اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/daeyat/fauzea/95.htm?print_it=1

الشباب..والفرار من العيش ؟!!

فوزية منيع الخليوي
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة

 
في مثل هذا الوقت من السنة تنشط قوارب التهريب التي يتكالب عليها الشباب الجزائري بغية تهريبهم إلى أوربا بحثاً عن لقمة العيش!!
ولا يعود إلا المحظوظون منهم في نعوش بعد إنقاذ أجسادهم من أسماك القرش , وهناك حكايات كثيرة عن أشخاص تمكنوا من الوصول سالمين إلى الضفة الأخرى، لكن مآسي الذين فشلوا أكثر، وقد عثر حراس السواحل على رسائل حزينة كانت عبارة عن صرخات أخيرة لشباب كانوا يصارعون الموت ؟!!
الرسالة التي أبكت الجزائريين عن بكرة أبيهم، ونشرتها الصحف على أوسع نطاق فهي رسالة الشاب"لخضر درقواني" التي كتبها فوق ورق علبة سجائر هربها إليهم داخل قارورة ثواني فقط قبل أن يأكله الحوت :
يقول "بسم الله الرحمن والرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد؛ نقول لكم إننا حاولنا الهروب من البلدة، ولكن للأسف الشديد فالبحر هاج علينا بقوة صعبة، تبقون على خير.. أنا السيد درقواني لخضر.. أبي الحبيب، أمي الحبيبة.. تهلاي في روحك ( اهتمي بنفسك) وأبي كذلك وإخواني وأخواتي، اللهم إغفر لنا وارحمنا يا ربّ العالمين.. آه.. اللي ما يديرش الراي(من الذي لا ينتصح).. والله ما راه رابح (والله لن يربح). إلى اللقاء يا أمي وأبي.. أنتما أغلى ما في الدنيا.. وشكرا. ..أنا آسف"
هذا بالضبط ما وقع أيضا للشباب السعودي ...مع الفارق إن الأول خرج بحثاً عن لقمة العيش, والثاني خرج فراراً من العيش!!؟؟؟ ولا يخفى ‏علينا ضياع هذه الفئة من الشباب السعودي ووقوعه ببراثن من لايخافون ‏الله ومن يصطادون بالماء العكر, يجندون الشباب تحت أي بند ‏وما أكثر تلك البنود لاستغلالهم في شبكات إرهابيه؟؟

(1) ولما لا يتكالبون وقد بلغ اللحم السعودي سعراً مميزاً:

كما أفادت هيئة حقوق الإنسان السعودية إن السعوديين المتورطين في مواجهات مخيم نهر البارد قد بيعوا لجماعة في لبنان بقيمة ثلاثة آلاف دولار للفرد الواحد،وقالت صحيفة "اليوم" السعودية الصادرة 19/يوليو 2007 إن عدد الجثث التي يقول الجيش اللبناني إنها لسعوديين والتي تسلمها مستشفى طرابلس العام بلبنان ارتفع إلى 26 جثة, وهذا السعر يعتبر الأعلى مقارنة لسعره فى الأعوام الفائته فى افغانستان ومروراً بالعراق!!
(2) استغلالهم للعمليات التفجيرية:
كشف 4 سعوديين عادوا من العراق مؤخرا إلى منطقة القصيم - وقد رفضوا نشر أسمائهم- أن الجماعات المسلحة داخل العراق تجبر الشباب السعودي والعربي على تنفيذ عمليات تفجيرية من خلال ركوب سيارات مفخخة أو تنفيذ عمليات انتحارية بأحزمة ناسفة، ويأتي ذلك وسط غموض تام وعدم إرسال بيانات ومعلومات عن السعوديين من الجانب العراقي." جريدة الوطن1692"
(3) تعرضهم للإبادة:
وأكدت الشرطة العراقية إن مجموعة مسلحة اختطفت 11 مصريا وسعوديا كانوا معتقلين في سجن في البصرة جنوب العراق بتهمة الإرهاب وقتلت عشرة منهم. "جريدة الرياض 13758"
(4) تعرضهم للسجن:
ويمتد إلى دول أخرى فوفقاً للعربية نت 19 جمادى الثانية 1428هـ إلى وجود نحو 300 معتقل سعودي موزعين على ثمانية سجون تابعة للمخابرات السورية، وذلك وفقا لمصدر في الجمعية العربية لحقوق الإنسان .
المشكلة في تقديري أكبر من حدود أطرافها البائنه، تتعدى إلى خارج الجزيرة إلى الأعين التي تتلصص على شبابنا وتستهويها التجارة بهم؟!!
وتتمثل في قصور الفهم لدى شبابنا في فهم ما يدور في واقعهم مع نقاء جوهر الدين لديهم؟!!
وتتمثل في الجرأة والأقدام في نفوسهم ,فجرأة كما في حال االمعتقل في جوانتانامو يوسف الشهري الذي تم اعتقاله وعمره يقل عن 15 عاما /"جريدة الوطن 2033,وإقدام كحال عبد الله الرميان، الذي حكي لـ«الشرق الأوسط»30/05/2006 قصة اعتقاله في ممر إبراهيم الخليل يوم 1 سبتمبر (أيلول) 2003، أي بعد نحو ستة أشهر من سقوط بغداد، وقال انه جاء ، بعد إن خرج من السعودية إلى الأردن ومنها إلى سورية ثم اسطنبول ثم ديار بكر في الأراضي التركية وعبر الممر الطبيعي إلى داخل الحدود العراقية.
وتتمثل في ضعف التواصل بين الشاب وأسرته كما حدث مع الكثيرين منهم الذين ذهبوا للجهاد دون إخبار أهاليهم , ولم يتبينهم أهاليهم حتى بعد وفاتهم..كما حدث في التسعين المقتولين في قلعة جانجى بمزار الشريف في أفغانستان في شعبان ورمضان لعام 1422 هـ .
وتتمثل بصمت الأهالي عن التبليغ عن أبناءهم فوراً ,واللجوء للسلطة والتراخي في ذلك.

لماذا لايفكر الشاب منهم بلقمة عيشه ومستقبل أولاده وكرامة أمته ....
لماذا ينظر لأهله ووطنه على انه "الآخر" الذي يتربص به, ويحملهم أوزار ما يدورفى الخارج؟!!
ولماذا لايستشعر الشاب الخطر ممن يكيدون به من الخارج ..
ولماذا هو فى حالة استنفار دائمة ضد بلده, ويصب جام غضبه عليه ؟!!
ولماذا الشاب "المواطن "الذي يهيم ببلده بدأ ينحسر ويتراجع, وقضايا وطنه باتت لاتهمه....
لماذا يتصادم مع واقعه وفطرته البريئة التي تدعوه للسلم, كما في حال الأسير على الكربى في المعتقلات العراقية. ففي رسالة مؤرخة بتاريخ 21 يوليو (تموز) 2005، هنأ خلالها بفوز ناديه الاتحاد على نادي النصر بنتيجة 6 للاشيء، حيث كان وقتها في سجن معسكر بوكا البريطاني. ..."جريدة الشرق الأوسط العدد 10419 "
لماذا لايأخذ العبرة ممن سبقوه وكانت نهاياتهم مأساويه:أعلنت منظمة "أصدقاء الإنسان الدولية "المدافعة عن حقوق الإنسان في بيان صادر عنها الجمعة 22/6/2007 من مقرها فينا , أنها حصلت على معلومات مؤكدة بشأن حالة وفاة وحالتين مرضيتين, تخص ثلاث معتقلين سعوديين في سجن السوسة الواقع بكردستان شمال العراق:
فمازن الحربي توفى نتيجة تسمم وسوء تغذية وإهمال طبي لحالته الصحية من قبل ادراة السجن.
أما الأسير يزيد الحربي الذي أصيب بالدرن منذ حوالي خمسة أسابيع وهو على حافة الموت , ولغاية هذا الوقت لم يتم الكشف عليه وعلاجه.
والأسير عبد الله الحربي أصيب بخلل عقلي نتيجة ما تعرض له من التعذيب الجسدي والنفسي الشديدين , ويقبع في نفس السجن."نقلا عن قدس برس –فيينا23-يونيو 2007 ستبقى هذه الأمثلة درسا لكل شاب لم يجد من حل سوى المغامرة بحياته في ساحات القتال! ودرسا لكل أسرة انشغلت عن أبنائها ولم تفعل شيئاً لاحتوائهم ..ودرساً لكل تاجر شغلته أمواله عن محاولة التخفيف عن أبناء وطنه ومدهم بالمشاريع الصغيرة ... ولكل كاتب مشغول بالدفاع عن رأى وفكرة دون الدفاع عن أبناء وطنه وتوجيههم وو..... ودرساً للآلاف من أمثال " الحربي" من الذين يفكرون في الرحيل، ويستعجلون قبل الرحيل الرحيلا؟"

فوزيه منيع الخليوى
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
Om.sofian@hotmail.com

 

فوزية الخليوي
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط