صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







وقفات شرعية مع تساهلات سهيلة..!

فوزية منيع الخليوي
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة

 
أبت الكاتبة إلا أن تنقب في التراث الإسلامي سعياً منها إلى تجديد الدين تحت مسمى مفاهيم خاطئة!!

في الوقت الذي يجزم به المفكرون , ان أوضاع العالم العربي تشكو من علل وأمراض ذاتيه , علاوةٌ على المؤامرات الخارجية , وما تنتهجه بعض الفضائيات من تشويش على «الدين»!!

تأبى الكاتبة سهيلة زين العابدين إلا أن تُنقّبّ في التراث الإسلامي سعياً منها إلى تجديد الدين تحت مسمى « مفاهيم خاطئة» وهى السلسلة التي دأبت على نشرها .. وموضوع استدلالها هذه المرة ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) فأجدني مضطرة إلى التخلي عن عدم الرغبة في الرد التي تلبستني سابقاً مع الكاتبة ؟ لأن المسألة تتعلق بالحجاب الذي بات محطا لكثير من علامات الاستفهام في فرضية غطاء الوجه من عدمها ؟ فكان لزاماً عليها أن ُتسلّط الضوء على كل الرأيين مع بيان الأدلة دون الانحياز إلى رأى دون آخر؟؟؟» فكان أن وقعت في التالي:

- لمز مدارسنا الدينية:

- تقول الكاتبة في الآية « وليضربن بخمرهن على جيوبهن»: الخمار: ولو كان معناه غطاء الوجه لما أطلق عليه خمار، وقد درستُ في المناهج الدينية في مدارسنا أنَّ الخمار : هو غطاء الرأس ، وأصبح الآن يُدرَّس بأنَّه غطاء الوجه !!

- قلت : وهذا الرأي كان له أصل في السلف فقد قال العيني في عمدة القاري 10/92 عند شرحه للحديث عن نساء الأنصار: فاختمرن بها: أي غطين وجوههن بالمروط التي شققنها اهــ

- وقال ابن حجر: في شرح الحديث «فاختمرن» أي غطين وجوههن بالمروط التي شققنها رقم 4387 كتاب التفسير البخاري.

- وقال الألباني في تعليقه على هذه الأبيات :

قل للمليحة في الخمار المذهب *** أفسدت نسك أخي التقّى المذهبِ

فقال: «فقد وصفها-المليحة – بأن خمارها كان على وجهها أيضاً» حجاب المرأة المسلمة 33

ثانيا : التلبيس على القارئ:

تقول الكاتبة: الآية 61 من سورة آل عمران : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مِا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ َفَقُلْ تَعالَوْا نَدُعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللهِ على الكَاذِبين) قد أجمعت كتب التفسير والحديث على أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم خرج لملاقاة نصارى نجران ومعه علي بن أبي طالب والحسن والحسين وابنته فاطمة رضي الله عنهم أجمعين ،ولم يصحب معه أحداً من نسائه لفرض الحجاب عليهن وان السيدة فاطمة رضي الله عنها خرجت لملاقاة نصارى نجران ،وهي كاشفة لوجهها..ولم يصحب معه أحداً من نسائه لفرض الحجاب عليهن؟؟!.

قلت : حديث ملاعنة نصارى نجران جاء في البخاري كتاب المغازي 4029 وفيه جاء ‏ ‏العاقب ‏‏والسيد ‏‏صاحبا ‏نجران ‏إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , والرواية التي ذكرتها الكاتبة ضعيفة قال عنها ابن حجر: وفي مرسل الشعبي عند ابن أبي شيبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران لو تموا على الملاعنة . ولما غدا عليهم أخذ بيد حسن وحسين وفاطمة تمشي خلفه للملاعنة ) . ‏وعلى فرض صحتها فلم يرد فيها إن فاطمة كانت كاشفة لوجهها ؟!!! وذكر الطبري في تفسيره بلفظ: غَدَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَضِنًا حَسَنًا آخِذًا بِيَدِ الْحُسَيْن وَفَاطِمَة تَمْشِي خَلْفه, فقال جَرِير , قَالَ : فَقُلْت لِلْمُغِيرَةِ : إِنَّ النَّاس يَرَوْنَ فِي حَدِيث أَهْل نَجْرَان أَنَّ عَلِيًّا كَانَ مَعَهُمْ ! فَقَالَ : أَمَّا الشَّعْبِيّ فَلَمْ يَذْكُرهُ , فَلَا أَدْرِي لِسُوءِ رَأْي بَنِي أُمَيَّة فِي عَلِيّ , أَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْحَدِيث .تفسير ابن كثير 5667 وهذا يدل إن مدار الرواية على الشعبي أيضا.

ثالثا : استشهادها بآثار ضعيفة:

قالت الكاتبة: ( ولا يُبدين زينتهن إلاَّ ما ظهر منها ) ـ أي الوجه والكفين ، كما فسرها ابن عمر وابن عبَّاس رضي الله عنهما ـ

قلت: جاء هذا في السنن الكبرى للبيهقى 2/225, وهو إسناد ضعيف لضعف راويين هما أحمد العطاردي قال عنه ابن عدى : رأيتهم مجمعين على ضعفه .»ميزان الاعتدال 112/1» وكذلك عبد الله بن هرمز المكي ضعفه ابن معين والنسائي وابن المدينى وأبو حاتم «ميزان الاعتدال 2/ 503

- وقال أيضاً الشيخ البهوتى على الآية (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال ابن عباس وعائشة وجهها وكفيها,رواه البيهقى , وفيه ضعف , وخالفهما ابن مسعود « كشاف القناع 1/ 243

- استشهدت الكاتبة بحديث: حديث المرأة الحسناء التي كانت تصلي ، وحلف ابن عباس أنَّه ما رأى مثلها قط ، وتقدم بعض الصحابة إلى الصف الأول لئلا يراها..

عن أبي الجوزاء عن ابن عباس :كانت امرأة تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حسناء من أحسن الناس فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها وسيتأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله تعالى (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ) الحجر 24•

قال الترمذي: ‏‏وروى ‏جعفر بن سليمان ‏ ‏هذا الحديث ‏عن ‏‏عمرو بن مالك ‏‏عن ‏أبي الجوزاء ‏نحوه ‏‏ولم يذكر فيه عن ‏ابن عباس ‏» الترمذي كتاب التفسير 3047 , وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره بعد ذكر حديث ابن عباس هذا ما لفظه: وهذا فيه نكارة شديدة , وحَدِيث غَرِيب جِدًّا , وقال أيضا: فَالظَّاهِر أَنَّهُ مِنْ كَلَام أَبِي الْجَوْزَاء فَقَطْ لَيْسَ فِيهِ لِابْنِ عَبَّاس ذِكْر. انظر تفسير ابن كثير سورة الحجر آية 24

رابعا : تفسير النصوص بالرأي:

قالت الكاتبه: عن سُبيعة الأسلمية .. لمَّا تعلَّت من نفاسها تجمَّلت للخطاب فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك .. فقال لها مالي أراك تجمَّلت للخطاب فسبيعة رضي الله عنها كانت تلبس ما يسترها عندما دخل عليها أبو السنابل ،ولكن لمَّا عزمت على الخروج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعت عليها ثيابها ـ يعني جلبابها

قلت : ليس في الحديث أنها كانت سافرة الوجه حين رآها أبو السنابل وغاية ما فيه انه رأى خضاب يديها وكحل عينيه» كما جاء في الرواية «وقد اكتحلت واختضبت « وفى رواية الأسود» فتطيبت وتعطرت» البخاري 9/414,والرواية في أنها «جمعت عليها ثيابها» جاء بعدها «حين أمسيت» ؟؟؟ قال عنها ابن حجر: خروجها من منزلها ليلا , ليكون استر لها كما فعلت سبيعة» فتح الباري 9/ 475

خامسا : تجاهلها لآراء العلماء:

تفسير الكاتبة لعبارة متعجرات : أي كاشفات الوجوه.؟؟

قلت:هذا التفسير من الكاتبة ليس على الإطلاق فقد فسر ابن الأثير الاعتجار فقال: الاعتجار بالعمامة ان يلفها على رأسه ويردُّ طرفها على وجهه ولا يعمل منها شيئا على ذقنه/ فتح الباري.

وقال محمد بن الحسن : لا يكون الاعتجار إلا مع تنقب وهو إن يلف بعض العمامة على رأسه وطرفا منه يجعله شبه المعجر للنساء وهو ان يلفه حول وجهه .» المبسوط للسرخسي 1/31.


"تم نشره بجريدة المدينة الجمعه 20 رجب 1428

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فوزية الخليوي
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط