صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







هل أجسامنا مكبٌ للنفايات ؟!! ...

 لبنى شرف / الأردن

 
قل لي ماذا تأكل ، أقل لك من أنت وكيف تفكر !! لطعامنا تأثير في تفكيرنا وسلوكنا ، فلماذا نجغل أجسامنا مكبا للنفايات ؟! نحن حقا جعلناها كذلك ، فنحن نأكل النافع والضار ، الغــث والسمين ، ما نحتاج وما لا نحتاج ، وحتى النافع والمفيد نأكله بلا حساب أو ميزان ، فلماذا هذه العشوائية ، وهذه اللامبالاة ؟ أليس لأبداننا علينا حقا ، فلماذا لا نتقي الله فيها ؟ لماذا لا نتقي الله فيما نأكل ؟ ولماذا لا نتقي الله في أطفالنا وما يأكلون ؟ أمانات سنُسأل عنها يوم القيامة ، أحفظناها أم ضيعناها .

هل أصبح الآن شغلنا الشاغل ماذا نأكل ، ومتى نأكل ، وكيف نأكل ، وكم نأكل..؟ أسئلة مهمـــة ، ولكن .. هل هذا جل تفكيرنا في حياتنا ؟ هل نحن نعيش لنأكل ، أم نأكل لنعيش ونقوى على عمارة الكون بإقامة شرع الله فيه ؟ .

قلنا بأنه يجب علينا أن ننتقي طعامنا بطريقة سليمة وصحيحة ، ولكن هذا لا يعني أن يكون الأكل هو شغلنا الشاغل في حياتنا ، فلابد من الاعتدال في كل شيء ، دون إفراط أو تفريط .

ثم هل نحن نتحرّى الطيب الحلال حتى نبعد أجسامنا عن النار ، كما قال عليه وآله الصلاة والسلام : " كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به " [ صحيح ، الألباني ـ صحيح الجامع : 4519 ] ؟ ، و قال تعالى : ﴿ يـٰأيها الناسُ كلوا مِمّا في الأرضِ حلـٰـلاً طيباً .. ﴾ ..{ البقرة : 168 } : حلالاً لصاحب الدين ، أما من ليس له دين فيستطيع تمييز الطيب من الخبيث إن كان له عقل مستنير !! . و جاء في كتاب جامع العلوم و الحكم : (( و من أعظم ما يحصل به طيب الأعمال للمؤمن من طيب مطعمه ، و أن يكون من حلال ، فبذلك يزكو العمل )) .

وهل نتحرى الطعام الخالي من الإضافات الغذائية ـ كالمواد الحافظة والملونة.. ـ ؟ فالطعام الذي خلقه الله كما هو دون إضافات هو الأنسب لجسم الإنسان والأقرب لطبيعته .

كم من الأوقات تُصرف في شراء وتحضير الطعام ، ومتابعة برامج الطبخ وصناعــة الحلويات ، وكم من الأموال تُنفق في سبيل ذلك ، وفي شراء كتب الطبخ ، لماذا كل هذا ؟ أوقات تصرف ، وأموال تنفق ، أنحن بحاجة إلى كل هذا ، أم أننا تجاوزنا الحد ـ حد الاعتدال - ، وأضعنا الوقت ، وأسرفنا في المال ؟ .

نحن كما قلت نأكل لنقوى على أداء مهمتنا التي خُلِقنا لأجلها ، ولم نُخلق لنأكل ونأكل .... ونأكل !! ، أمرٌ يحتاج منا إلى إعادة نظر ... و الحمد لله رب العالمين .

بقلم : لبنى شرف ـ الأردن .
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
لبنى شرف
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط