صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







اللاعبون على جراحنا !!

مرام شاهين

 

وكأننّا نشتمُّ ريحَ الغدرِ تعصفُ بالدّماء ..
وكأنّ هذا الدم .. شلالُ ماء !
تصرخُ الطّفلة ، وتغرقُ بالدّموع
" قتلوا أبي ، سجنوا أخي ، جرحوا أمّي وأختي ، وبقينا بلا حليب .. نريدُ ماءً ، نريدُ حريّة ! "
ويهتفُ هو متسمّراً وراء الشّاشة : "جووول !!"
أولستَ جزءاً من ضمير شعب حيّ أعياهُ السّكوت ؟!

أشهرٌ مضت والأرض تهتزّ لأصوات الثوّار ..
هدفهم عيش بكرامة ، إنسانيّة تُحترَم ، ظلم خيّم وآن له أن يزول
ومن جانب آخر ، كان هدفُ الطرف المقابل : كرة تخرج وأخرى تدخل .. أصواتُ تصفيق .. وفرحٌ وزغاريد ..
وأكبرُ الهمّ أن يخسر الفريق ليبكي عليه هذا وذاك ويطأطئ رأسه خجلاً وكأنه حاول تحرير ليبيا ففشلت محاولته ، أو أنّه دخل بـ "كاميرا الجزيرة" إلى سوريا فطردوه بالنّعـال !

تستمرًّ اللعبة .. ويستمرًّ التكبير
يستمرًّ التشجيع .. وتستمرًّ الهتافات
وشتان مابينَ (استمرّ) و (استمرّ) ..
تتدافعُ قواّتُ الأمن لتتشابك والشعب ، دويُّ نار يصمُّ الآذان ، ويتدافعُ الفريقان في الملعب .. لتتشابكَ الأقدام ، أيّهم سيمسكُ بالكرة ، ويكمل المشوار !
شتان مابين (تدافع) و (تدافع) ..

إنّها كلّما عَظُمَت الأهداف .. عَظُمَ أشخاصُها ..
وكلّما ازدادت سُخفاً وتفاهة .. كلّما ازدادَ أشخاصُها انحطاطاً !

شبابٌ عُلّقَت في رقابهم الآمال ،
وشبابٌ ليسوا إلا "لاعبين على جراحنا" يتقاذفون الألم يمنة ويسرى أو يهتفون كلّما تزكّمت الأنوف برائحة المجازر !..
هو الضميرُ الواحد ، واليد الواحد !

" وسيعلمُ الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "

شكراً لكم ..!

مرام شاهين
27-5-2011


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
مرام شاهين
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط