صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







نساء الخوارج...عاشقات أم مناضلات؟؟

فوزية الخليوي
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة

 
مالذى يدعو بامرأة على قدر من الجمال والرقة , وبلاغة الحس وإرهافه !! التي تتمتع بها أى امرأة ..تنأى بهذا وتعده إثقالاًًً لكاهلها.. ومضيعة لوقتها!!
وتركن للزوج في حياتها ركنه قوية ولكنها ليست التي نراها في نساءنا ...
إنها نوعٌ آخر ..؟ مغايرة للصورة المألوفة السائدة (كالحبيب والعاشق , والزوج والمعيل...)... فهو رفيق كفاح, وشريك في المناضلة, وقائد جسور..!!
فى ثورة على الفطرة الربانية , والطبيعة الأنثوية!؟؟
وكيف لها ان تجمع في تلك النفس الشاعرة ...
جمع من الأحوال المتنافرة..
من السرور بكنف زوجها ...والاهتياج من قوة عقلها ,..والثورة من زمانها؟؟؟
أم حكيم الفارسة زوجة قطري بن الفجاءة التي ارتجزت بأمنية غريبة صورت فيها وضعها تقول:

أ حمل رأساً قد سئمتُ حَمْلَهْ
وقد مللتُ دَهْنَهُ وغَسْلَهْ
أَلا فتىً يحملُ عنّي ثِقْلَه (شعر الخوارج40)

فكانت في بيتها الزوجة التي تتجمل وتتزين للحياة ثم تزفر بين أضلعها الأمنيات المناضلة الجسورة التي تفوق أشرس الرجال ؟!!

كما تمنت قطام وهى امرأة من تيم الرباب, لقاها ابن ملجم وقد قتل أبوها وأخوها يوم النهر , وكانت فائقة الجمال فلما رآها أخذت بلبه فخطبها, فقالت: لااتزوجك حتى تتشفى لى؟
فقال: وما تريدين؟
قالت: ثلاثة آلاف وعبد وقينه وقتل على!
فقال : أما قتل على فما أراك ذكرته وأنت تريدينني !!
, قالت : بلى , التمس غرته فان أصبته شفيت نفسك ونفسي ونفعك العيش معي , وان قتلت فما عند الله خير من الدنيا وما فيها !!( تاريخ ابن الأثير 3/388)
وقد تتفاقم هذه الأمنية عندها حتى تصل بها الى تحدى دوله؟؟!

كما في غزالة الحرورية زوجة شبيب الخارجي التي تذكر الأخبار أنها وصلت إلى مرتبة القيادة وأنها تحدت الحجاج عندما دخلت الكوفة لنذر نذرته على ان تقرأ البقرة وآل عمران في مسجد الكوفة؟!!!

حتى ان الحجاج تحصن في دار الإمارة، ودخل شبيب وأمه جهيزة وزوجته غزالة الكوفة عند الصباح،وخرجت غزالة مما أوجبته على نفسها وكانت من الشجاعة والفروسية بالموضع العظيم ؟!!وفيها قال عمران بن حطان هذه الأبيات مفتخراً (الأغانى 20/314)

أسَدٌ عليّ وفي الحروبِ نَعامةٌ *** ربداءُ تَجْفُلُ من صفيرِ الصافرِ
هلاَ برزتَ إلى غزالةَ في الوغى *** بلْ كان قلبُكَ في جناحَيْ طائرِ
صَدَعتْ غَزالةُ قلبَهُ بفوارس *** تركتْ منابِرَهُ كأَمسِ الدَّابرِ
أَلِق السلاحَ وخُذ وشَاحَيْ مُعْصرٍ *** واعمدْ لمنزلةِ الجبانِ الكافر

ثم هي لاتتناسى عواطفها بل توظفها لخدمة فكرها,كما فعلت أم شبيب عندما امتطت جوادها ورافقت ابنها في حروبه ونزاعاته؟!

بل وتسخر هذه القوة على التأثير في كسب زوجها، وضمّه إلى مذهبها. يقول صاحب الخزانة: "وإنما صار عمران بن حطان من القعدة، وكان سبب ابتلائه أنه تزوج امرأة منهم فكلموه فيها فقال: سأردها عن مذهبها، فأضلته ويقال إنها كانت بنت عمه بلغه أنها دخلت في رأي الخوارج فأراد أن يردها.. (خزانه الأدب 5/351 )

فالمرأة منهنّ تتمثل أفكار الدعوة الخارجية ومبادئها، وتضم إليها الأنصار، على نحو ما فعلت "جمرة" بعمران بن حطان. ويقال إنها كانت ذات جمال، وكان قبيحاً دميماً فقالت له يوماً: أنا وإياك في الجنة، قال: ومن أين علمت ذلك؟
قالت: لأنك أعطيت مثلي فشكرت وابتليت بمثلك فصبرت والشاكر والصابر في الجنة ؟؟؟
فهل كان الجمال هو مطيتها الوحيده ؟ ؟
وهل كان عمران يحتسى من النظر اليها لينتفض جبروتاً وتعنتاً؟!!!

فماهو السر الذى أوجد فيها هذه القدرة على الجذب , وجعلها لاتتذمر من هذا التنافر في الظاهر , وفوق ذلك فهي لاترى غضاضة في هذا الأمر بل تحسن التبعل لزوجها حتى حببت له الحياة ؟؟

يا جَمْرُ إنّي على ما كان من خُلُقي *** مئْنٍ بخلاّت صدق كلُّها فيكِ
اللهُ يعلمُ أنّى لم أَقلْ كَذِباً *** فيما علمتُ وأنّي لا أُزكّيْكِ

وما هو السر في قدرتها فى المزج بين هذا التنافر بين الحب والشراسة؟؟
حتى إننا نجدها تقتحم غمرات الموت بكل رضا وقناعة ؟؟
كانت البثجاء امرأة من بني يربوع تحرض على ابن زياد بن أبيه وتذكر تجبره وسوء سيرته فقيل لها ان التقية لابأس بها !!
فقالت :أخشى ان يلقى احد بسببي مكروها!
فأخذها ابن زياد فقطع يديها ورجليها , وعلقها في السوق حتى ان رأس الخوارج ابو مرداس مر بها في السوق فعض على لحيته وقال: أهذه أطيب بالموت منك يامرداس؟ ما ميتة أحب الى من ميتة البثجاء ( 3/517 الكامل لابن الأثير)

وقال ابن عبد ربه: ان زيادا قتل امرأة من الخوارج ثم عراها , فلم تخرج النساء الا بعد زياد , وكنّ اذا أرغمن على الخروج قلن: لولا التعرية لسارعنا!! (العقد الفريد1/222)

فهذا غيض من فيض من خصائص قوة العاطفة عند المرأة ,الذى قد يدفعها لأن تنسلخ من غريزة الأنوثة , ومنحة الطبيعة؟
وتنسى أنها أعد ت للأمومة والنماء, لا بأن تمتد يديها بالسفك والفناء...
وأنها خلقت للتربية والعطاء, في منحة إلهية من رب السماء...
ثم في الشق الآخر نجد نساءنا اللواتي أفسدهنّ الترف واللين والنعمة
فوجدت الناس على الدنيا يتكالبون !.. وللشهوات متبعون!
فسارت مع السائرون
وعمت ناظريها ...عما أوجبه الله عليها...وصيانة ما أودعه الله فيها...
فلله المشتكي من ضياع الأحوال مابين نفره من الإنسانية, وتمردا على الفضيلة ؟؟؟؟؟

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فوزية الخليوي
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط