صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







لأني أحـِـب صديقتي ؛ خربّت بيتها !

كتبته : فجر الأمل

 
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

( لأني أحـِـب صديقتي ؛ خربّت بيتها ! )

ليست خيال .. بل حقيقة !

في كثير من الأوقات ، يجعلنا أصدقاؤنا أو أقرباؤنا موضِع ثقة و استشارة ..

حين يضيق الصديق و تضيق نفسه بمشكلتِه و هَمـّـه ، و يعجز عن الحَل ..
فإنه يأتي إلى أحدُنا ، ليجد قـَـبـْـلَ الحل ؛ أُذناً تستمع إليه و تُنصت
فيبدأ صاحِب المُشكِلة يخرِج مكنون صدره ..
و قد تسبِق دموعُـه حروفـَـه ..

و لأن كُلَّ واحدِ منّا يحِب صديقه و قريبه ..
فإننا نتعجّل و نعطيه حلاً عاطفياً و نتعاطف معه حتى تُهدمَ حياتـُـه !!

ليس هذا خيال بل هي حقيقة !!


في البيوت توجد مشكلات و عواصف تهبُّ على البيت الهادئ
و قد تحوّله رُكاماً إن لم يستطع أصحابـُـه أن يرمموه ..

يأتي الزوجُ شاكياً إلى صديقه سوءَ حالِ زوجتـِـه
و نفوره منها ، و يأسه عن إصلاحها !
و أنه صَبـَـرَ عليها و تحمّل منها و نفسه لا تطيق المزيد ..

فيتعاطَف ذلك الصديق مع مشكلة صاحبه و يتفاعل معها
ثم يُخرِج له حلولاً عاطفية !
قد أملتها عليه عاطفته !

فيقترِح عليه أن يطلقها !!
أو إن كان به بعض حزم يبدأ يقول :
أعلمُ أنك صبرتَ عليها ، و أعلمُ أنَّ أمرها صعب
و لو كان عندي زوجة كزوجتك ما طقتُ معها الجلوسَ ساعة ..
لكن اصبِر ، فهذا نصيبـُـك !

و اصبـِـر من أجل أبنائك !

فيوغِر صدَر الرجُل على زوجتِه دون أن يشعُر


و مشهد آخر لزوجة تشتكي من زوجها
فلا تجد إلا التشجيعَ على مفارقة الزوج و البحث عن زوجِ بديل !
أو قد يُصبُّ جامَ الحِقد و اللوم على الزوج و يكون الحَق و كُل الحَق مع الزوجة ، و أنها مظلومة و مسكينة و متحمّلة الألم وحدها !

==============

حقيقة
أننا قد نسيء إلى من يشكو إلينا مشكلاتـِـه دون أن نعلمَ ذلك ..

فنقف مع الشاكي ضد المُشتكى عليه ! دون أن ندرك كل الحقيقة ..
و في ذلك يقول عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - ( إذا أتاكَ الخصمُ و قَد فُقئتْ عينه فلا تحكمْ له حتى يأتى خصمُه فلعلّه قد فُقئتْ عيناه)

و هذا صحيح ..
* فنحنُ بسبب عواطِفنا ، نقِف في صف من نُحِب و قد لا نكون منصفين !

* و أحياناً يستعطِفنا الشاكي بعباراته
فنظنُّ أنَّ الحَق معه !

* و سبب ثالث .. أننا نسمع لأول من يأتي ! فإذا جاء الطرفُ الآخر شاكياً ، تكون أنفسنا مشحونة عليه
فلا نستمع له مثل استماعِنا للأول و قد نعتقِد أنه يكذِب !


و هكذا نجد أنفسنا في موقِف القاضي الذي يحكم بالقاضية !

لذلك يجب على من أعطاهُ الله العقل الراشِد و مَن جعله الله موضِع الثِقة من الناس ..
أن يكون مُنصِفاً ..

و الحقيقة أنَّ أكثر المشكلات التي تدمِّر البيوت أو تضاعِف حجمها
لا يكون سببها المشكلة نفسها أو أطرافها ..
بل السبب يعودُ غلى من قدّم الحلول العاطفية الخالية من الحِكمة ..


يشتكي الأبناءُ من آبائهم
يشتكي الأزواجُ كُلاً من صاحبه
تشتكي الصديقات و الأصدقاء

فإن لم يجدوا عقلاً واعياً و عاطِفة منضبطة مِن غيرهم
فإنه سيستمعون إلى أراء هوجاء قد تؤجِج النارَ و تزيدها !


و نقطة احِب أن ألفتُ إليها النَظر ..
أحياناً أقرأ مشكلة في المنتدى من عضوة تكتب شكوى إحدى السيدات مِن زوجها ..
و ربما كان الخطأ من الزوج ..
فيبدأ الأعضاء بالاستغراب و الاستياء من الزوج و والوقوف في صَف الزوجة

و الحقيقة أنّ العضوة هي صاحِبة المشكلة و ليست لأحد من الناس
فتخيلوا رَدة فِعلها حين تجد مِن الجميع استهجاناً لفِعل زوجها
و لوقوف في صفها من الجميع ؟

فالنساء خاصة
حين تجِد أن الجميع معها فإنها تبني قرارت عاطفية قد تكون مدمّرة لها !


لذلك أقول ..
أولاً / إذا أتاكَ الخصمُ و قَد فُقئتْ عينه فلا تحكمْ له حتى يأتى خصمُه فلعلّه قد فُقئتْ عيناه

ثانياً / إن لم يكن بالإمكان الجلوس مع الخصم ؛ فالحل يبدأ مع الشاكي
و لا نجعل كل الحَق معه أو كل الحَق ضِده
فيجب أن تُقدّم الحلول بحيث تُعمَل من طرف الشاكي و تكون عوناً في حَل المشكلة .

ثالثاً / لا تؤكِّد أيها المستمع لشكوى صاحِبك على سوء الخصم ..
و لا تستهجِن أو تضخِم الأمر ..
و حاوِل أن تجعل للخصم أعذاراً في فِعله ..

رابعاً / لا تجعل حلولك نابعة من يأس !
مثل قولك ( مالك إلا الصبر ) ! أو ( أعلمُ أن خصمك مخطئ ) !
و غيرها من العِبارات التي لا تنفع أو لا تكون عوناً لصاحِب المشكلة

بـَـدل مِن قولك ( مالك إلا الصبر )
قـُـل مثلاً ( تعلّم أن تصبِر و تعمل .. اصِبر على بلواك و لكن اسعَ في الإصلاح )

و بـَـدل مِن قولك ( أعلمُ أنّ خصمَك مخطئ )
قل له : ( لا يوجد إنسان كامِل ، و كلنا ذوو عيوب و أخطاء .. فإن كان خصمُك فيه هذا الطَبع فتفكّر في حسناتِه فلعلك تجدُ منفذاً من خلالها على قلبه )

و هكذا ..
بحيث لا تكون حلولنا مدمِّرة

أو ندخل تحت حديث [ ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده]

خبب : أي أفسدها ، بأن يحبب إليها كراهة الزوج


و الموضوع يطول
و لكن هذي إشارات لعلَّ الله أن ينفعَ بها


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فجر الأمل
  • الحياة الأسرية والزوجية
  • العام
  • خواطر مِن فيض قلبي
  • همسات للقوارير
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط