صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







ابن تيمية عاتباً ... على صفحات التاريخ !!!

إكرام الزيد

 
حين رأيتُ بعض الرويبضة يتجأرون على علمَ الأمّة الإمام شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله، ورأيتُ الصمتَ يخيّم علينا كوحشة القبور غير مدافعين، كانت هذه القصيدة .. أتخيّل فيها الإمام يتحدث عاتباً ..

الــبـدرُ يـنـأى أنْ يبـيتَ هلالاً *** والحبُّ يأبى أنْ يكونَ مقــالا!
وأرى القصيد سينزوي متواضعاً *** بلْ يستكينُ مهـابةً وجـــلالا
ولقد عجزتُ أقيمُ صلبَ فرائدي *** عزّ المقـــام .. ولا أطيـقُ نزالا
ولقد صمتُّ .. وشيـــخنا متكلمٌ *** بعثَ العتابَ إلى القصيدِ وقالا:

لاهمَّ باسمكَ أبتدي الأقـــــوالا *** وإليكمُ كُتبَ القصيد جــــزالا
آتيــــكم من قلبِ دهـرٍ خـالـدٍ *** والدّهرُ لـولاَ الخالـدينَ لَــزالا
انظر فديتكَ ما ترى من دوحةٍ *** غنـّاءَ ترفـلُ بهجةً وظــِـــلالا
انظر حوتْ كلّ الثمارِ وينعهـا *** والمـاءُ يـجــري دافـقــاً وزلالا
أرأيتَ فقهاً يومَ يأتي راجـــلاً *** أرأيتَ علماً يومَ صــارَ رجــالا
أرأيتَ كلماً عسجداً في لفــْـظـهِ *** والــدّرُ في مَعنـاهُ زادَ جــَمـَالا
أرأيتَ عـقـلاً مشرقاً مــتــلألئاً *** رقـراقَ يسقي الواردين نهــالا
أم هل رأيتَ من الجبالِ شوامخاً *** تبقى على مَـرِّ الزمَــان جبــالا
آتي..وبينَ يديّ نورُ بصـِـيرتي *** وسمقتُ عزّاً .. هيبةً وجــلالا
وسلكتُ دربَ محمّدٍ في نـهجهِ *** وتبعتُ في الصدحِ النديّ بـلالا
وبذلتُ نفسي والعطـاءُ منـازلٌ *** كيـمــا ألاقـي بـِالنّـوال نـوالا

من بين تاريخ الكرام سـأنبــري *** آتيكمُ .. والبـدرُ باتَ هــــلالا!
يا أيّها التــاريـخُ إنّي عـاتـــبٌ *** ومعَ العتابِ سـأضـربُ الأمـثالا
أتشبّهون الـوبــلَ سـحّاً مُغدقـاً *** بأديمَ صبَّ على الأنـام وبـــالا؟
أتشبـّهونَ جـذورَ كـلـمٍ ضـاربٍ *** في الأرضِ ثمّ إلى السمـاءِ تعالــى
وظـلالـهُ للـعـابـريـنَ مــرافـئ *** يؤتي الثمارَ المجتنينَ بــَـلالا
بالحنظل المرّ القـتاد .. فويحكم *** أتــشبّــهون قــطيعةً ووصـالاً؟
أأراكمُ تتلون ببعض مــَسائـــلي *** وتراجِعُون من الكتـابِ سُــؤالاً
وأكابر العظــمــاء بين يـراعكـم *** فقهاً، وصارَ النهش فيّ حـلالا؟
بل تمتطون من الصحائف صَهوةً *** بئسَ المطيّـة في النّزالِ بـغـالا!

ليسَ الملامُ على اجتراء روابـضٍ *** يا قوم كلاّ فالمصـابُ تــــتـــالى
إنّي رأيتُ الجرح ينزفُ ثاعــباً *** والـذلّ يَغـشى في الأنامِ رجَــالا
والصمتُ يرتعُ فيكمُ وهَـوانــكـم *** قَـد صارَ عقداً يُرتدى وعِــقـالا
والبغضُ فيما بينـكم مسـتحــكمٌ *** بل صالَ في عرضِ القلوبِ وجالا
والخوفُ قيـدٌ .. والجفاء سلاسلٌ *** ولبستمُ شــرّ الخـصالِ خصــالا
إني أسفـــتُ وقد رأيتُ بحالكـُـم *** ذُلّ الصـَّـغَــارِ عــليكمُ يـتـوالى
إني أسفتُ وقـد علمـتُ بأنــــَكم *** تــدرونَ أنَ الحــلّ ليسَ محالا
إني بكيتُ وقد حضرتُ صـدودكم *** وبكيتُ هدياً حين صار ضَــلالا
مـا أعظمََ الطعنــاتِ في أحشـائكـم *** ما دمتُ في عرضِ الجروح مثـالا!
 

إكرام الزيد
22/ 9 / 1425هـ

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
إكرام الزيد
  • مـقـالات
  • قصص
  • قصائد
  • أفكار دعوية
  • ردود وتعقيبات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط