اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/daeyat/fauzea/94.htm?print_it=1

البيئة الأنسب لتفشي الأوبئة!
بيوت الصفيح.. ضيوف على أرض وطنهم الغالي!

فوزية منيع الخليوي
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة

 
هم أناس لا يمتلكون شبرا واحدا من أراضي وطنهم الغالي.. يفترشون الأرض التي لا يمتون لها بصله إلا في بطاقات الهوية.. ويلتحفون العراء الذي يلتحفه الآلاف من المهمشين على سطح الكرة الأرضية.. هناك حيث هي أرض الأحلام الفارغة، والبطون الخاوية.. هناك حيث البيئة المناسبة لتفشي الأوبئة والأمراض.. هناك حيث لا تسلية للصبية إلا نبش النفايات.. يقتطعون أجزاء بسيطة من الأرض ويرصفونها بالبلوك ويهيلون عليها الأسمنت.. آلاف العوائل تسكن بيوت الصفيح والطين والغرف الضيقة التي تفتقر إلى أدنى الشروط الصحية..

يقومون ببعض التحصينات بين الفينة والأخرى، إلا أن ذلك لم يمنع من دخول المياه لبيوتهم التي تخللها الماء من كل زاوية، بما في ذلك الأسقف المكونة من الخشب، أو صفائح الألمنيوم، ويقوم قاطنو بيوت الصفيح بابتكار طرق بدائية يحاولون من خلالها صد زخات المطر، منها وضع السواتر الترابية أمام الأبواب لئلا تدخل لهم مياه الأمطار، فمعظم بيوت الصفيح اقل من مستوى سطح الأرض، ما يؤدي لدخول المياه بكثرة لداخل منازلهم..!

أهالي الصفيح

يقدر أحد المسئولين في إحدى الجمعيات الخيرية عدد بيوت الصفيح في البلدة بـ 40 منزلاً تتوزع في 3 مواقع، بينما يقدر عددها في ما جاورها بـ 12 منزلاً (العدد 14447جريدة اليوم).

أما في عرعر فقط 850 بيتاً من الصفيح يعيش بها نحو 1300 أسرة ويصل عدد ساكني هذه البيوت ما بين 10 آلاف إلى 5 آلاف نسمة يعيشون فيها منذ أكثر من 20 عاماً (صحيفة الشرق الأوسط الجمعة 9/1/1429 محليات).

أما في قرى وهجر أملج وحقل التابعتين لتبوك فيها 25 ألف أسرة، يعيشون على مساعدات الضمان الاجتماعي التي يتسلمونها سنويا ليسددوا منها ديونهم المتراكمة، باستثناء دور محدود للمستودع الخيري بأملج لقلة إمكاناته المادية. (جريدة الوطن 26/5/2006).

أما في الليث فيتوزع أكثر من 10 آلاف محتاج في 50 قرية يتخذ معظمهم من الصفيح والعشش والصنادق مساكن لهم.. فأهالي قريتي طفيل «90 كم شمال المحافظة» والغالة «15 كم شمال المحافظة» (العدد: 1945 جريدة عكاظ).

أبرز معاناة أهالي بيوت الصفيح:
- مشكلة مواصلات.
- شح الماء وانقطاع الكهرباء.
- وكذلك عدم النظافة.
- الخوف من الطبيعة حيث إن هاجس الغبار يلازمنا خوفا من سقوط الصفيح على رؤوسهم وكذا الأمطار.
- يدرس أبناؤهم في أماكن بعيدة ولا يملكون ما يشتري به وقودا للسيارات.
- تمتد توصيلات الكهرباء والأسلاك بشكل عشوائي.
- انتشار الحشرات والفئران.
- برودتها في فصل الشتاء.
- احتفاظها بالحرارة في فصل الصيف.
- فقدانها للخدمات الصحية.
- عدم وجود مياه صالحة للشرب.
- احتمال سقوط بيوت الصفيح.

مثال على المعاناة
عائلة بأكملها يبلغ عمر عائلها 85 عاماً تسكن في شبك مخصص للأغنام، وعند سؤال رب الأسرة عن أحواله قال: الشكوى لله وأمانة عليكم أن توصلوا معاناتنا هذه إلى ولاة الأمر ليروا سوء وضعنا، فأنا لا أقدر على العمل وأفراد أسرتي بنات، ومصدر دخلنا الوحيد هو الضمان الذي ما إن أتسلمه حتى أوزعه على الدائنين لأن حياتنا على مدار العام تعتمد على الديْن. وعن سبب سكنه في هذا الشبك قال: "ما باليد حيلة فهذه قدرتنا وحالتنا لا تحتاج إلى شرح". التقته الوطن (عدد 26-5/2006).

تقول أم أحمد الهويدي: "سكنا في هذا المنزل منذ 25 سنة، بعد أن انتقلنا لها من منزل مشابه في منطقة تعرف باسم الجبل. وتتذكر أم أحمد منزل "العشش" الأول الذي كان مبنياً من السعف وجذوع النخيل، وكان يحتوي على غرفة واحدة تعيش فيها هي وزوجها وأبناؤها الخمسة، وترى أم أحمد منزلهم الحالي متطوراً عن الأول لأنه يتكون من الخشب والصفيح، وأقلّ خطورة من المنزل الخوصيّ القديم، وتضيف: "يعمل زوجي بوظيفة مستخدم في مدرسة، ولم يكن دخله كافياً لشراء أرض، وبناء بيت، وإعالة الأسرة في الوقت نفسه، فبنينا لنا بيتا بسيطا من الخوص وجذوع النخيل فوق هذه الأرض التي لا نمتلكها.

أحوال الأسر
كثرة العدد، حيث إن متوسط عدد أفراد الأسر يصل إلى 19 فردا بمتوسط دخل يقارب ريالين يومياً للفرد، انتشار البطالة ولا يقل عدد العاطلين عن أربعة في الأسرة الواحدة. (جريدة الوطن 26/5/2006).

يوجد معاقون وأرامل ومطلقات ومرضى، وأرجعوا وجود بعض المعاقين الذين لا تقدم لهم أي خدمات نتيجة عدم توفر دار مخصصة لهم بالمحافظة إلى زواج الأقارب ونقص الوعي الصحي.

إمكانيات المستودع الخيري

تقوم الأعداد الكبيرة من الفقراء في أملج على المساعدات من المستودع منها المخبز الخيــري (يؤمن المستودع الخيري الخبز يومياً للفقراء مجاناً، فقد تم افتتاح مخبزين في شمال وجنوب المحافظة، ويبلغ عدد الأسر التي يرعاها المستودع 1600 أسرة، تم تقسيمهم على عدة فئات من حيث شدة الحالة.

الحــــــــــل
خطت مملكة المغرب خطوة ناجحة في شأن بيوت الصفيح، حيث أطلق الملك محمد السادس في سبتمبر 2005 برنامجا لإزالة مدن الصفيح في الدار البيضاء بحلول 2010 في إطار "مبادرته الوطنية للتنمية البشرية وتبلغ الكلفة الإجمالية لمشروع إعادة إسكان اسر مدن الصفيح 7،2 مليار درهم (645 مليون يورو) في خطة بناء 500 ألف مسكن لتحل مكان بيوت الصفيح التي تشكل أحزمة البؤس حول الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب وبعض المدن الأخرى مثل مراكش وأغادير، قد انطلقت حتى الآن بنجاح (جريدة الحياة 21/1/2008).

 

فوزية الخليوي
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط