اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/daeyat/nabela/9.htm?print_it=1

متاهات!!

نبيلة الوليدي


بسم الله الرحمن الرحيم


كيف بك وقد استيقظت ذات صباح فوجدت نفسك في أحراش أفريقيا , وإذ بقبيلة بدائية سود شعث (قد يكونوامن آكلي لحوم البشر) احتمال وارد!!
تراهم منهمكين في سلخ مخلوق ما؟ هل هوإنسان؟؟
وقد سارع بعضهم لإيقاد النيران استعدادا لشيه والتهامه..
أو وجدت نفسك ملقى على بساط من ثلج لاحد له في أصقاع القطب المتجمد وسط جماعات الإسكيمو,ضيقي العيون باردي النظرات ,وهم راكبي مزاليجهم لمطاردة الفقمة أو فرار من الدب الأبيض الضخم أومنهمكين في عمل الثقوب في وجه الجليد لاصطياد الأسماك..
أوقد تجد نفسك على جنبات سور الصين العظيم وسط حقول الأرز.والفلاحون يدأبون بنشاط وهمة عالية على غرس شتلات الأرز في الأرض المغطاة بالمياه ,أو ربما في أحد مطاعمهم التي يستمتعون فيها بشرب عصير الضفادع الطازجة, وشواء الصراصير الساخنة!!
كيف بك وأنت تحيا في محيط لايشبه شيء من ذاتك ,لا يلامس بقعة من وجدانك, بين قوم لا تراهم أهلالك ,مفرداتهم ليس لها ترجمة مفهومة في لغتك ,أشكالهم,عيونهم, نظراتهم, أفكارهم تباينك بتطرف, والأدهى من ذلك والمؤلم والفظيع أنك غير قادر على الإنصراف عنهم ومفارقتهم  ,لاتملك وسيلة سفر ,لا يؤذن لك بالمغادرة,لا تملك سوى خيارا واحدا: البقاء شئت أم أبيت!!!
ويجب عليك فوق ذلك إيجاد لغة تفاهم بينكما ؟
بالتأكيد أول شيء سيتبادر إلى ذهنك الآن"كيف؟!"
أروع شيء فعلته أنك طرحت هذا السوال...
فهذا مأزق كلنا تقريبا وجدنا ألمه في مرحلة من مراحل العمر ,وذلك عندما فقدنا الشعور بالإنتماء لكل ما حولنا ,غربة سوداء تلفنا من الأعماق مع أن كل شيء يؤكد أن هذا هو موطننا وأن هؤلاء الذين نشعر بالغربة بينهم هم أهلونا ,وها نحن ذا نرتدي ازيائهم ونأكل أطعمتهم ونشرب أشربتهم,ونتكلم لغتهم ,أذا مالمشكلة؟؟!!
مابالنا نراهم وهم يضحكون ملئ أفواههم لكنا لا نشاركهم ذلك!!
وعندها قد نتساءل: لماذا لسنا سعداء بهم ومثلهم؟؟
هل تمنيت سلوك طريق غير ممهد ,والعيش ببلد لم يوجد , والظفر برفيق لم يولد؟؟؟!
إذا أنت بحاجة لتتعلم كيف تغير إراداتك ومعتقداتك عن ذاتك وعن الأخرين وتتعلم أنه دوما بإمكانك البدء من جديد لتحيا السعادة التي تستحقها..
والآن سأقول لك لماذا كان سؤالك عن كيف هو الأروع؟
لأنه عنما نثير العقل بالأسئلة الصحيحة يبدع هذا الكائن العجيب في طرح إجابات فريدة ومفيدة ويمدنا بتوفيق الله بكل مايلزم لنحيا الحياة كما أرادها خالق الكون والإنسان حياة النور والفضيلة والإبداع...

وللحديث بقية..
يناير2007م


 

نبيلة الوليدي
  • مقالات دعوية
  • بحوث علمية
  • هندسة الحياة
  • سلسلة في العلاقة الزوجية
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط