اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/daeyat/omabdulrahmaan/25.htm?print_it=1

~ أحب الله لكن قلبي لاهٍ عنه ~

أم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت
@AmatulRahmaan


سألتني قائلة:

أحب الله وأشتاق إليه وأرغب في القرب منه
لكن حين أقف بين يديه في الصلاة، أجد نفسي مشغولة عنه.
وحين أمسك مصحفي لأتلو آياته، أجد ذهني بعيدا عن كلماته.
ولا أعلم ما السبب؟
ولا أدري أين الحل؟
.
فأجبتها مستعينة بالله:

الحب الحقيقي ليس مجرد كلام بل يجب أن يُترجم إلى أفعال.
وكونك تجدين قلبك لاهٍ في صلاتك وتلاوتك فهذا دليل على ضعف حبك لله عز وجل.
فحينما نتأمل الحب من المنظور البشري، نجد أنه كلما زاد الحب كلما انشغل القلب بالمحبوب عن كل من سواه حتى تجدي المحب وكأنه في عالم آخر منفصل عن الواقع.
فما بالك لو كان المحبوب هو الله عز وجل؟
.
كلنا يَدَّعِي المحبة ..
فوضع الله لنا اختبار لحقيقة هذا الحب حين قال تعالى على لسان نبيه: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"
فحتى يكون حبك لله حقيقيا ..لابد أن يظهر في أفعالك قبل أقوالك فتتبعي نبيه المصطفى وتقتدي به
فيراكِ الله حيثما أمرك وتبتعدي حيثما نهاكِ فتتقربي إليه بالطاعات والمستحبات وتبتعدي عن المعاصي والمكروهات وتستشعري مراقبته لكِ في كل زمان ومكان ..
ووقتها لن تحبي الله فقط بل هو أيضا سيحبك
.
واعلمي أنك لن تنالي قربه بسهولة ويسر بل لابد أن تجاهدي نفسك وتصبري وتصابري لتستحقي هذا القرب فالأمر يحتاج للكثير من الصبر والعزيمة وكثير من التدريب على الطاعات ومداومة الاستغفار وتطهير القلوب..
فإذا تقربت إلى الله عزوجل بما يحبه بصدق وإخلاص، على قدر إخلاصك وصدقك سيعينك على هذا الحب والقرب وسييسره لكِ ..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: إن الله قال: ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه. رواه البخاري وفي الحديث القدسي: قال الله عز وجل: إذا تقرب إلي العبد شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتى إلي مشيا أتيته هرولة. رواه البخاري ...
.
أسأله سبحانه أن يوفقنا وإياك للتقرب منه على الوجه الذي يحبه ويرضاه


أم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت

 

أم عبدالرحمن
  • مـقـالات
  • استشارات
  • همسات رمضانية
  • رفقًا بعقيدتي
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط