صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







يا دمعةُ شوقٍ مِـن عيني تحدرتْ

كتبته : فجر الأمل

 
بسم الله الرحمن الرحيم

كنت على سريري أذكرُ الله ، و أشغِل نفسي به سبحانه عن هوى النفس
و مُتع الدنيا التي تقودني للحرام و تبعدني عن الله ..

و أنا على حالي ..
و لا أحدٌ مِن أهل بيتي عندي ..

إذ بصوتٍ مجلجل هزّني هزّا ..
و شدَّ مسامعي شدّا ..

الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .

صوتٌ شدني ، فدخل لنفسي المضطربة فهدأ مِن روعها ..

بدأت أردد مع المؤذن آذان العِشاء ..
ثم انتهيت بعد انتهاءِ المؤذّن و صليت على الحبيب و ذكرت الدعاء الوارد ..

===============
بعد الأذان ..

تحدّرتْ مِن عيني دمعة ..
و أصابني نشيج و أزيز ..

تذكّرت خطاي للمسجد ، و صلاتي فيه .

تذكرت سجودي للواحد الأحد ..
أعفــّر وجهي لله الصمد ..

أسجدُ له سجدة تنسيني الدنيا و ما فيها
أحمد الله أن هَدَاني و بصّرني

فأرى مـَـن حوالي ليسوا على التوحيد
و غيري وُلدوا في ديار المسلمين فتركوا صلاتهم ..

فأحس بأني في نعمة لم يشعرْ بها غيري ..

سجدةٌ و دموع ..
و حالٌ غابَ عن الجموع ..

أقوم لله في بيته المسجد ..
فأركع و أقوم و له – سبحانه – أسجد ..

أختتم صلاتي بالسلام
أحتضن مصحفاً ثم أقرأ و أقلّب الصفحات

تُقام الصلاة ..
يكبّر الإمام ..
أقف بين المصلين ..
أكبّر ثم أقرأ ..

أنتهي مِن الصلاة ..
و أطلبُ حاجتي مِن الله ..

و اليوم !!!

و اليوم لا غدوٌ و لا رواح !
بل هو هَمٌ على قلبي لم ينزاح ..

أقبعُ في غرفتي
يحتضنني سريرٌ عاش معي المرارة
أتحدث مع نفسي تارة و معه تارة ..

أتمنى أن أحمل مصحفاً بيدي ..
فيؤنسني في حاضري و الغدِ ..

هي دمعةُ شوقٍ مِن عيني تحدّرتْ
حاولت مسحها بأصابعي فعجزت ؟!

أمرتـُـها أن تختبئ خلف الجفون فعصتني ..
فتسللت مسرعةً على صفحِ خدي ..

و كأنها تقول :
دع عنك هذا الكتمان ..
دعني أخمد هذا البركان ..

بركانٌ في صدرك و نيران أسى ..
و همومٌ تجثم عليه في الصباح و المسا ..

دعني أتحدّر على خديك فلعلك ترتاح
و تنسى قليلاً مما اعتراك ..

خفضتُ جفني و قبـْـلـَـه رأسي ..
أتوارى مِن أعين أحدٍ يأتي فيراني .

دخل أخي و اتجّه إلى ثوبّه المعلّق ..
و قال : سأذهب للصلاة يا غالي ..
و سأعود ..
فانتظرني يا نور الوجود ..

فلمّا خرج من عندي
قلت فليهنـِـكَ الركوع و السجود ..
و ليهنـِــكَ القيام بين يدي الله المعبود ..

أمّا أنا فسأفترش سريري !!
و سأصلي لله على ظهري ..

سأومئ برأسي و أشير ..
و أدعو العليَّ الكبير ..

فلعلَّ الهَــمَّ يـُـفرّج ..
و تهدأ نفسٌ تتلجلج ..

فيااااااارب .. ارفع الضرَّ عني ..
و جفف دموعاً نزلتْ مِن عيني ..

و اشرح بال المكلوم ..
و نفــّـس كَرب المهموم ..

و اهـــدِ مَــن متعتـّـه بصحته فما شكرك ..
و عصاك بنعمتك ..

فقد قومّت له العِظام ..
و لكنه ما استقام ..

و يااااااااارب إنك تعلمُ أنَّ رِجلي ما مشت إلى حرام ..
و إني لأشتاق لسجدةٍ بين يديك تعانقُ فيها جبهتي أرضك ..
فأصلي نافلتك و فرضك ..

فيااااااارب قوّم عظامي و حرّك أطرافي ..
فلازلتُ أشتاق لسجودٍ على أرض مصلاي .

و الحمد لله

=======================

كلماتٌ كتبتها ..
بعد أن تخيلت مشلولاً ، كان مطيعاً لله و منعته إعاقته مـِـن أحبِّ عباداته .
و مِن بيننا مــَن أنعمَ الله عليه فما انحنى ظهره راكعاً و لا مرّغ أنفه ساجداً ..

فتخيلت المُعاق يدافع دمعة شوقٍ ذرفتها عينه
و كأنه يقول :

نهرانِ للأشواقِ ، هذا بالرِضا = عَذْبٌ ، و هذا بالهمومِ أُجاجُ

كتبتــْـه
خبيرة

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فجر الأمل
  • الحياة الأسرية والزوجية
  • العام
  • خواطر مِن فيض قلبي
  • همسات للقوارير
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط