صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







رسول الله... بين الشرق والغرب

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
بقيت لأسابيع اكتفي بالتأمل وأنظر عن بعد... أراقب مشاعر حاول بعضهم جرحها وإراقة دمها... حاولوا بترها... بل نزعها من جذورها، إمعانا في إيلام أهلها، وقهر نفوس مسلمة يصعب إذلالها... والتاريخ أقوى شاهد على ثباتها... وحباً بمن دمعت عيناه ألما لسامعه كلام قيل في حق محمد عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والرسل. عزمت الأمر بعد توكلي على الله سبحانه، على وضع هذه السطور أمامه... لعل الخواطر تطيب عندما تسمع أصواتا أصلب وأقوى حجه... أصواتا أحبت الحق، ومن أجله أحبت وأشادت برسول الحق محمد عليه الصلاة والسلام... نبينا وقدوتنا أصواتا أدركت أن الإسلام يجل أنبياء الله كافة، وأن نبينا نبي الرحمة، و العدل، والكرامة والإباء... هو الأعجوبة أعظم العظماء على الإطلاق هو مصلح العالم هو النور والشفقة.
وقبل ذلك ليسمح لي بتقديم فكرة راودتني، ولا أخالها خافية على الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي... فكرة تنحصر في أمل أن نوجه الاهتمام لأمثال من أنا بصدد الإشارة لمواقفهم، وهم اليوم على كثرتهم يسيرون مع الأسف في الظل، لعلهم يجدون منا كأمة إسلامية الاهتمام والرعاية والدعم... لعلهم يجدون منا سندا قويا يمكنهم من الإعلان عن أفكارهم أمام الرأي العام العالمي... لعل تلك الحقائق الآتية من الشرق والغرب وبلسان غريب عنا تكون أقوى من أي شجب نوجهه في سبيل دحض تلك الأصوات الممولة من قبل جماعات لا تخفى على كل لبيب.

لقد طالعنا كتابا طبع في (الولايات المتحدة الأمريكية) عام 1978م معنونا بـ(أعظم مئة شخصية مؤثرة في التاريخ) قام بإعداده (ميشيل هارت) أمريكي الجنسية، العالم في الرياضيات والعلوم.
تضمنت دراسته المعنية بحديثنا إليكم عدة شخصيات بارزة كعيسى وموسى عليهما السلام، وكذلك قيصر ونابليون وكولومبس وشكسبير وغيرهم... واعتمد في ترتيبهم ترتيباً تنازلياً حسب أهميتهم.
فماذا وصل إليه بعد بحث مضن لسيرهم وآثارهم...؟ لقد وصل لقناعة لا يقبلها الشك في أن من يستحق أن يكون اسمه في أعلى تلك القائمة، كأعظم رجل في تاريخ البشرية، هو رسولنا الكريم محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.

(هارت) هذا رجل أمريكي الجنسية، نال من أهله قبل غيرهم التقدير والاحترام، رجل اختار المصطفى رسولنا الكريم ليكون أعظم عظماء الإنسانية على الإطلاق... وليؤكد ثباته على ذلك الاختيار قال: (إن اختياري لمحمد -عليه الصلاة والسلام - ليكون على رأس القائمة أعظم الناس أثرا، قد يدهش بعض القراء ويثير التساؤل عند الآخرين، إن محمدا هو الرجل الوحيد في العالم الذي نجح إلى حد بعيد في الجانبين الديني والدنيوي معاً... رجل نشأ نشأة متواضعة نجح في تأسيس ونشر واحدة من أعظم الديانات في العالم، كما أصبح سياسيا ناجحاً، واليوم بعد ثلاثة عشر قرناً - الصحيح خمسة عشر قرناً - ما زال تأثيره قوياً شاملا).
أما العالم النفساني يهودي الديانة (جولز ما سرمان) فقد أعلن للعالم أن أعظم رجل توفرت فيه خصال القائد في كل العصور هو محمد- عليه الصلاة والسلام - ثم موسى عليه السلام على مستوى أقل.

وقد قال ( جوستاف لوبون ) مصنف كتاب حضارة العرب: (إذا قيست الرجال بجليل أعمالهم كان محمد -عليه الصلاة والسلام - من أعظم من عرفهم التاريخ).
في حين ذكر الفيلسوف الإسكتلندي الجنسية ( توماس كارلايل ) في كتابه(الأبطال): (إن محمدا قال إنه رسول من عند الله، وبرهن على صدق قوله بدين نشره في الناس، أخذ به مئات من الملايين، ومضى عليهم في ذلك قرون طويلة وهم يحبون دينهم هذا، ويتحمسون له أكبر تحمس، فماذا يراد من الأدلة على نبوته بعد ذلك... ؟) وليقول الشاعر الفرنسي (لامارتين) بعد ما وقف على بعض ملامح من حياة رسولنا الكريم: (أي رجل أدرك من العظمة الإنسانية مثل ما أدرك، وأي إنسان بلغ من مراتب الكمال مثلما بلغ) ومن روسيا سمعنا شهادة (تولستوي) الفيلسوف، الذي انبهر بسماحة الدين الإسلامي تجاه الأديان الأخرى وبرسول الهدى محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم، فقال: (محمد عليه الصلاة والسلام - لم يقل عن نفسه إنه نبي الله الوحيد، بل اعتقد أيضاً بنبوة موسى وعيسى -عليهما السلام - وقال إن اليهود والنصارى لا يكرهون على ترك دينهم )

أما (جورج برناردشو) الأديب الإنجليزي المعروف الذي صفق له الغرب إعجابا بعقله وفكره فقال يشدو برسول الرحمة عليه الصلاة والسلام: (إنني أعتقد أن رجلاً كمحمد لو تسلم زمام الحكم المطلق في العالم أجمع، لتم له النجاح في حكمه، ولقاده إلى الخير، ولحل مشكلاته على وجه يكفل للعالم السلام والسعادة المنشودة ).

وأخيراً أضع بين أيديكم كلاماً أطلقه (مهاتما غاندي) في وجه ناقدي خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام: (هم يرون النار بدلاً من النور، والقبح بدلاً من الجمال، هم يحرفون كل صفة جميلة ويقدمونها على أنها رذيلة كبيرة، وهذا يوضح فسادهم وفجورهم... أصاب الناقدين العمى، فهم لم يروا أن السيف الوحيد الذي شهره محمد -عليه الصلاة والسلام - كان سيف الرحمة والشفقة والصداقة، السيف الذي يقهر الأعداء وينقي قلوبهم في الوقت نفسه، إن هذا السيف أحد من السيف المصنوع من الصلب ).

وهاأنا قد مشيت معكم طريقا طويلا امتد لقرون كان الغرب والشرق خلاله يشهد وعلى لسان عظمائه، بفضل محمد عليه الصلاة والسلام، وتفرده في ذلك الفضل... فما يضرنا إذا وقف أحدهم اليوم يحاول المساس بذكر طابت له آفاق العقلاء على مر العصور.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط