صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







المرأة المسلمة والتحوّل السياسي

فوزية الخليوي
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة

 
تشكل المرأة في العالم الإسلامي النصف أو أكثر! وكان لها خلال العقود الماضية مواقف مشرفة؛ حماية منها لأبنائها, ونصرةً لدينها, ورعايةً لأطفالها, ووفاءً لزوجها...

ولكن طرأ على الساحة السياسية في العقد الأخير تحوّلات سياسية, وحروب طاحنة, وقيادات قمعيّة! والتي ساهمت في توسيع ثقافتها السياسية, وهتك النسيج الاجتماعي للمرأة وتمزيق استقرارها العائلي.. مع ما تعانيه من مستوى حضاري متدنٍ، علاوةً على النظرة الدونية الموجودة في ذهنية الرجل, ومنظومته الاجتماعية والفكرية، وأيضاً وعيها أن هناك قوّة تريد أن تنفرد بالعالم وتهيمن عليه, وتحتكر الرفاهية لنفسها مع تهميشها للجميع.

فمثلاً في العراق: بلغ عدد الأرامل العراقيات أكثر من (مليون و600 ألف) امرأة, وتجاوز عدد الأطفال اليتامى مليوني طفل أعمارهم دون العاشرة!!
وفي فلسطين بلغ عدد الشهيدات حتى عام 2004(208)، والأسيرات حتى عام 2003(77)أسيرة، و87 % منهن عاز بات.
وتفيد مصادر مسئولة في( الصليب الأحمر الدولي) عن وجود خمس سجينات في العراق, بعد أن كانت المنظمة الدولية قد أشارت عام 2003 إلى أن عدد السجينات بلغ نحو ثلاثين امرأة فيما يُؤكّد الآن أن عدد السجينات يبلغ حالياً (78). ( ميدل إيست 28 -5-2004).

وامتداداً لهذا التحوّل السياسي, حوكمت في اليمن امرأة لنضالها السياسي وانتمائها لجماعة الحوثي! وفي مصر خرجت الآلاف يهتفن "كفاية" بإصرار متجاوزات التحرّش الجنسي الذي تعرّضن له من قبل رجال الشرطة؟! وفي السعودية حرّرت السلطات زوجة قائد تنظيم القاعدة وأبناءها في سابقة فريدة من نوعها، بعد إقحامه لعائلته في المعترك السياسي، وفي باكستان قبضت السلطات على امرأة بتهمة انتمائها لتنظيم القاعدة، أما البقية الباقية من النسوة في البلدان المناضلة فقد سطّرت فيها النسوة أروع الأمثلة في المساهمة في النضال ضد العدو، كحملها الطعام إلى القرى المحاصرة, وتوفير الملابس والغذاء للفاّرين, وتحرير العديد من الشباب وتوفير كمائن, و إنقاذ أعداد من الاعتقال...، وأقلّها تربية أبنائها على التحدي والنضال!!
أما اللواتي لم يدخلن المعترك السياسي فقد كنّ بطريقة أو بأخرى ضحيةً للحروب, فقد أظهرت بعض الإحصائيات التي صدرت عن بعض البلدان التي خاضت الحروب: استخدام العنف الجنسي كأداة من أدوات الحرب, ومن ذلك ما أظهرته( بعثة السوق الأوربية للتقصي عن الحقائق)من أن أكثر من (20,000) امرأة مسلمة تعرّضن للاغتصاب في البوسنة منذ اندلاع القتال عام 1992م.
وكذلك الاغتصاب الذي وقع للمسلمات في كشمير على أيدي الجنود الهندوس(نقلاً عن أمان).

جميع هذه الإرهاصات، ومع ما تتميز به المرأة من عاطفة جيّاشة, مع إيمانها القويّ بالبعث والنشور بعد الموت وما يتبعه من خلود... انصبّت في بوتقة الفداء والتضحية, فاندفعت مرتديةً للأحزمة الناسفة في عمليات انتحارية.

ففي فلسطين قضت (8) نسوة في عمليات انتحارية ! وفي لبنان كانت سناء محيدلي عبر المقاومة اللبنانية! وفي موسكو قضت (18) امرأة شيشانية في عملية مسرح قصر الثقافة 10-2002م، وفي العراق على مدى عامين ونصف فجّرت انتحاريات عراقيات أجسادهنّ المفخخة: كان أولها أمام حاجز تفتيش للجيش الأمريكي في مدينة الصويرة 8نيسان2003م, تلاها تفجير انتحارية نفسها قرب رتل عسكري أمريكي في حديثة, ثم انفجار سيارة مفخخة تقودها انتحارية قرب قرية المشاهدة, وصولاً إلى تفجير امرأة ترتدي السواد نفسها أمام جمهور المتطوعين في صفوف الجيش في تلعفر في أكتوبر الماضي, والتي أعلن فيها للمرة الأولى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بزعامة الزرقاوي تنفيذ انتحارية تلك العملية، وتلاها الآن ساجدة الريشاوي المتهمة بالضلوع في تفجيرات فنادق عمّان!!
ونقلت (جريدة الحياة عدد: 15567) إعلان وزارة الداخلية العراقية عن وجود (122) معتقلة بتهمة السعي إلى القيام بعمليات انتحارية, أو توفير الدعم للمسلحين!!
مما يدلل على دخول المرأة مستقبلاً لمسيرة النضال السياسي المسلح في المنطقة.
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فوزية الخليوي
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط