اطبع هذه الصفحة

http://saaid.net/daeyat/fajr/46.htm?print_it=1

أنا و مشاكسات ابنة أخي الحبيبة

كتبته : فجر الأمل

 
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


أنقلُ لكم اليوم تجربة و موقف حصل لي مع ابنة أخي الحبيبة

أخي الحبيب الأكبر عنده ابنة وحيدة عمرها سنة و نصف السنة

اسمها " ريهام "

كنتُ أشاهِد التلفاز و كان بجواري إحدى قريباتي الصغيرات و عمرها خمس سنوات
قريبتي وديعة جداً و فيها هدوء ملفت للأنظار ..

أتتْ ريهام الحبيبة تمشي بخطوات سريعة و بتلك القدمان الصغيرتان و مدتْ يدها نحو قريبتنا و أرادت الإمساك بشَـعرها !!
فامسكتُ يد ريهام و حاولتْ مقاومتي و تخليص ساعدها من قبضة يدي !!

لكنها وقعتْ أسيرة بين أصابعي و أخذت تصرخ
فحملتُها بين يديَّ و هي تقاوم و تصرخ و تحاول أن تجرّ شعر قريتنا الصغيرة !!

حينها قلتُ لريهام بهدوء : نتفاهم نتفاهم ثم افعلي ما يحلو لكِ

لكن ريهام الحبيبة ليست مكترثة بما أقول !

فرددتُ جملتي الأولى لها و حملتُها و ذهبنا و جلستُ و إياها على ( الكنب ) و أخذتُ أتحدّث معها ..
أعلمُ تماماً أنا لن تعي ما أقول و لكن كان عندي قناعة بفعلي

فجلستُ بجوارها و قلتُ لها : ألم أقل من قبل أنه لا يصح أن نضرب أحداً ؟؟
و هذه الصغيرة ضيفة لديكِ ، و المسلم لا يصلح أن يضرب ضيوفه أو يهينهم ، بل يحبهم و يكرمهم

كانت تنظر إليَّ بعينيها الصغيرتين و أنا متأكدة أنها لا تدري ماذا أقول لها و لا عن أي شيء أتحدّث ..

فقلتُ لها : ما رأيكِ أن نذهب إلى المطبخ ؟؟

فقمتُ و هي تنظر إليَّ و لم تتحرك
فالتفتُّ نحوها و مددتُ يداي لها ففهمتْ إشارتي و مدّتْ يديها نحوي و حملتُها على ذراعي

و ذهبنا للمطبخ
رأيتُ على رف الدولاب علبة جُبنة و عُلبة بسكوت

فأشرتُ للحبيبة أن تحمل الجبنة
فحملتـْـها و ذهبتُ ناحية الولاب و فتحتُ لها بابه و قلتُ لها ضعيها هُنا و أشرتُ لها بالمكان فوضعتـْـها
و كذلك عملنا مع علبة البسكوت .

فلمّا رأيتُ السرور يعلوها اقترحتُ عليها أن أعطيها شيئاً تملأ به بطنها و معدتها الصغيرة ، و كانت تراقبني و أنا أجهّز لها أكلها

الذي أضحكني و أعجبني
أنه ريهام الحبيبة ذهبتْ لقريبتنا الصغيرة و ( عزمتــْـها ) على الأكل و حملتْ الملعقة و رفعتْها تجاه فم القريبة الصغيرة !!

لكن الصغيرة رفضتْ عزيمة ريهام ؟!

و بعد بُرهة قامت القريبة الصغيرة ودخلت المطبخ
فمدتْ يدها على شيءٍ ما بالمطبخ
فأتتْ ريهام من خلفها و قالت بكل البراءة :
(( أح ، أح ))

فقلتُ : نــِـعم المُربية يا ريهــــــــــــــام !

================

لماذا أوردتُ الموقف السابق ؟؟

فقط أريد أن أقول :
أننا نستطيع أن نمتص طاقات الأطفال و نوجّه طيشهم لشيء مفيد

حينما حملتُ ابنة أخي و كلمتُها و ناقشتُها
كنت أريدها أن تهدأ و أن تشعر أن هناك من يشعر بها و يفهمها و يفهم شعورها .

لو أني أمسكتُ يدها و حذرتها من مهاجمتها للضيوف لن أستفيد و لن تستفيد

أولاً / أشعرتُها بالأمان و سحبتُ جزءً من طاقتها بحديثي معها ، و جعلتُها تتنفس من خلال الحديث ..

ثانياً / كنت متأكدة أنَّ داخلها طاقة و لازالت موجودة
لذلك جاءت في بالي فكرة أن أجعلها ترتب رفّ الدولاب و تُعيد الأشياء إلى مكانها
فطاقتها الداخلية و حماسها يجب أن تُستغل في فِعل مفيد أو قد تعود و تضرب قريبتنا الصغيرة .

هذا ما أحببتُ نقله لكم من خلال تجربتي

و أقول :
إن انتهار الطفل و توبيخه و تهديده بـِـلـُـغة العيون ! أو بالكلام
كل هذه أساليب لا تنفع مع الصغار و حتى الكبار أحياناً ..

احتواء الصغير إشعاره بأنه مهم و الشعور بشعوره و أحاسيسه و تربيته بطريقة الحِوار .. هذا أجمل و أنفع لتربية الصغار ..


بقي أن أقول :
أن " ريهام " الحبيبة تسمع كلامي ! و تنفّذ ما أقوله ، بل و تحذر مني إذا أخطأتْ ..

فقالت لي أمها : ماذا فعلتِ بابنتي حتى تطيعكِ أكثر من أبيها ؟!

 

فجر الأمل
  • الحياة الأسرية والزوجية
  • العام
  • خواطر مِن فيض قلبي
  • همسات للقوارير
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط