اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/daeyat/omhani/3.htm?print_it=1

السِّمط الجامع لما يعن من خاطر لامع (1)

أم هاني

 
1- الشــر ليس إليـــــــك

سبحانك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك .

(( ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى .)) سورة النجم / الآية 31

** سمعت يوما تلك الآية ، تُتلى بصوت رخيم يدعو إلى التدبر و الهداية :

- فقد صرح تعالى في تلكم الآية أنه يجزي عباده المحسنين بالحسنى ، بينما أسند جزاء المسيئين إلى أعمالهم السيئة الدنيـــا ، فنزّه نفسه - سبحانه وتعالى وعزّ وجلّ - عن نسبة الجزاء بالسوء إلى ذاته العليا .

2- اللهم : اغننا بفضلك عن جميع خلقك .
ألفتني في اطّراد ضعفٍ منذ أمد ليس طويلا ، أجهد ويشق عليّ عملٌ ولو كان سهلا يسيرا ، وقد كنتُ قبلا أرى مثله هيّنا ويسيرا
العين ضعفت وصار بصري كليلا ،
يشق علي مضغ قاسي الطعام قليلا
يضطرني جسدي إلى الدعة أمدا طويلا طويلا
فراعني تغيير حالي وصار بالي كسيفا كسيرا
أََسَيَطَّرِدُ حالي حتى أصير على الأنام كليلة ؟

ففزعت أدعو الرحمن ربي بتضرّعٍ و كثيرا :
( اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبدا ما أحييتنا واجعله الوارث منا )

فَدُمْتُ على تكرار سؤالي ؛ آملة من الكريم قََـبُلا .

3- إن الله واسع عليم


حان وقت الرحيل لأداء حجة الفريضة ، و تحتم ترك الصغار في تلكم السفرة الوحيدة ، فركبني هم وغم و صيّرني فكري شريدة :

- من للصغار مثل أم حانية ودودة ؟
- من يطعمهم ، ويرعاهم ، و يحفظهم من كل حادثة جديدة ؟
- من يتعهد وقايتهم من برّد ليلة شديدة ؟
- من يرقيهم صباحَ مساء! برقية محيطة حميدة ؟

** فــاتصل دمع العين سيلاً طويلاً مديدا ،
و انخلع قلبي حال الفراق فصار مني بعيدا ؛
فناشدت ربي صبرا على الفراق حميدا ،
وصبّرتُ النفسَ أردد دعاء سفري ؛ لفضل ربي مريدة ،
فرزقني الرحمن فهمًا عجيبًا رائقًا وفريدا !!!
كأنما لم أكن لألفاظ الحديث واعية حافظة عتيدة :
((.... اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ...))

يصحبني في سفري ، ويخلفني في أهلي ، يكلأنا حافظا و شهيدا .
فهدأ رُوعي و سكن قلبي لما جاء في الحديث سعيدة
وزال بذا هم فراق الصغار بعيدا .
و كان أمري بفضل من الرحمن ميسرًا و وسديدا .
ودام سفري شهـــــــــــرًا وعدتُ عودًا حميدا .
و عجبتُ من حفظ الإله صغاري حفظًا كريمًا محيطًا و ودودا

فقلت لنفسي :
لِـمَ العجب ؟ ألم يكن صاحبي في سفري وخليفتي
في أهلي ربًّا قيّومًا واسعًا وحميدا .

4- وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها
تأملتُ يوما كيف يذوب الملح في الطعام .
ينتشر بقدر متساوٍ يمازج جميعه في تمام .
بقدرة تخللت جزيئات الملح جزيئات الطعام .

تخللا عجيبا يسوّغ مذاق القوت للطاعمين من الأنام .
هَبْ : أن الله لم يأذن للملح بالذوبان ؟ !
أو جعل امتزاجه في طعامنا غير متساوٍ في تمام ؟!
فما كان يسوغ لطاعمٍ -أبدا- طعام !!!
فالحمد لله على نعمه التي تترى، وعلى أنبيائه منا السلام .
حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه نرفعه بقلوبنا إلى مولنا البرّ السلام .

5- الطهور شطر الإيمان

قرأت يوما قوله تعالى : (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ))سورة البقرة / الآية 222 -

فعجبت من لطف جمعه تعالى بين التوابين والمتطهرين .
وسبّحت الله على كمال بيانه في كتابه الهادي المبين .
فالتوبة طهور لسرائر و قلوب عباد الله المذنبين .
والماء والتراب طهور لأبدان عباد الله المتطهّرين .
فسبحان من يحب الطهارة لعباده ظاهرين ومبطنين .
ينزههم عن : الأنجاس والأرجاز والأحداث و سيءِ خلقٍ مشين .
شرع تكرار الدعاء بذا على لسان نبيه الهادي الأمين ،
يردده -بعد كل وضوء - من كان راغبا في فضله من المتسننين :
(( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين .))
اللهم تقبل دعاءنا وأدخلنا برحمتك في من تحب من عبادك5- الطهور شطر الإيمان

قرأت يوما قوله تعالى : (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ))سورة البقرة / الآية 222 -
فعجبت من لطف جمعه تعالى بين التوابين والمتطهرين .
وسبّحت الله على كمال بيانه في كتابه الهادي المبين .
فالتوبة طهور لسرائر و قلوب عباد الله المذنبين .
والماء والتراب طهور لأبدان عباد الله المتطهّرين .
فسبحان من يحب الطهارة لعباده ظاهرين ومبطنين .
ينزههم عن : الأنجاس والأرجاز والأحداث و سيءِ خلقٍ مشين .
شرع تكرار الدعاء بذا على لسان نبيه الهادي الأمين ،

يردده -بعد كل وضوء - من كان راغبا في فضله من المتسننين :
(( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين .))

اللهم تقبل دعاءنا وأدخلنا برحمتك في من تحب من عبادك
اللهم آمــــــــــــين آمـــــــــين آمــــــــــين .

و الحمد لله على نعمائه- دوما - الملك القدّوس ربّ العالمــــــــــــــــــــين .
اللهم آمــــــــــــين آمـــــــــين آمــــــــــين .

و الحمد لله على نعمائه- دوما - الملك القدّوس ربّ العالمــــــــــــــــــــين

6-لا يكن حبّك كلفًا ، ولا بغضك تلفًا
*هــــــــــــــــونا مـــــــــــــــا!!

هل أحبك أحدهم -يوما - في الله ؟

وأخذ يقسم لك : إن قربك ورضاك عنه غاية أمله و مناه
وكلما لقيك فَدّاك بالنفس وفاضت بالحبّ عيناه
وقد حُزتَ على خالص ودّه ورضاه
وعند أول تعرّوضك لسخطه وجفاه .............................. ..............
ينقلب حاله إلى شديد العداوة ...
يقسى قلبه ويخلو من الحب و النداوة ..
و تجد الحب- المزعوم – قد طــار ..
وبعد الود والأشعار يكون أول من يصليك -إن استطاع- بالنار!!!

فكيف –بالله- تحول ذاك الحب و الكلف إلى دعاء عليك بالهلاك والتلـــف ؟!!!

7- عبــاد الرحمن ...
(( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا * وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا *وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبهِِّم سُجَّدًا وَقِيَامًا ))
62- 64 سورة الفرقان

سألت نفس يوما : لِمَ عبَّد الله الموصوفين في هذه الآيات لاسمه الرحمن دون سواه ؟
فعجبتُ من لطف مناسبة ما ذُكر من وصفهم لهذا الاسم وتضمن تلك الصفات معناه !
- يحيا أحدهم في الأرض هونًا ، لينا حليما رفيقا ، هكذا سمته مادام في الأرض محياه .
- وإذا خاطبه الجاهلون ، ردّ سالما من إثمٍ ، دافعا برفقٍ ؛ فلا يقابل جهلهم بجهلٍ ، حاشاه ثم حاشاه .
- ثم يبيت للرحمن : قائما ساجدا ؛ راجيا طامعا في رحمته ورضاه .

فتعبّد الرحماء باسم الرحمن عاملين في الحياة بمقتضاه ، فسبحان من وسع برحمته كل شيء وبها حواه .
وسبحان من استوى بأوسع صفاته على أوسع مخلوقاته ، جلّ الرحمن في علاه .

8- ياتُرى كيف سيكون النداء ؟ (2)
كلما سمعت بوفاة أحد الخلق فضلا عن أحد أكابر العلماء
طفقتُ أُفكر : يا تُرى بأي الأسماء نادته ملائكة السماء ؟
فمثلا : عند وفاة شيخنا الألباني :
تملك هذا السؤال خاطري و جناني :
أتُراه نُودي : بياناصر الدين ؟ أم بيا أبا عبد الرحمن ؟
أم بيا محدث بلاد الشام ؟
نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا من الأنام .
ثم يهمني بعدُ حالي :
يحدوني الأمل والرجاء ، وأخشى عاقبة عملي الذي ساء .
يـاتُرى كيـف سيكـون النـداء ؟

9- هل نعبد الله باسمه الغني ؟


قرأت يوما قوله تعالى :
(( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم )) سورة البقرة / الآية 127

فعجبت : لِمَ يدعو النبيّان بقبول البناء والعمـل !
وقد أُمرا برفع بناء البيت فأجابا بكل حبّ على عجل !
كأنما يخشون ردّ العمل ، ويرجون أن يكون عند الإله قد قُبِل !

وزاد عجبي بجواب رسولنا عائشة عن أهل الخير و الوجل !

-* [ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة } قالت عائشة : أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون .]
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3175 / خلاصة الدرجة: صحيح
عجبا : يسارعون في الخيرات وقلوبهم بين الخوف والأمل
و يرجون ربّ السماوات ألا يردّ طيب العمل

وهُديتُ إلى جماع الأمر في قول ربنا سبحانه وتعالى و عزّ وجلّ :
- *(( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد * إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد ))سورة فاطر / الآية 15- 16

*- [عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال " يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما . فلا تظالموا . يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته . فاستهدوني أهدكم . يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته . فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته . فاستكسوني أكسكم . يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا . فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم . كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم . ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . كانوا على أفجر قلب رجل واحد . ما نقص ذلك من ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . قاموا في صعيد واحد فسألوني . فأعطيت كل إنسان مسألته . ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر . يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم . ثم أوفيكم إياها . فمن وجد خيرا فليحمد الله . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " . وفي رواية : " إني حرمت على نفسي الظلم وعلى عبادي . فلا تظالموا " . ]
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2577 / خلاصة الدرجة: صحيح .

حينها علمت : لِمَ كان سمت أسلافنا دومة الخشية وملازمة الافتقار إلى الإله و الوجلّ

ودوام تساؤل : بين خشية و رجاء وأمل : هل يا تُرى يُنعِم الغني بقبول ذا العمل ؟

10- تصبّري يا نفس : ( أجمل ما في الدنيا أنها فانية ).

تفكّرتُ يومًا :
ماذا لو كان بقاؤنا في هذه الدنيـا دواما سرمدا ؟
واحسرتاه إن دامت حياتنا في هذه الدنيا كذا أبـدا!
وطفقت أحمدُ ربّنا أن جعـل لكبـدنا فيهـا حـدا .
رحمنـا ولم يجعلها لعباده مستقـرا دائما وخلــدا .
فالحمد لله على نعمائه حمدا كثيرا طيبـــا ممتـدا .

11- لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله .(3)

لا غنى لبشرٍ عن رطوبة فيه و نداوة رضابـه.
فلا يكاد يطيق بشرٌ جفاف حلقه ولسانــه.
كذا وصف الشارع الحكيم حال الذاكر لربه.
دائم مقيم على ذكره دوام تلازم لعابه للسانه.

12- لا إمامة مع عافية ودوام سلامة .

كم رفعت كفيّ بالدعاء لباسط الأرض ورافع السمــــــاء
أسأله : أن يجعلني وذريتي أئمة للأتقياء وألا يحرمنا أجر هذا الاصطفاء
أكرره غافلة عن سنة لله ماضية بتلازم الإمامة للفتن وعظيم البـلاء
فما أدراني : أأثبت في البلاء ؟ أم تزل قدمي إلى درك فتنة ظلمـاء ؟
فلما خشيت الفتن آثرت السلامة والعافية وتركت ذاك الدعــاء
واستبدلتُ به : (( اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيتَ ... ))
فليدعُ -غيري- بالإمامة من يشاء مع دعائي الخالص له :
أن يثبته الله على شديد الفتن وعظيم البــــــــــلاء .

13- اللهم ارزقنا كلمة الحق في الغضب والرضا.

الإنسان إمّا مادحٌ أو ذامٌ و قليلٌ عن كليهما ساكــت
فإن أحبّ غالى في محبوبه فلا يُرى له في مدحه ضابــط
وإن أبغض غالى في ذمّه فهو لكل حسن في خصمه جاحد
وبعضهم يرى أنه تقي نقي مادام لـذمّ خصمـه تارك
وقليل من يذكر خصمه بخير قوّامًا بالحق لربّه و بعدله شاهد

قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المائدة آية(8).

14- لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
(4)
- تنقسم أعمال العبد إلى أعمال ظاهرة بالجوارح ، وأعمال يؤديها بالقلوب
- ومن أهم ما يطالب به عبد أن يحبّ لأخيه كل نعمة و أمر عنده مرغوب
- فعلقّ الشارع الحكيم كمال إيمان العبد الواجب فجعله لازما من قلب كل مربوب
-فـإذا خلا منه قلب عبد تُوُعِد بتأخر دخوله جنة الخلد عن السبق صار محجـوب
- ولو شاء الإله أن يحاسبه على ذلك بعدله صيّره في جهنم لأجلٍ عن الصراط مقلوب
- فلينتبه اللبيب : إن فرضه وكمال واجب إيمانه المطلوب : محض عمل منوط بالقلوب
- فلا يحلّ لعادم الطمع فيما عند صاحبه ، مستشرفا عطاءً - بزعمه - حق له مسلوب
- فجلّ حقّه أن يحبّ صاحبه له أن يحوذ مثل ما عنده مخلصا من قلبه غير كاره ولا مكروب
- ولا يلزمه قسم ملكه على أخيه محبة ، فمثل ذلك العطاء غير واجب ولا حتما منه مطلوب
- فالحمد لله الذي حكم فخفف على خلقه - سبحانه -عليم خبير بذات القلوب

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - :

ماذا يقول أه -- ل العلم في رجل
آتاه ذو العرش مالا -- حج واعتمرا
فهزه الشوق -- نحو المصطفى طربا
أترون الحج أفض -- ل أم إيثاره الفقرا
أم حجه عن -- أبيه ذاك أفضل أم
ماذا الذي يا -- سادتي ظهرا
فأفتوا محبا لك -- م فديتكمو
وذكركم دأبه إن -- غاب أو حضرا

فأجاب رحمه الله ‏:‏

نقول فيه ‏:‏ بأن -- الحج أفضل من
فعل التصدق -- والإعطاء للفقرا
والحج عن وال -- ديه فيه برهما
والأم أسبق في -- البر الذي ذكرا
لكن إذا الفرض خ -- ص الأب كان إذًا
هو المقدم في -- ما يمنع الضررا
كما إذا كان -- محتاجًا إلى صلة
وأمه قد كفاها -- من برى البشرا
هذا جوابك -- يا هذا موازنة
وليس مفتيك -- معدودًا من الشعرا
 

15- سلامٌ على موسى في العالمـين .
من صنع إليكم معروفا فكافئوه .

خطر لي يوما بعـد فراغي من أداء الصـلاة :-
أن لكليم الله موسى يدًا على المصلين دون سواه
فقد وُفِّق لنبينا عليه السلام يوم الإسراء لقيـاه
فسأله عما فرض على عباده سيده ومـولاه ؟
فلماعلم أن الله فرض خمسين صلاة على مصطفاه
أشفق الكليم أواه ، وأسّر إلى نبينا نصحه ونجواه :
ارجع فسل ربّ العالمين تخفيفا اسأله تنزيل رحماه
فأطاعه نبينا.. وامتن بوضع شطر الصلاة الملك الإله
نصحه الكليم : ارجع لعل الكريم يخفف عن خلقه عساه
ومازال به يراجعه حتى استحى المصطفى من كثرة سؤاله جلّ في علاه
وبقي أجر الخمسين صلاة لمن التزم بفرض خمسه وأدّاه
فما من أحد يقدر على مجازاة الكليم عنا خيرا غير الشكور مولاه
نسأل الله بأسمائه الحسنى و جميل صفاته جلّ في علاه :
أن يرزقنا حسن أداء مافرض علينا من الصلاة
وأن يجعل خير أيامنا يوم نلقى كليمه ومصطفاه
وأن يبيض بحسن الاتباع وجوهنا يوم الجمع يوم نلقـاه .

آمين آمين آمين

16-* تزوجوا الودود الولود...

-** خيركم خيركم لأهله ..

* قد تُعذر المرأة إذا فقدت نعت الولود .
* ولكنْ هل يا تُرى تُعذر إذا فقدت نعت الودود !!!

** الكلمة الطيبة صدقة ، وتبسمك في وجه أخيك صدقة ..
** وفي الأخـــير : النســاء شقــائق الرجــال !!!

17- إن المرء يحب القوم ولـمّا يلحق بهم ..


يحقـر أحـدنا عمـله مقـارنة بالصـالحـين مـن السلــف ..
ويكاد اليأس من مقاربتهم يجـلل النفـس ،و يصيبها بالإعيـاء والتلـف.
لولا أن مــنّ الرحمـن عليـنا سبحـانه أعلم بحالـنا وما نصـف ؛
فوعدنا صحبتهم إذا تحقـق في قلوبنا للصالحـين من المحبّة و الكلـف .
نسأل الله : أن يمتعنا بصحبة نبيه عليه من الله السلام ، وصحبه الغّرِّ الكرام،
وكذا صحبة الصالحين من السلف ، ومن تبعهم بإحسان من الخلـف ،
وألاّ يحرمنا بذنوبنا تحقيـق ذلك الهدف ، ونــوال ذلك الشــرف .

آميــــــــن .

18- وعجلتُ إليك ربِّ لترضى .


يومـــــــــًا :
تأملتُ حالي ودوام تقصيري وسوء مــآلي
وكان خير ما يعبر به قـــالي :
( شغلتنا أموالنا وأهلينا فاستفغر لنا )

فكمدت حسرة وزاد مــــراري
وقرّعت نفسي ألومــها بسـؤالي :
متى يا نفس يصبح قالي : ( وعجلتُ إليك ربِّ لترضى ) ؟!

19- سلامة نفسي أَوْلَى ...
[ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا.. ] التحريم / آية :6

ألفتُ نفسي محبة حريصة على نجاة من حولي من الناس
أبذل النصح مهما كلفني ذلك من جهد بــإخلاص
وأهمني حالهم كأني على أعمال الخلق مكلفة من الحراس
و تعديت الحد أحصي عليهم أخطاءهم بلا وعي ولا إحساس
يحدوني الأمل في إصلاحهم ؛ لعلي أصل بالقوم من المعاصي إلى خلاص
زاعمة ذلك قربة للإله تلازمني تلكم النية تلازم الروح و الأنفاس
وشُغلتُ عن سلامة نفسي بحرصي على نجــاة العصاة من الناس
وزاد نكيري على العصاة من القوم بكل حب لهم و إخلاص
أتوعدهم بعذاب من الإله ليس لهم منه فكاك ولا مناص
وأفرطتُ حتى نفر القوم مني وأصبحتُ رمزًا للقنوط والياس
حتى منّ الله عليّ يوما بفهم حديث رُوِيناه عن عاطر الأنفاس :-

(( كانا رجلان في بني إسرائيل متواخيين ، فكان أحدهما يذنب ، والآخر مجتهد في العبادة . فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب ، فيقول : أقصر ، فوجده يوما على ذنب فقال له : أقصر فقال : خلني وربي أبعثت علي رقيبا ؟ فقال : والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة . فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد : أكنت بي عالما أو كنت على ما في يدي قادرا ؟ وقال للمذنب : اذهب فادخل الجنة برحمتي . وقال للآخر : اذهبوا به إلى النار . قال أبو هريرة : والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه آخرته . ))
الراوي: أبو هريرة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1318
خلاصة الدرجة: حسن

غفر الإله لمن عصاه وأحبط عمل عابد شديد قاس
تألى على الإله فقنّط عبدًا وكان لرحمة الرحمن ناس
فاحذري يا نفس : فما بعثك الرحمن رقيبة على الناس
وكوني عونا ما استطعت تدلي العاص بالحسنى على الخلاص
فإن أطاعكِ فاحمدي الإله ، وإلا فرحمة الله واسعة لكل دانٍ وقاص .

اللهم استر عيوبنا واغفر لنا زللنا و إسرافنا في أمرنا إنك غفور رحيم .

20- أليس خيرًا أكيدا : أن أُظْلَم ولا أَظْلِم للإله عبيدا ؟


ظُلِمتُ يومًا ظلمًا أليمًـا طاغيًا وشـديـدا
فكِدتُ أُقْتَلُ كمدًا لولا ثباتٌ من الإله حميـدا
فصبّرتُ نفسي : أليس الإله حاضرًا وشهيدا ؟
يعلم السّرّ وأخفى رقيبًا حسيبًا عتيدا
وأن القيامة آتية فليس يومًا بعيـدا
يحكم العدل بين الخلائق حكمًا سريعًا سديدا
يُذهِب غيظ قلبٍ فيعود فرحًا سعيـدا
فهدأ روعي وذهب وجـدي بعيـدا
ولهج قلــبي : حمدًا للإله مجيدا .


--------------------------------
(1) السَّمِطُ هو الخيط الذي يجمع حبات العُقد .
(2)- [ كنا في جنازة في بقيع الغرقد ، فأتانا النبي ، فقعد وقعدنا حوله ، كان على رؤوسنا الطير ، وهو يلحد له ، فقال : أعوذ بالله من عذاب القبر ، ثلاث مرات ، ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان فى إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا ، نزلت إليه الملائكة ، كأن على وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ، فجلسوا منه مد البصر ، ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : يا أيتها النفس الطيبة ، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ، قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء ، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين ، حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط ، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ، قال : فيصعدون بها ، فلا يمرون بها ، يعني على ملأ من الملائكة ، إلا قالوا : ما هذه الروح الطيبة ؟ فيقولون : فلان ابن فلان ، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلى السماء ، فيستفتحون له ، فيفتح له ، فيشيعه من كل سماء مقربوها ، إلى السماء التي تليها ، حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله ، فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين ، وأعيدوه إلى الأرض ، فإني منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ، ومنها أخرجهم تارة أخرى ، قال : فتعاد روحه في جسده ، فيأتيه ملكان ، فيجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول ربي الله ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله ، فيقولان له : ما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ، فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي ، فافرشوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة ، قال : فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره ، قال : ويأتيه رجل حسن الوجه ، حسن الثياب ، طيب الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجئ بالخير ، فيقول ، أنا عملك الصالح ، فيقول : يا رب ، أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي ، قال : وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه ، معهم المسوح ، فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الخبيثة ، اخرجي إلى سخط من الله وغضب ، قال : فتتفرق في جسده ، فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول ، فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين ، حتى يجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن ريح خبيثة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون فلان ابن فلان ، بأقبح أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتح له ، فلا يفتح له ، ثم قرأ رسول الله ( لا تفتح لهم أبواب السماء ، ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) الأعراف : 40 ، فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه في سجين ، في الأرض السفلى ، فتطرح روحه طرحا ، ثم قرأ : ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق ) الحج : 31 ، فتعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان فيجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ، فيقول : هاه هاه لا أدري ، فينادي مناد من السماء : أن كذب فافرشوه من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره ، حتى تختلف أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب منتن الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسوؤك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ، فوجهك الوجه الذي يجئ بالشر ، فيقول : أنا عملك الخبيث ، فيقول رب لا تقم الساعة ]
الراوي: البراء بن عازب المحدث: الألباني - المصدر: شرح الطحاوية - الصفحة أو الرقم: 396
خلاصة الدرجة: صحيح .
(3)- { أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله }
الراوي: عبدالله بن بسر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3375
خلاصة الدرجة: صحيح
(4)- (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ))
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 13
خلاصة الدرجة: [صحيح]


 

أم هــاني
  • مقالات
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط