اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/daeyat/fauzea/107.htm?print_it=1

لماذا الحزن فى العيد؟

فوزية منيع الخليوي
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة

 
في الدقائق الأولى من انبلاج خيوط الصباح , من يوم العيد .. تحتبس عند الكثير منا في عينيه الدموع وتخترقه العبرات ..ويتلبسه الأسى...ويلتحفه الحزن.

أقبلت يا عيد والأحزان نائمـة *** على فراشي وطرف الشوق سهران
من أين نفرح يا عيد الجراح وفي *** قلوبنا من صنوف الهمِّ ألـــوان؟
من أين نفرح والأحداث عاصفة *** وللدُّمى مـقـل ترنـو وآذان؟


وتعددت الأبيات الشعرية التي تصف أحوالنا في العيد ..فمن فاقد لعزيز وسده القبر..وأهال عليه التراب, فهو يتجرع الغصات ,ويبتلع الزفرات

أصبحت في يوم عيدي والسؤال على *** ثغري يئن وفي الأحشاء نيـران
أين الأحبـة وارتـد السـؤال إلى *** صدري سهامًا لها في الطعن إمعان؟
 

فما تبقى له إلا صحبة كغثاء السيل, فيسطر لهم التهاني وقلبه يتمزق حزناً وأسي ..

فلطالما أسأؤوا له..
ولطالما مزقوا قلبه..
وأيقظوا حزنه..

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى *** عدواً له ما من صداقته بُدُ

فيقبل في هذا اليوم على تصفح كتاب الزمن, والتباكي على الوهم!
ويوقظ عندئذ صخب حواسه ... همومه المأزومة...ودمعة مكتومة!
ويضرم النار في دهاليز الذاكرة..ويوقظ الكلمات العابرة!
فسرعان ما تخفُت فينا البهجة...وتُقتل الفرحة..ونرقص على الجراح!
وينشطر فينا الكبرياء...و يتشظي النقاء!
فنلقم أولى التمرات مؤذنين بالفطر.. مبتلعين لزفراتنا ..مرتشفين آهاتنا

أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه *** ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا
وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَـجٌ *** فعاد فطـــــرك للأكبــاد تفطيرا

ولقد حدا الأمر بأحدهم أن خاطب العيد طالباً منه الارتحال!!!

فقال الشاعر الشاعر محمد المشعانُ متحسراً على ما آل إليه حال الأمة من تفرق وخصام:

ماذا تقول لهذا العيد يا شاعر؟ *** أقـــول: يا عيد ألق الرحل أو غادر!
ما أنت يا عيد والأتراح جاثمـة *** إلا ســـــؤال سخيف مرَّ بالخاطـر.
ما أنت يا عيد والعربان قد ثكلوا *** جمالهم والمراعي وانتهى الماطر ؟
ما أنت يا عيد في قوم يمر بهـم ** ركب الشعوب وهم في دهشة الحائر.


فلم العزف على أوتار المخاوف...!
لم نسلب أنفسنا حق البهجة في الحياة...!
أليس ربنا عز شأنه هو الذي اضحك وأبكى!
ومتى كانت الهموم تُغيث ملهوفاً ,وتطعم جائعاً, وتكسي عارياً..!


فوزيه منيع الخليوي
*عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة النبويه.

 

فوزية الخليوي
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط