في غنى عني وعن قلمي، ولست في صدد الرد على من تضاءل أمام أعيننا لنراه قزماً بالكاد نشاهد رأسه وما يرمز له هذا الرأس من فراغ ... ولكني هنا أعلن له ولأمثاله،أننا كشعب سعودي رجالاً ونساء شباباً وشيوخاً، ندرك حقائق يحاول هو وأمثاله تغييبها عنا ..تشويهها، وهو محال بعون الله ... أنا هنا اليوم لأعلن أننا ندرك حسد نفسه وضآلة همته، وضعف حيلته، فبدل من أن يوجه سهامه لأعداء الأمة الذين يحاولون جاهدين الانقضاض علينا، مستخدمين شتى الوسائل الفكرية منها والمادية لتحطيمنا من الداخل وتحويلنا لفريسة سهلة، نراه قد انهزم من الداخل فباع نفسه، وتطاول على رمز من رموز هذا الوطن... بل رمز من رموز التاريخ الإسلامي الحديث..بل رمز من رموز الإنسانية في القرن العشرين تطاوله هذا رد في نحره، ونحر من سانده ودعمه من أنصاف الرجال ... ولله الحمد والمنة ..

لا أنكر أن إعجابي به كإنسان فاق إعجابي به كقائد بهر العالم بقدرته على جمع القلوب والهمم وجمع قبائل شتى تحت راية واحدة حملت شعارا ارتضته الأمة بأسرها، كلمة( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ..
وأجزم أن من اطلع على سيرته وعرفها حق المعرفة سيدرك فحوى الأسباب الكامنة خلف تلك الرؤية المشرقة التي أنظر إليه من خلالها ... سيدرك أنه لم يعط حقه من الدراسة والبحث، وأنه نادرة عصره كقائد وملك موحد..
عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ... ذلك العملاق الذي أرهب الناظرين ..وهو مجرد من السلاح والعتاد ..ذلك الرجل الذي عرف لغة القلوب فتعامل معها كما يجب أن تعامل، ذلك الملك والقائد الذي امتلك قوة هزت عرش البلاط البريطاني كما هزت أمريكا بأسرها ..

إن بريطانيا العظمى، التي كان يطلق عليها آنذاك الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، راقبت بحذر تنامي الأزمة المالية للمملكة العربية السعودية عام 1932م، ثم تقدمت بحذر تجاه الملك عبد العزيز رحمه الله، تحمل إليه مشروعا صهيونيا يحمل له ولوطنه الخير واليمن المادي ( 250) مليون ريال ..والمقابل ببساطة لا يخرج عن موافقته على بيع فلسطين ليهود العالم، والموافقة على إسكان عرب فلسطين في الجزيرة العربية ....فمقابل قبوله طعن القدس وأهلها، مقابل خيانته لاخوته في فلسطين قدموا طبقا قد يسيل له لعاب أمثالهم من بني صهيون ممن اعتادوا الخيانة، ممن تعايشوا مع فلسفة ( الغاية تبرر الوسيلة )، ممن لم يصلوا لقدر فتى الجزيرة عبد العزيز الذي لم يستسغ يوماً هذه الأنواع من الأطباق.

وإليكم بعض بنود عرض الصهاينة، والذي جاء على لسان الكولونيل الإنجليزي( هوسكينز ) الذي وصل للرياض بصفته الرسمية لمقابلة الملك عبد العزيز رحمه الله : ( اعتراف وتعاون المملكة البريطانية له كحاكم وموحد لهذه البلاد، و250 مليون ريال، جمعها اليهود ليضعوها بين يديه ..) والمقابل معروف ..
لقد كانت الصهيونية العالمية وحلفاؤها على يقين بحاجة بلاده، فوضعها المالي آنذاك لا يحتاج لمحللين لإثباته . ولكن فاتهم أن يدركوا أن إيمان هذا القائد أن شهامته ونخوته تتجاوز أصعب الأزمات، وأن أولوياته هي أولويات شعبه فحبه لله الواحد وحبه للقدس أولى القبلتين وأهلها الأبرياء، حب ثابت الدعائم لا يمكن أن يتزعزع لجاه أو مال ..
فبماذا رحل الكولونيل إلى دولته بريطانيا العظمى، لقد رجع محملاً بأعنف ثورة عرفت من عبد العزيز وبأشد موجة من موجات غضبه رحمه الله وكيف لا وهو لم يجد من عرضهم هذا إلا رشوة دنيئة للمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً ..لقد نسف الملك عبد العزيز هذا العرض بقول فصل جاء فيه : ( عد لبلادك وقل لحكومتك إن عبد العزيز لا يبيع حفنة من تراب فلسطين ولو بكل مال الدنيا ..)
كلمة لا تخرج إلا من فم مجاهد عرف قوة وسلطان ربه الواحد الأحد، فهانت أمامه قوة البشر مهما عظمت ... مجاهد عرف إيمان شعبه وثباته فاختار له بيقين نصرة وعون القوي العزيز سبحانه ..

وفي عام 1945م، كان اللقاء الذي جمع الملك عبد العزيز ورئيس الولايات المتحدة ( روزفلت ) في مصر، بمثابة حد فاصل في هذا الشأن، فقد بين الملك عبد العزيز رحمه الله من خلاله أبعاد القضية الفلسطينية وعدالتها، وأمام رئيس دولة جاء من أقصى العالم ليعرض مجدداً العرض الصهيوني على فارس الجزيرة وموحدها ... عرض انتهى بتراجع واعتذار الرئيس الأمريكي الذي راعه غضب الملك عبد العزيز... وليظهر الرئيس (روزفلت ) بعد هذا اللقاء، مدى إعجابه وتقديره بمنطق الملك عبد العزيز بقوله: (ما عرفته من ابن سعود عن فلسطين في خمس دقائق أكثر مما عرفته في حياتي كلها )، وليؤكد إعجابه مجدداً أمام الكونجرس الأمريكي : ( لقد وعيت مشكلة المسلمين واليهود بحذافيرها، في حديث دام خمس دقائق مع ابن سعود أكثر مما كنت أستطيع معرفته بتبادل ثلاثين أو أربعين رسالة..)..
أما شعاره الذي أود إحياءه فهو مقولته رحمه الله : ( على أمريكا وبريطانيا أن تختار بين ارض عربية يسودها السلام والهدوء، أو أرض يهودية غارقة في الدماء )..

آمل أن تجدد الأمة الإسلامية الروح في هذا الشعار، فالله الذي نصر الملك الفارس موحد الجزيرة وثبت أقدامه ،وأيده بغنى بعد فقر، قادر بفضله وعونه على نصرنا وحمايتنا، لو توكلنا عليه حق الاتكال ..لو أصلحنا النية واتحدنا حول كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط